البوابة نيوز:
2025-05-10@13:55:33 GMT

أسطورة الحق والحقيقة

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

بعض الناس يقضي عمره كله معتقدًا أنه على صواب في كل شيء، وإنه سلك السلوك الأقوم في كل مناحي حياته، وإن كل من لا يرى رأيه، أو ينكر مسلكه، أو يعتنق أفكارًا غير ما يعتنق، لهو في ضلال مبين. إن مثل ذلك الصنف من البشر يعيش متوهمًا إنه هو الذي يملك الحق والحقيقة. فإذا كان يؤمن بدين معين، فإنه يدهش إن وجد أشخاصًا لا يؤمنون بما يؤمن هو به؛ غافلًا عن أنه لو كان قد نشأ في بيئة أخرى غير بيئته، لأعتنق ذلك الدين الذي يهاجمه الآن، ودافع عنه وتمسك به بوصفه الدين الحق.

 

حين يدافع الإنسان عن عقيدة معينة، فإنه يظن إنه إنما يريد بذلك وجه الله أو حب الحق والحقيقة. دون أن يدرك أنه بهذا يخدع نفسه. إنه في الواقع قد أخذ عقيدته من بيئته التي نشأ بها، وهو لو كان قد نشأ في بيئة أخرى لوجدناه يؤمن بعقائد تلك البيئة الأخرى، ويدافع عنها بحماس بالغ، ثم يظن أنه يسعى وراء الحق والحقيقة. (دكتور علي الوردي، مهزلة العقل البشري، دار كوفان، لندن، 1994، ص 41) 

لم يبتكر العقل البشري مكيدة أبشع من مكيدة الحق والحقيقة، ولست أجد إنسانًا في هذه الدنيا لا يدعي حب الحق والحقيقة. حتى أولئك الطغاة الذين لطخوا صفحات التاريخ بمظالمهم التي تقشعر من بشاعتها الأبدان، لا تكاد تستمع إلى أقوالهم حتى تجدها تنضح بحب الحق والحقيقة. (المرجع السابق، ص 41) 

يقال أن أحد السلاطين المؤمنين بالله ذبح ذات يوم مئة ألف ممن كانوا على عقيدة غير العقيدة التي نشأ هو عليها، ثم جعل من جماجم هؤلاء القتلى منارة عالية صعد عليها مؤذن يصيح بأعلى صوته: «لا إله إلا الله». 

وحدث مثل هذا في العهد العثماني حين جهَّز والي الموصول حملة عسكرية ضد اليزيديين الساكنين في شمال العراق. ذهبت تلك الحملة إلى القرى اليزيدية فقتلت أطفالها واستباحت نساءها وجاءت بالأحياء من رجالها إلى الموصل ليخيروا بين حد السيف أو شهادة «لا إله إلا الله». 

وقد فرح الوالي بهذا النصر الذي حققه الله على يديه؛ وخُيِّلَ إليه أن القصور الفخمة تُشَيَّد له في جنة الفردوس جزاء هذه المذبحة الرائعة التي قام بها.  (ص ص 41 – 42)

غضب هذا الوالي على أتباع اليزيدية لكونهم يعبدون الشيطان من دون الله. ونسى أنه لو كان نشأ في قرية يزيدية من أبويين يزيديين لكان مثلهم يعبد الشيطان ويترنم بأهازيجه، ويذوب هيامًا به وشوقًا إليه. إنه اعتاد على سب الشيطان واحتقاره لأنه وجد منذ طفولته المبكرة جميع الناس حوله يسبون الشيطان ويحتقرونه. فأخذ يسبه معهم ويتخيله بصورة بشعة ممجوجة. (ص 42)

إن المتدين المؤمن بعقيدة من العقائد لا يستطيع مهما حاول؛ أن يتجرد من عاطفته الدينية، في حين أن من شروط المنهج العلمي الدقيق أن يكون صاحبه متشككًا قبل أن يبدأ بالبحث. ومن هنا يتضح لنا عبث المحاولات التي يبذلها البعض للربط بين الكشوف العلمية الحديثة والدين. 

لا لوم على المتدين حين يؤيد عقائده الدينية بشتى الوسائل، لكننا نلومه حين نراه يربط بين الدين والعلم، غافلًا عن اختلاف طبيعة المنهج بينهما. فالدين ينبني على الإيمان المطلق والتسليم بالعقائد الدينية تسليمًا لا يتطرق إليه شك. أما العلم فيستند إلى البحث القائم على الشك والفحص والتحري. إن الربط بين العلم والدين يشكل ضررًا؛ بل يمكننا أن نقول إنه يمثل خطرًا على الدين والعلم معًا. رغم هذه الحقيقة نرى محاولات دَائِبة من البعض للربط بينهما. وهذا عبث ما بعده عبث.

* أستاذ المنطق وفلسفة العلوم بآداب عين شمس

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

أتشيربي.. من التغلب على السرطان والإدمان إلى أسطورة إنتر ميلان

سجل ديفيد فراتيسى هدف الفوز لإنتر 4-3 على برشلونة في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن الجلاد الحقيقي كان فرانشيسكو أتشيربي الذي سجل هدف التعادل في الوقت القاتل.

وفاز إنتر ميلان على برشلونة 4-3 بعد التمديد في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ليبلغ النهائي الكبير.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بالفيديو.. هل ظلم الحكم برشلونة لصالح إنتر وما سر التشكيك بنزاهة التحكيم؟list 2 of 2شاهد.. نتيجة وأهداف مباراة سان جيرمان وأرسنال بنصف نهائي دوري الأبطالend of list

وبينما كان الكتالانْ يستعدون للاحتفال بالتأهل للنهائي فاجأهم المدافع أتشيربي محرزا هدف التعادل المثير لإنتر في الدقيقة 93.

