في يومها العالمي.. "الإذاعة" صوت التاريخ يتحدى ثورة الاتصالات
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
تُعد الإذاعة واحدة من أقدم وسائل الإعلام التي تزال مهمة وحية حتى اليوم، إذ تصل إلى مجتمعات في أرجاء العالم، بغض النظر عن الظروف الاقتصادية أو التقنية، ولا تزال تلعب دورًا بارزًا في نقل المعلومات المهمة والأخبار، وتعزيز التواصل والتفاهم بين الثقافات والمجتمعات المختلفة.
وتعود نشأة الإذاعة في العالم إلى أوائل القرن العشرين عندما أجرى العالم الإيطالي غولييلمو ماركوني أول بث إذاعي ناجح باستخدام تقنية الراديو، بعدها بدأت الإذاعة في الانتشار في جميع أنحاء العالم، ولعبت دورًا مهمًا في نقل المعلومات والترفيه والتواصل.
في البداية، كانت الإذاعة هواية يمارسها عدد قليل من المهتمين بالتكنولوجيا، لكن سرعان ما تحولت إلى وسيلة جماهيرية ذات تأثير واسع، ففي عشرينيات القرن العشرين، انتشرت محطات الإذاعة في جميع أنحاء العالم، حاملة الأخبار والموسيقى والبرامج الترفيهية إلى بيوت الناس.
أخبار متعلقة "الداخلية" تستعرض حلولها المبتكرة بمعرض الدفاع العالمي 2024منصة الدفاع للفضاء تجذب اهتمام زوار معرض الدفاع العالمي 2024معرض الدفاع العالمي.. "الداخلية" تستعرض دور المرأة في الدفاع
تمكنت الإذاعة من تغطية الأخبار بشكل سريع وغير معتاد في هذه الفترة من تاريخ العالم، ما جعلها وسيلة اتصال رئيسية للناس للاطلاع على آخر المستجدات والأحداث.
كما كانت وسيلة فعالة للترفيه، فبدأت البرامج الموسيقية والأخبارية والبرامج الحوارية في الانتشار، ما جعل الإذاعة جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس.
منافسة التلفاز
مع ظهور التلفاز في الستينيات والسبعينيات، بدأت الإذاعة تواجه منافسة جديدة، فالتلفاز كان يقدم تجربة بصرية أكثر ثراء وتفاعلية، ما جعل الناس يتجهون نحوه للاستمتاع بالبرامج والأحداث الحية، وتوقع الكثيرون أن تنتهي تنقرذ الإذاعة، وتحال أجهزة "الراديو" إلى المتاحف.
لكن هذا لم يحدث، فقد تميزت الإذاعة بقدرتها على التكيف مع التطورات الجديدة، فاتجهت نحو البرامج المتخصصة والمحادثات الحية والبرامج الحوارية والمسابقات والمحتوى الثقافي، ما حافظ على شعبيتها.
ثم جاءت شبكة الإنترنت في التسعينيات وقلبت موازين الاتصالات ووسائل الإعلام، وأصبح بإمكان الناس الوصول إلى مجموعة كبيرة من المعلومات والبرامج عبر الشبكة العنكبوتية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } غولييلمو ماركوني مخترع الراديو - وكالات
ومع تطور التكنولوجيا وظهور خدمات البث المباشر والبودكاست، استمرت الإذاعة في التأقلم مع هذه التغييرات والبقاء كوسيلة إعلامية فعالة، فأثبتت قدرتها على التكيف، وانتقلت إلى العالم الرقمي، وباتت متاحة عبر الإنترنت وعلى الهواتف الذكية والحواسيب.
وهكذا يمكن القول إن الإذاعة نجحت في التغلب على عقبات ظهور التلفاز والإنترنت بفضل قدرتها على التطور وتقديم محتوى فريد ومتنوع يلبي احتياجات الجماهير المستمعة، وعلى الرغم من التغيرات التكنولوجية، فما زالت الإذاعة تحتفظ بدورها كوسيلة لنقل المعلومات والثقافة والترفيه.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الدمام الإذاعة اليوم العالمي للإذاعة ماركوني ثورة الاتصالات الإذاعة فی
إقرأ أيضاً:
إلى المرأة العُمانية في يومها
زكريا الحسني
كلما تأملنا في مسيرة الحياة وبنيان المجتمع أدركنا أنَّ للمرأة دورًا عظيمًا لا يُضاهى؛ فهي ليست جزءًا من المجتمع؛ بل أساسه وعماده ومن دونها لا تستقيم الحياة ولا تبنى الأجيال. فالمرأة هي من تربي وتصنع الإنسان وبذلك فهي المجتمع كله في صورة امرأة.
والمرأة في جميع أدوارها عظيمة كفاها شرفاً أن تكون أماً فهي النواة الأولى والمصدر الأصيل لكل فضيلة، وحين نذكر سيدتنا خديجة رضي الله عنها نقف إجلالاً أمام امرأة خلدت في التاريخ بإيمانها الصادق وتضحياتها العظيمة ومواقفها النبيلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رفضت زخارف الدنيا وعروض سادة قريش، واختارت أن تكون إلى جوار النبي الأعظم تحمل رسالته وتؤمن بمبدئه لتكون من رحمها ذرية الرسول الكريم إلى يوم يبعثون؛ إنها بحق قدوة خالدة للمرأة المسلمة جمعت بين أدوار الزوجة الوفية والأم الحنون والإنسانة المؤمنة التي جسدت أسمى معاني الحب والإخلاص والعطاء.
وفي وطننا الغالي اختار المغفور له السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- السابع عشر من أكتوبر يوماً للمرأة العُمانية تقديرا لعطائها وإجلالا لمكانتها السامية وتأكيدًا على دورها المحوري في بناء الوطن وازدهاره؛ فالمرأة في وجودها عيد لكن تخصيص هذا اليوم إنما هو تذكير بجمالها وروعتها وعظيم أثرها في مسيرة الحياة.
وقد واصلت السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- هذا النهج النبيل فكانت قريبة من المرأة في كل الميادين تشجعها وتكرمها وتمنحها الدعم والرعاية لتواصل عطاءها المشرّف.
واليوم نرى المرأة العمانية تتبوأ أعلى المناصب في الدولة وتشارك بفعالية في صنع القرار وتؤكد أنها شريك حقيقي في نهضة الوطن. ولعل ما قامت به الدكتورة أُمامة اللواتية في أسطول الصمود خير مثال على ذلك؛ إذ مثلت بصمودها وجرأتها وجهًا مشرقًا للمرأة العمانية والعربية فكان خروجها تجليًا لقوة المرأة وإيمانها بقضايا الأمة وحدثا سيخلده التاريخ بأحرف من نور تسطر بدماء الشهداء الأطهار.
فالمرأة هي: الحنان حين يقسو العالم، والنور حين تشتد العتمة، والصوت الخافت الذي يذكرنا بأن الجمال لا يقاس بالقوة؛ بل بالرحمة، وهي الأم التي تنبت الأجيال، والزوجة التي تصنع دفء البيت، والابنة التي تزرع الأمل في القلب، والأخت التي تواسي وتحتوي، والإنسانة التي تحمل في داخلها طاقة الخلق والعطاء.. إنِّها ليست نصف المجتمع فحسب؛ بل هي المجتمع كله في نصفه الأجمل هي التي تنجب الرجال وتربي الحكماء وتلهم الشعراء وتظل رمزا خالدا للحب والوفاء والإنسانية في أنقى صورها.