هل استسلمنا للعدو؟
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
راشد بن حميد الراشدي
لم أرَ ولم أسمع عبر مجريات التاريخ ضعفًا مرَّ على أمتنا مثل الذي يحدث اليوم، حيث يبدو أنَّ الجميع استسلم لعدو جاثم على صدر أمة قوامها أكثر من مليار مسلم منذ أكثر من 70 عامًا.
لن يسامحنا التاريخ على إبادة شعب بأكمله والفتك بأهله وإعدامهم أمام مرأى ومسمع الجميع بحجج بني صهيون وأقاويلهم الكاذبة.
اليوم غزة تُباد وبحكم قضائي من ظُلام العالم والحاقدين الفاسدين المفسدين في الأرض الذين عاثوا فسادًا في الأرض، والويل ثم الويل لمن ناصرهم وشايعهم ومشى في طريق ضلالتهم، فهم أخبث أهل الأرض، وهم قتلة الأنبياء والأطفال والشيوخ والنساء منذ الأزل، قبَّحهم الله وأخزاهم.
أين عقلاء أمة الإسلام والعالم وأحرارها من هذه الأفعال المقيتة الوحشية الغاشمة؟ وأين المنظمات والهيئات الماجنة التي تنادي بالحقوق الإنسانية وكرامة الإنسان وترصدها في الشعوب الضعيفة لتُملي عليها شروطها وتستعرض قدرتها وتصمت اليوم على جرائم حرب وصلت رائحتها أقطار السموات والأرض.
اليوم استخدم العدو المحتل كل وسائل الإجرام التي بيديه وبأريحية تامة دون أن يرقب إلًّا ولا ذمّة من الشعوب كلها وبدون خوف أو تردد؛ لأنه ليس هناك رقيب ولا حسيب يخاف منه، فهي نكبة أمة نائمة ضائعة تائهة مستسلمة، وأنظمة وحكومات قُيِّدَت أيديهم وكُبلت أفعالهم وكُمِّمت أفواههم.
كيف نتصالح مع أنفسنا ونحن نرى قصف شعب أعزل لأكثر من 130 يومًا، عاثت كلاب اليهود فيها فسادًا وتقتيلًا لأمة مسلمة مسالمة لا تبتغي سوى عيش كريم في أوطانها.
اليوم نأمل أن تنهض الأمم والشعوب وتعود إلى رشدها وتزمجر وتنتفض ضد عدوها وعدو الله ورسوله في حدث مجلجل سوف يهز- بعزيمة المؤمن- ذلك الكيان الغاصب ويسقط عروش اليهود الطغاة من تحت أقدامهم ويسموهم سوء العذاب بما قدمته أيديهم وأفعالهم النتنة التي ألبست ثوب الباطل على الحق وثوب الذل على العزة فالنصر قادم لا محاله والفجر مشرق برجاله (وإن غدا لناظره قريب بإذن الله).
طفح الكيل وساد الظلام وكُبحت حماسة الأحرار، وبقي المنافقون والمستسلمون في دروب المستبدين في الأرض يسيرون على خطى يهود خائنين لله ورسوله؛ حيث بقيت بوارق الأمل التي سطرها اليوم أبطال غزة الشرفاء، فهم البقية الباقية من شرفاء الأرض وشرفاء المسلمين الذين تعلقت بأفعالهم وتضحياتهم أروح الصالحين التواقين إلى نصر الله وكرامة وعزة البشر، فما أثبتته الأيام من صمت الشعوب على أفعال حفنة من الطغاة سيعود عليهم بالويل الشديد.
أيها المسلمون جاهدوا عن دينكم وكرامتكم وأخلاقكم وارفعوا راياتكم، فلن يَنصُر الإسلام سوى ما نصره من قبل، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، والله سينصر عباده الصالحين بإذنه، والأيام دول بين بني البشر، وسيخزي الله الظالمين ويمزق اليهود الكافرين.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ماذا أفعل إذا سمعت أكثر من فتوى في مسألة واحدة؟ أمين الفتوى يجيب
قال الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن عصرنا الحالي يشهد فوضى كبيرة في الفتاوى بسبب تعدد المنصات وكثرة الكلام، مما يدفع البعض لتصديق أي شخص يتحدث باسم الدين، حتى وإن لم يكن من أهل التخصص.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في تصريح له: "كل واحد بقى يطلع يفتي ويقول رأيه، والناس بتتلخبط لما تسأل نفس السؤال في مكانين وتلاقي الإجابات مختلفة تمامًا"، متسائلًا: "هو إحنا بنسأل عشان نعرف رأي الناس؟ ولا عشان نعرف حكم ربنا؟".
