بوابة الوفد:
2025-05-30@14:17:09 GMT

اختياراتنا منورة حياتنا (٢)

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

تناولنا فى المقال السابق كيف أن الإضاءة الغازية تؤدى إلى التلاعب بالعقول، وزعزعة ثقة الفرد فى نفسه، وفى مجتمعه، وإقناعه بأنه ضعيف، عبر التشكيك فى علاقاته بالآخرين، وهو ما يمثل إحدى ركائز الفساد خاصة الإدارى منه، الذى يعد من أكبر التحديات، لذا تمثل مكافحة الفساد الإدارى أحد التحديات الرئيسية التى تواجهها المؤسسات الحكومية فى مصر.

ومن المهم تبنى إجراءات لمكافحة الفساد الإدارى والحد من تأثيره، لذا فإن الواجب يحتم علينا تشخيص العوامل التى قد تؤدى إلى حدوث الفساد الإدارى ومنها ضعف الرقابة والمراقبة، أيضاً الرشوة والاحتيال، والأهم قلة وانعدام الكفاءة، عبر واقع تتجلى أعماله فى اختيارات تبعدنا كل البعد عن وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب. واقع الاختيار فيه لا يحقق التنوير بل يثبت الاضاءة الغازية، وأن تدنى دور أجهزة الدولة وغياب المعيارية قد تساعد على تفشى الفساد، حيث إن ما يجرى من فساد إدارى قد يتبعه بالضرورة الفساد المالى، وعليه فإن وضع الحلول الصحيحة لمعالجة الفساد باستخدام التقنية الحديثة والرقابة الإلكترونية، تعد نظاماً محصناً من الفساد الإدارى، الذى قد تواجهه جذور الفساد وهو ما حدث بعد إصرار القيادة السياسية على تبنى استراتيجية مصر الرقمية فى أعقاب عملية الإصلاح الاقتصادى الثانية عام 2016، وأكدت الحاجة إليها أثناء الغلق الجزئى والكلى لدول العالم أثناء جائحة كورونا، ونقترح أن يخصص أسبوعاً فى السنة يسمى أسبوع محاربة ومكافحة الفساد يشارك فيه المعنيون فى إعداد برامج يسهم بها أساتذة الجامعة والقانونيين ورجال الدين والإعلام، ويتم اختيارهم بدقة، بعد أن تبين أن كثيراً ممن أسند إليهم مهام مكافحة الفساد استغلوا هذه المكانة لتحقيق مكاسب شخصية والتأثير سلباً على تحقيق التنمية المصرية المنشودة، وبعد اختيارهم بجدارة وليس بكفاءة يتم توضيح مفاهيم النزاهة، ورصد مكافحة الفساد فى المؤسسات الحكومية فى الدولة، أيضاً تعزيز دور الجهاز المركزى للمحاسبات وإعطاؤه الصلاحية والاستقلال الكامل. ما نؤكد عليه أن الشفافية والمساءلة هما عنصران أساسيان لمكافحة الفساد الإدارى. بالإضافة إلى ذلك، عندما تكون هناك آليات قوية للمساءلة والرقابة، فإنه من الصعب على الأفراد استغلال المواقع التى يشغلونها فى المؤسسة. ففى ظل غياب الشفافية والمساءلة مع تغييب لدور السلطة التشريعية فى الرقابة ومساءلة الوزارات، أن تلجأ هذه الفئة إلى تعيين الموظفين فى المواقع الإدارية العليا على أساس الواسطة والمحسوبية وهو أخطر أنواع الفساد، الأمر الذى قد يؤدى لضعف فاعلية الأداء المؤسسى وتدنى مستوى الأداء الاقتصادى وانخفاض مستوى الدخل خاصة فى المستويات الدنيا، الأمر الذى دفع الكثير منهم لاستغلال مواقعهم الوظيفية لتحقيق رغباتهم فى جنى الثروة، وما شعار المستريح إلا بوق لهؤلاء الفاسدين، هناك جهود مبذولة لمكافحة الفساد الإدارى، فى إطار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، وأن نتائج مظاهر الفساد الإدارى جاءت فيها الرشاوى والهدايا والإكراميات فى المرتبة الأولى، وفى المرتبة الثانية ظاهرة مجاملة الأقارب والاعتماد على المعارف لتسهيل الإجراءات الحكومية. وأخيراً، فإن الجهود الحكومية فى مكافحة الفساد عبر إطلاق الرئيس السيسى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد «2019-2022» تؤكد أهمية تكييف الجهود لضبط وقائع الفساد داخل مؤسسات الدولة، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها، وأهمية تنفيذ مشروع البنية المعلوماتية للدولة، الذى يتم تحت إشراف هيئة الرقابة الإدارية، وبالتعاون مع الوزارات المعنية، وهو ما سنتناوله فى المقال المقبل إن شاء الله.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د علاء رزق لمکافحة الفساد

إقرأ أيضاً:

ذكرى وفاته.. أهم المحطات في حياة النجم حسن حسني

تحل اليوم ذكري رحيل الفنان الكبير حسن حسني..ولد الفنان حسن حسني بحي القلعة فى القاهرة، وكان والده يعمل مقاولاً للمبانى، توفيت والدته وهو فى السادسة من عمره وانتقل برفقة عائلته إلى حي الحلمية الجديدة ودرس فى مدرسة الرمضانية وحصل على الشهادة التوجيهية فى عام 1956.


