زيارة مرتقبة لأردوغان إلى مصر.. هذه أبرز المحطات في علاقات البلدين.. خبراء يوضحون أهم الموضوعات المطروحة على طاولة الحوار.. الحرب في غزة في المقدمة
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
في أول زيارة لرئيس تركي إلى مصر منذ 11، وأول زيارة له شخصيًا منذ 12 عامًا، يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القاهرة يوم غد الأربعاء، من أجل إذابة جبل الجليد المتجمد بين البلدين منذ 2013، حيث شهدت انقطاع شبه كامل للعلاقات على مدى هذه السنوات إلا أنه في الأشهر القليلة الماضية شهدت العلاقات بين مصر وتركيا تحسن كبير تبادلت خلالها البلدين الزيارات على المستوى الوزاري، وتتكلل هذه الجهود بزيارة أردوغان إلى العاصمة المصرية.
تأتي الزيارة الرسمية الأولى لأردوغان وهو في منصب الرئيس، حيث أن آخر زياره له إلى مصر كانت في نوفمبر 2012، حينما كان رئيسًا للوزراء آنذاك، ومن المقرر أن يبحث في زيارته الجديدة للقاهرة الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين العلاقات الثنائية وتنشيط آليات التعاون الثنائي رفيعة المستوى، كما ستركز مباحثات إردوغان مع الرئيس عبد الفتاح السيسي القضايا العالمية والإقليمية الراهنة، خاصة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بحسب البيان الصادر عن الرئاسة التركية، مطلع هذا الأسبوع.
أبرز محطات عودة العلاقات المصرية - التركية:
نوفمبر 2022:
الرئيس عبد الفتاح السيسي يلتقي نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في العاصمة القطرية الدوحة، على هامش حفل افتتاح كأس العالم لكرة القدم.
فبراير 2023:
أجرى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا بنظيره التركي عقب الزلزال الذي ضرب مدينة غازي عنتاب والعديد من المدن التركية في فبراير الماضي أعرب خلاله عن تضامن مصر مع تركيا في مصابها الأليم.
وعقب الزلزال تبادل وزيرا خارجية البلدين سامح شكري، ووقتها مولود جاويش أوغلو الزيارات، ولعب التضامن المصري مع تركيا الذي شمل إرسال مساعدات دورا كبيرا في دفع عملية التقارب قدما إلى الأمام.
مايو 2023:
الرئيس عبد الفتاح السيسي، يجري اتصالًا هاتفيا لتهنئة أردوغان بعد فوزه بولاية رئاسية ثالثة، كما اتفقا "مبدئيًا على "التعيين المتبادل للسفراء".
يونيو 2023:
اتفق وزير الخارجية سامح شكري ونظيره التركي هاكان فيدان على أهمية المضي قدما بمسيرة استعادة كامل العلاقات بين البلدين.
يوليو 2023:
أعلنت تركيا ومصر رفع التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى السفراء، واتفقا على تبادل السفراء.
فبراير 2024:
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يزور مصر للمرة الأولى منذ 12 عامًا بعد زيارته الأخيرة للقاهرة في نوفمبر 2012، وقت أن كان رئيسًا للوزراء.
وكانت آخر زيارة لرئيس تركي إلى مصر هي تلك التي أجراها الرئيس السابق عبد الله جول في فبراير عام 2013.
ويرى محللون أن الزيارة المرتقبة لأردوغان إلى القاهرة تحمل الكثير من الأبعاد، كما تكمن أهميتها في بحث القضايا الساخنة على الساحة الإقليمية والدولة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن زيارة أردوغان إلى القاهرة تأتي في توقيت غاية في الأهمية نظرًا للوضع المشتعل الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط في ظل الحرب على غزة والتوترات في البحر الأحمر.
ويرى عبدالفتاح أن مصر وتركيا ستبحثان سبل الضغط على إسرائيل لوقف العدوان على غزة، والوقف الكامل لإطلاق النار.
وتابع: "إلى جانب القضية الفلسطينية سيبحث السيسي وأردوغان بناء علاقات قوية بين البلدين في مجالات التعاون الاقتصادي والعسكري، جنبًا إلى جنب مع حل الخلافات العالقة بين الجانبين وبخاصة في الشأن السياسي.
ووافقه الرأي الخبير الاستراتيجي الدكتور محمد مخلوف، الذي أكد أن زيارة أردوغان للقاهرة تنهي حقبة من الخلافات ويتم التصالح بين البلدين، مشددا على أن التقارب بين القاهرة وأنقرة يدعم الاستقرار على الصعيد الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن تعزيز التعاون بين مصر وتركيا من شأنه تعزيز الجانب الاقتصادي والأمني، حيث شهدت العلاقات بين البلدين ارتفاع قيمة التبادل التجاري من 6.7 مليار دولار خلال عام 2021، إلى ما يقرب من 8 مليار دولار في 2022.
