لبنان ٢٤:
2025-07-03@14:30:13 GMT

سؤال برسم جبران باسيل

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

سؤال برسم جبران باسيل

يلومني البعض في كل مرّة أبدأ مقالاتي بتساؤل أو بسؤال. وعلى رغم هذا اللوم، وأنا أعرف أن مقصد بعض الذين يلومون بريء، فيما لا تخلو غاية البعض الآخر من الخبث المبطّن، سأبدأ مقالتي اليوم بتوجيه سؤال محدّد إلى رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، الذي هدّد في كلمته بمقاطعة جلسات مناقشة موازنة العام 2024 مع أعضاء تكتل "لبنان القوي"، باستثناء رئيس لجنة المال والموازنة وعضوين آخرين من اللجنة، إذا لم يأخذ رئيس مجلس النواب نبيه بري بما اقترحه عليه بشأن اقتراح القانون الذي تقدّمت به كتلته النيابية بالنسبة إلى الموازنة العامة.

 
السؤال محدّد وواضح: كم أستلزم النائب باسيل من وقت حتى يخلص إلى نتيجة كان من المفترض أن تسبق الفراغ الرئاسي، وقبل شهرين من انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، وهي، أي النتيجة، أنه بـ "الحوار الثنائي والثلاثي وبعدة اشكال يمكن التوصل إلى تفاهم على اسم (مرشح رئاسي) اصلاحي وجامع وملتزم ّ بالدفاع عن لبنان في وجه اسرائيل، وبعدم ضرب عناصر قوته من داخله لصالح الخارج.  ويجب أن يطمئن الذين يريدون لبنان دولة حق ّ قويّة، وكذلك الذين يريدون لبنان مقاومًا وقويًا. وليس صعبًا أن نتفق على اسم ملتزم يلتزم بهذين الأمرين. وما عدا ذلك ففوضى وخراب وانهيار على الجميع". 
ردّ الرئيس بري "الحاضر ناضر" جاء كالعادة فوريًا، وقاطع كلمة باسيل عندما قال له"هيدي أول شغلة إيجابية بتقولها منذ أن بدأت كلمتك". 
وقد قصد الرئيس بري بكلامه هذا أنه لو أخذ باسيل بما سبق لرئيس المجلس أن اقترحه يوم دعا إلى حوار السبعة أيام والمحصور تحديدًا بالأزمة الرئاسية لما كانت البلاد تعيش اليوم في فراغ رئاسي، خصوصًا أنه ضمّن دعوته هذه الذهاب فورًا إلى دورات متتالية لمجلس النواب تفضي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. أمّا أن يقول باسيل إنه ليس "صعبًا علينا أن نتفق على اسم يلتزم بما يريده قسم من اللبنانيين من أن يكون لبنان دولة حق قوية، أو أولئك الذين يريدونه مقاومًا وقويًا" ففيه اعتراف صريح بأنه هو وفريقه السياسي من عطّل هذا الاستحقاق خمسة عشر شهرًا حتى الآن، وذلك برفضه مبدأ الحوار على الأسس الأولية، التي تسبق مرحلة إسقاط ما تتفق عليه جميع المكونات السياسية على الأسماء، التي يمكن أن تصلح لهكذا مشروع "يجمع ولا يفرّق"، كما قال. 
وقد توقفّت أوساط نيابية عند الموقف الذي خلص إليه باسيل في كلمته، التي حاول فيها أن "يلعب على أكثر من حبل"، وبالأخصّ على "حبل الناقض والمنقوض" عندما غمز من قناة "حزب الله"، واعتبرت أن تمرير الرسائل المشّفرة، التي هي حمّالة أوجه، من شأنها أن تزيد الشرخ شرخًا، خصوصًا عندما توجّه في نهاية كلامه إلى الرئيس بري بالقول: "القرار عندك إذا بتكون هالجلسة مناسبة جمع او انقسام، وهيدا طبعا مؤشر للمرحلة المقبلة.  نحنا، من جهتنا، ندعو بكل الاحوال، الى الالتزام بميثاق شرف ان نحل قضايانا بالحوار والتفاهم ّواولها على رئيس الجمهورية. نحنا ضحينا وتنازلنا من اول يوم لنسهل، وقلنا لكم تعالوا نتفاهم سوا. واختم واقول المناكفات والاقصاء والتذاكي خلال 30 سنة خَّربوا وما عملوا دولة، بالعكس هدموها. حّلنا نعرف نعيش سوا باحترام متبادل، ونبني حتى نخلص لبنان سوا". وهذا ما رأت فيه الأوساط النيابية ذاتها محاولة جديدة من قِبل باسيل لإلقاء مسؤولية التعطيل على غيره، وهي مردودة في الشكل والأساس، باعتبار أن الشمس شارقة والناس "قاشعة"، حتى أن ابن خمس سنوات يعرف من يعطّل انتخاب رئيس الجمهورية، ومن يعرقل تنفيذ مشروع استعادة الدولة لمؤسساتها الدستورية.
ومن قال يومًا "اسمع تفرح جرّب تحزن" كان يعرف أن ثمة أشخاصًا سيتولون في غفلة من الزمن بعضًا من مسؤولية، ويعتقدون أن أحجامهم السياسية هي عكس ما تعكسه وجهة الشمس، صباحًا أو ظهرًا أو مساء، فيكتشفون أن أحجامهم السياسية في نهاية النهار لا تسمح لهم بأكل بقرة كما يتوهمّون عندما يكون ظلّهم عند الصباح بحجم مارد (جان دو لا فونتين).
رحم الله امرَأً عرف حدّه فوقف عنده.     
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الرئيس العليمي يلتقي رئيس مجلس النواب اليمني واعضاء هيئة رئاسة المجلس

