في أسبوع الصورة بالإسكندرية.. ماجي مرجان: هناك فجوة واسعة لقضايا النوع الاجتماعي
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
وسط حضور كبير بمركز الجيزويت الثقافي بالإسكندرية أقيمت اليوم مناقشة تحت عنوان "نساء خلف الصورة السينمائية : مشاهد وحكايات" بحضور المخرجة ندي رياض وماجي مرجان والمصورة السينمائية هايا خيرت وأدارته المنتجة آية دوارة، ضمن فعاليات اسبوع الصورة بالإسكندرية بالتعاون مع Her Stories والسفارة الهولندية بمصر، وبدأت دوارة حديثها بأن هذه المناقشة هي النشاط الاول الذي تقوم به Her Story Films عن السيدات في صناعة السينما، حيث ستقوم بمحاورة الصانعات الحضور عن أفلامهم والصورة النمطية للمرأة في الأعمال السينمائية، وماهو المفترض لظهورها، والصورة خلف الكاميرا كيف تكون.
وقالت ماجي مرجان مخرجة ومنتجة واستاذ بالجامعة الامريكية اننا نفتخر بعدد الافلام التي تتقدم لمهرجان القاهرة السينمائي في مسابقة الافلام القصيرة بمتوسط 4500 فيلم وهذا يعني ان هناك مواهب ومستحقين لدعمهم بفرص حقيقية"، وتابعت "ان هناك فجوة واسعة لقضايا النوع الاجتماعي فيما يخص النساء والذكور، لاملنا في خلق مجتمع سوي يحتوي كلا الجنسين، حتى اننا بحاجة لمحتوى سينمائي يتناول قضايا الرجال ويقدم للمشاهد نماذج للرجال بمعناها الحقيقي خارج القولبة النمطية المتناولة"،
واشارت انها تشعر بالمسؤولية تجاه القصص والحكايات المجتمعية التي تستحق ان تخرج للنور، ويتم تسليط كاميرات التصويرعليها للطرح والنقاش سواء من خلال النوع الاجتماعي اوالاقليات وغيرها من الفئات والقضايا الحقيقية التي تستحق".
بينما قالت مديرة التصوير السينمائية هايا خيرت " انه لا يوجد مصورات سيدات بعدد كاف في صناعه السينما على مستوى الوسط العربي والعالمي ايضا، فهناك صعوبات كثيرة تواجه السيدات ممن يرغبن في خوض مجال الوسط السينمائي للتصوير وعليها ان تتسم بطريقة ومواصفات التعامل الذكوري لتنجح في فرض شخصيتها المهنية والاندماج في مجال عملها وهذا يشكل ضغط نفسي كبيرعلى المصورات"، وتابعت أن الامر يحتاج إلي العمل بمجهود اضافي لاستغلال الفرص التي تمنح للسيدات وتطويرها للحفاظ على هذه الفرصة واتاحة الفرصة لاخريات ليتواجدوا ببصمة قوية ومؤثرة في وسط صناعه السينما.
وأخيرا قالت المخرجة والمنتجة ندى رياض " اننا نحتاج لبرامج تمنح المساحة خارج الصندوق لدخول السيدات صناعة السينما في مختلف التخصصات فهو امر هام لتحقيق التنوع خاصة في وسط صناعه السينما الذكوري، وان الوعي هو امر هام لتغيير الواقع واثبات الذات"، واضافت "على صانعات الافلام في بداية طريقهم ان يستغلوا فرصهم الحقيقية وتقديم اقصى مالديهم لانها منحه حقيقية لتدارك الاخطاء وتطوير احترافية الصناعه للوصول لافضل صورة اخراجية ممكنه في كافة مراحل صناعه الفيلم" وأشارت إلي إنها تؤمن بأن صناعه الافلام السينمائية ليست موجهه لجمهور بالتبعية متواجد ولكنها موجهه لإثارة الاسئلة وخلق جمهور جديد يؤمن بمحتوى القضية السينمائية لتساعد في تغيير حياة الاشخاص والمجتمع".
