تم تعيين رضوان حسين مديرا للمخابرات العامة الأثيوبية، حاورت هذا الرجل الذكي مرتين عندما كان في قيادة الحزب الحاكم، وعندما كان في وزارة الاعلام، وجلست معه في نقاشات خاصة حول العلاقة الثلاثية بين مصر والسودان واثيوبيا، وحول تكامل القرن الافريقي ووجدت اراءه الشخصية مستنيرة وواقعية.

بصراحة .. الرجل متمكن ومفكر وقاريء، وهو من القلائل الذين شرحوا لي مفهوم الدولة التنموية المتوجهة بخطوات محسوبة صوب تحرير اقتصادي، وهي درجة من درجات “الاقتصاد الهجين”.

الصورة في حوار قبل عشر سنوات في فندق كورينثيا، على النيل الأزرق، في الخرطوم رد الله غربتها، وردنا اليها سالمين.

مكي المغربي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أن تعرف… ليس كافيًا)

عبقرية الفيلم الذي يُصفِّق له العالم الآن، ليست أنه عرف (ماذا) يقول،
عبقريته أنه عرف (كيف) يقول.
والفيلم قصير جدًّا… ثمان دقائق فقط،
والدقائق هذه ليس فيها أي شيء:
طفل مشلول راقد على ظهره ينظر إلى السقف،
والمشاهدون ينظرون إلى هذا الطفل… وينتظرون.
دقيقة… دقيقتان… خمس دقائق… سبع…
والمتفرجون الذين أُصيبوا بالضجر يتساءلون: ما هذا؟
وبعد الدقيقة السابعة، يقول المعلِّق في الفيلم للمشاهدين:
“تتضجرون أيها السادة من مشهدٍ ثابت أمام عيونكم لسبع دقائق…
بينما هذا الطفل المشلول، الذي يرقد على ظهره، لا يرى غير هذا السقف منذ سبع سنوات!”
النهاية…
عبقرية الفيلم أنه لم يتحدث… ما فعله هو أنه جعل (نفس) كل أحد هي التي تتحدث.
……
وفي البحوث… في الغرب… يتخلّون الآن عن كل شيء، ويقولون للنفوس:
تكلمي أنتِ.
وفي جامعة ميريلاند تُجرى تجربة:
يقسمون الطلاب قسمين…
قسم هم السجّانون، والآخر هم السجناء (متطوّعون).
ويُعلَّم السجّانون أنه لا حساب عليهم في أي شيء يفعلونه بالسجناء هؤلاء.
فينطلق السجّانون، ويرتكبون من الفظائع ما يجعل الجامعة تُسارع بإيقاف التجربة…
…….
وفي عرض آخر، الممثلة البلغارية مارينا أبراموفيتش تقف في الطريق،
وتعلن أن كل أحد يستطيع أن يفعل بها ما يشاء، دون عقوبة.
والناس الذين يتجمّعون حولها ينطلقون…
أولًا، كانوا حذرين، وهم يجذبون ثيابها… وقرصة… وما قُذر فوقها… و… و…
ثم يتطور الأمر، وكل أحد يبتكر أذًى مخيفًا يصبّه عليها.
ولم يخطر لأحد أن (الحماية) هي نوع من التصرّف…
النفوس هي هذه.
……..
وعبقرية الرسم بالكلمات تكتب حكاية سودانية مدهشة،
وفيها: السماك يجد زجاجة في النهر… والزجاجة قديمة، مغطاة بالطحالب.
ويجد الرجل في داخلها رسالة.
والرسالة تقول: “تعال وتزوّجني”، ثم العنوان، وصورة لفتاة مليحة.
ويقرّر الرجل أن يذهب إلى هناك.
ويذهب… وكان البيت واضحًا،
ويطرق الباب، ويدخل، وتستقبله امرأة تبدو في الخمسين… لا بد أنها أم صاحبة الرسالة.
وصورة معلقة على الحائط تجعل قلب الرجل يقفز… كانت هي الصورة ذاتها التي وجدها في الزجاجة.
ونظرات المرأة المتسائلة – تسأل عن سبب الزيارة – تجعل الرجل يشير إلى الصورة المعلّقة على الحائط ويقول ضاحكًا:
إنه وجد الزجاجة.
وعيون المرأة تقول إنها لم تفهم…
وفي اندفاع، يخرج الرجل الزجاجة من تحت ثيابه، ويُخرج الصورة، ويقول في مرح، ويلوح بالرسالة:
“أنا العريس…”
ولحظات تمر… والمرأة تحاول أن تفهم…
ثم تفهم.
ثم تشهق… ثم تنفجر بالضحك،
ثم تنفجر بالبكاء… ثم تقول من تحت ضحكة حزينة:
“لقد جئت متأخرًا يا أستاذ… متأخرًا ثلاثين سنة.”
كانت المرأة هي صاحبة الصورة…
القصة كتبناها عن عرس السودان…
كتبناها أيام كنا نكتب القصة.

إسحق أحمد فضل الله

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «الوطنية للإعلام» تعيّن سحر علي مديرا لمركز ماسبيرو للدراسات
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أن تعرف… ليس كافيًا)
  • تعيين الدكتور صالح الشيخ مستشارًا لرئيس جامعة القاهرة لشئون الحوكمة
  • "تعليمية مسقط" تواصل إجراءات تعيين 475 معلما جديدا
  • ارتفاع حصيلة قصف حي الشيخ رضوان إلى 12 شهيدا
  • مدرب باريس سان جيرمان السابق مديرا فنيا لـ نيوم السعودي
  • التربية تواصل إجراءات تعيين المعلمين الجدد
  • رسميا.. يانيك فيريرا مديرا فنيا للزمالك لمدة موسم واحد
  • تعيين 64 معلما ومعلمة بمدارس الظاهرة
  • خبير بعلوم البحار بالإسكندرية: لا خطر حاليًا من تسونامي في البحر المتوسط والزلازل البحرية السبب الرئيسي للظاهرة