الشيخ تميم بن فهد: العــنابي قـــادر عــــلى الاحتــــفاظ باللقــــب
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
الكرة العربية تحتاج ثقافة الاحتراف
منتخبنا يمتلك شخصية البطل وجمهورا وفيا
الأردن شرّف الكرة العربية ويستحق النهائي
المنتخب العراقي قدم كرة جميلة.. والعماني خيب الأماني
الاحتراف كلمة السر بين الشرق والغرب
بلد المونديال لابد أن يكون مميزا في التنظيم والاستضافة
نعم البطولة افتقدت كثيرا الجمهور السعودي
أكد سعادة الشيخ تميم بن فهد آل ثاني رئيس مجلس ادارة النادي العربي أن النجاحات المتوالية للكرة القطرية ليست وليدة الصدفة لكنها نتاج رؤية وخطط واستراتيجيات تم تنفيذها على ارض الواقع وهو ما سوف يؤدي في النهاية إلى تحقيق الحلم الكبير بان تنجح قطر في تنظيم دورة الألعاب الاولمبية بعد ان أذهلت العالم عندما نظمت افضل نسخة في تاريخ المونديال وشرفت الكرة العربية والشرق الأوسط وغيرت كل المفاهيم المغلوطة التي كانت في اذهان ملايين البشر عن العرب ومنطقتنا الإسلامية وهو ايضا ما جعل الفيفا وجميع الدول الاعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم يمنحون الثقة للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية لتنظيم مونديال 2030 بالإجماع وهي ثقة تستحقها المملكة وجمهورها المثقف كرويا وصاحب الشغف الكبير في كل المحافل الرياضية.
اقتربت كأس آسيا من نهايتها بتنظيم فاق المتوقع، كيف تقيم هذه النسخة من وجهة نظرك؟
عندما يشهد القاصي والداني ان كأس اسيا اشبه بمونديال مصغر ويقام على ملاعب مونديالية هي الأحدث والاجمل في المنطقة، وتمتلئ الساحات في قطر بجماهير كل دول آسيا فإن شهادة النجاح كتبت من قبل هذه الجماهير قبل ان يصادق عليها الاتحاد الآسيوي الذي يعرف ان المعايير الاحترافية التي قدمتها قطر رفعت من أسهم الاتحاد القاري وسوف تجعله أكثر جرأة في اعادة حساباته في معايير تنظيم المسابقات في قادم الايام.
ما أهم مفاجآت هذه النسخة على مستويي التنظيم والمنافسات؟
على مستوى التنظيم فإنه مميز ووفق اعلى المعايير في بلد نجح ان يستضيف افضل مونديال كأس عالم بشهادة الفيفا، اما على مستوى المنافسات فلا شك ان تأهل منتخبات للمرة الاولى لدور الـ16 مثل طاجيكستان وفلسطين وسوريا وإندونيسيا، ولا ننسى مفاجأة الوداع المبكر للمنتخب العماني الذي توقعت له ان يكون افضل بكثير من ذلك لكن خابت الظنون والتوقعات.
كيف شاهدت المشاركة العربية والخليجية؟
المنتخبات العربية تساقطت كما أوراق الشجر لكن المنتخب العراقي كان جيدا وهو ما نعرفه عن الكرة العراقية ونجومها رغم خروجه الدراماتيكي وسقوطه في محطة الأردن وأخطاء الحكم الاسترالي علي رضا الذي وضع نفسه موقع الخصم مع العراق رغم انه القاضي في ارض الملعب، لكن ذلك لا ينفي أحقية النشامى في الفوز فقد كان منتخبا رائعا ومتماسكا ويلعب بواقعية دون فلسفة .
كيف شاهدت العنابي القطري؟ وهل أوفى بوعوده حتى الآن أداء ونتائج؟
العنابي يسير في هذه البطولة خطوة بخطوة وبنسق تصاعدي لكن محطة ايران هي الاختبار الحقيقي وإما ان يستمر في البطولة أو يخرج منها ويجلس في مقاعد المتفرجين، وانا على ثقة بأن العنابي ونجومه ومدربه الاسباني لوبيز قادرون على الفوز وإسعاد الجماهير والحفاظ على حظوظ العرب في هذه البطولة.
رسالتك للإعلام الذي أتى من كل حدب وصوب لتغطية البطولة؟
الحمدلله الإعلام الآسيوي الرياضي متطور وحتى الإعلام العربي والخليجي، لكن علينا ان نشيد بالإمبراطورية الإعلامية الرياضية القطرية سواء بي ان سبورت او قناة الكاس، والصحف اليومية القطرية أفردت ملاحق خاصة لم تترك فيها شاردة او واردة عن المنافسات.
