أبوظبي-الوطن:

شكّلت متاحف السيارات في دولة الإمارات وجهة مفضلة لعشاق السيارات الكلاسيكية والباحثين عن أسرار تاريخ هذه المركبات ومواصفاتها، واستعادة شيء من عبق ذكرياتها منذ عقود، يوم كانت أعدادها لا تتجاوز المئات، كما تتيح هذه المتاحف فرصة التعرف على المخترعين الذين قادوا إنتاج هذه السيارات التي غيرت مفاهيم رفاهية الإنسان ونقلته من عالم وسائل النقل التقليدية إلى فضاء واسع من وسائل النقل مقرونة بالفخامة والرقي، أسهمت في تطور الحضارة الإنسانية.

وتتعدد متاحف السيارات القديمة والكلاسيكية في الإمارات، حيث جاء بعضها بمساهمات فردية لأناس عشقوا هذا النوع من الذكريات، وحرصوا على البحث عنها حول العالم، واقتنائها، والبعض الآخر تشرف عليه مؤسسات حكومية تفتح أبواب هذه المتاحف للباحثين عن أسرار الماضي.

وتوفر هذه المتاحف تجارب تفاعلية وأنشطة ترفيهية للزائرين المحليين والسياح من خارج الدولة طوال العام وخصوصاً خلال النسخة الرابعة من حملة “أجمل شتاء في العالم”، التي تروج لمعالم الإمارات ووجهاتها الترفيهية بصورة فريدة ومتميزة.

متحف الإمارات الوطني للسيارات

عند مشارف صحراء ليوا في منطقة الظفرة، وعلى مسافة تبعد عن 45 كيلومتراً جنوب أبوظبي، تم بناء متحف الإمارات الوطني للسيارات على شكل هرم، بالقرب من العديد من الأماكن السياحية، ليكون ملاذاً لعشاق جمال السيارات الكلاسيكية، ومقصداً للزائرين المحليين والسياح من خارج الدولة.

يضم المتحف نحو 230 سيارة، ويشتمل على مجموعة كبيرة من المركبات والسيارات الأمريكية الكلاسيكية إلى جانب مجموعة من سيارات المرسيدس الملونة بألوان قوس قزح، كما يحتضن أيضاً مركبة «دودج» الضخمة التي يبلغ حجمها 8 أضعاف حجم المركبة الطبيعية، بالإضافة إلى الكارافان (البيت المتنقل) العملاق الذي يتألف من ثماني غرف، والذي يعد الأكبر في العالم وتم تسجيله في موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

وفي المتحف أيضاً، يمكن مشاهدة سيارة لامبورغيني ذات الدفع الرباعي، ومجموعة سيارات ميني كوبر، إضافةً إلى سيارات الليموزين الأمريكية والأوروبية التي يعود تاريخ صنعها إلى خمسينيات وسبعينيات القرن الماضي. كما يضم عدداً من سيارات شرطة نيويورك، ومركبات الصليب الأحمر، وسيارات الطرق الوعرة، والمركبات الحربية والعسكرية.

 

متحف الشارقة للسيارات القديمة

وفي الشارقة اصطفت نحو 100 سيارة كلاسيكية في متحف الشارقة للسيارات القديمة تختزل أكثر من قرن من ذكريات السيارات القديمة بسحرها الخاص ورونقها التقليدي الرائع، والتي يعود تاريخ تصنيع بعضها إلى عام 1915، وقد تم افتتاح المتحف لأول مرة في عام 2008، ليعاد افتتاحه بحلة جديدة في 2013 بعد تحديث أسلوب العرض، ويضم خمسة أقسام يعرض كل منها مرحلة تاريخية من تطور صناعة السيارات، ويتيح التعرف على تقنيات عمل محرك السيارة بشكل عملي كما يقدم تجارب تفاعلية وأنشطة ترفيهية لجميع الزوار من مختلف الأعمار.

ولا يكتفي المتحف بعرض السيارات القديمة وحسب، بل يتيح الفرصة لعشاق المعرفة للاطلاع على نبذة عن المبتكرين الذين كانوا وراء إنتاج هذه السيارات والجهود الكبيرة التي بذلوها لتقديم هذه الإبداعات الساحرة.

ويحتضن متحف الشارقة العديد من أنواع السيارات أبرزها سيارات رولز رايس، وفورد، ومرسيدس، وشفروليه، وبنتلي، إضافة إلى أبرز مقتنيات المتحف وهي سيارة دودج موديل 1915 التي تعد أقدم سيارات المتحف وهي بحالة جيدة، وتمتاز حشوة مقاعدها بأنها من الألياف الطبيعية ويمكن تشغيلها بالطريقة اليدوية، كما يمكن مشاهدة سيارة مرسيدس بنز 600 بولمان موديل 1969 التي أنتج منها 2677 سيارة فقط وتعود ملكيتها لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومنذ ذلك الحين لم تصنع “مرسيدس 600” إلا عند الطلب، وأنتجت آخر سيارة عام 1981، و تمتاز “مرسيدس بولمان 600” بمواصفات خاصة منها هيدروليكية ضبط المقاعد والتحكم في النوافذ وفتح وإغلاق الأبواب، كما أن السيارة المعروضة ضد الرصاص.

