كَمْ مَرَّ مُنْذُ خَذَلْتُ مَاءَ الْبَحْرُ؟ «قصيدة» لـــ جمال بدرى
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
لمَّا اقْتَرَفْتُ حَقِيقَتى الأُولَى
أخبار متعلقة
قصيدة تُنهى حياة كاتبها فى «باب عشق»
قصيدتان لـ منال رضوان «شعر»
قصيدتان لـــ أسامة الغزولى
هَوَى قَمَرٌ
وذَابَ عَلَى الرِّمَالِ سَرَابٌ
كُنْتُ أَحْسَبَهُ - أنا الظَّمْآنُ - مَاءْ
وَكَطائِرٍ مُتَوَجِسٍ بَينَ الْحَقِيقةِ والْمَجَازِ
وَقَفْتُ أَرْقُبُ مَوْقِفِى:
بَحْرٌ عَلَى أَطْرَافِ نَافِذَتِى
وَأَبْوابِى عَلَى الصَّحرَاء
ذَاكِرةُ الرِّمَالِ ضَعِيفَةٌ
لَمْ يَنْجُ غَيْرُ الصَّبْرِ فَوْقَ غِيَابِها
وَالْبَحْرِ لا يَرْوِى وَ لَكِنْ.
فِتْنَةُ الْغَيْمِ الْمُشَبَّعِ بالْوعُود
الْبَحْرُ يَرْتَجِلُ الْغُيُوم
الْبَحْرُ مِرْأَةُ السَّمَاء
لا بَأْسَ إنْ كانَ الْمَجَازُ مُعَتَّقًا
سَيُعَطِّلُ الإِحْسَاسَ بالْفَلَوَات
ولْيَبْقَ انْتِبَاهِى عَابِرًا
فَلَرُبَّمَا انْحَسَرَتْ حُدُودُ الرَّمْلِ ذَاتَ صَبِيحَةٍ
أَوْ جَادَ غَيْثٌ فِى مَسَاء
كَمْ مَرَّ مُنْذُ خَذَلْتُ مَاءَ الْبَحْرُ؟
لا شَىءَ يَقْتَرِفُ الْحَقَائِقَ مِثْلُ أَبْنَاءِ الْمَجَاز
ولا يَمُرُّ هُنَاكَ مِنْ شَىءٍ سِوَى السَّنَوَات
يَا مَوْسِمَ الأَمْطَارِ،
رَمْلُ الْبِيدِ فِى قَلْبِى يُكَابِرُ أنَّ ثَمَّةَ قَادِمًا
يَشْفِى الْجِرَاح
ويزْرَعُ الأَفْرَاح
يَسْتَدْعِى غِنَاءَ الطَّمْيِ فِى عُرْسِ الْحَصَاد
تَعِبْتُ مِنْ حَرْثِ الرَّمَاد
مِنْ احتِرَاقٍ واحتِرَاقٍ واحتِرَاق
و انْطِفَاء
مِثْلَمَا تَحْتَجُّ قَافِيَةٌ أُقَاوِمُ
مِثْلَمَا تَنْدَاحُ أُمْنِيَةٌ أَزُول
وَلَمْ يَعُدْ فِى وِسْعِ أَسْئِلَتِى التَّقَافُزُ فَوْقَ أَقْبِيَةِ الْغَمَامِ
ولَا التَّسَلْلُّ مِنْ مُعَادَلَةِ الذُّبُول.
ثقافة سور الأزبكية قصيدة جمال بدرىالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين ثقافة قصيدة ال ب ح ر
إقرأ أيضاً:
20 سنة سجنا لثلاثيني قتل إطارا في التعليم بطعنات سيف في محل حلاقة بالعاصمة
سلّطت محكمة الجنايات الابتدائية بدار البيضاء اليوم الأحد، عقوبة 20 سنة سجنا، وغرامة مالية نافذة قدرها 1 مليون دج عن جناية الإغتيال، في حق المتهم الموقوف المدعو ” م.أكرم” البالغ من العمر 36 سنة، لإزهاقه روح الضحية المدعو ” ك.جمال” 65 سنة ،مفتش تربوي في اللغة العربية وحائز على شهادة “ماجيستر” في الحقوق من جامعة الجزائر، لتلقيه 4 طعنات متفرقة بأعلى القفص الصّدري من جسمه، بواسطة سيف من الحجم الكبير، بداخل محل الحلاقة بعد ترصد دقيق له، أين كان يستعد لاستقبال فرح إبنه ” وديع” الذي كان على مقربة بضعة أيام فقط،
وهي الجريمة التي اهتزّ لها ساكنة الحي خلال صائفة العام الفارط 2024، مخلفة حالة هلع ورعب بين أوساط السكان بحي “جنان عشابو” بدالي براهيم بالعاصمة، خاصة وأن الجاني والمجنى عليه تربطهما علاقة جوار منذ عقود من الزمن، تعود الى سنوات خلت أين كانا يقطنان بنفس الحي بأعالي بوزريعة قبل أن يتم ترحيلهما الى نفس الحي الذي كان مسرحا للجريمة.