عدن (الجمهورية اليمنية) - التقى الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني اليوم الثلاثاء بقصر معاشيق، رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، وعضوي هيئة رئاسة المجلس، محمد الشدادي، ومحسن باصرة، وذلك في إطار اللقاءات الرئاسية التشاورية حول مستجدات الاوضاع السياسية، والاقتصادية، والخدمية، والجهود المنسقة مع كافة السلطات للتخفيف من المعاناة الانسانية التي فاقمتها هجمات المليشيات الحوثية الارهابية على المنشآت النفطية وسفن الشحن البحري بدعم من النظام الايراني، وفقا لـ(سبأ) الشرعية.

وفي اللقاء، وضع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رئيس مجلس النواب، واعضاء هيئة رئاسة المجلس، امام مجمل التطورات على الساحة المحلية، والسياسات والتدابير الحكومية المتخذة للوفاء بالالتزامات الحتمية للدولة، بما في ذلك دفع رواتب الموظفين، واستدامة الخدمات الاساسية، وتعزيز الجهوزية لمعركة استعادة المؤسسات الوطنية، واسقاط الانقلاب.

واكد الرئيس العليمي ان هذا اللقاء يأتي في سياق الحرص المشترك على تعزيز التواصل بين السلطات، ومواكبة استحقاقات المرحلة، في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها حرب المليشيات الحوثية، والتنظيمات الارهابية المتخادمة معها.

واوضح ان هذه اللقاءات تهدف في المقام الأول الى احاطة جميع السلطات، والمكونات الوطنية، بمستجدات المرحلة وتحدياتها المتشابكة، لا فتا الى ان الملف الاقتصادي يبقى هو اهم التحديات الماثلة اليوم، حيث تواجه الدولة واحدة من أصعب الأزمات التمويلية على الاطلاق.

وتطرف الرئيس اليمني الى تداعيات توقف الصادرات النفطية على الاوضاع الانسانية، والمشاريع الخدمية، والبرامج الاستثماري، والخطط المطروحة لتحويل هذه الازمات الى فرص، وحشد كافة الطاقات لتنمية الموارد الذاتية.

اضاف "مجلس القيادة الرئاسي حريص على العمل مع الحكومة لاستعادة مصادر الدخل وتنويع الموارد، بمساعدة الاشقاء والاصدقاء، والعمل بمبادئ الشفافية والحوكمة في كافة التعاملات الحكومية".

واشار العليمي الى التزام مجلس القيادة الرئاسة بالصراحة مع الجميع بشأن تحديات المرحلة، قائلا ان "التهديد الحقيقي لتماسك تحالفنا الجمهوري ليست الخلافات البينية كما تروج لها بعض المنابر، وانما الاستجابة المسؤولة لاحتياجات المواطنين، وتطلعاتهم".

اضاف "نحن ندير خلافاتنا بكثير من الحكمة والواقعية في إطار محددات التوافق والشراكة المشمولة بمرجعيات المرحلة الانتقالية، وسنعمل بعون الله بذات الحكمة في معالجة الاختلالات المالية، وتنمية الموارد على طريق خططنا المشتركة للاعتماد على النفس، وتعزيز الثقة مع مجتمع المانحين".

