الجمارك.. الدعوة إلى العمل دون هوادة لإعطاء أحسن صورة
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
أكد المدير العام للجمارك الجزائرية اللواء عبد الحفيظ بخوش، على ضرورة العمل دون هوادة لإعطاء أحسن صورة عن الأداء الجمركي، المهني والنموذجي.
وقال اللواء بخوش خلال لقائه مع إطارات قطاعه بولاية مستغانم أنه “يتعين على كل جمركي وجمركية العمل دون هوادة في سبيل إعطاء أحسن صورة عن الأداء الجمركي المهني والنموذجي”.
وأكد ذات المسؤول “التزام كافة المسؤولين وعلى كافة المستويات بضرورة توفير الدعم اللازم للجمركي في إطار أداء مهامه”. وحرصه على “تجسيد المشاريع الرامية إلى تحديث القطاع وتوفير أحسن الظروف التي تمكنه من العمل بكل أريحية وتشجعه على بذل المزيد من الجهود”.
وألح “على بذل المزيد من الجهد والتحلي بالنزاهة والاحترافية في مواصلة العمل والأداء”. مذكرا بـ”الإستراتيجية المعتمدة في قطاع الجمارك الرامية إلى تحديثه، والعمل على تحقيق أحسن النتائج ميدانيا”. سواء “في مجال مكافحة الغش والتهريب أو فيما تعلق بتحصيل الغرامات المستوجبة”. و”تكثيف العمليات المتعلقة بالتصرف في البضائع بما في ذلك تنظيم عمليات البيع بالمزاد العلني”. و”إتلاف البضائع وتشجيع تسوية القضايا عن طريق المصالحة الجمركية”. “وذلك بغية تحصيل حقوق الخزينة العمومية وتصفية المخازن الجمركية”.
ومن جهة أخرى -أردف اللواء بخوش- وتماشيا ومساعي السلطات العمومية الرامية إلى تعزيز دعائم الإنعاش الاقتصادي. من خلال تشجيع الإنتاج المحلي ودعم الصادرات خارج قطاع المحروقات فإنه “يتعين عليكم جميعا العمل على تسهيل الاستفادة من مختلف التسهيلات الجمركية الممنوحة لفائدة المؤسسات الاقتصادية. لاسيما المنتجة الرامية إلى تقليص آجال المعالجة الجمركية وخفض التكاليف”.
وخلال معاينته لمقر مفتشية أقسام الجمارك بمستغانم وللمحطة البحرية للمسافرين ومختلف مرافق. وأجنحة الميناء التجاري شدد المدير العام للجمارك الجزائرية على ضرورة مواكبة التحول الرقمي. الذي يشهده القطاع حاليا وتمكين الجمركيين من التكوينات. التي تساهم في رفع جاهزية الأعوان وتجندهم الدائم لخدمة الاقتصاد الوطني. والحفاظ على صحة وسلامة المواطن.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: الرامیة إلى
إقرأ أيضاً:
واشنطن و الناتو... مستقبل إمبراطورية الدعوة
انطلقت في لاهاي بهولندا وعلى مدى يومي أمس واليوم 24 و25 يونيو (حزيران) الحالي أعمال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لعام 2025، والتساؤل: «ما مصير علاقة واشنطن بالحلف، لا سيما أنه بانضمامها وقبولها القيادة العسكرية، تمنح دول (الناتو) الأخرى الولايات المتحدة نفوذاً وقوة غير مسبوقين، الأمر الذي يتفق مع وصف الباحث النرويجي غير لوندستاد هذا الأمر بـ«إمبراطورية الدعوة». وقد رسخت هذه الإمبراطورية غير الرسمية مكانة الولايات المتحدة ونفوذها في أوروبا.
تتجاوز علامات الاستفهام علاقة الولايات المتحدة بحلف «الناتو»، مقام الرؤساء الأميركيين، وتنسحب على الرؤية النقدية لهذه العلاقة العضوية بمزاياها ومثالبها معاً.
ينقسم الأميركيون في واقع الحال إلى قسمين: طرف يرى أنَّ واشنطن لا تزال في حاجة إلى تلك الشراكة مع دول الحلف، وآخر يرى أنَّه بات سلعة فاخرة لا حاجة لواشنطن بها.
الفريق الأول يؤمن بأنَّ واشنطن وهي القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية الضاربة حول العالم، لا يمكن أن تستغني عن حلفائها الأوروبيين، وأنها من دونهم تصبح قوة عظمى متضائلة إلى حد كبير.
