هكذا رأت جماهير سوريا وإيران مباراة منتخبهما المثيرة في كأس آسيا
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
الدوحة- لم تغب معالم الخوف عن وجوه كثير من الجماهير السورية التي تجمهرت أمام ملعب عبد الله بن خليفة في منطقة الدحيل بقطر قبل مواجهة المنتخب الإيراني في ثمن نهائي كأس آسيا لكرة القدم، وكأن لسان حالهم يقول منتخبنا جيد ولكن الإيراني مخيف.
على الجانب الآخر كانت الجماهير الإيرانية تهتف وتعزف ألحان النصر أمام الملعب، واثقة من فوز منتخبها بنتيجة مريحة، وبأن لقاء المنتخب السوري سيكون حصة تدريبية قبل مواجهة المنتخب الياباني القوي والعنيد، وكأن لسان حالهم يقول هي مباراة تحصيل حاصل والنتيجة محسومة.
هكذا كان المشهد الذي ارتسم على جنبات ملعب عبد الله بن خليفة قبل انطلاق مباراة سوريا وإيران في دور الـ16 من بطولة كأس آسيا، وبلغة التاريخ فإن مواجهة المنتخبين غالبا لا تحمل مفاجآت نوعية، وإنما تسير في اتجاه واحد محكوم بفوز المنتخب الإيراني بحكم العادة.
برغم الظروف الاقتصادية السيئة وشبه المنهارة في سوريا جراء الحرب ومعاناة كثير من السوريين ماديا، فإن عددا كبيرا منهم وصلوا قطر قبل موعد مباراة سوريا وإيران لتشجيع المنتخب السوري.
يقول المشجع السوري عدنان الصباغ إنه استدان من أحد أقاربه ثمن تذكرة الطائرة التي أقلته للدوحة، واتفق مع مجموعة من أصدقائه على السكن معهم لتوفير سعر الإقامة الفندقية، فهو من أصحاب الدخل المحدود، ولكنه مستعد لفعل كل شيء مقابل تشجيع المنتخب السوري.
ويضيف عدنان، في حديثه للجزيرة نت، أن حاله حال كثير من المشجعين السوريين الموجودين في قطر، فمعظمهم اضطر للاستدانة من الأقارب والأصدقاء لتأمين مصاريف السفر، متأملا فوز المنتخب السوري وتأهله لأول مرة إلى دور الـ8 كما فعلها وتأهل لأول مرة إلى دورالـ16.
يرى الصباغ أن المنتخب السوري بات الفرحة الوحيدة التي ترتسم على وجوه السوريين في هذه الفترة، وأن الفوز والتأهل سيشعران الجماهير بأن بلدهم ما زالت حاضرة كرويا ومجتمعيا وحتى ثقافيا، فكرة القدم على حد قوله أكثر من مجرد لعبة.
بسيناريو دراماتيكي فاز المنتخب الإيراني على المنتخب السوري بركلات الترجيح بعد 120 دقيقة مثيرة كان بطلها الجمهور السوري والإيراني على حد سواء، فلم تهدأ الهتافات منذ بداية المباراة، ومع تموجات اللحظات وتقلباتها كاد السوري يهزم الإيراني الذي لعب ناقصا بعد خروج مهدي طارمي بالكارت الأحمر ومتابعة المباراة من المدرجات.
لم يخرج كثير من المشجعين السوريين غاضبين من خسارة منتخبهم، فمعظم من التقيناهم بعد نهاية المباراة عبّروا عن فخرهم بمنتخبهم مطالبين المسؤولين عن الفريق بالدعم والتطوير ومواصلة الإنجاز الذي كتب في قطر.
يقول محمود توبة إن المنتخب السوري فعل ما عليه خلال فترات المباراة، وكاد يحقق المفاجأة ويتأهل ويقصي المنتخب الإيراني بجدارة، إلا أن ضربات الجزاء فصلت النتيجة وهذا يعني أن سوريا لم تخسر وإنما الحظ هو الذي ربح.
يؤكد توبة، في حديثه للجزيرة نت، أنه فخور بهذا المنتخب وأن المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر استطاع تشكيل توليفة مميزة من اللاعبين السوريين، إلا أنه أخطأ في استبعاد عمر السومة المهاجم الأفضل في آسيا وبوجوده كانت كثير من الأمور قد تغيرت.
المشجع السوري مصعب بلشة أيد كلام توبة وقال إن اللاعبين السوريين قدموا كل شيء في هذه المباراة، ولم ينقصهم إلا التوفيق الذي غاب عن فرصتين محققتين خلال فترات المباراة، خصوصا بعد الكارت الأحمر، وفي حال دخول واحدة منهما لشباك الإيراني كانت المباراة انتهت في وقتها الأصلي وتأهلت سوريا.
