شهدت الجبهة الجنوبية أمس، تبادلاً محدوداً للقصف، عزته مصادر مطّلعة، الى أنّ ردّ «حزب الله» على الإعتداءات الإسرائيلية كان «شحيحاً» مقارنة بالأيام والأسابيع السابقة. وأفادت أنّ «الحزب» لا يريد إعطاء إسرائيل ذريعة لتوسيع نطاق عملياتها واستهدافاتها.

ونقل مصدر سياسي مطلع على كواليس السياسة الدولية عن مسؤولين روس لـ»البناء» خشيتهم من توسّع الحرب في المنطقة وفي لبنان، في ظل التصعيد التدريجي والدراماتيكي الذي لم تعهده المنطقة في مراحل سابقة، لا سيما مع دخول أطراف إضافية على الصراع مثل أنصار الله والقوات اليمنية ومنظمات مسلحة في العراق وإيران وبطبيعة الحال حزب الله في جنوب لبنان.

وما شهدته المنطقة من «حرب صواريخ» جوية عابرة للإقليم بين إيران والعراق وسورية وباكستان واليمن والبحر الأحمر ودخول أميركي – بريطاني على خط النار، ما يعمّق الحرب في غزة ويعطي «إسرائيل» فرصة لإطالة أمد الحرب وبالتالي تعقيد التوصل الى تسوية للحرب في غزة. وينقل المصدر أيضاً مخاوف روسية حقيقية على الوضع في المنطقة حيث توسيع الأميركيين لحربهم على سورية والعراق وعدم بذل المساعي الجدية للضغط على «إسرائيل» لوقف الحرب على غزة، يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، لذلك على كافة الأطراف السعي لاحتواء التصعيد وتفادي الحرب الشاملة.

وكتبت" الديار": نصيحة واحدة نقلها الموفدون الامميون الى حزب الله من هوكشتاين الى لودريان وما بينهما زوار بريطانيا وقبرص والمانيا وايطاليا «اوقف جبهة الجنوب ودعم حماس وخذ البلد والرئاسة ورفع العقوبات»، هذه الاغراءات كلها رفضها حزب الله واكد على وحدة المسار والمصير مع غزة، عندها اعتمد مسار دولي اخر في الضغوطات والتهديدات قائم على ابعاد حزب الله مسافة عدة كيلومترات عن الحدود، لكن الموفدين الدوليين والعرب فوجئوا براديكالية الرئيس نبيه بري وجوابه القاطع «تقريب الليطاني الى الحدود اسهل من انسحاب حزب الله عدة كيلومترات عن الحدود» عندها عاد مسار التهديدات الاميركية - الاوروبية للارتفاع بتدمير لبنان واعادته الى العصر الحجري وبث اجواء اعلامية تهويلية على الشعب اللبناني بقصف محطات الكهرباء والماء والبنى التحتية، هذا المسار التهديدي ما زال قائما حتى الان، وكرره المسؤولون الاسرائيليون امس، وطالب رؤساء سلطات محلية من المناطق القريبة من الحدود مع لبنان نتنياهو وكابينت الحرب بتسوية المنطقة الممتدة من الخط الحدودي حتى 10 كيلو مترات داخل لبنان بالارض، من اجل التخلص من التهديد المباشر على البيوت الذي تشكله الصواريخ المضادة للدروع التابعة لحزب الله، كما حذر وزير الخارجية الاسرائيلية من ان لبنان سيدفع الثمن اذا لم يتراجع حزب الله عن الحدود، واستبعد الوصول الى وقف لاطلاق النار.
وحسب مصادر سياسية رفيعة، فان مواقف الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب والحكومة مجتمعة بالاضافة الى مواقف وليد جنبلاط وسليمان فرنجية وجبران باسيل والكتل النيابية ومعظم القوى السياسية الداخلية حصن الموقف اللبناني في وجه الضغوط الخارجية ومنع اللعب على التناقضات الداخلية كما حصل خلال حرب تموز، وادى تعامل حزب الله الاستثنائي مع جبهة الجنوب والحرص على عدم توسعها والحفاظ على البلد ومصالحه، الى ضبط خطاب المعارضين لحزب الله نسبيا وابقائه تحت السقف.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

مدير معهد فلسطين للأمن: إسرائيل مستمرة في نهجها دون تغيير تجاه الجنوب اللبناني

أكد حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، أن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية تجاه الجنوب اللبناني لم تشهد أي تغيير يُذكر، على الرغم من الهدوء النسبي الخادع.

اليونيفيل: الجيش الإسرائيلي أطلق النار على دورية تابعة لنا جنوبي لبنانمقترحا دولة محايدة.. وزير خارجية لبنان يرفض زيارة طهرانسلاح جو الاحتلال ينفذ ضربات على أهداف تابعة لحزب الله جنوبي لبنانترامب يمنح لبنان مهلة حتى 31 ديسمبر لنزع سلاح حزب الله

وأضاف في تصريحات، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ تل أبيب ما تزال مستعدة لتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف شخصيات لبنانية، ولا سيما قيادات من حزب الله، متى توفرت لها الفرصة، لافتًا، إلى أن هذه السياسة تشكل جزءاً من نهج ثابت لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وتابع، أنّ لهذه العمليات عدة أهداف؛ أبرزها تعزيز عملية الردع ضمن السياسة الأمنية الإسرائيلية، بالإضافة إلى إرضاء الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل، التي تسعى إلى القضاء على ما تعتبره تهديدات وجودية قادمة من جنوب لبنان.

وأضاف أن هذا النهج يشمل أيضاً محاولة الضغط على الدولة اللبنانية للإسراع في نزع سلاح حزب الله وعودة الجيش اللبناني إلى مناطق الحدود.

وأشار إلى أن هذه السياسات ترتبط بالنهج العنجهي الذي تتبعه دولة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق أي سلام أو استقرار في الجنوب اللبناني ما دامت إسرائيل تحتل أراضي لبنانية ولم تدخل في اتفاق سلام شامل مع الولايات المتحدة والأطراف العربية والإقليمية، مؤكدًا، أن أي حديث عن تهدئة يظل هشّاً في ظل غياب حل جذري للصراع.

طباعة شارك لبنان اخبار التوك شو بيروت الاحتلال اسرائيل

مقالات مشابهة

  • عون: الطريق المسدود أخذنا إلى التفاوض وجاهزون لترسيم الحدود مع سوريا
  • غارات عنيفة من الجنوب إلى البقاع ولبنان سيطالب الميكانيزم بالانسحاب الاسرائيلي من النقاط المحتلة اولا
  • تحرّكات في الجنوب... ماذا قال موقع إسرائيليّ عن عناصر حزب الله؟
  • طيران الاحتلال يحلق على ارتفاع منخفض في الجنوب اللبناني
  • رئيس جبهة المستقبل يجتمع بمنسقي ولايات الجنوب في تامنغست
  • جنبلاط: الجيش يقوم بعمل جبّار في الجنوب
  • إسرائيل: التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد
  • البقاع على خط الحذر… والجيش يتشدد على الحدود
  • مدير معهد فلسطين للأمن: إسرائيل مستمرة في نهجها دون تغيير تجاه الجنوب اللبناني
  • الجنوب المحتل.. مسرح لتصادم الأطماع الخارجية وضريبة “مصادرة القرار”