وتطرق رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الى الوضع الامني وتحدياته مع تصاعد الاعمال الاجرامية للمليشيات الحوثية، والتنظيمات الإرهابية المتخادمة معها.

واكد العليمي ان الأجهزة الأمنية والعسكرية نفذت عمليات نوعية، وحققت اختراقات مهمة ضد خلايا إرهابية مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، بدعم صريح من المليشيات الحوثية.
وشدد على ان المواجهة ضمن هذه الجبهة، تفرض على الجميع، وفي المقدمة ممثلو الشعب، خطابا وطنيا حازما في مواجهة التهديد الوجودي.
كما اكد فخامة الرئيس الحرص على ترسيخ نهج الشراكة الوطنية مع جميع القوى السياسية، ورفض أي خطاب إقصائي، أو تلميحات لتهميش أي مكوّن وطني.

واستغرب من بعض التأويلات المضللة التي تحاول توصيف هيئة التشاور والمصالحة، على انها بديل لمجلس النواب، قائلا ان" هذا التأويل غير صحيح، ولا يمت بصلة لنص الدستور، ومضامين إعلان نقل السلطة، التي نصت بوضوح على أن هيئة التشاور هي هيئة مساندة لمجلس القيادة الرئاسي، و ان المهام التشريعية والرقابية مناطة بالسلطة التشريعية وحدها.

وفيما يتعلق بالوضع والإقليمي، اكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني التزام المجلس والحكومة بتجسيد موقف الشعب اليمني من النظام الايراني، وضمان عدم استخدام الاراضي اليمنية كمنصة لتهديد السلم والامن الدوليين.
وجدد الرئيس العليمي التأكيد على الثوابت الوطنية في العمل الوثيق مع الاشقاء في تحالف دعم الشرعية، والانفتاح على الشركاء الدوليين والإقليميين، في كل ما يخدم قضية الشعب اليمني، وتحقيق تطلعاته في استعادة مؤسسات الدولة سلما او حربا.

واستمع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الى احاطة من رئيس مجلس النواب، بشأن انشطة المجلس خلال الفترة الماضية، واعمال هيئة رئاسته، ولجانه المختصة في الرقابة على اداء السلطة التنفيذية، والاوضاع العامة في البلاد.

وشددت هيئة رئاسة مجلس النواب على اهمية تمكين الحكومة من الوصول الى الموارد السيادية، والاشادة بإجراءاتها الجارية لإعداد الحسابات الختامية والموازنة العامة للدولة.

وأكد رئيس واعضاء هيئة رئاسة مجلس النواب، الحاجة الى حشد كافة الموارد والجهود من اجل مواجهة الازمة الاقتصادية، والحد من تداعياتها الانسانية على المواطنين وخدماتهم الاساسية.

كما أكدوا حرص مجلس النواب على دعم جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، والتعبير عن تقدير البرلمان لمواقف الاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الى جانب الشعب اليمني، ومؤسساته الدستورية.

واكد اللقاء اهمية انعقاد مجلس النواب، وممارسة صلاحياته التشريعية، والرقابية على أداء السلطة التنفيذية، وتعزيز حضوره في المعركة الوطنية ضد المشروع الامامي، ودعم جهود مكافحة الفساد، والارهاب.
حضر اللقاء مدير مكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن صالح المقالح، ومدير مكتب رئيس مجلس النواب حاتم مبارك بامحرز.

 

مقالات مشابهة

  • لقاءات وزارية ونيابية ودبلوماسية في قصر بعبدا برئاسة الرئيس عون
  • البستاني نوه بالـMEA: كل التقدير لهذه الشركة التي تبقي الارزة مرفوعة في الأعالي
  • الرئيس العليمي يلتقي رئيس مجلس النواب اليمني واعضاء هيئة رئاسة المجلس
  • رئيس الدولة يتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس النيجيري
  • الرئيس المشاط يهنئ رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية بذكرى العيد الوطني
  • ترامب: الفشل بتمرير قانون الإنفاق يعني زيادة في الضرائب بـ68%.. وماسك يهدد السياسيين الذين يصوتون لصالح تمريره
  • رئيس مجلس السيادة يلتقي الرئيس العراقي
  • «أحمد موسى»: ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من ميليشيا الإخوان الذين حاولوا تدمير الوطن «فيديو»
  • الرئيس السيسي يستقبل رئيس مجلس السيادة السوداني
  • باسيل: هناك من يعمل على نزع حق التمثيل من المغتربين