إذا كنت تريد السلام فاستعد للحرب!
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
تصريح للرئيس الإيراني يضع الولايات المتحدة في موقف محرج بين إظهار قدرتها على الردع والخوف من خوض حرب مباشرة مع الجمهورية الإسلامية. إيلان بيرمان – ناشيونال إنترست
في يوم الجمعة، في خطاب عام أمام أعضاء الحرس الثوري الإيراني، أوضح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن الجمهورية الإسلامية تتقدم في جميع أنحاء الشرق الأوسط ــ وأن أمريكا ليست في وضع يسمح لها بإيقافها.
في الثاني من فبراير، وبعد ما يقرب من أسبوع من التردد والإشارات العلنية، شنت الولايات المتحدة أخيرًا سلسلة من الضربات الجوية ضد الميليشيات المدعومة من إيران في كل من سوريا والعراق. ومن المفترض أن يكون هذا مجرد بداية لما أشار إليه الرئيس بايدن أنه سيكون ردًا طويل الأمد على العدوان واسع النطاق.
من المفترض أن يكون الهدف الحقيقي للضربات استراتيجي؛ أي إعادة ضبط وضع الردع الأمريكي الذي تآكل بشكل كارثي في الأشهر الأخيرة. ولكن يبدو هذا الافتراض غير صحيح، بناء على ما صرّح به الرئيس الإيراني أعلاه.
وأضاف رئيسي في تصريحات نقلتها وكالة أنباء فارس الرسمية "لا يمكن للعدو أن يتخذ أي إجراء ضدنا لأنه يعلم أن قواتنا قوية وقادرة". "في السابق كانوا (الولايات المتحدة) يتحدثون بلغة التهديد والخيارات العسكرية مطروحة على الطاولة. لكن الآن، لا توجد مثل هذه الطروحات، بل يقولون إنهم ليس لديهم أي نية للصراع مع الجمهورية الإسلامية. إنها القوة؛ شعبنا وقواتنا المسلحة هي التي خلقت هذا الردع".
إن رسالة رئيسي واضحة للغاية: كما تراها طهران، أصبحت أمريكا اليوم في موقف دفاعي في المنطقة بينما تنتصر الجمهورية الإسلامية.
وبناءً على ذلك، إذا أرادت واشنطن استعادة قدرتها العالية على الردع، فسوف تحتاج إلى الاستعداد لمزيد من التصعيد. فإلى جانب استهداف المسلحين في أماكن مثل العراق وسوريا، سيتعين عليها أن تضع أنظارها بشكل جدي على الحرس الثوري الإيراني نفسه.
حتى الآن، توضح التقارير أن الولايات المتحدة لم تصل إلى حد استهداف أصول رفيعة المستوى في الحرس الثوري الإيراني، بالطريقة التي فعلتها إدارة ترامب عندما قضت على قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذراع شبه العسكرية للحرس الثوري الإيراني، في يناير 2020.
وفي الحالات القصوى، إذا لم يكن ذلك كافياً لتهدئة سياسات إيران الإقليمية، فسوف تحتاج الولايات المتحدة إلى الذهاب إلى أبعد من ذلك. وكما أشار عدد من كبار المشرعين، قد يكون من الضروري للجيش الأمريكي ضرب أهداف استراتيجية داخل إيران نفسها من أجل إرسال رسالة واضحة لا لبس فيها إلى القيادة الإيرانية مفادها أن نشاطهم الإقليمي يأتي بتكلفة عالية.
ومع ذلك، فإن هذا هو بالضبط نوع التصعيد الذي يسعى البيت الأبيض بشدة إلى تجنبه. وقد أصر مسؤولو الإدارة، بما في ذلك الرئيس بايدن نفسه، على أنهم لا يريدون الحرب مع إيران. ومع ذلك، فإن إعادة ضبط الردع الأمريكي بشكل حقيقي قد تتطلب اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى المخاطرة بحدوث مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية.
لا نعرف بوضوح إذا كان بايدن، الذي يواجه انتخابات صعبة في الداخل، مستعدا لخوض هذه الحرب. ولكن على هذه الإدارة أن تتذكرمقولة قديمة: "إذا كنت تريد السلام، فاستعد للحرب".
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: إبراهيم رئيسي الحرس الثوري الإيراني جو بايدن الجمهوریة الإسلامیة الولایات المتحدة الثوری الإیرانی
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تخصص 130 مليون دولار لدعم ٌقسد بمواجهة تنظيم الدولة
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" تخصيص 130 مليون دولار في ميزانيته لعام 2026 لدعم قوات سوريا الديمقراطية "قسد" و"جيش سوريا الحرة"، وتمكينها من مواصلة مكافحة تنظيم الدولة.
وقالت الوزارة في بيان، إن الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بالهزيمة الدائمة لتنظيم الدولة، من خلال دعم القوات الشريكة الموثوقة للحفاظ على الضغط المستمر على التنظيم، معتبرة أن عودة التنظيم مجددا تشكل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة الوطنية، ولشعوب العراق وسوريا ولبنان، وللمجتمع الدولي ككل.
وأضافت أن هذا الدعم موجه لمحاربة تنظيم "داعش"، ومنع إعادة انتشاره.
ولا تزال واشنطن تدعم "قوات سوريا الديمقراطية" في شمال شرقي سوريا، وفصيل مقاتل (جيش سوريا الحرة والمعروف باسم جيش سوريا الجديد أو جيش مغاوير الثورة هو فصيل مدرَّب من قبل الولايات المتحدة بالقرب من قاعدة التنف) ومتمركز على المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق.
أثارت دعوة المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك قوات سوريا الديمقراطية "قسد" إلى الاندماج في "سوريا الجديدة" تساؤلات حول مستقبل هذه القوات التي تتلقى الدعم العسكري والسياسي من قبل الولايات المتحدة، والتي يشكل عمودها الفقري الوحدات الكردية المسلحة.
وكان باراك قد أكد أن الجهة الوحيدة التي ستتعامل معها واشنطن في سوريا هي الحكومة السورية، مضيفا أن "الحل الوحيد لأي تسوية يجب أن يكون من خلالها".
ومطلع الشهر الماضي، قال السفير الأمريكي في أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، إن بلاده تتجه نحو سياسات مختلفة عما كان متبعاً في العقود الماضية.
وأشار باراك خلال مقابلة مع قناة "NTV" التركية إلى مستقبل الوجود العسكري الأميركي، والدعم المقدم لقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وقال باراك: "سياساتنا الحالية تجاه سوريا لن تشبه السياسات خلال المئة عام الماضية، لأن تلك السياسات لم تنجح".
واعتبر باراك أن "الوقت قد حان لتجاوز الصراع والانقسام"، مشيرا إلى "الحاجة لخلق مساحة للحوار والمصالحة بين جميع الأطراف في سوريا".
وحول الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أوضح باراك أن "قسد هي حليف بالنسبة لنا. الدعم المقدم لهم هو دعم لحليف، وهذا أمر مهم جداً بالنسبة للكونغرس الأمريكي".
وأضاف: "يجب توجيه هذا الدعم نحو دمجهم في جيش سوريا الجديد المستقبلي. يجب أن تكون توقعات الجميع واقعية"، مشيراً إلى أهمية العمل على إدماج وحدات حماية الشعب (YPG)، ضمن البنية العسكرية الجديدة في سوريا.