كيف قرأ محللون أهداف وتوقيت وتداعيات هجوم تدمر بسوريا؟
تاريخ النشر: 13th, December 2025 GMT
أثار الهجوم، الذي استهدف دورية مشتركة بين القوات الأميركية والأمن السوري في مدينة تدمر وسط سوريا، كثيرا من الأسئلة حول الجهة والأهداف التي تقف وراءه، وحول التوقيت. وقد حاول محللون الإجابة عن هذه التساؤلات في قراءتهم للهجوم.
وتحدثت القيادة الوسطى الأميركية عن كمين نصبه تنظيم الدولة الإسلامية للقوات الأميركية، أدى إلى مقتل 3 أميركيين بينهم جنديان.
وأكدت وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) مقتل جنديين أميركيين ومدني وجرح 3 آخرين في هجوم تعرضت له قوات أميركية كانت بصدد تنفيذ مهمة مشتركة مع قوات سورية في مدينة تدمر، في حين توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرد على تنظيم الدولة، كما توعد وزير الحرب بيت هيغسيث بأن "كل من يستهدف الأميركيين ستتم مطاردته وقتله دون رحمة".
من جهته، كشف مصدر أمني سوري للجزيرة أن منفذ الهجوم شخص من خلايا تنظيم الدولة واستهدف الحرس الخارجي للقيادات الأميركية.
ورجح كبير الباحثين بالمجلس الأميركي للسياسة الخارجية، الدكتور جيمس روبنز -في نقاش تحليلي حول الهجوم على قناة الجزيرة- أن يكون هجوم تدمر من تنفيذ تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن القوات الأميركية تقوم بعقد اجتماعات مع السلطات المحلية، ويمكن أن يكون أحد الأشخاص مرر المعلومة للشخص الذي قام بالهجوم.
ولم يستبعد أن يكون الهجوم له علاقة بالتصويت داخل الكونغرس الأميركي على رفع العقوبات عن سوريا، وقال إنه ربما يعرقل هذا المسار، لكنه لن يؤثر على العلاقة بين دمشق وواشنطن أو على العملية السياسية في سوريا.
أما داخل الولايات المتحدة، فسيثير الهجوم كثيرا من الجدل، لأن كثيرا من الأميركيين -يواصل جيمس روبنز- سيتساءلون عن الدور الذي تقوم به بلادهم في سوريا حاليا ومستقبلا.
كما لفت الضيف الأميركي إلى تصريح وزير الحرب هيغسيث الذي توعد فيه بالرد على الهجوم، وقال "لا نعرف كيف سيكون شكل هذا الرد".
"الذئاب المنفردة"وتحدث الكاتب والباحث السياسي ياسر النجار عن المنطقة التي وقع فيها الهجوم، حيث قال إنها منطقة شاسعة ليس فيها سكان ولا نقاط للرصد، ومنذ حوالي 10 سنوات هي لوجيستيا تحت السيطرة الأمنية لقوات التحالف الدولي، وبالتالي فإن تأمين القوات التي تم استهدافها يفترض أن يكون من الجانب الأميركي، كما قال.
إعلانوفي قراءته لمن يقف وراء الهجوم، أشار إلى ما أسماها فرضية "الذئاب المنفردة"، أي أن شخصا قام بالفعل دون أي تنسيق أو دعم لوجيستي من خارج المنطقة المستهدفة.
كما أوضح أن الحكومة السورية بصدد بحث ودراسة مسألة الجهة المستفيدة من شن مثل هذا الهجوم، وقال إن "إسرائيل مستفيدة بشكل كبير جدا"، وستتذرع بأن سوريا في وضع أمني مأزوم، وبالتالي سيتيح لها -حسب تصورها- التدخل عسكريا في مناطق سورية، كما أضاف النجار أن تنظيم الدولة قدم نفسه في عمليات سابقة على أنه قوات مرتزقة تعمل بشكل غير مباشر لمصالح دول أخرى.
وبحسب رأي الكاتب، فإن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لها مصلحة في ما حصل، وستقول اليوم -حسب المتحدث- إن هناك مشكلة في الجانب السوري لأنه لم ينخرط في قوات التحالف بينما هي منخرطة منذ 10 سنوات.
وخلص الكاتب والباحث السياسي ياسر النجار إلى أن الهجوم في تدمر يثبت وجود ثغرة أمنية في المنطقة، وهو ما سيدفع الدولة السورية لاحقا إلى الاعتماد على نفسها وألا يكون القرار بيد قوات التحالف.
يذكر أن وزارة الداخلية السورية قالت في تعليقها على الهجوم إن "قوات التحالف الدولي لم تأخذ بعين الاعتبار التحذيرات السورية باحتمال حصول خرق لتنظيم الدولة".
أما الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا، فطرح في تحليله للهجوم مجموعة من الأسئلة تتعلق بهدف وجود قوات أميركية مع قوات الأمن السورية الرسمية في تدمر، وتساءل قائلا "هل هناك مشروع أكبر وتعاون إستراتيجي أكبر بعد انضمام سوريا إلى التحالف الدولي، وبعد رفع العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر واستقبال الرئيس أحمد الشرع في البيت الأبيض؟".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات تنظیم الدولة قوات التحالف أن یکون
إقرأ أيضاً:
ترامب يوعّد بـ”رد شديد” بعد هجوم على قوات أميركية في تدمر السورية
صراحة نيوز- توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت، بـ”رد شديد” عقب هجوم في مدينة تدمر السورية أدى إلى مقتل عسكريين أميركيين اثنين ومترجم مدني، إضافة إلى إصابة ثلاثة جنود آخرين بحالة جيدة.
وأكد ترامب عبر منصة “تروث سوشيال” أن الهجوم نفذه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) واستهدف القوات الأميركية في منطقة “شديدة الخطورة ولا تخضع للسيطرة الكاملة”، مشيراً إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع “غاضب للغاية بسبب الهجوم”.
من جهته، أعلنت وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) أن الجنود كانوا يشاركون في عمليات مكافحة الإرهاب، فيما قتل المهاجم على يد قوات شريكة. وأوضح وزير الحرب بيت هيغسيث أن الولايات المتحدة ستلاحق أي منفذ هجوم على قواتها أينما كان.
في المقابل، ذكرت مصادر سورية أن منفذ الهجوم كان عنصراً في قوات الأمن السورية، وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية أن التحقيقات جارية لتحديد صلته بتنظيم داعش أو تبنيه للفكر المتطرف. وأوضح أن الهجوم وقع بعد انتهاء جولة ميدانية مشتركة بين القوات السورية والأميركية، وأن منفذ الحادث كان خاضعاً لتقييم أمني سابق أشار لاحتمال تبنيه أفكاراً متطرفة.
ويأتي الحادث بعد انضمام دمشق رسمياً إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش خلال زيارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى واشنطن الشهر الماضي