قمة إيطاليا-إفريقيا تفتتح أشغالها بروما بمشاركة المغرب
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
افتتحت اليوم الاثنين بروما، أشغال قمة “إيطاليا-إفريقيا.. جسر للنمو المشترك”، وذلك بمشاركة رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ممثلا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وخلال كلمة ألقتها خلال الجلسة الافتتاحية لهذه القمة، سلطت رئيسة الحكومة الإيطالية، جيورجيا ميلوني، الضوء على الإمكانيات الكثيرة والغنية التي تزخر بها القارة الإفريقية، لاسيما من حيث الموارد الطبيعية والبشرية، قائلة إن “العالم لا يمكنه استشراف المستقبل من دون توجيه أنظاره صوب إفريقيا”.
وأوضحت ميلوني أن إيطاليا تعتمد في رؤيتها للتعاون مع القارة الإفريقية على “خطة ماتيي”، التي تعد أرضية ناجعة وملموسة للتعاون مع بلدان القارة بناء على مبدأ التكافؤ.
وأشارت رئيسة الحكومة الإيطالية إلى أن روما تتوخى، أيضا، من خلال هذه الخطة إيجاد الظروف المواتية حتى يتمكن الشباب الأفارقة من استشراف مستقبل أفضل في بلدانهم دون الحاجة إلى الهجرة، ومن ثم “وضع حد للمتاجرة بالبشر”.
من جهته، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، أنطونيو تاجاني، إن إفريقيا تشكل أولوية بالنسبة للسياسة الخارجية الإيطالية، والتي تتطلع إلى أن تبني معها شراكة فعالة على أساس مبدأ رابح-رابح.
وأشار تاجاني إلى أن روما تطمح إلى أن تصبح إفريقيا لاعبا رئيسيا في الأجندة الدولية، مشيرا إلى أن منطق الدبلوماسية الاقتصادية يجعل من التركيز على القارة الإفريقية أمرا لا محيد عنه.
وبحسب رئيس الدبلوماسية الإيطالية، فإن مجالات من قبيل الفلاحة، الطاقات المتجددة، تعزيز البنى التحتية والنهوض بمجال الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة، هي قطاعات من بين أخرى يتعين الانكباب عليها مع بلدان القارة، قائلا إن “استقرار ونمو إفريقيا يساوي استقرار ونمو إيطاليا”.
من جانبه، قال رئيس الاتحاد الإفريقي، أزالي أسوماني، إن إيطاليا أثبتت خلال السنوات الأخيرة دعمها الفعال لبلدان القارة الإفريقية، لاسيما خلال فترة تفشي وباء الكوفيد، مسجلا أن روما تعد من بين “أكبر المستثمرين في إفريقيا، حيث بلغت قيمة استثماراتها في القارة نحو 24 مليار يورو في 2018”.
وأوضح أسوماني أن إفريقيا تعقد آمالا عريضة على ترؤس إيطاليا لمجموعة السبع في العام 2024، حيث بوسعها أن تضطلع بدور هام في تدعيم الاستثمارات وتعزيز البنى التحتية بالنسبة للدول ضعيفة الدخل.
أما رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، فقد أوضح أن إفريقيا هي القارة التي يتعين عليها أكثر من غيرها مواجهة العديد من التحديات المعيشية، الأمنية والمناخية، لافتا إلى أن “خطة ماتيي” تمثل نموذجا ناجعا يجسد رغبة أوروبا في مساعدة إفريقيا على نحو ملموس.
وأضاف فكي أن “إفريقيا وإيطاليا يتشاركان مشاكل لها انعكاسات ثقيلة للغاية (…) علينا النظر بكيفية جديدة لإشكالية الهجرة وإيجاد فضاء للتنمية في القارة الإفريقية”.
يشار إلى أن قمة “إيطاليا-إفريقيا” تشكل جزءا من مسار بدأته الحكومة الإيطالية منذ تولي مهامها عبر العديد من الاجتماعات، والتي كان أهمها المؤتمر حول التنمية والهجرة الذي انعقد بروما في يوليوز، والذي تم خلاله إطلاق مسلسل روما. ويتعلق الأمر بمسار سيستمر مع الرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع في العام 2024، والتي ستكون إفريقيا أحد موضوعاته الرئيسية.
