جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-15@17:33:17 GMT

إلى المرأة العُمانية في يومها

تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT

إلى المرأة العُمانية في يومها

 

 

 

زكريا الحسني

كلما تأملنا في مسيرة الحياة وبنيان المجتمع أدركنا أنَّ للمرأة دورًا عظيمًا لا يُضاهى؛ فهي ليست جزءًا من المجتمع؛ بل أساسه وعماده ومن دونها لا تستقيم الحياة ولا تبنى الأجيال. فالمرأة هي من تربي وتصنع الإنسان وبذلك فهي المجتمع كله في صورة امرأة.

والمرأة في جميع أدوارها عظيمة كفاها شرفاً أن تكون أماً فهي النواة الأولى والمصدر الأصيل لكل فضيلة، وحين نذكر سيدتنا خديجة رضي الله عنها نقف إجلالاً أمام امرأة خلدت في التاريخ بإيمانها الصادق وتضحياتها العظيمة ومواقفها النبيلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رفضت زخارف الدنيا وعروض سادة قريش، واختارت أن تكون إلى جوار النبي الأعظم تحمل رسالته وتؤمن بمبدئه لتكون من رحمها ذرية الرسول الكريم إلى يوم يبعثون؛ إنها بحق قدوة خالدة للمرأة المسلمة جمعت بين أدوار الزوجة الوفية والأم الحنون والإنسانة المؤمنة التي جسدت أسمى معاني الحب والإخلاص والعطاء.

وفي وطننا الغالي اختار المغفور له السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- السابع عشر من أكتوبر يوماً للمرأة العُمانية تقديرا لعطائها وإجلالا لمكانتها السامية وتأكيدًا على دورها المحوري في بناء الوطن وازدهاره؛ فالمرأة في وجودها عيد لكن تخصيص هذا اليوم إنما هو تذكير بجمالها وروعتها وعظيم أثرها في مسيرة الحياة.

وقد واصلت السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- هذا النهج النبيل فكانت قريبة من المرأة في كل الميادين تشجعها وتكرمها وتمنحها الدعم والرعاية لتواصل عطاءها المشرّف.

واليوم نرى المرأة العمانية تتبوأ أعلى المناصب في الدولة وتشارك بفعالية في صنع القرار وتؤكد أنها شريك حقيقي في نهضة الوطن. ولعل ما قامت به الدكتورة أُمامة اللواتية في أسطول الصمود خير مثال على ذلك؛ إذ مثلت بصمودها وجرأتها وجهًا مشرقًا للمرأة العمانية والعربية فكان خروجها تجليًا لقوة المرأة وإيمانها بقضايا الأمة وحدثا سيخلده التاريخ بأحرف من نور تسطر بدماء الشهداء الأطهار.

فالمرأة هي: الحنان حين يقسو العالم، والنور حين تشتد العتمة، والصوت الخافت الذي يذكرنا بأن الجمال لا يقاس بالقوة؛ بل بالرحمة، وهي الأم التي تنبت الأجيال، والزوجة التي تصنع دفء البيت، والابنة التي تزرع الأمل في القلب، والأخت التي تواسي وتحتوي، والإنسانة التي تحمل في داخلها طاقة الخلق والعطاء.. إنِّها ليست نصف المجتمع فحسب؛ بل هي المجتمع كله في نصفه الأجمل هي التي تنجب الرجال وتربي الحكماء وتلهم الشعراء وتظل رمزا خالدا للحب والوفاء والإنسانية في أنقى صورها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المرأة العُمانية.. ذاكرة الوطن وصانعة الغد

 

 

 

نور المعشنية

 

في السابع عشر من أكتوبر من كل عام، تحتفل عُمان بيومٍ وطنيّ مُميّز خُصِّص لتكريم المرأة العُمانية والاحتفاء بإنجازاتها، في مبادرة حكيمة أكدت عمق النظرة الرشيدة لقيادتنا تجاه دور المرأة في المجتمع. إنّه يوم المرأة العُمانية؛ اليوم الذي لا يكتفي بالتصفيق لإنجازات النساء، بل يُرسّخ مكانتهن في ذاكرة الوطن ويؤكد أن التنمية الشاملة لا تكتمل إلا بمشاركتهن.