وجاء منطوق الحكم بعدما جرّم النائب العام بالجلسة وقائع القضية وملابسات الجريمة، واصفا إياها بالنكراء والخطيرة في آن واحد، مؤكدا أن المتهم لم يضع في حسبانه أيّ اعتبار لعلاقة الجوار ولا كبر سن الضحية الذي يعد من في سنّ والده، مطالبا من المحكمة أن تجيب ب”نعم” عن كل الأسئلة المطروحة في غرفة المداولة وإدانة المتهم بعقوبة الإعدام جزاء لما اقترفته يديه.
والرجوع الى تفاصيل الجريمة التي تعود وقائعها الى تاريخ 25 جويلية 2024، أين صادف الضحية “ك.جمال” المتهم ابن الحي المدعو ” م.أكرم” وهو يتلفظ بكلام فاحش، فقام بنهييه عن الأمر، باعتبار أن الحي تقطنه عائلات محافظة، ولا يمكن التلفّظ بعبارات خادشة للحياء، وهو الأمر الذي أثار حفيظة المتهم، حيث تناوش معه بالكلام، لكنّ الضحية انصرف تاركا المتهم وشأنه.
ولأن المتهم بقي يكنّ حقدا دفينا لضحيته ” جمال” لحق به إلى غاية مكان تواجده، حيث كان بداخل محل الحلاقة بالحي القريب من منزله، ينتظر دوره لحلق شعره ولحيته، استعدادا لوليمة ابنه الأوسط بين إخوته في العائلة، إذ لم يتبقى عن موعد زفافه سوى 10 أيام فقط.
وأثناء تواجد المرحوم ” جمال.ك” بالمحلّ في كرسي الإنتظار، دخل المتهم وتحدث مع صاحب المحل طالبا منه إستقباله لحلق شعره، لكن أجابه بأن العم جمال سيحلق له شعره قبلا، وعليه العودة بعد حين.
ولأن المتهم عقد العزم على قتل الضحية، بقي يحوم حول المحل لمدة من الزمن، وهو ما لفت انتباه الحلاق “ز.حمود” حسب ما أكده في الجلسة لدى الإدلاء بشهادته للمحكمة، معلّقا للقاضي “شاهدت المتهم بقي يحوم حول المحل وملامحه متغيّرة على غير عادته..أعرف أكرم شاب خلوق لكنه تغيّر منذ 6 أشهر حيث بدت تصرفاته غريبة..؟!” .
وعندما أكمل الضحية الحلاقة، جلس في كرسي قريب ليستريح، وخلالها دخل المتهم بطريقة غادرة، حيث أجهز عليه بسيف جلبه معه، موجّها له 4 طعنات قوية إثنين منها استقرت بالقفص الصدري، وأخرى بذراعه الأيمن أما الطعنة الرابعة فأصابته على مستوى الرقبة، ومن هول المشهد حيث تحول المحل إلى بركة من الدماء، محاولا الضحية المقاومة، لإنقاذ روحه من قبضة الجاني، غير أنه لم يفلح في ذلك لعمق الضربات التي تلقاها، فخرج من المحل حيث سار على قدميه قاطعا مسافة قصيرة حوالي 20 مترا ثم جلس إلى الحائط متكئا ماسكا في صدره والدماء تنزل بغزارة منه لعدم قدرته على المشي .
في حين كان الحلاّق قد غادر المحل قبله، يطلب النجدة من المارة قاطني الحي، حيث علّق أمام للقاضي بحسرة وتأثر كبيرين ” مانكذبش عليك أنا خفت خرجت نعيط مخلوع، خفت نسلك جمال الضربة أجي فيا..”
وبالمقابل تم إسعاف الضحية من طرف الحيران، حيث وبمجرد وصوله إلى المستشفى لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته البليغة.
حيث خَلُص التحقيق بعد اخضاع جثة الضحية للتشريح، أن سبب الوفاة كانت عنيفة، ومرده الطعنتين اللتان تلقاها المرحوم على مستوى الصدر، وذلك لتعرضه لنزيف داخلي حاد.
ولدى استجواب المتهم حاول التهرب من أسئلة القاضي ، مصرحا بأنه ليس هو من قتل جاره وابن حيه ” جمال “، وأنه لك تكن بينهما أي خلافات سابقة، وهي التصريحات التي نفاها الحلاق الشاهد وعدد من الشهود، الذين كانوا عن قرب من مسرح الجريمة، كما شاهد البعض المتهم يخرج بسرعة من المحل ملطخا بالدماء.