وكانت العرضية، واللمسة الأخيرة، والهدف، وحتى البطاقة الصفراء التي أشهرها الحكم في وجهه لخلعه قميصه بعد الهدف بمثابة نعمة.

وكتب أتشيربي، الذي لم يسجل سوى 5 أهداف في 116 مباراة خاضها منذ انتقاله من لاتسيو إلى إنتر عام 2022 "كم هي متعبة حياة المهاجم".

أتشيربي يهدي إنتر هدف التعادل ويشعل المدرجات#دوري_أبطال_أوروبا #انتر_برشلونة #UCL pic.twitter.com/01PeL9Wpuy

— beIN SPORTS (@beINSPORTS) May 6, 2025

الصراع مع السرطان والإدمان

بلغ أتشيربي نهائي أبطال أوروبا وبات على بعد خطوة من معانقة المجد الأوروبي لكن الطريق إلى هذه اللحظة التاريخية لم يكن مفروشا بالورود.

فبعيدا عن ملاعب كرة القدم خاض اللاعب تحديات من نوع آخر في مواجهة السرطان والاكتئاب وإدمان الكحول.

إعلان

يقول مدافع إنتر "لولا المرض لكنت انتهيت إلى اللعب في دوري الدرجة الثانية، أو ربما كنت اعتزلت. لحسن الحظ، كان هناك شخص يحبني وأرسل لي المرض. بدونه كان الأمر سينتهي بشكل سيئ للغاية. لا أحد كان لينقذني. أنا سعيد بالشخص الذي أصبحت عليه على الرغم من كل عيوبي".

Training ⚫️????#Inter pic.twitter.com/rYm8PHtDzZ

— Francesco Acerbi (@Acerbi_Fra) August 21, 2024

بعد مسيرة بدأها في 2006 تنقل خلالها بين عدد من الأندية الصغيرة انتهى به المطاف في موسم 2012-2013 في ميلان لكن وفاة والده دفعته إلى أحضان الإدمان على الكحول للتخفيف من معاناته.

وقال أتشيربي لصحيفة "لا ريبوبليكا" عام 2019 "بعد وفاة والدي كنت ألعب مع ميلان، حينها وصلت إلى الحضيض، كان الأمر كما لو أنني نسيت كيف ألعب، أو لماذا ألعب، بدأت أشرب، وصدقوني كنت أشرب أي شيء".

في يوليو/تموز 2013، وبعد انتقاله إلى ساسولو خضع لعملية جراحية طارئة بعد اكتشاف ورم في خصيتيه. ثم عاد للعب، لكن في نهاية العام، انتكست حالته مجددا.

ونتيجة لذلك خضع المدافع للعلاج الكيميائي لمدة شهرين في بداية عام 2014.

ويشير أتشيربي إلى أن الفضل يعود إلى صراعه مرتين مع السرطان في "إنقاذه" من الاكتئاب وإدمان الكحول.

وقال "قد يبدو الأمر غريبا جدا، لكن السرطان أنقذني، كان لديّ شيء جديد أحاربه، وحدود عليّ تجاوزها، كان الأمر كما لو أنني بدأت حياتي من جديد، لقد رأيت العالم بطريقة مختلفة تماما، توقفت عن الشعور بالخوف".

بين أكتوبر/تشرين الأول 2015 ويناير/كانون الثاني 2019 لعب كل (149 مباراة متتالية) مع ساسولو (أولاً) ولاتسيو (لاحقًا). وكان قريبًا من تحطيم الرقم القياسي التاريخي في الدوري الإيطالي والذي يحمله خافيير زانيتي (162).

وصرح في 2018 "إذا لم أكن حاضرًا، فلن أتمكن من اللعب (يبتسم). أُجهّز نفسي أسبوعيًا بأفضل ما أستطيع. وعَدت نفسي بعد المرض أنني لن أندم عليه بعد الآن".

إعلان

لعب مع إيطاليا 34 مباراة، وسجل هدفا واحدا، كما فاز ببطولة يورو 2020 وكان عنصرًا أساسيًا في نجاحات إنتر الأخيرة حيث فاز بالدوري، والكأس، وكأس السوبر مرتين وكان لاعبًا أساسيًا في نهائي دوري أبطال أوروبا الذي خسره أمام مانشستر سيتي (0-1).

مقالات مشابهة

  • مسيرة الحق والوعد الإلهي
  • بوتين: العدالة والحقيقة تقفان إلى جانبنا
  • ناطق حكومة التغيير يوضح جانبا من الإنجازات والجهود التي بذلت في التصدي للعدوان الأمريكي
  • بوتين في عيد النصر: ستبقى روسيا سدّا منيعا بوجه النازية والعدالة والحقيقة تقفان إلى جانبنا
  • مصطفى بكري ينفعل على الهواء لهذا السبب (فيديو)
  • سردية أسطورة الصمود الفلسطيني
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: غزوة بدر كانت تطبيقا عمليا لقوة إيمان المسلمين
  • أتشيربي.. من التغلب على السرطان والإدمان إلى أسطورة إنتر ميلان
  • شاهد بالصور..  المذيعة نسرين النمر توثق للحظات العصيبة التي عاشتها داخل فندق “مارينا” ببورتسودان بعد استهدافه بمسيرات المليشيا ونجاتها هي وزميلتها نجمة النيل الأزرق
  • حلم الخبيئة بين النصب والحقيقة.. حكاية صفقة أثار «مضروبة» في القاهرة