امرأة أفقه من بعض “الفقهاء”!
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
كتب الإمام محمد البشير الإبراهيمي، عليه الرحمة والرضوان من الرحيم الرحمان، مقالا عن “وظيفة علماء الدين” كما يجب أن يكونوا، أمّارين بالمعروف نهّائين عن المنكر، فوصفهم بأنهم “كانوا ملوكا على الملوك”، (آثار الإمام الإبراهيمي ج4. ص:112).
ولكن قدّر الله – عز وجل- لنا أن نعيش في هذا العصر “المخنّث” حتى رأينا بأعيننا، وسمعنا بآذاننا “علماء” يزكّون حكاما لا ينطقون جملة بسيطة نطقا صحيحا، ويهينون كرامتهم، فينزلون عن المكانة التي وضعهم فيها الله – عز وجل- والرسول- عليه الصلاة والسلام- فيركعون لأناس مثلهم، بل أدنى منهم، ولأطفال، ولنساء.
أكتب هذه الكلمة ونياط قلبي تتقطع، وهو ينفطر لما نراه ونسمعه من تخاذل ذوي القربى واتخاذهم اليهود أولياء، وبطانة على حساب “إخوانهم” المسلمين، ورحم الله الشاعر الفحل أبا الطيب المتنبي القائل في مثل هؤلاء:
لا تلومنّ اليهودي على أن يرى الشمس فلا ينكرها
إنما اللوم على حاسبها ظلمة من بعد ما يبصرها
هذه الأفكار جالت في خاطري وأنا أقرأ ما قالته امرأة فحلة غير مسلمة، ولكنها كانت أكثر رجولة من أكثر حكامنا، وأكثر “فقها” من كثير من فقهائنا الذين ركنوا إلى الذين ظلموا، أضلونا السبيل، إنها السيدة المحترمة وزيرة خارجية دولة جنوب إفريقيا، ناليندا باندور، التي وقفت لوحدها موقفا لم يقفه وزراء ورؤساء وملوك وأمراء أكثر الدول العربية والإسلامية.. وساقت دولة العصابات الصهيونية لأول مرة إلى “محكمة العدل الدولية”، ولو من باب قول أخينا محفوظ نحناح “نحنح والله لا جعلك جريت”.
حضرت هذه السيدة المحترمة تجمعا للجالية الإسلامية في جنوب إفريقيا، وكانت تضع على رأسها خمارا، وألقت كلمة استشهدت فيها بحديثين شريفين للرسول الأشرف والأكرم يمر عليهما “فقهاء” السلاطين، ولكن تعمى عنهما بصائرهم، هذان الحديثان الشريفان هما كما قالتهما هذه السيدة: “من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم، فقد خرج من الإسلام”، و”انصر أخاك ظالما أو مظلوما”، وذلك بأن تمنع الظالم عن ظلمه، (أنظر “الشروق” 10/2/2024. ص: 16).
أليست هذه “الأنثى” أفضل وأشرف وأكرم وأرجل وأفقه من كثير من حكام المسلمين المسمّين باسم “محمد”، وهم أبعد عن محمد، صلى الله عليه وسلم، ولو زعموا أنهم من آله، ورحم الله شوقي إذ يقول: “فما بين البغاة وبين المصطفى رحم”. وصدق الشاعر الفحل أبو الطيب المتنبي القائل في “أنثى”:
ولو كانت النساء كمن فقدنا لفضّلت النساء على الرجال.
محمد الهادي الحسني – الشروق الجزائرية
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
إمام وخطيب السيدة زينب خلال حديثة مع الوفد... حب الخير للغير هو سمة إنسانية
حب الخير للغير هو سمة إنسانية رفيعة تدل على سمو الأخلاق وسلامة القلب، وهو مفتاح للسعادة الفردية والمجتمعية، حيث يعزز التماسك الاجتماعي والأمن النفسي هذا المبدأ يدفع الشخص إلى الفرح لفرح الآخرين، ويحزن لحزنهم، وينعكس إيجابًا على حياته الخاصة من خلال الشعور بالرضا والسعادة، بعيدًا عن مشاعر الحسد والغل
الدكتور أحمد عبد الهادي أمام وخطيب السيدة زينب يصرح خلال حديثة مع "الوفد" كيف تُمارس حب الخير للغير؟ اصبر وتعامل بإحسان: حاول أن تعامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك. هذا هو جوهر حب الخير للغير. ادعُ لهم بالخير: تمنى الخير لغيرك من خلال الدعاء لهم. "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة".
تجنب السلبية: ابتعد عن الأفكار السلبية كالحسد والغل، وحاول أن تجد الخير في الآخرين مهما كانت الظروف. كن متفائلاً: التفائل يجعلك ترى الخير في الآخرين، وهذا بدوره يجذب إليك الخير ويجعلك تشعر بالسعادة. هل حب الخير للغير مجرد شعور أو سلوك؟ فعل إيجابي: حب الخير للغير ليس مجرد شعور داخلي، بل هو سلوك عملي يتطلب جهدًا ووعيًا.
تأثير على السلوك: عندما تحب الخير للآخرين، فإن هذا الحب سيؤثر على سلوكك ويجعلك أكثر تسامحًا وعطاءً. كيف يساهم حب الخير في بناء مجتمع قوي؟ ترسيخ التماسك الاجتماعي: مجتمع يسوده حب الخير بين أفراده يكون أكثر تماسكًا وتعاونًا وقدرة على مواجهة التحديات.
بناء أمن نفسي: عندما يشعر الأفراد بالأمان والطمأنينة في محيطهم الاجتماعي، فإن ذلك يؤدي إلى شعورهم بالسعادة والاستقرار النفسي. تحقيق الرضا: المجتمع الذي يسود فيه حب الخير يكون أكثر رضا وقناعة، لأن أفراده يشعرون بأنهم جزء من مجتمع مترابط ومتعاون.