نشر موقع "شيناري إيكونومتشي" تقريرا سلّط فيه الضوء على ظهور ما سماه "الوحش البحري لبحر بوهـاي"، وهو إكرانوبلان صيني ضخم يعيد إحياء تكنولوجيا الحرب الباردة التي اشتهرت بها موسكو.

وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الصين تبني إكرانوبلان عملاقًا جديدًا، لتعيد إلى الحياة التكنولوجيا السرية للحرب الباردة، كاشفا عن كيفية عمل هذا “الوحش البحري”، وما هي وظائفه لدى السوفييت، ودوره الغامض اليوم.



وأوضح الموقع أن اكتشاف إكرانوبلان صيني غامض، لُقِّب بـ“الوحش البحري لبحر بوهاي”، يهزّ عالم التكنولوجيا العسكرية والنقل، فهذا الطائر العملاق، الذي رُصِد لأول مرة بفضل صورة تمّت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي، يعيد إلى الواجهة أكثر المشاريع السوفيتية سرية في حقبة الحرب الباردة ويكشف عن سباق جديد درامي للسيطرة على البحار، ولكن ما هو هذا الشيء بالضبط؟
ما هو الإكرانوبلان؟

وذكر الموقع أن الإكرانوبلان أو (مركبة تأثير الجناح بالقرب من الأرض) هي مركبة هجينة ليست طائرة ولا سفينة ولا مركبة هوفر كرافت، وتتمثل خاصيتها الأكثر إثارة للدهشة في قدرتها على “الطيران” على ارتفاع بضعة أمتار فقط فوق سطح الماء، مستفيدة من ظاهرة ديناميكية هوائية تُعرف "بتأثير الأرض".

وهذا التأثير يولد وسادة هوائية بين الجناح والسطح، مما يقلل بشكل كبير من مقاومة الهواء ويسمح للمركبة بالسفر بسرعات عالية جدًا حاملة حمولات استثنائية بعرض جناح صغير نسبيا.



العمالقة السوفييت القدامى: تاريخ مشروع سري
وذكر الموقع أن الاتحاد السوفيتي كان هو الرائد الذي قد وصل بهذه التكنولوجيا إلى أقصى درجات التطور. خلال الحرب الباردة، إذ رأت موسكو في الإكرانوبلان سلاحًا استراتيجيًا هائلًا، وكانت المشاريع الأكثر شهرة، مثل “وحش بحر قزوين” العملاق و“لون”، هما عبارة عن وحوش بحرية حقيقية صُمِّمت لأدوار عسكرية محددة.

ووفقا للموقع، كان “لون”، على سبيل المثال، مركبة هجومية مسلحة بالصواريخ، قادرة على تجاوز سرعة سفينة حربية، والتهرب من الرادارات بفضل طيرانه على ارتفاع منخفض جدًا، وكانت وظيفته الرئيسية تنفيذ هجمات مفاجئة ونقل الجنود والمركبات المدرعة بسرعة إلى الشواطئ المعادية، وهو دور كان يُسند عادة إلى مركبات الهوفر كرافت.

وكان السوفييت يحلمون باستخدامها لشن هجمات برمائية سريعة ومدمرة. ومع ذلك، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي، تم التخلي عن هذه المشاريع الطموحة، تاركة فراغًا لم يجرؤ أحد على ملئه لعقود.

التهديد الصيني الجديد: إكرانوبلان للمستقبل؟
الآن، مع “وحش بوهاي”، يبدو أن الصين تريد ملء ذلك الفراغ بطريقة استعراضية؛ فهذا الطراز الجديد، المطلي بطلاء رمادي مهدِّد منخفض الظهور للرادار، يتميز بخصائص تشير بوضوح إلى استخدامه العسكري.

ويكون تكوينه على شكل “حرف تي T” وأربعة محركات نفاثة مُثبتة على الجناح، مع فوهات توحي بدفع مائل نحو الأسفل، كلها علامات مميزة للإكرانوبلان، وعلى الرغم من أن اسمه والشركة المصنعة له ما زالا مجهولين، من الواضح أنه ليس مجرد نموذج أولي بسيط.



ما هو دوره المحتمل؟
وأكد الموقع أن المحللون يفترضوا أنه قد يكون مخصصًا للنقل الهجومي، حيث يمكنه نقل الجنود والآليات بسرعة لتنفيذ عمليات برمائية.

وقد يكون هذا الطائر قادرًا على دعم عمليات مركبات الهوفر كرافت الحديثة التابعة للبحرية الصينية، موفرًا قدرة غير مسبوقة على إسقاط القوة. وفي منظور غزو تايوان، يمكن استخدام هذه المركبات لإنزال أوائل وحدات الكوماندوز بسرعة من أجل السيطرة على المناطق الرئيسية في الجزيرة، والوصول إليها في وقت قياسي.

وهناك نظرية أخرى، لا تقل دراماتيكية، تشير إلى أنه قد يكون طائرة شحن مسيّرة بدون طاقم، مخصصة لتزويد الحاميات على الجزر النائية بسرعة أو لدعم العمليات البرمائية. وحتى في هذه الحالة، سيكون ذلك بمثابة تغيير استراتيجي كبير.

وقال التقرير إن الإكرانوبلان مركبات فريدة للغاية ولها إمكانات كبيرة، لكنها تعاني أيضًا من بعض القيود: مثل الاستهلاك العالي للوقود، المرتبط مباشرة بالطيران على ارتفاع منخفض جدا، والحاجة إلى العمل في بحر ليس هائجًا بشكل مفرط. ولا نعلم ما إذا كان التصميم الصيني الجديد قد تمكن من تجاوز هذه القيود.

