==============
د.فراج الشيخ الفزاري
==========
ثم ماذا تبقي من مزيد؟وماذا لم تطاله يد الدمار..والتخريب؟الماء والنهر والأبار صارت ملوثة بالدم والبارود والجيف مجهولة الهوية.
ما الذي بقي قائما من الأبنية والأضرحة والكباري ورياض الأطفال ودورالعجزة والناس ولم تطاله يد الهدم الهدم والتشريد،حتي مقابر الموتي هربت جثثها تاركة اكفانها ورائحة حنوطها تتناوبه صدور المرضي في المشافي المتهدمة المتدثرة بالخراب والأرض اليباب.

..بحثا عن انابيب الأوكسجين واكياس الدم ولفافات الوريد؟
ماذا بقي أمامكم من سقط المتاع ولم تنالونه حتي تطالبوا بالمزيد؟ وماذا بقي من حطام الأرض لم تلوثه جحافل التاتر وعربدة المرتزقة أخلاق العبيد؟
ماذا تبق لكم من حديث ولعان وسباب وتهديد...
لغة ولقة، ولهجة وهرطقة، لم تألفها أذان أمهاتنا ولا تأريخنا التليد...
ماذا تبقي لكم حتي تدمروه وتخربوه وتطفؤا شعلته الوهاجة..حتي الشمس والقمر والنجوم لو استطعتم ان تنفذوا من اقطارها لفعلتم ولكن لن تنالونها فهي في القصي البعيد
فالشمس والقمر والنجوم هي جواهر ارضنا وأرثنا وأخلاقنا
وأصلنا وفصلنا وثوابت مجدنا
وعزنا في الوجود..فلن تنالها أبدا أيها الهمجي الطريد.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

كيف أنقذ الإيمان ضابطًا سودانيًا من معتقلات الدعم السريع؟

وبدأت القصة عندما طوقت قوات الدعم السريع منزل عائلة يوسف في منطقة الجيلي شمال الخرطوم بحري، وجاؤوا بسيارات كثيرة وقوة مسلحة، وبدؤوا بإطلاق النار بكثافة، وكانوا يبحثون عن والده، الضابط العسكري الكبير، وعندما لم يجدوه، اعتقلوا يوسف وحراس العائلة، حسبما روى يوسف لحلقة 2025/5/15 من برنامج "بودكاست حكايات أفريقية".

"قلت لأبي أن يهرب عبر النهر، وعندما سألني ماذا سأفعل أنا، أجبته: أنا سأتصرف معهم، وأردت أن ينجو هو"، يروي يوسف، الذي تم تقييده وتعصيب عينيه فورًا ونقله إلى معسكر عسكري تسيطر عليه قوات الدعم السريع.

وفي مركز الاستجواب، الذي كان في مصفاة الجيلي للبترول، شاهد يوسف كيف قام ضابط من الدعم السريع يدعى عباس بإعدام معتقل مدني أمامه، وذلك بعد أن أصر على أنه "مدني" ولا علاقة له بالجيش.

وكانت جلسات التعذيب روتينية، وشملت:

إجبارهم على حفر قبورهم الخاصة ودفنهم حتى الرقبة. إجبارهم على الوقوف لساعات على حجارة ساخنة. سحبهم وهم مربوطون بالسيارات. حقنهم بمواد مجهولة قالوا لهم إنها سم أو مخدرات لإجبارهم على الاعتراف.

ظروف قاسية

وكانت ظروف الاعتقال قاسية للغاية، حيث كان الطعام يتكون بشكل أساسي من الإسباغيتي بدون أي إضافات، يُقدم في أماكن مليئة بالذباب، وكان الماء الصالح للشرب شبه معدوم، يقول يوسف.

إعلان

بعد محاولة فاشلة للفرار من قبل بعض المعتقلين، ساءت الظروف وتم حبس جميع المعتقلين في زنزانتين، ولم تكن هناك مساحة كافية للنوم، مما أجبر المعتقلين على النوم قعودًا.

