«الابتكار الصحي».. مؤتمر يقدم لمحة عن مستقبل قطاع الأغذية المستدامة
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
دبي - «الخليج»
تستضيف دبي النسخة الأولى من مؤتمر الابتكار الصحي (HiConf) الذي يَعِدُ بتقديم رحلة غامرة في عالم تكنولوجيا الأغذية والبروتينات البديلة.
ويعتبر المؤتمر الذي يُعقد في 29 فبراير الجاري، أول قمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تُركز بشكل كامل على الحلول الغذائية الجديدة والمحسّنة، والتي تحقق فوائد تحويلية تؤثر في صحة الناس والكوكب.
وتُعدُّ دولة الإمارات العربية المتحدة موقعاً مثالياً لعقد فعاليات مؤتمر الابتكار الصحي، نظراً لريادتها الإقليمية في مجال صناعة الأغذية المستدامة، وكونها موطناً لمنظومة ابتكارية حيوية. ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في ظل قيام حكومات دول مجلس التعاون الخليجي بوضع استراتيجيات وطنية طموحة للأمن الغذائي، وسعيها إلى تقليل وارداتها الغذائية التي تمثل حالياً. وفي سياق متصل، تشهد المنطقة طلباً متزايداً على منتجات البروتين الحيواني البديلة، حيث يشير تقرير من بنك كريدي سويس إلى أن سوق اللحوم البديلة ومنتجات الألبان يمكن أن تنمو لتصل إلى 1.4 تريليون دولار بحلول عام 2050.
وسيجمع مؤتمر الابتكار الصحي تحت سقفه مجموعة واسعة من المهتمين بتحويل النظام الغذائي العالمي إلى نظام أكثر استدامة وعدلاً للناس والحيوانات وكوكب الأرض على حد سواء. وسيركز جدول أعمال المؤتمر على اتجاهات السوق الناشئة للمواد الغذائية، وسلوكيات المستهلكين المتغيرة، والابتكارات الثورية في مجال البروتينات البديلة، وحلول الإنتاج المستدام، والأخلاقيات المتغيرة التي تعيد تشكيل صناعة الأغذية.
ومن المتوقع أن يحضر هذا الحدث المهم أكثر من 400 مشاركاً يمثلون نخبة من المسؤولين الحكوميين والمستثمرين والأكاديميين والعلماء ورواد الأعمال من مختلف مجالات منظومة الغذاء العالمية.
ومن أهم المتحدثين الرسميين في المؤتمر، المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر، وسيرجي إيفانوف، المدير التنفيذي وعضو مجلس إدارة مجموعة EFKO، والدكتور مانون ليتيك، الشريك المؤسس لصندوق الجيل الأخضر، وتاو تشانغ، المؤسس المشارك والشريك الإداري في Dao Foods International، وغيرهم من المتحدثين البارزين.
وفي تعليقه على تنظيم المؤتمر، قال الدكتور جونثر فيرتيله، الشريك الإداري في مجموعة WP Human Capital : «مثل مؤتمر الابتكار الصحي منصة عالمية بارزة تساهم في تحسين معدلات طول عمر سكان الأرض، والحد من التدهور المناخي والبيئي المتسارع، وذلك نظراً لما تتمتع به الحلول الغذائية الجديدة والمحسنة من قدرة هائلة على تعزيز الصحة العامة، وتحقيق الكثير من الفوائد للأفراد والكوكب على حد سواء».
يذكر أن مؤتمر الابتكار الصحي هو من تنظيم مجموعة WP Human Capital بالتعاون مع مجموعة Novel Foods التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها وتشارك في المؤتمر باعتبارها الراعي الرئيسي له، كما سيتم إقامة المؤتمر بالشراكة مع dfv Conference Group وPwC إلى جانب عدد كبير من الشركاء المرموقين.
للتسجيل في مؤتمر الابتكار الصحي، يرجى زيارة: www.hiconf.ae
المصدر: صحيفة الخليج
إقرأ أيضاً:
مؤتمر بالدانمارك يدعو لمواجهة الصهيونية المسيحية ودعمها الانتهاكات بغزة
شهدت الدانمارك خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين فعاليات المؤتمر الدولي حول الصهيونية المسيحية وأبعادها الفكرية في الدول الإسكندنافية، بتنظيم من اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين وجامعة دار الكلمة بالتنسيق مع جامعة آرهوس.
