اليمن على شفا أزمة جديدة: حظر السلع يشعل أسعار الأسواق ويهدد الأمن الغذائي
تاريخ النشر: 6th, July 2025 GMT
شمسان بوست / خاص:
تشهد الأوساط التجارية والاستهلاكية في اليمن حالة من القلق المتصاعد، مع دخول قرار حوثي يقضي بحظر استيراد عشرات السلع حيز التنفيذ، وسط تحذيرات من أزمة مرتقبة قد تضرب الأسواق وتفاقم الأوضاع المعيشية الهشة أصلًا.
وكانت سلطات الحوثيين قد أقرّت مطلع يونيو/ حزيران الماضي حظرًا شاملًا ونهائيًا على عشرات السلع المستوردة، بحجة “توطينها” وتعزيز الإنتاج المحلي، بالتزامن مع فرض رسوم جمركية جديدة وتحديد حصص للإنتاج الداخلي.
رفض واسع في الأوساط التجارية
الغرفة التجارية والصناعية بأمانة العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أعربت عن رفضها الصريح للقرار، معتبرةً إياه مخالفًا للدستور والقوانين اليمنية، و”عبئًا إضافيًا” على المواطن. ودعت الغرفة، في اجتماع موسّع مع عدد من التجار، إلى عدم الامتثال للآلية الجمركية الجديدة، مؤكدة أن القرار سيتسبب بشلل في الحركة التجارية، وارتفاع جنوني في الأسعار، وتفاقم معاناة المواطنين.
واعتبرت الغرفة التجارية هذه القرارات “عشوائية وتخنق الاقتصاد الوطني”، مشددة على ضرورة الالتزام بسيادة القانون بوصفه الضامن لتحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية.
تحذيرات قانونية من فوضى اقتصادية
الخبير في القانون التجاري علي الدبعي أن قرار الحظر يخالف القوانين المنظمة للنشاط التجاري والدستور اليمني، موضحًا أنه لم يُبنى على أسس تشريعية واضحة أو بالتنسيق مع القطاع الخاص. كما أشار مختصون إلى أن القرار يُفقد السوق مبدأ المنافسة، ويفتح الباب أمام الاحتكار، ما يُنذر بموجة جديدة من التلاعب بالأسعار.
ورفضت غرفة التجارة بصنعاء تقييد الحصص أو منعها، معتبرةً ذلك “من صور الاحتكار المحرّم شرعًا وقانونًا”.
قائمة طويلة من السلع المحظورة
يشمل الحظر سلعًا استهلاكية أساسية مثل الألبان المعلبة والعصائر والمياه المعدنية، إضافة إلى مواد صناعية مثل الأنابيب الحديدية والبلاستيك وبلاط السيراميك. كما تم تقييد استيراد منتجات مثل صلصة الطماطم، السكر المكرر، الحفاضات، الحلاوة الطحينية، وأكياس التغليف، مع رفع الرسوم الجمركية عليها.
وتمت دعوة التجار لمراجعة الجهات المعنية لترتيب أوضاعهم ضمن خطة تصنيع الكميات المطلوبة محليًا، باستخدام العلامات التجارية للمستوردين أنفسهم.
هل الاقتصاد المحلي جاهز؟
تقول جماعة الحوثيين إن هذه الخطوة تهدف إلى خفض فاتورة الاستيراد وتشجيع الصناعات المحلية وخلق فرص عمل. لكن خبراء يرون أن الاقتصاد المحلي غير مهيأ بعد لتحمّل عبء التوطين بهذا الحجم. فوفق بيانات محلية، تغطي القطاعات الإنتاجية (كالزراعة والصناعات التحويلية) نحو 49% فقط من احتياجات السوق، ما يعني أن ما يزيد عن نصف احتياجات المستهلك اليمني لا تزال تعتمد على الواردات.
ويخشى مراقبون من أن البدائل المحلية قد لا تكون متوفرة أو مؤهلة لتغطية الطلب، ما قد يؤدي إلى نقص حاد في المعروض، ويدفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.
البيئة الزراعية تتدهور والجفاف يعمّق الأزمة
تقرير حديث لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) كشف عن تدهور مقلق في الأوضاع الزراعية، نتيجة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، ما أدى إلى إجهاد واسع للمحاصيل وتراجع في الغطاء النباتي، خاصة في المناطق الشرقية والساحلية. وأشار التقرير إلى أن الموارد المائية تعاني من ضغط شديد، ما يزيد من صعوبة الري ويفاقم الأزمة الزراعية.
