القوات المسلحة اليمنية.. لا حدود تفصل غزة والقدس عن صنعاء
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
يمانيون – متابعات
باختصار، قلبت العملية العسكرية الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية الطاولة على كل الحسابات الأمريكية في المنطقة، وقضت على هدف عزل الفلسطينيين، وتركهم عرضةً لعملية تصفيةٍ صهيونية وقتل تدريجي، تمهيدا لإلغاء القضية الفلسطينية من القاموس السياسي والوعي الإسلامي والعربي.
فعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها في مناصرة غزة في محنتها إلا أن اليمن لا زالت على موقفها وفي ذروة نشاطها العسكري البحري في منع السفن التي تحمل البضائع إلى الموانئ الصهيونية في فلسطين المحتلة، بالتوازي مع فشل المسؤولين الأمريكيين ومؤسساتهم العسكرية والأمنية، في توقع قوة الرد الصاروخي اليمني.
وفي هذا السياق.. جدّد قائد الثورة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي تأكيده على استمرار معركة اليمن في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة.
وقال قائد الثورة في كلمة له اليوم الخميس: “إن معركة اليمن لها ارتباط تام بما يجري في غزة، سواء ما يتم إطلاقه إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة من الصواريخ أو العمليات في البحر”.
وأضاف: “بلدنا سيواصل عملياته حتى يصل الدواء والغذاء إلى كل سكان غزة، ويدخل إلى غزة احتياجها الكامل من الغذاء والدواء، حتى يتوقف الإجرام الصهيوني”.
وتابع قائلا: “يأبى لنا ضميرنا الإنساني وانتمائنا الديني، وروابطنا الأخوية مع الشعب الفلسطيني أن نسكت أو نتفرج على تلك المشاهد المأساوية من جوع أبناء غزة، دون أن يكون لنا موقف أو أن نتجاهل نداءات اخواتنا في غزة، أو نتجاهل دموع اليتامى وصرخات الثكالى”.
كما جدد السيد عبدالملك تأكيده على أن الملاحة البحرية آمنة .. قائلا: “نحن نستهدف بكل وضوح السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني، وبهدف إيصال المواد الغذائية والدواء للشعب الفلسطيني في غزة ومنع الإجرام الصهيوني بحق سكان القطاع وهو هدف واضح ومقدس، ومطلب إنساني ومفترض التجاوب معه”
ومع استمرار حرب الإبادة في غزة واصلت اليمن مساندتها للمقاومة في غزة، حيث أكدت القوات المسلحة اليمنية أنها اشتبكت معَ عددٍ مِنَ المدمراتِ والسفنِ الحربيةِ الأمريكيةِ في خليجِ عدن، وبابِ المندبِ أثناءَ قيامِ تلكَ السُّفُنِ بتقديمِ الحماية لسفينتينِ تجاريتينِ أمريكيتينِ.
وأوضحت القوات المسلحة في بيان صادر عنها مساء الأربعاء، أن من نتائجِ عمليةِ الاشتباكِ إصابةُ سفينةٍ حربيةٍ أمريكيةٍ إصابةً مباشرة، وإجبارُ السفينتينِ التجاريتينِ الأمريكيتينِ على التراجعِ والعودةِ، وذلك انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ وضمنَ الردِّ على العدوانِ الأمريكيِّ البريطانيِّ على اليمن.
وأشارت القوات المسلحة اليمنية إلى أنها استخدمت في عمليةِ الاشتباكِ التي استمرتْ لأكثرَ من ساعتينِ عدداً من الصواريخِ الباليستيةِ.. مؤكدة وصولُ عددٍ من الصواريخ البالستيةِ إلى أهدافِها رغمَ محاولةِ السفنِ الحربيةِ اعتراضَها.
وأكدت استمرارَها في منعِ الملاحةِ الصهيونية أوِ المتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربيِّ حتى وقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عنِ الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزة.
وأضاف البيان: “تؤكدُ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ على اتخاذِ كافةِ الإجراءاتِ العسكريةِ اللازمةِ ضمنَ حقِّ الدفاعِ المشروعِ عنِ بلدِنا وشعبِنا وأمتِنا، وذلكَ في استهدافِ كافةِ الأهدافِ المعاديةِ الأمريكيةِ والبريطانيةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربي”.
وفي هذا السياق أقرت شركة ميرسك للشحن، اليوم الخميس، بأنّ السفينتين اللتين استهدفتهما القوات المسلحة اليمنية أمس كانتا تحملان معدات عسكرية أمريكية.
وبهذا أثبتت اليمن من خلال هذه العملية أنها متمسكة بضرباتها العسكرية، وبأنها لا تعرف حدوداً تفصل غزة والقدس عن صنعاء وأنها لن تستسلم بدون أن تحقق انجاز، سيكون بابًا فاصلًا لهزيمة المشروع الأمريكي في حماية تسلط الكيان الصهيوني واحتلاله واجرامه المتمادي بحق الشعب الفلسطيني.