واستخدمت قوات الدعم السريع الابتزاز والمساومة حيث كانوا يرسلون مقاطع فيديو من يوسف وهو يتعرض للتعذيب لوالده، مطالبين بمبالغ ضخمة من المال، بلغت في مجموعها 50 مليارا من الجنيهات السودانية.

كان لهذا الابتزاز والتأثير العاطفي لرؤية ابنه يتعرض للتعذيب عواقب وخيمة على صحة والد يوسف، الذي لم يكن يعاني من مشاكل صحية، لكن بعد تلقي تلك الفيديوهات، أصيب بجلطة ومضاعفات، أدت إلى وفاته، بينما كان يوسف لا يزال في الأسر.

وكان السجناء يُجبرون بانتظام على القيام بأعمال شاقة، بما في ذلك المهمة "المروعة" المتمثلة في دفن الموتى بعد المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع.

خطة الهروب

وأوضح الضابط أن عساكر الدعم السريع كانوا يخرجونهم ليلًا لدفن موتاهم، وفي بعض الأحيان كان عليهم جمع أجزاء الجثث المتناثرة، حيث يجدون ساقًا هنا، وذراعًا هناك، وحتى الرأس في مكان آخر، وكانوا أحيانًا يدفنون 15 أو 20 قتيلا من الدعم السريع في قبر واحد.

وبعد معرفته بوفاة والده ورؤية الظروف المتردية في المعسكر، قرر يوسف و18 معتقلًا آخر المخاطرة بحياتهم للهروب، وخلال عدة ليالٍ، حفروا نفقًا في جدار المعتقل.

واختاروا ليلة ذات طقس بارد عندما كان الحراس سكارى، وخرجوا تحت جنح الظلام الدامس من الفتحة وركضوا وكان عليهم عبور نهر النيل سباحةً للوصول إلى الضفة الغربية التي يسيطر عليها الجيش.

لم يكن الجميع يعرفون السباحة، لكنهم فضلوا الموت غرقًا على البقاء في الأسر، وبطريقة معجزة، نجا من حاولوا عبور النهر ووصلوا إلى بر الأمان، ما عدا واحدا منهم غرق أثناء السباحة في النهر.

ورغم تمكن يوسف من الاجتماع بعائلته، فإنه ما زال يعاني ندوبا نفسية ناتجة عن التجربة، وأصبح يعاني من كوابيس أثناء النوم تعيده إلى لحظات التعذيب.

إعلان

ويقدم يوسف نصيحة لمن قد يواجهون مواقف مماثلة: "أول شيء هو الصبر والحفاظ على إيمان قوي، حتى في أحلك اللحظات، حافظ على ثقتك بالله".

"وكان أبي يقول لي دائمًا: خليك مع ربنا في الرخاء عشان تلقاه في الشدة، وهذا التعليم أبقاني على قيد الحياة".

الصادق البديري17/5/2025

مقالات مشابهة

  • لماذا لم يتحدث أمير قطر في قمة بغداد؟ وماذا قال بعد مغادرته؟
  • ماذا طلبت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة من ترامب؟
  • صفقة ضخمة تبقي نيمار في سانتوس حتى مونديال 2026
  • كيف أنقذ الإيمان ضابطًا سودانيًا من معتقلات الدعم السريع؟
  • مصرع سوداني في مشاجرة مع أبناء جنسيته في عين شمس
  • الأمم المتحدة تدعو إسرائيل إلى إنهاء عمليات القتل العبثية في الضفة الغربية
  • بين التعطيل والتفعيل.. ماذا تعرف عن اتفاق جوبا؟
  • ذكرى النكبة.. استمرار مشاهد الهدم والتهجير وملاحقة فلسطينيي 48
  • ما دوافع الانفتاح الأمريكي المفاجئ على سوريا وماذا قدمت دمشق؟
  • البيئة تبحث مع المقاولون العرب التعاون في إعادة تدوير مخلفات الهدم والبناء