حسن حسني.. وبداياته الفنية

وكانت بداية حسن حسنى سينمائياً من خلال دور صغير للغاية فى فيلم الكرنك الذى قدّمه نور الشريف وسعاد حسنى وإخراج على بدرخان عام 1975، ثم لفت الأنظار كممثل قادر على أداء أدوار الشر فى فيلم "سواق الأتوبيس" إخراج عاطف الطيب، الذى استعان به بعد ذلك فى عدد من أفلامه ، أبرزها "البرىء" ، “البدروم”.

وعلى الصعيد الدرامي، شارك الفنان حسن حسني فى العديد من المسلسلات البارزة مثل “رد قلبى”، و“اللص الذى أحبه”، و“أهالينا”، و“المال والبنون”، ومع بداية الألفية اتجه للأدوار الكوميدية مع الوجوه الشابة، والتى كان أبرزها الفنان محمد سعد بداية من فيلم “اللمبي” الذى عرض عام 2002.


 رغبة اعتزال الفن

كان الفنان حسن حسني محبا وداعما لجيل الشباب، مثل هنيدي والسقا وكريم عبد العزيز وحلمي ومحمد سعد، إلا أن الراحل علاء ولي الدين كان حالة خاصة لدى حسن حسني.

 حين توفى علاء ولى الدين، ولشدة حب حسن حسني له، سافر إلى العين السخنة، وقرر أن يعتزل الفن، لولا تدخل عدد من أصدقائه، حيث كان يراه مثل ابن له.

 الأيام الأخيرة 


روت ابنته فاطمة حسن حسني تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة والدها، خلال لقاء تليفزيوني ببرنامج “الجمعة في مصر”، قائلة إن الفنان شعر بالتعب قبل وفاته بأيام قليلة فقط، وتوجهت العائلة به إلى المستشفى يوم الخميس، حيث تبين أنه بحاجة لإجراء قسطرة قلبية عاجلة.

ورغم حالته الصحية، لم يفقد حسه الفكاهي، إذ مازح ابنته داخل المستشفى قائلاً:

“إوعي يجيلي كورونا من الناس اللي هنا دي”.

ولكن القدر لم يمهله طويلاً، فرحل عن عالمنا بعد العملية، في مشهد ترك حزنًا كبيرًا في الوسط الفني والجمهور الذي أحبه.



 

مأسي حياته
لم تكن حياة حسن حسني مليئة بالضحك فقط، بل شهدت محطات مؤلمة أثرت فيه نفسيًا بشكل عميق، أبرزها وفاة والدته وهو لم يتجاوز السادسة من عمره، وهو الحدث الذي قال إنه غيّره للأبد لكن أقسى لحظاته كانت في عام 2013، عندما فقد ابنته رشا حسن حسني بعد صراع مع مرض سرطان الغدد. حاول إنقاذها بالسفر والعلاج خارج البلاد، لكن المرض كان قد تمكّن منها. ومن شدة ارتباطه بها، ظل محتفظًا بصورتها خلفية على هاتفه المحمول حتى وفاته.



 

طباعة شارك حسن حسني سواق الأتوبيس رد قلبى

مقالات مشابهة

  • ذكرى وفاته.. أهم المحطات في حياة النجم حسن حسني
  • الأحد.. المرافعة في محاكمة 22 متهما بقضية الهيكل الإدارى للإخوان
  • «مياه الإسكندرية» تواصل حملاتها الموسعة لمكافحة التعديات وضمان عدالة الفواتير
  • محمد أمين راضي ضيف عباس أبو الحسن.. الجمعة
  • «الوطنية لمكافحة الفساد» تعقد برامج تدريبية لكوادر الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات
  • بنعليلو: استعراض تنفيذ المغرب لاتفاقية الاتحاد الإفريقي لمكافحة الفساد فرصة لإعادة ترتيب الأولويات وتصحيح المسارات
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب.. منظومة مكافحة الفساد
  • الرئيس عباس يتسلم التقرير السنوي لهيئة مكافحة الفساد لعام 2024
  • “مكافحة الفساد” تحيل متهمين جدد في قضايا غسل أموال إلى النيابة
  • تحليل: المليارات الضائعة.. و”الأدلة غير الكافية” تعيد إنتاج الفساد