أعلن 5 سياسيين تونسيين، تم سجنهم فيما بات يُعرف إعلاميا باسم "التآمر على أمن الدولة"، الاثنين، عن دخولهم في إضراب عن الطعام، وذلك احتجاجا على ما يصفونه بـ"تعمد السلطات افتعال القضايا بحقهم، وتأخر جلسات محاكمتهم منذ اعتقالهم في شباط/ فبراير من العام الماضي، وعدم توجيه تهم واضحة لهم".

وفي الوقت الذي حمّلت فيه أسر المعتقلين وهيئة الدفاع عنهم السلطة المسؤولية عن تدهور صحتهم، دخل القيادي في جبهة الخلاص الوطني، وهو ائتلاف المعارضة الرئيسي في البلاد، جوهر بن مبارك، والأمين العام للحزب الجمهوري، عصام الشابي، والمحامي والوزير السابق غازي الشواشي، والقيادي السابق بحركة النهضة عبد الحميد الجلاصي، والمعارض رضا بلحاج، في إضراب عن الطعام.



ويشار إلى أن ما يعرف بـ"قضية التآمر على أمن الدولة"، تعود إلى شهر شباط/ فبراير 2023، حين قامت السلطات التونسية باعتقال أكثر من أربعين قياديا سياسيا ومحامين وناشطين في منظمات مدنية، بتهمة "إعداد مخطط لاستهداف أمن الدولة الداخلي".

وكانت حملة الاعتقالات الواسعة التي شنّتها السلطات التونسية، آنذاك، قد فتحت الباب على مصراعيه لردود فعل واسعة، مُنددة من كل من المعارضة ومن منظمات المجتمع المدني الحقوقية.


وفي السياق نفسه، أعاد أعاد الخلاف بين نقابة الصحفيين التونسيين وهيئة الانتخابات في تونس، الجدل بخصوص واقع الحريات الصحفية في البلد الذي سجل أول حضور في دفتر الربيع العربي.

ويرى العضو السابق في المكتب التنفيذي الموسع لنقابة الصحفيين التونسيين، صبري الزغيدي، أن "تونس تشهد انتكاسة في واقع الحريات الصحفية وحرية النشر والتدوين".

وأضاف الزغيدي، في تصريح صحفي، أن "السلطات التونسية الحالية بدلا من أن تواصل في التأسيس الذي أنجزته الثورة التونسية لواقع الحريات الصحفية، جاءت وسارت على خطى حركة النهضة وحلفائها الذين لم يمنحوا الإعلام الحرية المطلوبة".

وتابع "يعاني الصحفيون في تونس الآن من المرسوم رقم 45 الذي جعل عددا من الصحفيين والمدونين تحت الملاحقة القضائية، إذ ظلت السلطات تتعامل مع الصحفيين بقوانين جنائية وقوانين مكافحة الإرهاب، وليس وفق المرسوم 115 والمرسوم 116 المخصصين لتنظيم الواقع الإعلامي والصحفي".

من جهته، أكد عضو لجنة أخلاقيات المهنة بمجلس الصحافة، محمد اليوسفي، أن "هيئة الانتخابات أصبحت أداة رقابية، وهذا فيه خطر شديد على حرية العمل الصحفي والإعلامي"، مشيرا إلى أن "هيئة الانتخابات تحولت إلى بوليس إعلامي، بعد أن قامت بالسطو على صلاحيات هيئة الاتصال السمعي البصري، التي يفترض أنها معنية برسم المحتويات الإعلامية في السياقات الانتخابية، من خلال خبراء ومختصين لهم معرفة كافية بالعمل الصحفي".

إلى ذلك، كان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، قد أعرب، في حزيران/ يونيو الماضي، عن "قلقه العميق" إزاء انتهاكات الحريات في تونس، خصوصا حرية الصحافة. فيما لم يصدر أي رد بعد عن هيئة الانتخابات.