ولفت "مخلوف إلى أن الرئيسين المصري والتركي سيكون محور حديثهما وقف العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال على غزة، وسبل وقف هذا العدوان.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مصر أردوغان غزة رجب طيب اردوغان مصر وتركيا
إقرأ أيضاً:
خطوات تهيئة الحوار والاتفاق السُوداني لوقف الحرب لصالِح السُودان والسُودانيين «1»
خطوات تهيئة الحوار والاتفاق السُوداني لوقف الحرب لصالِح السُودان والسُودانيين «1»
نضال عبد الوهاب
لن يختلف “عاقلان” أن استمرار الحرب الحالية وبعد كُل ما خلفته من إبادة للشعب السُوداني وانهيار ودمار وتشريد وجراحات ومآسي وأمراض وجوع وعطش وتوقف للإنتاج والتعليم والخدمات وانهيار بيئي وصحي وفي كافة المجالات ومناحي الحياة، ولاتزال تحصد في المزيد كُل يوم، ويموت السُودانيون في طرفي الحرب ومن بين الأبرياء والمدنيين، وكذلك الانقسامات العميّقة التي صنعتها الحرب في النسيج الاجتماعي والمجتمعات المختلفة والتي بلا شك أن تأثيرها أضعاف أضعاف القتال المُباشر، والخطر الحقيقي الذي بات يُهدد وحدة الدولة والسُودانيين كنتيجة لكل هذا، مقروناً بمحاولات أعداء البلاد والمُستفيدين من جراء الحرب وداعميها في فرض واقع تقسيّمي أو التكالب والأطمّاع المؤدية لإعادة احتلال بلادنا وإضعافها وسرقتها، في ظل خطر التدخلات الدولية العسكرية الدولية أو الإقليميّة أو الأممية، خاصة بعد التطورات في مسار الحرب نفسها ووصولها منطقة البحر الأحمر، والصرّاع الإقليمي والدولي المعلوم ودوائر النفوذ في هذه المنطقة الحساسة، غير التحولات في كامل المنطقة وإعادة فرز موازين القوى فيها وإعادة تشكيلها وفقاً لهذا، كُل هذه الأسباب أعلاه تجعل من استمرار الحرب وفق كُل سيناريوهاتها أمر كارثي وشديد الخطورة علي حاضر ومستقبل السُودان والسُودانيّين، ويتطلب هذا “الفوقان” و”الاستيقاظ” من حالة التعنت والتطرف والتوهان واللامبالاة وحتى قصر النظر التي يعيشها الكثيرون سواء من داخل أطراف الحرب وحلفاؤهم أو من كافة القوى السياسِية والمدنيّة والثورية والديمُقراطية والفصائل والحركات وعامة السُودانيين بكل كياناتهم ومجموعاتهم الإثنية والقبلية والجغرافية….
لم يعد من الرُشد والصحيح بأي حال استمرار هذا الموت وهذه الإبادة وهذه الدماء التي ظلّت تسيل والأنفس التي تُزهق، وتعطّل حياة السُودانيين وانتظارهم للموت والمجهول في أي لحظة.
إن الانتقال من هذه الحالة إلى خطوات جديّة وعملية تؤدي إلى السَلام وتوقف الحرب والصرّاع وتنهيه أصبح أمر مُقدَّم على كُل شئ ويلّزم الالتفاف حوله والمُضي فيه بلا أي تباطؤ أو حسابات، خُطوات تفتح طريق آمن للسُودانيين يستعيدوا فيه حياتهم الطبيعية وبلادهم وأشغالهم وتدور فيه عجلة الحياة من جديد بلا خوف أو تهديّد لحياتهم وما يمتلكون في كافة أرجاء السُودان ومناطق الحرب به، ويُساعد كُل هذا في المُحافظة على كيان الدولة ووجودها ويضمن وحدتها واستقرارها ومستقبل أفضل.
أي حديث عن أي حلول أو جهود لا تستوعب هذا الواقع الذي يعيشه كُل السُودان والسُودانيين حالياً واحتمالات الخطر الأكبر عليهم جميّعاً إن لم يتم التدارك سيكون بلا فائدة ولن يثمر خير لبلادنا وشعبها لا قدر الله،،،
الذي نحتاجه الآن إذن هو السيّر في طريق يجمّع كُل السُودانيين بكُل قواهم وتنوعهم، يوقف الحرب ويوحد البلاد، بوابة هذا الطريق هو التنازل للوطن وليس التضحية به، وحدته وليسا تقسيّمه، الحوار المسؤول وليس البندقية والإقصاء والصرّاع على الحُكم والسُلطة، المصلحة الجماعيّة وليست الفردية ولا الانتهازية، العمل للوطن وأجندته وليس لأجندة أعدائه.