تراجع الواردات وتضخم جامح
تُضاف إلى هذه الأزمة معضلة أخرى تتمثل في تراجع واردات الغذاء إلى موانئ البحر الأحمر الخاضعة لسيطرة الحوثيين بنسبة 20% في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من 2024. وتزامن ذلك مع ارتفاع معدل التضخم بنسبة تجاوزت 30% في مناطق الحكومة المعترف بها دوليًا، وفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي.
ويؤكد البنك الدولي أن نصيب الفرد من الناتج المحلي تراجع بنسبة 58% منذ 2015، محذرًا من استمرار “الهشاشة الاقتصادية في ظل المخاطر المتزايدة”.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
محمد صلاح يشعل ليفربول.. أزمة غير مسبوقة تهز النادي و4 سيناريوهات تنتظر الحسم قبل أمم أفريقيا
أشعل النجم المصري محمد صلاح حالة من الاضطراب داخل جدران نادي ليفربول، بعد التصريحات النارية التي خرج بها عقب تعادل فريقه أمام ليدز يونايتد بثلاثة أهداف لكل فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، في مباراة جلس خلالها على مقاعد البدلاء للمرة الثالثة على التوالي، ليتحوّل الغليان المكتوم إلى مواجهة مفتوحة مع مدربه آرني سلوت.
تابع محمد صلاح التعادل من على الدكة، وشاهد فريقه يفقد نقطتين جديدتين في الوقت بدل الضائع، ليستمر نزيف النقاط الذي أبعد حامل اللقب إلى المركز التاسع برصيد 23 نقطة، بفارق 10 نقاط كاملة خلف آرسنال المتصدر، بعد مرور 15 جولة فقط من الموسم.
أزمة صلاح وسلوتالخلاف بين الطرفين بدأ مع تدهور نتائج الفريق، إذ لجأ سلوت إلى تعديلات جذرية في التشكيل استقر معها على استبعاد محمد صلاح من التشكيلة الأساسية خلال آخر ثلاث مباريات، بل ومنحه صفر دقائق في مباراتي وست هام وليدز، قبل إشراكه كبديل أمام سندرلاند.
ورغم ذلك لم تتحسن النتائج، مما فاقم غضب اللاعب المصري ودفعه لكسر صمته بهجوم مباشر على المدرب الهولندي.
تصريحات محمد صلاح، التي وصفت بالانفعالية وغير المسبوقة، وضعت إدارة ليفربول في موقف شديد الحرج، بعدما اتّهم اللاعب بوضوح الجهاز الفني بعدم احترام مكانته، ملمّحًا إلى إمكانية رحيله في يناير إذا استمر الوضع على هذا النحو.
صلاح.. أسطورة تهتز مكانتها داخل الناديوبالنظر لمسيرة محمد صلاح الممتدة منذ 2017، يصبح حجم الأزمة أكبر؛ إذ يُعد ثالث الهدافين التاريخيين للنادي بإجمالي 250 هدفًا في 420 مباراة، وساهم في تتويج ليفربول بالدوري الإنجليزي، ودوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية، وكأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس الرابطة والدرع الخيرية.
ورغم كل ذلك يجد نفسه خارج الحسابات فجأة، في وقت يُعاني فيه الفريق من اهتزاز فني واضح.
سيناريوهات حل الأزمةإزاء هذه الأزمة المتصاعدة، باتت الإدارة أمام أربعة سيناريوهات مرتقبة:
تهدئة الخلاف بين صلاح وسلوتإعادة فتح قنوات التواصل ومحاولة إصلاح العلاقة، مع وعد بإعادة دمج اللاعب أساسيًا في المباريات المقبلة، لتجاوز الفترة الحرجة بأقل أضرار.
إقالة سلوتسوء النتائج إضافة إلى فقدان السيطرة على غرفة الملابس قد يدفع الإدارة للتخلص من المدرب سريعًا، خاصة قبل مواجهة إنتر ميلان في دوري الأبطال.
رحيل صلاح في ينايرعروض ضخمة من الدوري السعودي وأندية أوروبية تعد خيارًا مغريًا للنادي ماليًا، في حال رأت الإدارة أن الصدام أصبح بلا حل.
إقالة سلوت ورحيل صلاح معًاسيناريو الصدمة، لكنه يظل مطروحًا؛ فبيع صلاح ينعش خزينة النادي بعد صفقات الصيف الثقيلة، وإقالة سلوت تفتح صفحة جديدة مع مدرب قادر على إعادة الفريق إلى الطريق الصحيح.
اقتراب معسكر منتخب مصر يزيد الضغوطوتصادف هذه الأزمة اقتراب موعد انضمام صلاح لمعسكر منتخب مصر استعدادًا لكأس الأمم الأفريقية بالمغرب، وهو ما يتطلب حسمًا سريعًا من إدارة ليفربول لتجنب تأثير الأزمة على تركيز اللاعب الدولي خلال البطولة.