من جهةٍ أخرى يمكننا قراءة نجاح العملية الأخيرة للقوات المسلحة اليمنية أنها أثبتت مجددا التحامها جوهرياً وموضوعياً مع إيقاعات المقاومة الفلسطينية في غزة إلى أبعد الحدود، بشكل يلبي حجم التطورات الميدانية على أرض غزة.
ومن هنا، تأتي أهمية العملية العسكرية للجيش اليمني كرسائل متعددة الاتجاهات لكل الأطراف الإقليمية والدولية، فحواها أنه لا يمكن لأحد أن يعبث ويتمادٍ في غزة والقدس من دون أثمان باهظة، وأن الرد على هذا العبث سيتم من خلال فوّهات منصات صواريخ المقاومة في اليمن.
فثمة تأكيد على فشل العدوان الأمريكي- البريطاني في ثني القوات المسلحة اليمنية عن مواصلة منعها السفن الصهيونية أو تلك المتوجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة من العبور، وهو ما أكد عليه بيان القوات المسلحة، وردّده أكثر من مسؤول يمني، مع تأكيد بأن العدوان على اليمن غير منفصل عن العدوان على غزّة.
لذلك بات واضحا مدى الورطة الأمريكية- البريطانية في العدوان على اليمن، والذي من المؤكد أنه لا افق لنجاح أهدافه، حيث بدأت تتوضح خطوط هزيمته، ومردّ ذلك إلى أنّ المقاومة اليمنية استطاعت أن تفرض معادلة مفادها أنها قادرة على التحكم في أهم ممرات بحرية في العالم، ولديها الإمكانات العسكرية الرادعة، لرسم الخرائط الجيوعسكرية في البحرين الأحمر والعربي، إسناد لغزة ودفاعاً عن سيادة اليمن.
– وكالة سبأ
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
قائد القوات الأمريكية بالمحيط الهادئ: الصين تعزز قدراتها العسكرية بسرعة
أكد قائد الجيش الأمريكي في المحيط الهادئ الجنرال رونالد كلارك، اليوم السبت أن الصين تُطوّر تقنيات وقدرات وإجراءات عسكرية بوتيرة ونطاق غير مسبوقين.
وقال قائد الجيش الأمريكي في المحيط الهادئ خلال حديثه اليوم خلال منتدى استراتيجي للقوة البرية في مقر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، إن الصين تتعلم دروسًا من الصراعات الدائرة، وتُحسّن بسرعة قدرتها على العمل في إطار مشترك.
وأضاف كلارك أن تركيز الصين ينصب على منع الوصول ومنع دخول المناطق في المجالين الجوي والبحري ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
أوضح أن ما لم تأخذه الصين في الحسبان هو قدرة الجيش الأمريكي على توفير الوصول من خلال عمليات برية متعددة النطاقات"، في إشارة إلى مفهوم الردع متعدد النطاقات التابع للجيش الأمريكي، والذي يُقدّر العمل في الفضاء، والفضاء الإلكتروني، والحرب الإلكترونية، وعمليات المعلومات، واستخدام النيران بعيدة المدى.
وأشار القائد العسكري الأمريكي إلى أن الصين زادت من عدوانها وعنفها وأساليبها القسرية ضد حلفائها وشركائها في المنطقة، مشيرًا إلى أن "قدرتنا على التواجد، ومنحهم بديلًا، لا سيما في المجال الأمني، أمر بالغ الأهمية. لذا، فإن التواجد مهم".
ولفت إلى العدد الكبير من التدريبات التي تُجرى في جميع أنحاء المنطقة، والتي تشارك فيها الولايات المتحدة ودول أخرى، موضحا أن الجيش الأمريكي يزيد من المخزونات المُجهزة مسبقًا في المنطقة، والمعروفة بمراكز التوزيع المشتركة في مسرح العمليات، لتقليل الاعتماد على نقل الإمدادات من أماكن بعيدة جوًا وبحرًا، وتقليل المخاطر المرتبطة بذلك.
قال كلارك: "قدرتنا على تحقيق أفضلية موقعية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بجهودنا في شنّ حملات داخل سلسلتي الجزر الأولى والثانية، وبناء أفضلية موقعية من خلال اشتباكاتنا وعملياتنا وأنشطتنا واستثماراتنا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وتابع "لقد ضاعفنا جهودنا في مجال الصحة واللياقة البدنية الشاملة لضمان قدرة الجنود وعائلاتهم على الصمود في وجه أي تحديات مستقبلية".
وأكد كلارك أن القيادة الأمريكية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ مستعدة للمساعدة في حالات الكوارث الطبيعية، التي يقع الكثير منها في المنطقة، وأن الجنود يُساعدون في تجربة وتطوير قدرات فعالة.