نحتاج إلى جهود وطنية “خالِصة” وحوار مُباشر يتفق على مبدأ إعلاء قيّمة البلاد ومصلحتها.
خطوة تمهيدية أولية:تتمثل في:
* وحدة القوى السياسِية والمدنية في حدها الذي يسمح بالقبول بالحوار لوقف الحرب والعمل في هذا الإتجاه دون الذهاب لخلافات الماضي التي أعاقت العمل المشترك وأفشلت الوصول لرؤية مشتركة لوقف الحرب، في ظل تمسك أطرافها ومكوناتها على قضايا ومواقف وأجندة لم توقف الصرّاع أو الحرب بل أسهمت فيه وعمقته في تقديري، وهذا كما قلت في البداية يحتاج للتنازل لصالح المصلحة الوطنية العُليا في وقف الحرب ووحدة البلاد والقبول بالآخرين دون إقصاء كشُركاء في الوطن.
ونسبةً لأهميّة عامل الزمن وظروف البلاد فإن العمل على توحيد الخطاب السياسِي والعمل المشترك لكافة القوى السياسِية والمدنية يحتاج لزيادة سرعة الإيقاع والأخذ بالجانب التنسيقي والمُبادرات وطريق تلاقي مسارات هذه القوى على تعدّدها وتنوعها في هذا الجانب لتقريب وجهات النظر وعقد لقاءات حاسمة في إتجاه دفع جهود الحُوار في قضايا لا خلاف عليها في وحدة البلاد ووقف الحرب والتحول الديمُقراطي والحوار الشامل السُوداني السُوداني لأساس المُشكلات وعدم العودة لأخطاء الماضي والوصول لطريقة وكيفية حُكم البلاد والتداول السلمّي للسُلطة فيها.
الخطوات التمهيّدية الأخرى والاستباقية:١/ القبول بالجميّع كشركاء في الوطن
٢/ وقف كافة الأعمال العدائية والتصعيدية التي تُعيق التلاقي والحوار وتوقف أو تحِد من خطابات الكراهيّة والعُنف.
٣/ شطب كافة البلاغات السياسِية والكيديّة ضد منسوبي قوي الثورة والقوى المدنية من قيادة الجيش الحالية ومن أعملوها، وإعلان عفو عام غير مشروط.
٤/ إطلاق سراح كافة المعتقليّن من قوى الأحزاب والثورة والقوى المدنية ومن أُخذوا بالشُبهات أو بالخلفية السياسِية.
٥/ ترتيب حوار مُباشر ما بين مُمثلين للقوى السياسِية المدنية والثورية وما بين أصحاب قرار الحرب من الإسلاميين سواء في المؤتمر الوطني وفاعليه وقيادته أو مجموعاتهم السياسِية الداعمة للحرب لصالح مصالح السُودانيين في وقف الحرب والإبادة ووحدة البلاد ووجودها.
الحوار مع الإسلاميين الداعميّن للحرب والقوى المدنية والثورية والديمُقراطية ليس انتصاراً لطرف أو كيان أو هزيمة لأي أحد يُشارك فيه، وإنما هذا ما تقتضيه الضرورة الوطنية وفق مصلحة البلد وجميّع شعبه، والقبول بذلك هو امتثالاً لشراكة الجميّع فيه، وليس له علاقة بقسمة سُلطة أو الصرّاع عليها أو تصفيّة حسابات.
في حال الوصول لهذه الخُطوات العمليّة نكون ذهبنا درجات وأشواط هامة، والتي قطعاً تحتاج لخطوات لاحقة لها أو مُتزامنة معها.
في المقال القادّم نكتب عن الخطوات الأخرى التي ستُسهم في رأيي في وقف الحرب ووقف إطلاق النار الشامل، ولعمليات التفاوض في الجانب العسكري بين أطرافها، وسنتطرق للدور الخارجي الذي يمكن أن يتكامل مع الجهود الوطنية ودور العمل الدبلوماسِي والوساطة وأطرافها في مواجهة اللاعبين الأساسين في الصرّاع وداعمي استمرار الحرب منهم وكيفية التعامل مع هذا الملف المُعقّد لصالح السُودان وشعبه بإذن الله.
الوسومالإسلاميين الجيش الحرب السودان القوى السياسية قوى الثورة نضال عبد الوهاب