قال نانجولو مبومبا، الرئيس الناميبي، الذي تولى منصب الرئيس المؤقت للدولة الواقعة في الجنوب الأفريقي اليوم، الأحد، بعد وفاة الحاج جينجوب، إنه ليس لديه خطط لخوض الانتخابات المقرر إجراؤها في نهاية العام.

وهذا يعني أن “نيتومبو ناندي ندايتواه”، التي تحل محل مبومبا كنائبة للرئيس ورشحتها المنظمة الشعبية لجنوب غرب أفريقيا الحاكمة (سوابو) قبل ما يزيد قليلا عن عام لتكون مرشحتها، ستظل على بطاقة الاقتراع.

وإذا فازت، فستكون أول رئيسة للدولة الواقعة في الجنوب الأفريقي.

وقال مبومبا 'لن أكون موجودا لحضور الانتخابات لذا لا داعي للذعر' في خطوة نادرة بين الزعماء الأفارقة الذين يسعون في كثير من الأحيان إلى الاحتفاظ بالسلطة بمجرد وصولها إلى أيديهم.

وأضاف مبومبا خلال مراسم أداء اليمين 'كان هدفي أن أصبح مدير مدرسة، وهو ما حققته والآن يجب أن أشكر الشعب الناميبي على الشرف الذي منحوني إياه كرئيس لهم لفترة قصيرة'.

ويحظر دستور سوابو إجراء تغييرات بمجرد اختيار المرشح قبل عامين من موعد الانتخابات.

ويحكم الحزب ناميبيا منذ استقلالها عن جنوب أفريقيا عام 1990، وهي منطقة تعدين غنية بالألماس واليورانيوم والليثيوم اللازم لبطاريات السيارات الكهربائية.

وتوفي جينجوب، الذي يتولى السلطة منذ عام 2015، عن عمر يناهز 82 عامًا في الساعات الأولى من صباح الأحد بعد معركة قصيرة مع السرطان.

وقال مبومبا: 'من المثير والمطمئن أن نلاحظ أنه حتى في هذا الوقت من الخسائر الفادحة، تظل أمتنا هادئة ومستقرة'. 'ويرجع هذا إلى القيادة الحكيمة... للرئيس جينجوب الذي كان المهندس الرئيسي للدستور الناميبي.'

يترك جينجوب وراءه دولة متوسطة الدخل تكافح من أجل دفع النمو الاقتصادي إلى أكثر من 3٪ في أعقاب التباطؤ في عصر الوباء وعكس عدم المساواة العرقية التي خلفها الاستعمار والضم من قبل حكومة الأقلية البيضاء السابقة في جنوب إفريقيا.


قاد جهود ناميبيا لإعادة صياغة نفسها كقائد للاقتصاد الأخضر العالمي، وفي عام 2022 أصبحت ناميبيا أول دولة أفريقية توافق على تزويد الاتحاد الأوروبي بالهيدروجين الأخضر والمعادن اللازمة للطاقة النظيفة.


وفي العام الماضي، بدأت ناميبيا في بناء أول مصنع للحديد الخالي من الكربون في أفريقيا، والذي يعمل حصرياً بالهيدروجين الأخضر ــ الذي يتم استخلاصه من الماء باستخدام التحليل الكهربائي الذي تدعمه الطاقة المتجددة ــ مما يمهد الطريق لإصلاح صناعة الصلب، وهي واحدة من الصناعات الأكثر تلويثاً في العالم.


وتضع هذه التطورات ناميبيا في المقدمة على جارتها الأكبر اقتصاديا والأكثر تصنيعا جنوب أفريقيا، التي تعثرت جهودها في التحول إلى الطاقة الخضراء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجنوب الأفريقي الانتخابات جنوب غرب أفريقيا

إقرأ أيضاً:

هل تنجح زيارة رئيس جنوب أفريقيا لواشنطن في إعادة ضبط العلاقات بين البلدين؟

على وقع التوتّر المتصاعد بين جنوب أفريقيا وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يقوم الرئيس سيريل رامافوزا بزيارة إلى الولايات المتّحدة، لإعادة ضبط العلاقات التي يقول الخبراء إنها وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.