وعن فكرة Her Story Films قالت آيه دوارة " هي شركة انتاج ولكن بمفهوم مختلف اسستها الفنانة مني زكي والناشرة ورائدة العمال مي عبدالعظيم والغرض منها إنتاج أفلام تحكي عن المجتمع من وجهه نظر صانعات السينما في المنطقة العربي، وشاركت معاهم وقدمنا أول أنشطة للشركة وهي حاضنة للأفلام بالتعاون مع سفارة هولندا بمصر، وتلك الحاضنة تعمل في تطوير وانتاج عدد من الافلام القصيرة لمخرجات شابات ومع كاتبات مصريات، والحاضنة تعمل حاليا على تطوير 20 فيلما قصيرا سينضم إليهم فريق عمل ضخم، وهناك مسابقة للـ 20 فيلم التي ستكمل لمرحلة التطوير لاختيار 3 افلا قصيرة منها ليتم إنتاجها تحت مظلة Her Stories".
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
هل هناك موت ثقافي في القدس؟
القدس ليست مدينة عادية، فهي مدينة مركزية للديانات، وتمتد حضارتها لآلاف السنين، تعاقبت عليها حضارات وثقافات متعددة، تمتلك تراثا معماريا متنوعا وهائلا، كما أن كونها محتلة من قبل الصهاينة، هذا يمنحها قداسة وأهمية مضاعفة في عيون العرب والفلسطينيين وأحرار العالم، هذه الأيام بالذات تشتد الهجمات على القدس من قبل محتليها، وتتنوع الهجمات ما بين مداهمات للمكتبات ومصادرة كتب كما حصل مع مكتبة عماد منى، في شارع صلاح الدين، قبل أشهر، وما بين مداهمة حفلات إحياء التراث الفلسطيني كما حدث قبل أسبوعين مع مسرح الحكواتي، حيث منع المحتلون هذا الحفل وطردوا الأطفال والعائلات، وأغلقوا المسرح.
نحن نعرف أن هناك شبه موت اقتصادي في القدس بفعل إجراءات الاحتلال وإغلاق المدينة أمام المدن الفلسطينية الأخرى، لكن هل هناك موت ثقافي؟ ثمة نقاش دائم حول ذلك، هناك من ينفي هذا الموت كالفنان المسرحي حسام أبو عيشة الذي قال لنا: أعتقد حازما أن في ذلك تجن على الحالة الثقافية في القدس، هناك الكثير من الحالات الثقافية المستمرة والمتقدمة رغم ظرف القدس المعروف، قد يكون أنه بعد السابع من أكتوبر حصل سبات ما وليس موتا، إذ لا عودة بعد الموت، على سبيل المثال لا الحصر هناك خمس (إنتاجات مسرحية جديدة في المسرح الوطني الفلسطيني، هناك عملان موسيقيان للمعهد الوطني للموسيقا وفرقة بنات القدس، هناك عروض (سينما فلسطين) كل أول شهر لشباب مخرجين ومصورين من القدس، هناك مؤسسات ثقافية مهمة نفخر فيها جميعا أبرزها: مؤسسة يبوس ومسرح الحكواتي، وغيرها.
رغم تحديات الاحتلال وإجراءاته القمعية وحصاره للثقافة والحياة فإن مسرح الحكواتي استطاع تقديم خدمة ثقافية مهمة للمسرحيين الفلسطينيين ولمتذوقي المسرح وأيضا للكتاب والشعراء الذين يديرون منذ سنوات طويلة ندوة شهرية اسمها (ندوة اليوم السابع)، أما مؤسسة يبوس فتعمل على إحياء البنية التحتية الثقافية في القدس من خلال ترميم وإعادة بناء سينما القدس التاريخية وتحويلها إلى بؤرة ثقافية متكاملة تحوي قاعات للحفلات والعروض والورش.