والشاهد أنَّ «الناتو» يمنح واشنطن موقعاً وموضعاً فريدين ضمن إحدى أقوى شبكات التحالفات العسكرية في العالم، وبما يتجاوز الرؤية الأمنية الضيقة فحسب، ذلك أن خيوط وخطوط تلك الشبكة لها أبعاد اقتصادية وسياسية عميقة وإيجابية للغاية.
على سبيل المثال لا الحصر، كيف يمكن للمجمع الصناعي العسكري الأميركي أن يروّج منتجاته بعيداً عن دول غرب أوروبا وشرقها الأعضاء في الحلف؟
في هذا السياق، يمكن النظر إلى الولايات المتحدة على أنها بؤرة الضوء الجاذبة للقوى الديمقراطية الراسخة والتي ترعى حقوق الإنسان، وتعترف بأنظمة السوق الليبرالية الحرة، على خلاف روسيا الاتحادية، الوريث الشرعي للاتحاد السوفياتي التي لا يزال ينظر إليها بصورة أو أخرى على أنها نقطة تجمع للقوة المارقة، مثل الصين وكوريا الشمالية وإيران، بحسب المفهوم الحرياتي الغربي.
يحاجج الأميركيون من أنصار البقاء في حلف «الناتو» بأنَّ المرة الوحيدة التي تم فيها تفعيل المادة الخامسة من الميثاق، كانت لصالح واشنطن، حيث تداعى الجميع لدعمها حين تعرَّضت لاعتداءات نيويورك وواشنطن، كما شارك كثيرٌ منهم في حروب أفغانستان والعراق لاحقاً.
حتى الساعة يبقى لـ«الناتو» الكثير من الألق، كما القدرة على توفير غطاء واسع ومريح من الأمن والحماية لجميع أعضائه؛ الأمر الذي يفسر لنا رغبة الغالبية من البلدان في وسط وشرق أوروبا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.
لقد رأى العالم روسيا تخوض حروباً قصيرة في العقدين الأخيرين مع مولدوفا وجورجيا، ولاحقاً مع أوكرانيا، غير أن بوتين لم يجرؤ على غزو أي دولة مجاورة من أعضاء «الناتو»؛ ذلك لسابق معرفته بأن الأمر سيعدّ اعتداءً على بقية دول الحلف.
وفي كل الأحوال يمكن القطع بأن وجود واشنطن في قلب «الناتو»، قد جعل من أميركا رمانة ميزان العالم، وبخاصة أن وجودها في أوروبا لم يُفرض فرضاً، بل كان يتم استدعاؤه والترحيب به من جانب حلفائها.
في مذكراته التي حملت اسم «القناة الخلفية» يخبرنا الدبلوماسي الأميركي ورئيس الاستخبارات المركزية السابق وليام بيرنز، أنه لعقود طوال كان الاعتقاد السائد في أوساط السياسة الخارجية في واشنطن هو أن حلف «الناتو» ذو قيمة هائلة للولايات المتحدة، وأن توسيعه كان في قلب المصالح الأميركية.
لكن اليوم هناك من الأميركيين من يقطع بأن التحولات الجيوسياسية والإيكولوجية، عطفاً على تطورات عالم ما بعد الإنسان البيولوجي، ومنعرجات مستقبل الذكاءات الاصطناعية، قد تجعل «الناتو» ذا أهمية متراجعة.
«الناتو» في رأيهم ليس معنياً بالاستجابة للأوبئة، وقد دفعت أميركا ثمناً غالياً وعالياً حين ضربها فيروس «كوفيد - 19»، كما أن الحلف ليست لديه رؤية لمكافحة القرصنة البحرية أو السيبرانية، وغير قادر على دعم أميركا في مواجهتها لأزمة الهجرات غير النظامية من جنوبها وشمالها.
يقطع عالم السياسة الأميركي باري بوسن خلال ندوة عُقدت في معهد «كاتو» بواشنطن، بأن أميركا قد قدمت لـ«الناتو» عقوداً طويلة من الطمأنينة؛ ما جعل الأوروبيين يتقاعسون عن السعي في طريق حماية أنفسهم، ويحلمون بأن يظل درع «كابتن أميركا» حامياً لهم على مدى الأزمنة، على العكس من اليابان التي فعلت المزيد نسبياً للدفاع عن نفسها.
أما الذريعة التي تُعدّ حجر الزاوية للتحلل من «الناتو»، فهي أن أميركا لا يمكن أن تحافظ على دورها حجرَ أساس للأمن الأوروبي، بينما تواصل التنافس بنجاح مع الصين. واشنطن - «الناتو» وفاقٌ أم افتراقٌ؟ لننتظر ونرَ بيان ختام أعمال قمة لاهاي.
الشرق الأوسط