وخلال القمة، ستتقاسم إيطاليا مع البلدان الإفريقية المبادئ التوجيهية لخطة “ماتيي”، وهي الخطة التي تعتزم إيطاليا بلورتها مع ممثلي الحكومات الإفريقية، وتقديمها إلى الدول الأوروبية الأخرى كنموذج للتعاون والتنمية المتكافئة.
ويشكل هذا الحدث مناسبة لتعزيز أسس العلاقة التي تجمع الطرفين، والتي تقوم على المرتكزات الأساسية التالية: الأمن الغذائي، الثقافة والتكوين، الأمن الطاقي، التنمية الاقتصادية والبنيوية، مكافحة الاتجار بالبشر والإرهاب وتدبير الهجرة القانونية.
ويأتي دعم إيطاليا للدول الإفريقية في المحافل الدولية وداخل الاتحاد الأوروبي من قناعتها بالأهمية الاستراتيجية لهذه العلاقة وضرورة إثرائها بمضمون ملموس. ووفق هذه الروح من الشراكة بين طرفين متكافئين، يقدم مؤتمر إيطاليا-إفريقيا نفسه كمنتدى للنقاش قصد القيام على أعلى مستوى مؤسساتي بتبادل الاستجابات للتحديات المشتركة المتمثلة في الأمن والاستقرار والنمو وترجمتها إلى مبادرات ملموسة.
وستشهد أشغال القمة مناقشة خمسة مواضيع أساسية، هي التعاون والتنمية الاقتصادية والبنيات التحتية، التكوين المهني والترويج الثقافي، تدفقات الهجرة ومكافحة الإرهاب، تحديات الأمن الغذائي والأمن الطاقي.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: القارة الإفریقیة إیطالیا إفریقیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
رواندا تستضيف أول مؤتمر دولي للأمن في أفريقيا لتعزيز الحلول المحلية
شهدت العاصمة الرواندية كيغالي، أول مؤتمر دولي يركز على قضايا الأمن في أفريقيا، في خطوة تُعتبر نقطة تحول مهمة في جهود تعزيز السلام والاستقرار بالقارة.
وجاء تنظيم المؤتمر بدعوة من الرئيس الرواندي بول كاغامي، الذي شدد على أهمية أن تكون الحلول الأمنية أفريقية المنشأ، تعكس خصوصيات القارة وتلبي تطلعات شعوبها.
ووصف كاغامي المؤتمر بأنه "منتظر منذ زمن بعيد"، مؤكدا أن مستقبل القارة لا ينبغي أن يُترك بيد قوى خارجية، بل يجب على الدول الأفريقية أن تتولى مسؤولية ضمان سلامها واستقرارها بنفسها.
وأشار إلى أن أفريقيا كثيرا ما عُوملت كعبء يُلقى على عاتق أطراف خارجية، غالبا دون استشارة كافية أو فهم حقيقي للسياق المحلي، مما أدى إلى إخفاقات أمنية ملموسة.
وشدد كاغامي كذلك على أهمية تعزيز المؤسسات الإقليمية، وعلى رأسها الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم والأمن، لتتولى زمام قيادة جهود مواجهة التحديات الأمنية وتعزيز التعاون بين الدول الأفريقية.
وأكد أن "المفتاح لتجاوز هذه التحديات يكمن في قدرتنا على ابتكار حلولنا الخاصة"، داعيا إلى توحيد الإرادة السياسية والخبرات الفنية والمصالح الوطنية مع الأولويات القارية لتحقيق هذا الهدف.
يأتي هذا المؤتمر في وقت تتصاعد فيه التحديات الأمنية المتنوعة التي تواجه أفريقيا، مما يستدعي وضع إستراتيجيات متكاملة تركز على البناء الذاتي للسلام وتعزيز الاستقرار، بعيدا عن الاعتماد التقليدي على التدخلات الخارجية.
ويأمل القادة الأفارقة من خلال هذا الحدث أن يعيدوا رسم مستقبل أمن القارة بما يخدم مصالحها ويضمن سيادتها.
إعلان