وجمع المؤتمر نخبة من الأكاديميين ورجال الدين وصناع القرار من الدانمارك والنرويج والسويد وفنلندا، بهدف مناقشة سبل مواجهة الفكر الصهيوني المسيحي المتطرف الذي يتسلل إلى المجتمعات الأوروبية ويؤثر في السياسة الإسكندنافية تجاه القضية الفلسطينية.
وناقش المشاركون في المؤتمر أبعاد الصهيونية المسيحية من منظور فكري وسياسي ولاهوتي، حيث أكدوا أهمية كشف زيف الخطابات الدينية التي تستغل نصوص الكتاب المقدس لتبرير السياسات الاستعمارية والانتهاكات في فلسطين.
وبرزت أثناء الجلسات رؤية مشتركة بين المتحدثين حول خطورة الدعم اللاهوتي والسياسي الذي تمنحه بعض الكنائس الغربية والحركات المسيحية الصهيونية لإسرائيل، خاصة في ظل ما وصفوه بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي للفلسطينيين، ولا سيما في قطاع غزة والضفة الغربية.
رسالة المؤتمر
وعلى هامش المؤتمر، أجرت الجزيرة نت عددا من المقابلات مع أبرز المشاركين والمتحدثين في الجلسات، الذين أجمعوا على وصف الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وأنه لا عدالة في العالم ما لم تتحقق للشعب الفلسطيني.
إعلانوأوضح السفير الفلسطيني في الدانمارك مانويل حساسيان أن "رسالة المؤتمر تتمحور حول "ضرورة رفع وعي شعوب أوروبا الغربية الذين لا يعرفون شيئًا عن أيديولوجية المسيحية الصهيونية التي تدعم التطهير العرقي ومعاداة السامية وغير ذلك، في إطار إستراتيجية تدعم الحركة الصهيونية في فلسطين".
وأضاف السفير الفلسطيني -للجزيرة نت- أن المؤتمر جاء في توقيت مهم يعكس موقف الدول الإسكندنافية من الإبادة في غزة والضفة الغربية". مؤكدا أنه يتطلع لاستمرار هذا التحرك حتى يتغير وعي الرأي العام لصالح دعم الشعب الفلسطيني.
وأشار حساسيان أيضًا إلى التحول الحاد في سياسات إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزرائه باتجاه اليمين المتطرف، وضرورة التأثير على المسيحيين الصهاينة في الولايات المتحدة لدعم الحقوق الفلسطينية، قائلا إن المسألة "قضية حرية وعدالة وليست قضية مساعدة أو إحسان".
عدالة القضية الفلسطينية
وفي ما يتعلق بتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني فكان ذلك نقطة مركزية في مناقشات أكثر من متحدث خلال فعاليات المؤتمر، ومن ذلك ما ذهب إليه رئيس لجنة مكافحة الفصل العنصري العالمية بجنوب أفريقيا القس فرانك شيكاني.
فقد قال للجزيرة نت إن "القضية الأساسية بالنسبة لي: هل هناك عدالة أم لا في غزة أو الضفة الغربية؟ إذا لم تكن هناك عدالة، فيجب أن نتأكد من تحقيق العدالة لهؤلاء الناس".
وأضاف شيكاني "أن هذا المؤتمر يجمع أناسا من دول الشمال الأوروبي لإجراء مناقشات حول اللاهوت، ويسرني أن المنطقة قد اجتمعت للتفكير في ما يجب أن تفعله الكنائس، وما الرؤى اللاهوتية والإجراءات الضرورية" التي يمكن أن نقدمها للشعب الفلسطيني في تحقيق الحرية والعدالة اللتين يستحقهما.
وأكد القس القادم من جنوب أفريقيا أن "أوروبا تواجه تحديًا كبيرًا بشأن الشرق الأوسط، لا سيما غزة، خاصة إذا استرجعنا ما لديهم من تحديات تتعلق بما فعلوه باليهود في الماضي وقضايا معاداة السامية".
إعلان
أهمية المؤتمر
ويمكن إحصاء العديد من الرسائل الإيجابية التي حققها مؤتمر الصهيونية المسيحية وأبعادها الفكرية في الدول الإسكندنافية، سواء داخل الجلسات الرئيسية أو المناقشات الجانبية بين عدد كبير من رجال الدين والفكر والسياسة المشاركين في المؤتمر.