منذ بزوغ فجر النهضة الحديثة، لم تكن المرأة العُمانية غائبة عن المشهد. فقد فتحت المدارس أبوابها لها جنبًا إلى جنب مع أخيها الرجل، لتنهل من العلم وتضع خطواتها الأولى في مسيرة البناء. واليوم، نجدها تقف شامخة في كل موقع؛ وزيرةً ترسم سياسات، وسفيرةً تُمثّل عُمان في المحافل الدولية، وقاضيةً تُنصف المظلوم، وأكاديميةً تصنع الأجيال، وطبيبةً تداوي المرضى، ومهندسةً تشيّد المشاريع، ورياديةً تبتكر فرص العمل وتنافس في سوق الاقتصاد.

غير أنّ إنجازاتها لا تتوقف عند حدود الوظائف الرسمية والمناصب العامة؛ فالمرأة العُمانية في بيتها أمٌّ ومربية، تُغرس القيم في أطفالها وتبني إنسان الغد، وفي مجتمعها متطوّعة تسهم بوقتها وجهدها في المبادرات الخيرية والتنموية، وفي الحقول والمزارع تواصل العمل جنبًا إلى جنب مع الرجل لتبقى الأرض عامرة بالعطاء.

لقد أثبتت المرأة العُمانية قدرتها على موازنة الأدوار بين البيت والعمل، بين الطموح والمسؤولية، بين الحلم والواجب. فبرغم التحديات التي قد تعترض طريقها، استطاعت أن تتحول إلى أيقونة للصبر والإصرار والنجاح، وأن ترسم صورة مشرقة لعُمان في وجدان من يلتقيها داخل البلاد وخارجها.

ويوم المرأة العُمانية ليس مجرد مناسبة رمزية؛ بل هو اعتراف رسمي ومجتمعي بأن المرأة شريك أصيل في صناعة التنمية. إنه يوم لتجديد الالتزام بتمكينها، وتوفير البيئة التي تتيح لها الإبداع، ومساندتها لتواصل مسيرتها بثقة. إن تمكين المرأة العُمانية يعني تمكين الأسرة كلها، ويعني بناء مجتمع أكثر تماسكًا وقدرة على مواجهة المستقبل.

وإذا تأملنا في تاريخ عُمان، سنجد أن المرأة لم تكن يومًا على الهامش. فقد حملت مسؤوليات جسامًا في غياب الرجل في البحر أو في ساحات التجارة، وأدارت شؤون البيت والأرض بحكمة واقتدار. واليوم، وهي تكتب فصلًا جديدًا في قصة النهضة، فإنها لا تُضيف فقط إلى صفحات الحاضر؛ بل تواصل إرثًا عريقًا من الكفاح والعطاء.

إنَّ الاحتفاء بالمرأة العُمانية هو احتفاء بالقيم التي تحملها: العطاء بلا حدود، التضحية من أجل الأسرة والمجتمع، الطموح الذي لا يعرف سقفًا، والإيمان بأن المستقبل يمكن أن يكون أجمل متى ما تضافرت الجهود. وهو أيضًا رسالة لكل فتاة عُمانية بأن أبواب النجاح مشرعة أمامها، وأن وطنها يثق بقدراتها ويمنحها المساحة لتبدع وتتميز.

فلنرفع في هذا اليوم صوت الشكر والامتنان لكل امرأة عُمانية، ولنجعل من يوم المرأة العُمانية مناسبة للتأمل في ما تحقق، والانطلاق نحو آفاق أوسع من التمكين والإبداع. فالمرأة العُمانية لم تكن يومًا متفرجة على صناعة التاريخ؛ بل كانت وما زالت ركيزة النهضة، وذاكرة الوطن، وصانعة الغد.

مقالات مشابهة

  • المرأة العمانية وتحديات المرحلة القادمة
  • المرأة العُمانية.. ذاكرة الوطن وصانعة الغد
  • المرأة العُمانية.. "استثناء"
  • "الموج مسقط" يسلط الضوء على دور النماذج النسائية احتفاء بيوم المرأة العمانية
  • شعر عن يوم المرأة العمانية
  • أجمل ما قيل عن المرأة في يوم المرأة العمانية
  • أسباب الاحتفال بيوم المرأة العُمانية
  • طرق مبتكرة للاحتفال بيوم المرأة العمانية في مكان العمل
  • لماذا يتم الاحتفال بيوم المرأة العُمانية؟‎