وقال رئيس حزب التحالف من أجل تونس، سرحان الناصري، إن "الحريات الصحفية محفوظة ومصانة في تونس، وأنه لا يوجد تضييق على الصحفيين"، مضيفا أنه "كثيرا من الصحفيين ينتقدون الحكومة بشكل لاذع، بمعدل يومي، دون أن يتعرّض لهم أحد، لأنهم يتحلون بأخلاق المهنية ويتمسكون بالوطنية والمهنية والحياد". 

واسترسل، في حديث صحفي، "هناك صحفيين لا يتمتعون بالمسؤولية ولا بالوطنية، وأن هناك صحفيين لهم التزامات مع أطراف أجنبية وجهات سياسية داخلية، وبالتالي هذا يؤثر على حيادهم ومهنيتهم، ويجعلهم عرضة للقانون".


من جهتها، تشير منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، إلى أن "السلطات التونسية استخدمت المرسوم لاعتقال ما لا يقل عن 20 صحفيا ومحاميا وناشطا"؛ فيما طالبت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بإلغاء المرسوم الذي وصفته بـ"القمعي".

كذلك دعت المنظمة الحقوقية، إلى الإفراج عن المحتجزين بموجبه، وإسقاط جميع الملاحقات القضائية الناتجة عن التعبير السلمي. بينما راسل الاتحاد الدولي للصحفيين، الرئيس التونسي سعيّد، في كانون الثاني/ يناير الماضي، ودعاه إلى ممارسة صلاحياته لـ"فرض احترام الدستور وحماية الحريات الصحفية"، وحذر من تحويل البلاد إلى "سجن كبير للصحفيين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية تونسيين حرية الصحافة تونس حرية التعبير حرية الصحافة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطات التونسیة الحریات الصحفیة هیئة الانتخابات فی تونس

إقرأ أيضاً:

تدشين عَرش بلقيس الثاني بمدينة صفاقس التونسية

شمسان بوست / تونس:

دشّن والي صفاقس السيد محمد الحجري بمعيّة وزير السياحة والصناعات التقليدية السابق التيجاني الحداد ومندوبا السياحة السيد فتحي زريدة والثقافة السيد محمد الخراط وعدد من الشخصيات الاعتبارية والدبلوماسيين والأدباء والمثقفين صباح يوم الأحد 18 مايو 2025 بدار بية الواقع في المدينة العتيقة بصفاقس، بمعية السيد الناصر بن عرب مهندس الفكرة والدار- عرش بلقيس الثاني بتصميم جديد وفريد يجسد الرموز الثقافية والحضارية، والقى فيها السيد الناصر بن عرب وهو طبيب اختصاصي في التخدير والعناية المركزة ومجاز في الأدب والتاريخ العربي الإسلامي- كلمة مقتضبة عن المشروع والهدف الثقافي الحضاري المهم من إنشاء العرش خصوصا وأن الدار تحوي على مقهى ثقافي يحمل اسم الملكة بلقيس،

كما القى الوالي السيد محمد الحجري كلمته التي أشاد بها بمثل هذه المشاريع الرائدة المتميزة والهادفة، وتناوب الحاضرون في القاء الكلمات والأشعار وتبادل الحوارات الفكرية الثقافية.


وعلاوة على تدشين عرس بلقيس تم تعليق صور بعض الدبلوماسيين والأدباء والشخصيات الاعتبارية الذين زاروا أو اقاموا بنزل دار بية


ويقع (دار بية) في قلب المدينة العتيقة بصفاقس بالتحديد في نهج شيخ التيجاني والمعروف كذلك بــ(زقاق الذهب) وهو نزل ذو طابع معماري فريد ومحافظ على التفاصيل المعمارية المتميزة للمدينة العتيقة استغرق إعادة ترميمه حوالي سبع سنوات. و مصمم بمنوال معماري تقليدي أصيل: تُفتح على واجهاتها الأبواب و نوافذ الطابق الأول الصغيرة، بابُها الرئيسي يسمح بالدخول إلى السقيفة للعبور إلى وسط الدار حيث توجد الغرف الأرضية التي تحتوي على أسرّة مرتفعة تصلح للنوم بأسفلها دهليز لأغراض الفراش . و بعد ترميمها أصبحت دار بية نزل ذو طابع مميز يضمّ 16 سريرا و مطعما و مقهى ثقافي.