ومن هؤلاء عضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء بيت لحم التابع للكنيسة أوفه غيدينغ الذي أشار إلى أن عقد مثل هذا المؤتمر "يعد بالغ الأهمية وفي التوقيت المناسب.
مبينا أننا "نشهد كارثة تتكشف أمام أعيننا في غزة والضفة الغربية، وهناك حاجة للذهاب إلى ما وراء الصراع لفهم التاريخ وما يمكننا فعله".
وأضاف -في تصريحات للجزيرة نت- أن "الشعور العام في الدانمارك بدأ يتغير، فالناس يدركون أن هناك شيئًا فظيعًا يحدث في فلسطين، ويريدون معرفة الأسباب ويرغبون في القدرة على التصرف".
ولم يفته أن يرصد الحركة النشطة التي يقوم بها المجتمع المدني في الدانمارك، فعلى مدى نحو 20 شهرا تخرج مظاهرات في جميع مدن مملكة الدانمارك، ويستمر التصعيد رغم تردد السياسيين في التحرك الفاعل لوقف الكارثة الإنسانية في غزة.
أما الأستاذ بجامعة آرهوس بيتر بيتر لودبرغ فأشار إلى أن "السبب في أننا نعقد هذا المؤتمر في جامعة آرهوس يعود إلى أهمية إقامة علاقات واتصالات مع المسيحيين في بيت لحم والضفة الغربية لفهم ما يجري ورؤية الأمور من منظور اللاهوتيين الفلسطينيين ورجال الكنيسة".
وفي تصريحات للجزيرة نت، قال "إن الانتهاكات الإسرائيلية في غزة إبادة جماعية". مضيفا أنه "يجب على الجميع أن يشعروا بقلق عميق إزاء تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم وإزهاق أرواحهم والطريقة التي يتم بها تنفيذ التطهير العرقي الآن، مبينا أن ذلك يعد استمرار لما يجري منذ عام 1948".
توصيات المؤتمر
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر -الذي اطلعت عليه الجزيرة نت- أن "المشاركين ناقشوا أبعاد الصهيونية المسيحية الفكرية والسياسية في الدول الإسكندنافية، بهدف "إرساء قواعد للتعامل مع الأفكار المتطرفة التي غرست في المجتمعات الأوروبية الغربية، وسخرت النصوص التوراتية لصالحها، والتي تتناقض مع جوهر المسيحية السمحة".
إعلانويمكن تلخيص أهم هذه التوصيات في النقاط التالية:
وضع إستراتيجية دولية وشاملة لمناهضة الصهيونية المسيحية في أوروبا وسائر العالم. ترسيخ دور الكنائس والجامعات والمجتمع المدني في التصدي للفكر المتطرف الذي يستخدم الدين لتبرير السياسات الاستعمارية. تعزيز التعاون الإقليمي والأوروبي لرفع الوعي بمخاطر المسيحية الصهيونية. دعم المبادرات الأكاديمية والدينية لكشف وتفنيد الخطابات التوراتية المحرفة. الدعوة إلى تشكيل وفد كنسي عالمي عالي المستوى لزيارة تضامنية إلى فلسطين للاطلاع ميدانيًا على الواقع ودعم الشعب الفلسطيني. التأكيد على أهمية التأثير على المسيحيين الصهاينة في الولايات المتحدة لصالح القضية الفلسطينية. التأكيد على أن القضية الفلسطينية قضية حرية وتحرر وحقوق وطنية وليست فقط قضية مساعدات إنسانية.وينعقد هذا المؤتمر بعد مرور أكثر من 600 يوم من العدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ووسط حصار تام منع إدخال أي مساعدات غذائية مما عرض نحو 2.3 مليون فلسطيني لأخطار مجاعة حقيقية حسب تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإغاثية.
كما بلغ عدد الذين استشهدوا أكثر من 54 ألف شهيد، ونحو 124 ألف مصاب، بالإضافة إلى أعداد لا تحصى من المفقودين تحت ركام منازلهم أو الذين لا تستطيع فرق الدفاع المدني الوصول إليهم نتيجة القصف الإسرائيلي، حسب بيانات وزارة الصحة في غزة.