رسالتك للجماهير التي حطمت الرقم القياسي في الحضور لنسخة الصين؟
نعم الأرقام القياسية للحضور الجماهيري دليل على أن ثقافة الحضور إلى المباريات باتت عند الجميع والاجمل ان الحضور الجماهيري بات عائليا فكامل العائلة باتت تحضر وتشجع وانا على ثقة ان قطر سوف تكسر الكثير من الأرقام.
-من ترشح للنهائي؟ ومن ترشح للقب؟
_من الصعب جدا ان ارشح فريقا للنهائي في ظل شراسة وتقارب المنافسات بين الاردن وكوريا الجنوبية لكن اتمنى من كل قلبي ان يكون العرب طرفي المباراة النهائية.. بوصول العنابي.
-هل من كلمة توجهها لجماهير العنابي؟
اقول ان منتخبنا يمتلك شخصية البطل وانه قادر على ان يكون البطل لكن علينا ان نلعب بقوة وشجاعة وشراسة وان نضع امام أعيننا اسم قطر وألوان العنابي ومطالب الجماهير الوفية التي قدمت كل شيء من أجل التتويج .
هل ترى أن البطولة افتقدت الجمهور السعودي؟
-ليست البطولة لكن كل مناطق قطر افتقدت الجمهور السعودي الشقيق ملح البطولة وخروج السعودية افقد البطولة افضل جمهور كروي على الإطلاق.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر النادي العربي منتخب العنابي كأس آسيا
إقرأ أيضاً:
الإعلام الغربي يتغيّر.. بين ضغط الجمهور وعودة الأخلاقيات.. غزة نموذجًا
منذ أن اندلعت الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، بدأنا نلحظ تصدّعًا في جدار الرواية الإعلامية الغربية التقليدية، الذي طالما انحاز، بصورة شبه مطلقة، إلى جانب الرواية الإسرائيلية. صحيح أن التحول لا يزال جزئيًا ومتفاوتًا، لكن المؤكد أنه تحوّل غير مسبوق من حيث المؤشرات والاتجاهات. فما الذي تغيّر؟ ولماذا الآن؟ وهل نحن أمام يقظة ضمير صحفي، أم استجابة اضطرارية لضغط الجماهير وواقع الميديا الجديدة؟
ضغط الجماهير يعيد تشكيل الخطاب الإعلامي
ما كان يومًا حراكًا نخبويًا أو صدى محدودًا في الهامش، بات اليوم طوفانًا شعبيًا يُحرج كبريات المؤسسات الإعلامية. الجماهير لم تعد مستهلكًا سلبيًا للأخبار، بل فاعلًا ضاغطًا يراقب ويواجه ويحاسب.
حملة "أنتم شركاء في الجريمة" ضد" بي بي سي" و"سي أن أن" حصدت ملايين التفاعلات، بينما كشف استطلاع حديث لـ"يوغوف" في يونيو 2025 أن 55% من البريطانيين يعارضون الحرب، وأن 82% منهم يعتبرونها إبادة جماعية. هذه الأرقام وحدها كفيلة بهزّ أي غرفة تحرير.
منصات مثل تيك توك ويوتيوب لم تكتفِ بالبث، بل تحوّلت إلى ساحات رواية بديلة، تجاوز فيها المحتوى الفلسطيني 2.5 مليار مشاهدة منذ اندلاع الحرب، ما أربك السرديات الكلاسيكية وأخرج الجمهور من عباءة التلقّي إلى ميدان الفعل.
حملة "أنتم شركاء في الجريمة" ضد" بي بي سي" و"سي أن أن" حصدت ملايين التفاعلات، بينما كشف استطلاع حديث لـ"يوغوف" في يونيو 2025 أن 55% من البريطانيين يعارضون الحرب، وأن 82% منهم يعتبرونها إبادة جماعية. هذه الأرقام وحدها كفيلة بهزّ أي غرفة تحرير.في قلب التحول، تقف مؤسسات مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست". بعد عقود من الحذر، بدأت هذه المنصات تستخدم مصطلحات مثل "حصار"، و"مجاعة"، و"قتل جماعي"، بل وفتحت المجال لمقالات تطرح الرواية الفلسطينية من الداخل.
دراسة تحليلية حديثة لأكثر من 1300 مقال في "نيويورك تايمز" أظهرت أن 46% من المقالات كانت متعاطفة مع الفلسطينيين، مقابل 10.5% فقط مع الإسرائيليين، وهي أرقام غير مسبوقة في تاريخ التغطية الغربية لهذا الصراع.
أما شبكات مثل "سي أن أن" و"أن بي سي نيوز"، فقد واجهت تمردًا داخليًا من بعض الصحفيين الذين طالبوا بتغطية أكثر توازنًا، بعد أن بدا واضحًا تكرار مصطلحات تبريرية مثل "الضربات الدقيقة"، وتجاهل معاناة المدنيين الفلسطينيين. لاحقًا، رُصد تراجع نسبي في تلك المفردات، وإشارات أوضح إلى "قصف مناطق مأهولة"، ولو بخجل.