ومن أبرز المعروضات أيضاً، سيارة بيدفورد موديل 1969، وهي بريطانية الصنع وتتكون من 6 إسطوانات وتمتاز بسرعة قصوى تصل إلى 70 ميلاً في ساعة، وسيارة بليموث المصنوعة عام 1930 وسيارة فورد موستانج عام 1967 وستودبيكر تشامبيون المصنوعة عام 1951 وأودي أوتو المصنوعة عام 1955.

وفي 9 يونيو 2022 صدر قرار بشأن إلحاق متحف الشارقة للسيارات القديمة بكافة ممتلكاته وأصوله وموجوداته بنادي الشارقة للسيارات القديمة، حيث يسهم النادي في إقامة الأنشطة والفعاليات المرتبطة بهواية السيارات القديمة ويتيح الفرصة لتبادل المعلومات والخبرات حول السيارات القديمة وتقديم سلسلة من الخدمات والتسهيلات التي تعيد للسيارة القديمة رونقها في الطرقات.

 

متحف تاريخ الدفع الرباعي

وفي الشارقة أيضاً، يبرز متحف تاريخ الدفع الرباعي في منطقة المدام، الذي يضم أكثر من 350 سيارة من مختلف دول العالم، وقد تم افتتاح المتحف في يناير 2022، ويعد أول متحف متخصص بفئة السيارات ذات الدفع الرباعي على مستوى المنطقة التي تمت صناعتها في القرن الماضي.

كما يضم المتحف عدداً من السيارات النادرة، ومنها سيارة فورد موديل تي، وهي الوحيدة في العالم ويعود تاريخ تصنيعها إلى عام 1915، وسيارة «إف دبليو دي» وهي أول شاحنة دفع رباعي يعود تاريخها إلى 1918، وسيارة ناش التي يعود تاريخها إلى 1919، ونيسان باترول ويعود تاريخها إلى عام 1960، وهي أول سيارة من فئة نيسان باترول والوحيدة في الدولة، إضافة إلى سيارة لارك 60، ويعود تاريخ صنعها إلى عام 1958 وتعد أكبر سيارة دفع رباعي في العالم.

 

معرض السركال للسيارات الكلاسيكية

وفي دبي يحتضن معرض السركال للسيارات الكلاسيكية عشرات السيارات التي يصل عددها إلى أكثر من 60 سيارة قديمة، من بينها سيارة «الكاديلاك ليموزين» التي تعود للمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، وسيارة «فورد» التي صُنِعَت عام 1918، وسيارة «رولز رويس» التي تعود لعام 1972، كما يضم المعرض سيارات عاصرت الحربين العالميتين الأولى والثانية، إلى جوار سيارات عسكرية تمَّ الحفاظ على إطاراتها من دون أيِّ تعديل.

 

متحف السيارات التراثية

أما في العين، فيعرض متحف السيارات التراثية والكلاسيكية الذي أسسه راشد محمد التميمي أكثر من 37 سيارة قديمة، يصل تاريخها إلى أوائل القرن الماضي، والتي عاصرت فترة ما قبل الاتحاد وبعده، واستخدمتها شخصيات مهمة في تاريخ الإمارات.

ويضم المتحف عدة أقسام وهي قسم السيارات التراثية التي عاصرت تأسيس الدولة، وقسم السيارات الكلاسيكية التي يصل عمرها لأكثر من 70سنة، أما قسم الدراجات النارية والهوائية القديمة، فيحتوي على دراجة نارية عمرها أكثر من 32 سنة، يطلق عليها باللهجة المحلية (أم ثلاث)، كما يضم المتحف أيضاً معرضاً لصور السيارات المستخدمة في الإمارات قبل وبعد الاتحاد، وخاصة في إمارة أبوظبي، ومكتبة تضم مجموعة من الكتب التي تتناول أنواع السيارات القديمة وأشكالها وألوانها وموديلاتها والغرض منها، بالإضافة إلى كتب عن صيانة السيارات القديمة.

