كارثة الزلزال في الذكرى السنوية الأولى… جهود كبيرة تبذلها الجهات المعنية لإعادة الإعمار وتقديم الدعم للمتضررين
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
اللاذقية-سانا
في الذكرى السنوية الأولى لوقوع الزلزال الذي ضرب شمال سورية تتواصل جهود الجهات الحكومية بالتعاون مع المجتمع المحلي في محافظة اللاذقية لإعادة الحياة والإعمار إلى 65 موقعاً تضرر في المحافظة بنسب متفاوتة توزعت بين الدمار الكامل والتضرر الجزئي في الأبنية والمنشآت، ناهيك عن الأضرار النفسية والجسدية للمواطنين القاطنين في تلك المناطق.
لن ينسى السوريون تاريخ” السادس من شباط” 2023 وخاصة الأهالي في مناطق التضرر المباشر في حلب وإدلب واللاذقية وحماة، لحظات مرعبة تبعتها أيام وأسابيع من المعاناة تركت خلفها أكثر من 800 وفاة بين المدنيين في اللاذقية وتضررت أكثر من 193 ألف عائلة، ورغم الكارثة وما تركته من مآسٍ، فإنها كشفت عن الدر الثمين في نفوس السوريين وتمثل في روح التضامن والتآلف بين أبناء المحافظة خاصة وسورية بشكل عام.
سجل السوريون خلال الكارثة الزلزالية قصصاً مفعمة بالشجاعة والإصرار لاستمرارية الحياة بالتوازي مع الجهود الحثيثة للجهات الحكومية والجمعيات الأهلية لإعادة الإعمار وتقديم الدعم المادي والنفسي للتخفيف من معاناة المتضررين.
وفي هذا الصدد، بينت اللجنة الفرعية للإغاثة في محافظة اللاذقية في تقرير لها أن نسب الإنجاز في المشاريع السكنية المخصصة للمتضررين من الزلزال في مدينة اللاذقية بلغت نحو 78 بالمئة في موقع “الغراف 1″، و100 بالمئة في “الغراف 2″، و65 بالمئة في دمسرخو، وفي مدينة جبلة بلغت 100 بالمئة في النقعة، و94 بالمئة في الفيض، و60 بالمئة في موقع الفوار.
وأوضح التقرير الصادر بتاريخ الثامن والعشرين من الشهر الماضي استمرار خطة العمل في بناء ثمانية أبراج سكنية بالتنسيق بين وزارة الأشغال العامة والإسكان ومحافظة اللاذقية، حيث بلغت نسبة الإنجاز 93 بالمئة في أوتستراد الثورة، وبلغت في كل من الرمل الجنوبي و”الغراف 2″ نحو 27 بالمئة، فيما بلغت نحو 56 بالمئة في مدينة جبلة.
وعلى صعيد التوزيعات الإغاثية، بلغ عدد السلل الغذائية الموزعة في المحافظة نحو ما يزيد على 353 ألف سلة، بينما بلغ إجمالي القيمة النقدية المقدمة من الجهات المانحة 67 ملياراً و155 مليون ليرة سورية، وبلغ عدد المستفيدين منها نحو 22 ألف أسرة متضررة.
ولفت التقرير إلى أن عدد الأسر المتضررة بلغ نحو 193 ألف أسرة، ضمت حوالي 890 ألف فرد متضرر، بمن فيهم أعداد المتضررين ممن غادروا منازلهم خشية سقوطها بناء على تقارير لجان الكشوف الفنية.
وأشار التقرير إلى أن عدد الأبنية التي تم الكشف عليها بلغ 107638 مبنى، منها 59371 بناء سليماً، و27483 بحاجة إلى الترميم، و19013 بحاجة إلى التدعيم، و1771 يستلزم الهدم، فيما بلغ عدد الأبنية المهدمة 105 أبنية و15 بناء بحاجة إلى الهدم.
وعلى صعيد الكشف على كامل مدارس المحافظة وتصنيفها وفق درجة التضرر، لفت التقرير إلى أنه تم الكشف على 850 مدرسة، منها 223 مدرسة آمنة ومحيطها آمن، و14 مدرسة آمنة ومحيطها غير آمن، و378 مدرسة آمنة وبحاجة إلى صيانة بسيطة بوجود الطلاب و149 مدرسة غير آمنة وبحاجة إلى التدعيم و86 مدرسة غير آمنة وبحاجة إلى لجنة السلامة العليا، بينما تم تأهيل 71 مدرسة من قبل مديرية التربية والمنظمات الدولية والأممية والجمعيات الأهلية.