وتأتي هذه الزيارة بعد أيام قليلة من استقبال الولايات المتحدة مجموعة تضم 59 لاجئا من الأفريكانيين (مواطنون من الأقلية البيضاء)، قال دونالد ترامب إنهم يتعرضون للاضطهاد العرقي، ويواجهون ما وصفها بـ"الإبادة الجماعية"، وتمّ الترحيب بهم ضمن خطّة خاصّة لإعادة التوطين.

وتنفي حكومة رامافوزا هذه المزاعم التي يقولها الرئيس ترامب، مؤكدة أن البيض لا يتعرّضون للتمييز أو الاضطهاد، إذ إنهم يمتلكون أكثر من 70% من الأراضي، رغم أنهم لا يشكلون سوى 7% من السكان.

وقالت رئاسة جنوب أفريقيا -في بيان- إن الرئيسين سيناقشان "قضايا ثنائية وعالمية ذات اهتمام مشترك"، بينما لم يصدر البيت الأبيض أي تعليق حتى الآن.

وستكون هذه أول زيارة رسمية لرئيس أفريقي إلى واشنطن منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي.

وتترأس دولة جنوب أفريقيا حاليا مجموعة الـ20، ومن المنتظر أن تُسلّم رئاستها للولايات المتحدة الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

إعلان

ومن المقرّر أن تُعقد جلسة محادثات بين ترامب ورامافوزا اليوم الأربعاء، ولم يعلن مكتب الرئاسة في جنوب أفريقيا عن أجندة اللقاء، لكنه قال إن زيارة الرئيس للولايات المتحدة ستوفر منصّة لإعادة ضبط العلاقة الإستراتيجية بين البلدين.

ملف الأقلية البيضاء

تُعدّ العلاقة بين حكومة رامافوزا ذات الأغلبية السوداء وسكّان البلاد البيض، خاصة الأفريكانيين المنحدرين من المستعمرين الهولنديين، واحدة من أكثر القضايا حساسية بين جنوب أفريقيا وإدارة ترامب.

لقد كان البيض يسيطرون على الحكم حتى نهاية نظام الفصل العنصري عام 1990، ولا يزال كثير منهم من كبار رجال الأعمال والمزارعين، وأصحاب الثروات، لكنّ الحكومة الحالية في جنوب أفريقيا تسعى إلى تقسيم الثروات بين جميع المواطنين عبر استصدار الأراضي الزراعية من البيض، وتوزيعها على المهمشين والمعوزين.

مجموعة من الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا يتظاهرون دعما للرئيس ترامب (الفرنسية)

وفي السياق، يتّهم ترامب، وحليفه الملياردير إيلون ماسك المولود في جنوب أفريقيا، حكومة رامافوزا بإساءة معاملة البيض، خصوصا بعد إقرار قانون "نزع الملكية" في يناير/كانون الثاني الماضي، الذي يتيح للحكومة مصادرة الأراضي دون تعويض في بعض الحالات، لإعادة توزيعها على فئات مهمشة كالمعاقين والنساء.

وترى بعض الجماعات الأفريكانية أن هذا القانون قد يؤدّي إلى سلب أراضيهم، وأشار ترامب إلى شكاوى من تعرّض مزارعين بيض لهجمات عنيفة تؤدّي أحيانا إلى الوفاة، معتبرا أن ذلك يمثل "إبادة جماعية".

لكن الحكومة في جنوب أفريقيا نفت هذا الاتّهامات، مشيرة إلى أن الهجمات تشمل السود والبيض على حدّ سواء، ضمن موجة عامة من العنف والجريمة في البلاد.

أما ماسك، فقد انتقد قوانين "تمكين السود اقتصاديا" التي تُلزم الشركات الأجنبية بالشراكة مع فئات من السود للحصول على عقود حكومية، وكتب في منشور على منصة إكس أن شركته "ستارلينك" لم تتمكن من دخول السوق الجنوب أفريقية لأنه ليس أسود.