كيفية تجنب فوضى الفتاوىوأوضح أمين الفتوىن أن تجنب فوضى الفتاوى لا يكون إلا بطريقين رئيسيين: أولاً: الرجوع إلى أهل التخصص، مثل الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية، ومجمع البحوث الإسلامية، وهيئة كبار العلماء، مؤكدًا أن "دي جهات ربنا أكرمنا بيها، وموجودة ومفتوحة للناس من الصبح لحد المساء، وموجودة كمان على كل منصات التواصل الاجتماعي".
وواصل: وثانيًا: التوعية المجتمعية، حيث شدد على أهمية نشر ثقافة "أسأل مين؟"، وقال: "زي ما حضرتك لما بيكون عندك وجع في المعدة بتروح لدكتور الباطنة مش دكتور الأسنان، لازم كمان لما يكون عندك سؤال ديني تروح لأهل العلم مش لأي واحد على الإنترنت".
ولفت إلى أن الاستسهال في أخذ الفتوى من غير أهلها لا يُضل صاحبه فقط، بل يُسهم في نشر الفوضى وتشجيع غير المؤهلين على الاستمرار في الظهور، بحثًا عن "التريند والشهرة"، وهو ما يؤدي إلى البُعد عن منهج الله.دعاء زيادة الرزق .. احرص عليه في الثلث الأخير من الليل
دعاء لعلاج الهم والحزن.. ردده قبل الفجر بيقين واستشعر التغيير
وأكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشريعة الإسلامية تستمد أحكامها من أربعة مصادر رئيسية متفق عليها بين العلماء، وهي: القرآن الكريم، السنة النبوية، الإجماع، والقياس، مشيرًا إلى أن هذا الترتيب يعكس منهجية علمية دقيقة في فهم الدين وتطبيقه.
وواصل: "مصادر التشريع تعني الأدلة التي تُستمد منها الأحكام الشرعية، لتحديد ما هو حلال وما هو حرام، وقد اتفق الفقهاء على أربعة مصادر رئيسية مرتبة على النحو التالي: القرآن الكريم، ثم السنة النبوية، ثم الإجماع، ثم القياس".
وأوضح أن هذا الترتيب له أصل في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ، فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)، مضيفًا: "الآية تشير بوضوح إلى هذه المراتب؛ فأمر الله بطاعته (أي الرجوع إلى القرآن)، ثم بطاعة رسوله (السنة)، ثم أولي الأمر (العلماء والإجماع)، ثم أمر بالرد إلى الله ورسوله عند التنازع (وهذا يشمل القياس والاجتهاد)".
كما استشهد بحديث النبي ﷺ مع معاذ بن جبل حين أرسله إلى اليمن، وسأله: "بِمَ تَحْكُم؟" فقال: "بكتاب الله"، قال: "فإن لم تجد؟" قال: "فبسنة رسول الله"، قال: "فإن لم تجد؟" قال: "أجتهد رأيي"، فقال له النبي: "الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي الله ورسوله".
واستطرد: "هذا الحديث يوضح الترتيب نفسه: القرآن، ثم السنة، ثم الاجتهاد، الذي لا يكون إلا لأهله، المؤهلين علميًا لاستنباط الأحكام".
وأكمل: أن هذا المنهج طبقه الخلفاء الراشدون، وعلى رأسهم أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، الذي كان إذا عُرضت عليه مسألة، بدأ بالقرآن، فإن لم يجد، بحث في السنة، فإن لم يجد، جمع كبار الصحابة وشاورهم، ثم أفتى بناءً على ما اتفقوا عليه.
وأردف: "هذا هو الفهم الصحيح لمصادر التشريع في الإسلام، كما ورد في النصوص وكما طبقه الصحابة، وليس لكل أحد أن يجتهد أو يستنبط دون علم وتأهيل، بل الأمر لأهل الذكر والعلم".