تغيرت ملامح المشجعين الإيرانيين الواثقين من الفوز قبل بداية المباراة عن نهايتها، فشعورهم بأن اللقاء سيكون تحصيل حاصل تحول لحالة من الحمد والشكر بالفوز الصعب والتوفيق الذي رافق "أسود فارس" في ضربات الجزاء وإهدار لاعبي منتخب سوريا لفرصة محققة أمام المرمى في اللحظات الأخيرة من عمر الوقت الأصلي.
يقول المشجع الإيراني مهدي باكر إن المباراة كانت أصعب من المتوقع، فنحن لم نعتد هذا التنظيم الدفاعي المحكم من منتخب سوريا، وإن مدرب المنتخب الإيراني أمير قلعي لم يُدر المباراة بالشكل المطلوب بعد خروج مهدي طارمي، وكادت الأمور تخرج عن السيطرة لولا شجاعة اللاعبين وصبرهم وقوتهم البدنية.
ويضيف باكر للجزيرة نت أن المنتخب الإيراني هو عقدة المنتخب السوري على مر التاريخ، وهذه المباراة أكدت أن العقدة مستمرة برغم تغير كثير من الظروف، مؤكدا أن مباراة اليابان في دور الـ8 ستكون أقوى مباراة في البطولة وأن اللاعبين الإيرانيين قادرون على تحقيق الكأس والعودة به إلى طهران.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المنتخب الإیرانی المنتخب السوری کأس آسیا کثیر من
إقرأ أيضاً:
المنتخب الأولمبي يواجه هونج كونج في «بروفة» تصفيات كأس آسيا
معتصم عبدالله (أبوظبي)
أخبار ذات صلةيخوض منتخبنا الأولمبي لكرة القدم، في الساعة الرابعة والنصف عصر اليوم، أولى مبارياته الودية، ضمن معسكره الخارجي في العاصمة التايلاندية بانكوك، بمواجهة هونج كونج على ملعب تامسات، ضمن استعداداته لخوض تصفيات كأس آسيا تحت 23 عاماً 2026.
وتُعد مواجهة الليلة البروفة الأولى لـ«الأبيض الأولمبي» بقيادة مدربه الأوروجوياني مارسيلو برولي، ضمن الإعداد لانطلاق التصفيات، والتي تستضيفها الإمارات من 1 إلى 9 سبتمبر المقبل، بمشاركة منتخبات المجموعة التاسعة التي تضم إلى جانبه كلاً من إيران، هونج كونج، وجوام.
ويُكمل «الأبيض» تجاربه الودية، خلال معسكر بانكوك بملاقاة منتخب تايلاند مساء الثلاثاء المقبل على الملعب ذاته.
في المقابل، يدخل منتخب هونج كونج اللقاء بروح معنوية عالية، بعدما تفوق على نظيره التايلاندي 3-2 في تجربة ودية أقيمت على ملعب تامسات، وافتتح مارك فيليبس التسجيل لهونج كونج في الدقيقة 20، وأضاف دو جون هوي الهدف الثاني، بعد تمريرة من تسنج لوك تو، فيما سجل يانج تشو جون الهدف الثالث برأسية، مع نهاية الشوط الأول، قبل أن يقلص المنتخب التايلاندي الفارق بهدفين في الشوط الثاني مستفيداً من أخطاء دفاعية.
وضمّت قائمة «الأبيض الأولمبي» في معسكر بانكوك 24 لاعباً، هم: أحمد مال الله، غيث عبدالله سهيل «شباب الأهلي»، جمال السعدي، علي عبدالعزيز «النصر»، خالد توحيد، ضاري فهد، فهد جاسم، مطر زعل، مايد سعيد الكاس «الشارقة»، عيسى خلفان (العين)، ربيع حسن سالمين «الوصل»، ريتشارد أوكونور، زايد خميس، علي المعمري، مبارك بني زامة، يوسف المرزوقي «الجزيرة»، عبدالله أحمد، منصور المنهالي، منصور صالح «الوحدة»، عدلي محمد، هزاع شهاب «يونايتد»، أنطوني ميشال «فرسان هيسبانيا»، سعيد سالم ناصر «الفجيرة»، وجونيور ندياي «مونبيليه الفرنسي».
وتُقام التصفيات بنظام التجمع من مرحلة واحدة، ويتأهل إلى النهائيات أصحاب المركز الأول في المجموعات الـ11، إلى جانب أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثاني، لتنضم إلى الدولة المستضيفة السعودية، المتأهلة تلقائياً بصفتها المضيفة وحاملة لقب «نسخة 2022».