وبمناسبة هذه الذكرى المؤلمة نفذ عناصر الدفاع المدني باللاذقية اليوم بياناً عملياً وتدريبات على مواجهة الكوارث الطبيعية، والوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا الزلزال.
وفي تصريح لـ سانا، أكد العميد جلال داوود مدير الدفاع المدني باللاذقية أن رجال الدفاع المدني كانوا وسيبقون عند حسن ظن الشعب السوري بهم على أهبة الاستعداد لمواجهة تداعيات الكوارث الطبيعية ومواصلة التدريب والعمل بما يخدم الوطن والمواطن، متوجها بأحر التعازي لضحايا الزلزال.
ديمة حشمة
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: بالمئة فی
إقرأ أيضاً:
غوغل: نظام التحذير من الزلازل أخفق في إنقاذ الملايين خلال كارثة تركيا
وكالات
أقرت شركة “غوغل” بفشل نظامها للإنذار المبكر من الزلازل في تحذير ملايين الأشخاص خلال الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرق تركيا فجر يوم 6 فبراير 2023، والذي أودى بحياة أكثر من 55 ألف شخص وتسبب في إصابة أكثر من 100 ألف آخرين.
وبحسب تقرير بثته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، فقد كان من الممكن أن يتلقى قرابة 10 ملايين شخص ممن تواجدوا ضمن نطاق 98 ميلًا من مركز الزلزال تحذيرًا عالي المستوى من النظام، يمنحهم نحو 35 ثانية ثمينة للبحث عن مأوى آمن.
إلا أن الواقع كان مختلفًا تمامًا، إذ لم يُرسل سوى 469 تحذيرًا من النوع الأعلى “اتخذ إجراءً” (Take Action)، في حين تلقى نصف مليون مستخدم فقط تنبيهًا من المستوى الأدنى، المصمم للهزات الخفيفة والذي لا يُظهر تنبيهًا صاخبًا أو واضحًا على الهاتف.
هذا الخلل، الذي وصفه تقرير “غوغل” لاحقًا بأنه “ناتج عن قيود في خوارزميات الاكتشاف”، أدى إلى تقدير خاطئ لشدة الزلزال الأول، حيث قدره النظام بين 4.5 و4.9 درجة، رغم أن قوته الحقيقية بلغت 7.8 درجة على مقياس ريختر، ما جعله من أقوى الزلازل التي شهدتها المنطقة في العصر الحديث، ولم يكن ذلك الخطأ الوحيد، إذ فشل النظام أيضًا في تقييم الزلزال الثاني الذي ضرب لاحقًا في نفس اليوم، ما أدى إلى تقليل التحذيرات مرة أخرى.
الغريب أن النظام كان يعمل بالفعل وقت وقوع الكارثة، إلا أن التحذيرات لم تصل إلى العدد المتوقع من المستخدمين، خاصة أن الزلزال الأول وقع في ساعة مبكرة من الفجر (04:17 صباحًا) حين كان معظم السكان نائمين.
وكان من الممكن أن يوقظهم تحذير “اتخذ إجراءً” بصوته العالي وشاشته التي تتجاوز وضع “عدم الإزعاج”، وربما ينقذ أرواحًا كثيرة.
وأشارت “بي بي سي” إلى أنها حاولت، على مدار أشهر، التواصل مع سكان المناطق المتضررة الذين تلقوا ذلك التحذير الأعلى، لكنها لم تتمكن من العثور على أي منهم.
وفي أعقاب الكارثة، قامت “غوغل” بإعادة محاكاة الزلزال نفسه بعد تحسين خوارزمياتها، وأظهرت النتائج الجديدة أن النظام كان بإمكانه إرسال 10 ملايين تحذير من المستوى الأعلى، و67 مليونًا من تنبيهات الهزات الخفيفة لمن هم على أطراف المنطقة المتأثرة.
وقالت الشركة في بيانها: “نواصل تحسين نظام التحذير استنادًا إلى ما نتعلمه من كل زلزال”، مؤكدة أن النظام يُعد مكملًا للأنظمة الوطنية وليس بديلًا عنها، ومع ذلك، أعرب عدد من العلماء عن قلقهم من اعتماد بعض الدول على تقنيات لم تُختبر بالكامل بعد.
يُذكر أن نظام “تنبيهات الزلازل لأندرويد” الذي تطوره “غوغل” يعتمد على استشعار الاهتزازات من خلال ملايين الهواتف العاملة بنظام أندرويد، ويُفترض أن يُشكّل “شبكة أمان عالمية”، خاصة في الدول التي لا تمتلك أنظمة إنذار متقدمة.