وفي قسم الهدايا وإكسسوارات السيارات القديمة، توجد مجموعة واسعة من الكتيبات والصور والملصقات وغيرها من الهدايا التذكارية التي تتعلق بالسيارات القديمة، وتراث مدينتي أبوظبي والعين، ويضم المتحف أيضاً مركزاً للتدريب حول كل ما يتعلق بصناعة السيارات وصيانتها.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي ومتحف زايد الوطني يفتحان باب التسجيل للحصول على مِنَح بحثية بقيمة مليون درهم حتى 20 يوليو 2024

 

أطلق متحف زايد الوطني، المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة والجاري تطويره حالياً بجزيرة السعديات في أبوظبي الدورة الثانية من برنامج منح “صندوق تمويل أبحاث متحف زايد الوطني” الذي تأسس في 2023، بهدف تمويل الأبحاث حول ثقافة الإمارات وتاريخها وتراثها، والإرث الخالد للوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويأتي ذلك إثر النجاح الذي حققته الدورة الأولى من البرنامج خلال العام الماضي.

وخصَّص صندوق متحف زايد الوطني لتمويل الأبحاث، منحة سنوية بقيمة مليون درهم، وهو ما يجعلها إحدى أهم فرص التمويل في المنطقة، حيث صُمِّمَ برنامج التمويل لدعم الأبحاث الجديدة على عدد من جوانب ثقافة دولة الإمارات وتراثها وتاريخها وآثارها، ويشمل ذلك دور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وتأثيره في مجتمع وثقافة الدولة، وعناصر تراث الإمارات غير المادي، مثل التقاليد والحكايات والأغاني. وتوفِّر المبادرة تمويلاً للمنح الكبيرة والصغيرة، ما يخدم المنظومة البحثية في دولة الإمارات، ويدعم الباحثين الجدد المتخصِّصين في تاريخها.

ودعا الصندوقُ الباحثين في العالم إلى تقديم طلبات المشاركة حتى تاريخ 20 يوليو 2024، للإسهام في الحفاظ على تراث دولة الإمارات وتطويره وفهمه. وسيُعلَن عن الأبحاث الفائزة بالمنح خلال شهر نوفمبر 2024.

وتخضع الطلبات لتقييم لجنة تضمُّ ممثّلين عن متحف زايد الوطني، ودائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وخبراء مستقلّين، وفقاً لمعايير محدَّدة تشمل منهجيَّة البحث، وخبرات مقدِّم الطلب، والنتائج المتوقَّعة، وأهمِّيتها، ومدى ارتباطها بأهداف متحف زايد الوطني.

وتميَّزت الدورة الأولى من برنامج المنح بتنوُّع مجموعة المستفيدين منها، حيث اختارت اللجنة 10 فائزين من 77 متقدِّماً يمثّلون 19 دولة، تسلِّط مشاريعُهم الضوءَ على جوانب مختلفة من ثقافة دولة الإمارات وتاريخها، وتُسهم في تقديم مجموعة غنية من الأبحاث العلمية. وتناولت المشاريع المختارة في الدورة الأولى نطاقاً واسعاً، شمل التأثير الاجتماعي والثقافي للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والعلاقات التاريخية بين الهند وشبه الجزيرة العربية، ودور المرأة في تجارة شبه الجزيرة العربية، وغيرها.

وقال سعادة سعود عبدالعزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «يسعدنا إطلاق الدورة الثانية من برنامج منح (صندوق تمويل أبحاث متحف زايد الوطني) بعد النجاح الذي حقَّقته الدورة الأولى خلال العام الماضي. ويلتزم متحف زايد الوطني بالبناء على قاعدة البحث الواسعة عن التاريخ الغني لدولة الإمارات، ودعم الباحثين المعروفين والباحثين المبتدئين في مسيرتهم الأكاديمية. إنها فترة مناسبة للبحث في دولة الإمارات، مع موجة جديدة من الاكتشافات الأثرية والتفكير الأكاديمي، ونأمل أن تساعد فرص التمويل هذه الباحثين على متابعة فضولهم، واكتشاف مفاهيم جديدة حول الأرض والحياة في دولة الإمارات».


مقالات مشابهة

  • الإفراج عن تحف تراثية ثمينة في جمهورية وسط إفريقيا
  • مصر تنتج أول سيارة كهربائية.. (تفاصيل بالفيديو)
  • مواصفات سيارة هيونداي‬⁩ اكسنت فليت 2024 .. فيديو
  • كيف يشحن الأثرياء سياراتهم الفارهة في رحلاتهم حول العالم؟
  • دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي ومتحف زايد الوطني يفتحان باب التسجيل للحصول على مِنَح بحثية بقيمة مليون درهم حتى 20 يوليو 2024
  • إطلاق برنامج منح «صندوق تمويل أبحاث متحف زايد الوطني»
  • إطلاق برنامج مِنَح «صندوق تمويل أبحاث متحف زايد الوطني»
  • متحف للأسماك المتحجرة بجبيل اللبنانية يأخذ زواره في رحلة عبر ملايين السنين
  • تفاصيل سيارة Luxeed S9 التكنولوجية.. وموعد الطرح النهائي
  • متاحف مصر تحتفل باليوم العالمي للأرشيف بقطع وصور نادرة