إعلان الرسوم الجمركية

مع مجيئه للبيت الأبيض، نفّذ ترامب ضربة ثلاثية من السياسات الاقتصادية ضد جنوب أفريقيا، تضرّ بالأساس مجالات المساعدات، والمساعدات المشروطة، والتبادلات التجارية.

ففي يناير/كانون الثاني الماضي، وقّع ترامب أمرا تنفيذيا بوقف المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما، مما أدى إلى تعطيل تمويل برامج مكافحة أمراض قاتلة مثل الإيدز، حيث كانت الولايات المتحدة تمول نحو 18% من موازنة جنوب أفريقيا لمكافحة ذلك المرض.

وتصنّف جنوب أفريقيا أكبر مكان في العالم للمصابين بمرض نقص المناعة البشرية المكتسب (الإيدز)، وكانت الولايات المتّحدة من أبرز الداعمين لها في مجال علاجه، ومنحتها عام 2023 مبلغ 462 مليون دولار من أجل التّصدّي له.

و في فبراير/شباط الماضي، أمر ترامب بقطع مساعدات إضافية بسبب ما وصفه بـ"التمييز العنصري غير العادل"، مشيرا إلى مصادرة أراضي البيض، وتقديم جنوب أفريقيا دعوى "إبادة جماعية" ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

وفي أبريل/نيسان الماضي، فرضت الإدارة الأميركية رسوما جمركية بنسبة 30% على جميع السلع الجنوب أفريقية، و25% إضافية على السيارات والمركبات، مما رفع إجمالي الضريبة عليها إلى 55%.

من جانبه، وصف رامافوزا تصرفات ترامب بأنها "عقابية"، وقال إن التعريفات الجمركية ستكون بمنزلة حاجز أمام التجارة والازدهار المشترك.

ورغم فرض هذه الرسوم لمدة 90 يوما بدءا من التاسع من أبريل/نيسان الماضي، فإن حكومة جنوب أفريقيا تطالب بإلغائها نهائيا، خاصة أن الولايات المتحدة تمثل ثاني أكبر شريك تجاري لها بعد الصين.

وتعتبر الولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري لجنوب أفريقيا، بموجب قانون فرص النمو في أفريقيا المعفاة من الرسوم الجمركية الذي تم تقديمه في عام 2000.

وتصدّر جنوب أفريقيا الأحجار الكريمة، ومنتجات الصلب، والسيارات إلى الولايات المتحدة، وتستورد النفط الخام والسلع الكهربائية والطائرات في المقابل.

إعلان قضية إسرائيل وغزة أمام العدل الدولية

ومن أكثر القضايا التي أثارت غضب ترامب على جنوب أفريقيا مشكلتها مع إسرائيل وموقفها المساند لغزة، ووقوفها في وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ففي 29 ديسمبر/كانون الأول 2023، قدّمت جنوب أفريقيا دعوى قضائية ضدّ إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، متهمة إياها بارتكاب أعمال "إبادة جماعية" في غزة، مما أثار غضب واشنطن، الحليفة الأولى لتل أبيب.

مقالات مشابهة

  • أكثر من 3400 حالة إصابة بأمراض وبائية في تعز منذ مطلع العام الجاري
  • ترامب يحرج رئيس جنوب أفريقيا في المكتب البيضاوي
  • رئيس جنوب إفريقيا يعلق لـCNN على لقائه مع ترامب الذي شهد مواجهة محتدمة
  • رئيس جنوب أفريقيا يطلب من ترامب مساعدته والاستثمار معه.. فيديو
  • ترامب يوبخ رئيس جنوب أفريقيا على المباشر: تستولون على أراضي البيض والناس يهربون من بلادكم
  • رئيس جامعة بنها يُناقش المشروعات الجاري تنفيذها وخطط الصيانة
  • رئيس حزب الجيل: سنخوض الانتخابات البرلمانية القادمة تحت أي مسمي
  • هل تنجح زيارة رئيس جنوب أفريقيا لواشنطن في إعادة ضبط العلاقات بين البلدين؟
  • الدفاع المدني ينفذ أكثر من 6 آلاف عمل خدمي منذ بداية العام حتى 11 أيار الجاري
  • من الذي التهم صنم العجوة ؟