الإعلام الأوروبي.. من الحذر إلى مراجعة اضطرارية
في أوروبا، وجدت "بي بي سي" نفسها في قلب العاصفة. التحيز اللفظي كان فاضحًا، ورفض وصف الضحايا بـ”الشهداء المدنيين” أثار انتقادات واسعة. لكن مع الضغط الجماهيري، بدأنا نلحظ تعديلات تحريرية تدريجية وعودة لتقارير ميدانية من داخل غزة.
وفي فرنسا، بدأت منصات مثل France 24 وLe Monde تفتح المجال لتقارير مستقلة من الضفة وغزة، يتصدرها صحفيون محليون وأصوات فلسطينية، ما انعكس في تغيّر نبرة العناوين ومفردات التغطية.
يبقى السؤال الكبير: هل هذا التغير نابع من مراجعة مبدئية للمواقف؟ أم أنه مجرد محاولة لاستعادة جمهور بدأ يفقد الثقة ويلجأ إلى الإعلام المستقل؟ الواقع يشير إلى مزيج معقّد من الاثنين، لكنه يميل غالبًا إلى الثاني.
استطلاع مشترك بين "يوغوف" و"الإيكونوميست" كشف أن 35% من الأمريكيين يعتبرون ما يجري في غزة إبادة جماعية، وهي نسبة ترتفع إلى 54% بين الأمريكيين من أصول لاتينية، و40% بين الشباب تحت سن الثلاثين. جمهور كهذا لم تعد ترضيه تغطية نمطية أو سردية أحادية، وهو ما تدركه المؤسسات الإعلامية الكبرى، ولو على مضض.
ويمكن تلخيص أبرز العوامل التي دفعت لهذا التحول المفاجئ نسبياً في ثلاثة محاور:
ـ الضغط الشعبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي: فقد أصبح الجمهور أكثر وعيًا وانخراطًا. وفقًا لتقرير Pew (2024)، قال 62% من الأمريكيين إنهم اكتشفوا تحيّزًا إعلاميًا بفضل مقاطع الفيديو وشهادات المستخدمين العاديين على "تيك توك" و"إكس".
ـ صعود الإعلام البديل: منصات مثل الجزيرة الإنجليزية وDemocracy Now! وIntercepted لم تعد فقط بدائل، بل منافسين شرسين. تضاعف جمهور الأولى، وحقق بودكاست الأخيرة نموًا بأكثر من 180% في سنة واحدة داخل الولايات المتحدة.
ـ خسارة الثقة في الإعلام التقليدي: استطلاع لـ "رويترز”"(2023) أظهر أن الثقة في الإعلام الأمريكي هبطت إلى 26% فقط، وفي فرنسا إلى 33%. أكثر من نصف الأوروبيين أصبحوا يفضلون "مصادر مستقلة" بدلاً من الصحف والقنوات الكبرى.
يبقى السؤال الكبير: هل هذا التغير نابع من مراجعة مبدئية للمواقف؟ أم أنه مجرد محاولة لاستعادة جمهور بدأ يفقد الثقة ويلجأ إلى الإعلام المستقل؟ الواقع يشير إلى مزيج معقّد من الاثنين، لكنه يميل غالبًا إلى الثاني.التحوّل لم يكن فقط استجابة من مؤسسات كبرى، بل أيضًا نتيجة شجاعة أفراد تحدّوا التيار:
ـ الصحفية الكندية Nora Loreto كانت من أول من وصف الحرب بالإبادة الجماعية، وتعرضت لحظر رسمي، لكنها اكتسبت ملايين المتابعين.
ـ الصحفي البريطاني Owen Jones خصص سلسلة “من غزة إلى لندن” لكشف ازدواجية الحكومات الغربية.
ـ موقع Democracy Now كان من الأوائل في استضافة أطباء من غزة مباشرة، بينما ترددت شبكات كبرى عن ذلك.
ولهذا فما أراه أن ما يجري في الإعلام الغربي ليس ثورة، بل شرخ أول في جدار الرواية الأحادية. هو مخاض بطيء لكنه واعد، تدفعه الجماهير، وتُحرجه الأخلاقيات، وتراقبه أعين الصحفيين المستقلين.
ربما لا يزال الطريق طويلًا نحو تغطية عادلة ومتوازنة للقضية الفلسطينية، لكن المؤكد أن غزة كانت نقطة الانعطاف. ولأول مرة منذ عقود، بدأ الإعلام الغربي يُحسّ بـ"ثقل الضمير"، أو على الأقل، بضرورة الإنصات لصوت الحقيقة، لا لصدى السلطة.