وتجدر الإشارة إلى أن مدينة صفاقس العتيقة تأسيت سنة 235ه= 849م في العصر الأغلبي في عهد الدولة العباسية. وتم تشييدها على منوال مدينة الكوفة بالعراق حيث يتصدر الجامع الكبير وسط ارجائها وتُعد مدينة صفاقس العتيقة الوحيدة التي ما زالت أسوارها قائمة كاملة شامخة في العالم العربي الاسلامي.


وتنقل السرديات أن بلقيس ملكة مملكة سبأ امتلكت عرشاً عظيماً، ويُذكر أن العرش مصنوع من الذهب، ومن الجواهر الكريمة، أمَّا غرفة العرش وكرسي العرش فقد كانتا من أجمل ما صُنع في فن السبك والصناعة، كما كانت الحراسة لا تُفارق مكان العرش، وقد كان عرشاً عظيماً مرصع بالجواهر ومصنوع بطريقة محترفة ومختلفة، وذكر القرآن الكريم قصة سيدنا سليمان مع ملكة مملكة سبأ، حيث جاء الهدهد لسليمان -عليه السلام- بخبرٍ يقينٍ من بلاد سبأ في اليمن؛ فقد حطّ رحاله في بلادهم فوجد أمراً عجباً لم يره من قبل، فقد وجد قوماً تملكهم امرأة لها ملكٌ عظيمٌ وعرشٌ مهيبٌ يأتيها الخدّام بما تشتهيه وتطلبه، وقد كانت وقومها يعبدون الشّمس من دون الله –تعالى



قرّر سيّدنا سليمان بعد أن سمع الخبر من الهدهد، وقد أتاه الله -تعالى- منطق الطير أن يرسل إليهم كتاباً يأمرهم فيه بالخضوع لدين الله -سبحانه وتعالى- دين التّوحيد وعدم عصيان ذلك، ووصل الكتاب عن طريق الهدهد إلى بلقيس الملكة فقرأته وتعجّبت من حسن ألفاظه وابتدائه بلفظ الجلالة والبسملة ولكن ما أزعجها هو طلب سيّدنا سليمان منها ومن قومها الخضوع لدين الله.



واحتارت بلقيس الملكة الحكيمة في أمرها وقررت أن تسمع لرأي مستشاريها الذين اختارتهم من علية قومها ومن حكماء أفراد حاشيتها، وأشار القوم بعد تفكّر عليها بعدم الرّضوخ مفتخرين بأنّهم أصحاب قوةٍ وبأس شديدٍ، ووضعوا الأمر بين يديها والفصل لها.



وتفكّرت بلقيس في أمرها ثمّ قالت إنّ الملوك وكما عهدناهم إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلةً، وقرّرت بلقيس إرسال هديّةٍ لعلّها تستميل فريق سيّدنا سليمان -عليه السّلام-، وكانت الهديّة ثمينةً جداً، ولكن سيّدنا سليمان لم يكن ينظر لذلك بل كان همّه الدعوة إلى دين الله -تعالى.



*من مجيب الرحمن الوصابي/ تصوير / محاسن كسكاس

مقالات مشابهة

  • قبيل أيام من الانتخابات... رسالة من قاسم إلى أهالي الجنوب
  • بسبب الانتخابات... هجوم واعتداء على منزل نائب لبناني!
  • ماذا يحصل في السويداء.. اقتحام مبنى المحافظة واحتجاز المحافظ
  • العلاقي يعلن استقالته من رئاسة لجنة الحريات بنقابة المحامين
  • المعايطة: توجه لإبرام مذكرة تفاهم بين “المستقلة للانتخاب” ونقابة الصحفيين
  • بين صيدا وبيروت.. ماذا يحصل أمنياً؟
  • يحمل اسم شخصية توراتية.. ماذا نعرف عن مشروع "استير" الذي تبناه ترامب؟
  • «إنذار» لرابطة حقوق الإنسان التونسية؟
  • ماذا يعرف العرب عن مشروع إيستر الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟
  • تدشين عَرش بلقيس الثاني بمدينة صفاقس التونسية