الجزيرة:
2025-12-13@07:33:50 GMT

في فلسطين بانتظار جبرائيل!

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

في فلسطين بانتظار جبرائيل!

ماذا لو كنتَ تعيش في غزة بعد كل ما حدث؟ أسيرًا في سجن مفتوح، على قطعة أرض صغيرة، مع مليونَي شخص آخرين، ولا مكان تذهب إليه. ثم تم احتلال نصف هذه الأرض من قبل إسرائيل، ودُمّر منزلك، وتم ترحيل جميع السكان إلى منطقة رفح..

عندما تمَّ قصف منطقة رفح، التي اعتبروها آمنة، وقُتل ما يقارب مائة مدني في اليوم السابق، قلت لنفسي، ما الذي يفكّر فيه الفلسطيني هناك؟

قُتل ما يقارب 30 ألف مدني وأصيب عشرات الآلاف.

لجؤُوا إلى المستشفيات، وقُتلوا هناك. لجؤوا إلى الكنائس والمساجد، وقُتلوا هناك أيضًا. قُتلوا في طوابير الماء والخبز. أطلقوا النار على الأطفال وهم يسيرون في الشارع.

يموت الجرحى والمرضى وكبار السن أمام أعينهم؛ بسبب نقص الأدوية والغذاء. ويُمنع دخول المساعدات الغذائية من قبل المستوطنين الإسرائيليين المحتلين.

لا يوجد مكان للهروب، لا يوجد مكان للاختباء، لا أحد يمدّ يد العون.. لا يمكن لأي دولة في العالم مساعدتهم. ولا أحد يستطيع وقف هذه المجزرة. إذن، ما الذي يفكر فيه هذا الفلسطيني الآن؟

"هل يجب أن ينزل جبرائيل من السماء لمساعدتنا؟". أعتقد أنه يفكر في ذلك.

ماذا ينتظر قادتنا؟

اجتمعت منظمة التعاون الإسلامي يوم أمس وندّدت بالهجمات على منطقة رفح، وطالبت الأمم المتحدة والولايات المتحدة بوقف الهجمات. هذا كل ما في الأمر. لم يتحدثوا عن الحصار أو قوة حفظ السلام أو أخذ زمام المبادرة.

في المقابل، حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل على ما يبدو، ووقّع مرسومًا لوقف الإرهاب الذي يسببه المستوطنون المحتلون. والنتيجة؟ لا شيء تغيّر. بعد هذه التصريحات الشكلية، قصفت إسرائيل منطقة رفح.

ندّد الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بمقتل المدنيين في غزة، وعارضوا تحويل غزة إلى منطقة غير مأهولة. والنتيجة: لم يتغيّر شيء أيضًا.

لم تفعل الصين وروسيا شيئًا بالنظر إلى التوازنات في العالم. إذن ماذا يجب أن يحدث أكثر من ذلك؟ كيف يمكن أن تسوء هذه المأساة الإنسانية أكثر؟ ماذا يجب أن يحدث حتى يتحرك البشر؟ أعتقد أنه لم يتبقَ سوى نزول جبرائيل عليه السلام من السماء وتحذير البشرية. لا أستطيع تفسير ذلك بطريقة أخرى.

أصبحت المذبحة أمرًا عاديًا

أتابع وسائل الإعلام الأجنبية. حتى قبل ثلاثة أيام، كان كل منها يبث أخبارًا عن التطورات في منطقته الخاصة. كما ركزت وسائل الإعلام التركية على الانتخابات المحلية، وتراجعت أخبار غزة إلى الخلف. وحتى مقتل ما يقارب مائة مدني في الهجوم الذي وقع في منطقة رفح بالكاد أصبح خبرًا في العالم.

في عام 2015، عندما تعرّضت صحيفة شارلي إيبدو في فرنسا لهجوم مسلح قُتل على إثره 11 شخصًا، اجتمع جميع زعماء العالم في باريس وساروا جنبًا إلى جنب. لكن أمام مقتل ما يقارب 30 ألف شخص في غزة، ناهيك عن مسيرة، لم يقل أي زعيم في أوروبا كلمة واحدة لوقف هذه المذبحة. فقط المدنيون الذين يعيشون في أوروبا احتجوا بشجاعة في الشوارع ضد إسرائيل.