وقد أطلقت المؤسسة مهرجانات مهمة: مهرجان القدس ومهرجان الحكايات ومهرجان الفنون الشعبية وليالي رمضان، وهي نشاطات تسحر الجمهور وتنهض بالفن الفلسطيني.
كما تنظّم يبوس أمسيات أدبية وحفلات توقيع كتب، وندوات ثقافية اجتماعية وسياسية، ومعارض فنية، مما يساهم في خلق مناخ ثقافي مضيء. وتقدّم ورشات مسرحية وقصصية وفعاليات ترفيهية تخدم الأجيال الصاعدة وتطور الإبداع لديها).
لكن القاص المعروف محمود شقير له رأي آخر: نعم، مقارنة بما كانت عليه أحوال الثقافة في سبعينيات وثمانينيات القرن (العشرين، فإن تجلّيات الثقافة في القدس هذه الأيام ليست على النحو المطلوب، وذلك بسبب عزل المدينة عن محيطها الفلسطيني في محاولات دائبة لتهويدها، وبسبب الحالة الأمنية المتردّية في المدينة، حيث تتضاءل حركة المواطنين عند الغروب أو قبله بقليل.
وثمة ضرائب باهظة تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين، فتجعل أحوالهم الاقتصادية صعبة، ما ينعكس سلبًا على الحالة الثقافية. ثم إنّ وباء كورونا ترك أثرًا سلبيًّا على الأنشطة الثقافية واضطر بعض الهيئات الثقافية مثل ندوة اليوم السابع إلى ممارسة نشاطها الأسبوعي إلى يومنا هذا عبر منصّة زووم، فيما يمارس المسرح الوطني الفلسطيني ومركز يبوس ومعهد إدوارد سعيد للموسيقى أنشطة ثقافية لها حضورها النسبي إلى حدٍّ ما).
فجّر الفنان الفلسطيني المقدسي خالد الغول، فكرة الجفاف الثقافي في القدس، عبر اقتراحه الذي كرره أكثر من مرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بإنشاء مكتبة عامة، تخدم الناس والطلاب والباحثين والمثقفين، الفنان المقدسي العاطل عن العمل الآن (ليس عن الحلم والأمل)، بعد سنوات من خدمة الثقافة الفلسطينية عبر مؤسسة يبوس المقدسية الشهيرة، يجيب عن سؤال بداية لمعان الفكرة في قلبه: (لمعت شرارة المبادرة بالصدفة، وفي ظروف اجتماعية محضة.
ففي زيارة اجتماعية لجمعية أهلية تعنى بشؤون الناس الاجتماعية والثقافية في القدس. قال لي أحد العاملين فيها، إن مقر الجمعية المقامة سيتم هدمه ويتحول إلى بناية تجارية. وعرض عليّ أن آخذ الكتب والمخطوطات من المقر قبل هدمه. وبالفعل نقلت الكتب. وفي الأسبوع ذاته، طلب مني صديق بعض الروايات والدواوين الشعرية لابنه اليافع، الذي ما زال معنيًّا بقراءة الكتب المطبوعة ولم تسيطر عليه بعد عقلية التذوق للأعمال الأدبية من خلال التكنولوجيا الحديثة والرقمية.
وبعد أن زودت الفتى بالكتب التي طلبها، نشرت على صفحتي في "فيسبوك" طالبًا التبرّع بكتب تحت عنوان "نحو مكتبة أهلية عامة في القدس"، فلبّى الكثيرون من الأصدقاء الطلب، وانهالت عروض التبرع بالكتب والمساعدة، وما زلت منهمكًا في جمع الكتب والبحث عن مكان مناسب يلبّي الغرض).
القدس المقدسة تحتاج منا جميعا مثقفين ورجال أعمال وأكاديميين، ومؤسسات أهلية ومن السلطة الوطنية الفلسطينية ومن المؤسسات الثقافية العربية واتحادات الكتّاب العرب مزيدًا من الدعم والاهتمام لتعزيز هويتها، ووقف تهويدها.