واختتم الموقع التقرير بالقول إنه في جميع الأحوال، فإن ظهوره يمثّل نقطة تحوّل. فبعد سنوات من المشاريع النظرية، بنت الصين الإكرانوبلان الأكثر طموحًا في العقود الأخيرة، لتشعل من جديد سباقًا تكنولوجيًا كان يبدو حتى وقت قريب مجرّد ذكرى بعيدة من حقبة الحرب الباردة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الحرب الباردة الصين الولايات المتحدة الصين روسيا الحرب الباردة صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرب الباردة الموقع أن

إقرأ أيضاً:

فايننشال تايمز: هكذا أعادت إسرائيل إحياء القومية الإيرانية

قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن الهجوم العسكري الذي شنته إسرائيل على إيران أحيا عن غير قصد مشاعر القومية في الجمهورية الإسلامية وجعل الأوساط المنتقدة لنظام الحكم هناك تتحد في جبهة واحدة ضد العدو الخارجي.

واستقت الصحيفة آراء شخصيات بارزة دأبت على معارضة النظام الحاكم في إيران لكنها مع شن الهجوم الإسرائيلي، وما تلاه من تدخل عسكري أميركي، تحلّت بالروح الوطنية والقومية وأصبحت في صف واحد للدفاع عن إيران.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: تصعيد إسرائيلي بغزة والتوقيت يناسب نتنياهو لعقد اتفاقlist 2 of 2صحيفة لوفيغارو تستعيد وصف جحيم باريس خلال موجة الحر عام 1911end of list

وأوردت الصحيفة آراء رضا كيانيان، وهو ممثل إيراني حائز على عدة جوائز ومعارض للنظام الحاكم في البلاد، ولاحظت أنه غيّر مواقفه على وقع الهجوم الإسرائيلي وأصبح إلى جانب معارضين آخرين، من الذين احتشدوا للدفاع عن البلاد التي يبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة.

حدث العكس

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية سعى لاستغلال غضب بعض الإيرانيين من نظامهم للدعوة إلى الثورة ضد حكام البلاد، لكن العكس هو ما حصل إذ إن "أشد معارضي النظام تخلّوا مؤقتا عن انتقاداتهم، وأصبحوا يعتبرون أن إسرائيل تهاجم إيران وليس النظام الحاكم".

ونشرت الصحيفة فحوى تدوينة للممثل كيانيان على إنستغرام بمثابة رد على نتنياهو جاء فيها أنه "لا يمكن لشخص واحد يجلس خارج إيران أن يأمر أمة بالثورة.. إيران بلدي. سأقرر ما يجب فعله، ولن أنتظر أن تُملي عليّ ما يجب فعله في بلدي".

ولاحظت الصحيفة أن انتعاش الروح القومية في إيران يأتي بعد عقود من حالة الاستقطاب السياسي العميق في البلاد، إذ طالما حاول النظام الحاكم التصدي بالقوة للمطالب والمظاهرات الداعية للتغيير الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.

وطيلة الحرب التي بدأت في 13 يونيو/حزيران بهجوم إسرائيلي واسع النطاق واستمرت 12 يوما، مخلّفة 627 قتيلا بإيران و28 قتيلا بإسرائيل، حاول النظام الإيراني التشديد على عامل الوحدة في التصدي لإسرائيل وأشاد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بـ"الوحدة الاستثنائية" في الأوقات الحرجة.

معارضو النظام تخلّوا مؤقتا عن انتقاداتهم، وأصبحوا يعتبرون أن إسرائيل تهاجم إيران وليس النظام الحاكم. الروح القومية

كما لاحظت الصحفية أن الحرب، عززت، ولو في الوقت الراهن على الأقل، دعم الإيرانيين لعدد من الخطط والسياسات الحكومية وعلى رأسها النظام الصاروخي الباليستي والبرنامج النووي والحملة على المتعاونين مع إسرائيل.

إعلان

وخلصت الصحيفة البريطانية إلى أن الحفاظ على هذه الروح القومية في إيران ليس سهلا وأن كثيرا من المواطنين يرون أنه لا يجب على حكومة بلادهم أن تتجاهل هذه الروح القومية ويجب أن تراجع سياساتها المثيرة للانقسام والغضب.

ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي الإصلاحي فياض زاهد، قوله إن إيران تجاوزت هذه المحنة بفضل تاريخها العريق وتجاربها الطويلة في التصدي للغزاة الأجانب من قبيل الإسكندر المقدوني والمغول وغيرهم وإن التغيير الحقيقي في إيران "لن يأتي إلا من الداخل".

مقالات مشابهة

  • فعالية خطابية في الحيمة الداخلية إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين
  • ترامب يحقق انتصارا تشريعيا بقانون الضرائب والإنفاق.. ماذا تعرف عنه؟
  • "سقيا المياه الباردة".. مبادرة لخدمة مرتادي أسواق النفع العام بالعرضيات
  • فايننشال تايمز: هكذا أعادت إسرائيل إحياء القومية الإيرانية
  • توقيف سائق مركبة بسبب الحمولة الزائدة
  • عاجل | انقلاب مركبة على طريق إربد
  • 11 عامًا من التطوير.. وزارة النقل تعيد إحياء النقل النهري من القاهرة إلى وادي حلفا
  • القبض على 3 مواطنين بتهمة سرقة مركبة ومقتنيات منزلية
  • القبض على ثلاثة مواطنين بتهمة سرقة مركبة ومقتنيات منزلية