إن القادة الأوروبيين يسيرون جنبًا إلى جنب ويتكاتفون ضد أي هجوم في بلدانهم، ولكن لماذا لم تقم بلادنا الإسلامية بمثل هذه المسيرة؟ لماذا لم يرفعوا أصواتهم بما يكفي لإيقاظ العالم؟ عوضًا عن ذلك، حُظرت المسيرات الداعمة لفلسطين في بعض الدول الإسلامية. فما الذي ينتظره زعماؤنا لوقف هذه الإبادة؟ أعتقد أنهم ينتظرون نزول جبرائيل من السماء وتحذيرنا.

 

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: منطقة رفح ما یقارب

إقرأ أيضاً:

بين الواقع والطموح.. التاريخ يمنح السعودية الأفضلية أمام فلسطين قبل موقعة كأس العرب

يدخل المنتخب السعودي اختبارًا حاسمًا في سباق كأس العرب 2025، حين يلتقي نظيره الفلسطيني في الدور ربع النهائي، في مواجهة تتجاوز حسابات التأهل إلى أبعاد تاريخية ونفسية، ظلّت لسنوات تميل لصالح الأخضر، الذي يسعى لترجمة أفضليته الرقمية إلى عبور جديد نحو الأدوار المتقدمة.

وتأهل منتخب السعودية إلى الدور ربع النهائي بعدما احتل المركز الثاني في المجموعة الثانية برصيد 6 نقاط، ليصطدم بالمنتخب الفلسطيني الذي صعد متصدرًا للمجموعة الأولى برصيد 5 نقاط.

منتخب السعوديةسجل تاريخي يميل لصالح السعودية

وعند العودة إلى سجل المواجهات المباشرة بين المنتخبين السعودي والفلسطيني، يتضح تفوق سعودي واضح، إذ التقيا في 9 مباريات رسمية بمختلف البطولات، حقق خلالها المنتخب السعودي 5 انتصارات، بينما انتهت 4 مباريات بالتعادل، دون أن ينجح المنتخب الفلسطيني في تحقيق أي فوز.

حصاد مجموعات كأس العرب 2025.. آسيا تتفوق على إفريقيا وصدمة مصرية مجموعة متوازنة.. تعرف على مجموعة منتخب مصر في كأس العالم 2026 وترتيب المباريات لقاء رابع في كأس العرب

تحمل مواجهة الخميس الرقم 4 في تاريخ مواجهات المنتخبين ضمن بطولة كأس العرب، بعد ثلاث مواجهات سابقة.

في نسخة 1992 نجح المنتخب السعودي في تحقيق الفوز بنتيجة 2-1، بينما انتهت مواجهة 2012 بالتعادل.

وتكرر التعادل بنتيجة 1-1 بين المنتخبين في نسخة بطولة كأس العرب 2021، ما يمنح اللقاء المقبل أهمية إضافية للأخضر لتعزيز تفوقه التاريخي في البطولة.

منتخب فلسطينمواجهات متعددة خارج كأس العرب

ولم يقتصر التنافس بين المنتخبين على بطولة كأس العرب، إذ التقيا في 4 مباريات ضمن تصفيات كأس العالم، حقق خلالها المنتخب السعودي فوزين مقابل تعادلين.

وكان أبرزها الانتصار الكبير بنتيجة 5-0 عام 2021 خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022.

كما التقى المنتخبان في دورة ألعاب غرب آسيا عام 2005، وحقق الأخضر الفوز بنتيجة 2-0، وهي نفس نتيجة المواجهة الودية التي جمعت الفريقين عام 2014، وحسمها المنتخب السعودي لصالحه.

 

مقالات مشابهة

  • ماذا سيحدث فى العام الجديد
  • بنزيمة ينتقد فينيسيوس ومبابي وبيلينغهام.. ماذا قال؟
  • بنزيمة ينتقذ فينيسيوس ومبابي وبيلينغهام.. ماذا قال؟
  • غضب بمصر وإيران بسبب مباراة الفخر في كأس العالم.. ماذا نعلم؟
  • السعودية تتأهل إلى نصف نهائي كأس العرب بعد الفوز على فلسطين
  • قمر الذئب العملاق يقترب.. ليلة شتوية استثنائية بانتظار العالم| ايه الحكاية؟
  • تفوق كاسح يطمئن المنتخب السعودي قبل مواجهة فلسطين في كأس العرب
  • بالفيديو... من منطقة ترامب إلى اقتصاد السلام.. ماذا يُخطط للجنوب؟
  • بين الواقع والطموح.. التاريخ يمنح السعودية الأفضلية أمام فلسطين قبل موقعة كأس العرب
  • مقررة أممية: الجوع الذي يعانيه الأطفال في فلسطين نتيجة خيارات” تل أبيب” ودعم العواصم الغربية