“حدائق العار البشرية” للترفيه عن “العالم المتحضر” (صور)
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
الولايات المتحدة – قد يتعاطف البعض مع كائنات تعرض للفرجة في حديقة للحيوانات، لكن ربما لا يعرف الكثيرون أن حدائق حيوان بشرية كانت منتشرة في أوروبا والولايات المتحدة حتى منصف القرن الـ20.
مثل هذا النوع من “حدائق الحيوان البشرية”، كان شائعا في أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية حتى القرن العشرين، وكان آخره يعمل بنشاط حتى عام 1958 في بلجيكا.
أعداد كبيرة من السكان الأصليين الذين يوصفون بأنهم بدائيون ومتوحشون وحتى أكلة للحوم البشر، بما في ذلك النساء والأطفال، من آسيا وأفريقيا وأمريكا للاتينية وألاسكا وأجزاء أخرى من العالم، تم نقلهم إلى حدائق الحيوان البشرية تلك للترفيه عن سكان الغرب “المتحضرين”.
في القرن التاسع عشر، كتب مؤسس “حديقة الحيوان البشرية” في هامبورغ بألمانيا، كارل هاغنبيك، في مذكراته متفاخرا يقول: “لقد كان شرفا لي أن أكون الأول في العالم المتحضر الذي يقدم هذه العروض من أعراق مختلفة”.
المعارض البشرية التي أقامها كارل هاغنبيك زارها ملايين السياح، وتراوح عددهم في المتوسط بين 20 إلى 34 مليون شخص سنويا. وقد جمع الرجل ثروة كبيرة من عرض السكان الأصليين من مختلف أنحاء العالم في ألمانيا و‘ظاهرهم للسياح في لبوس المتوحشين.
بعد ذلك، انتشرت حدائق حيوان بشرية في بروكسل وبرشلونة ولندن وميلانو ومدريد وكولونيا ونيويورك وبعض المدن الأوروبية والأمريكية الأخرى.
حديقة الحيوان البشرية “ريتيرو” في مدريد افتتحت في عام 1887، وكانت تعرض 43 شخصا من شعب “إيغوروت” في الفلبين، مع الماشية والنباتات الاستوائية. وبنى القائمون على الحديقة مساكن من الخيزران وبركة صغيرة للأسماك، ليشاهد الزوار كيف يعيش هؤلاء “المتوحشين” وكيف يقتاتون.
في حدائق الحيوان البشرية في دول الغرب التي كانت مزدهرة أوائل القرن 20، واجه السكان الأصليون ظروفا قاسية علاوة على مظاهر الاستعباد والاستغلال والاحتقار، فقد فرض على أفراد القبائل الأفريقية على سبيل المثال، ارتداء ملابسهم التقليدية المعدة للطقس الحار بشكل دائم حتى في درجات الحرارة المتجمدة في ديسمبر، كما اضطر أفراد من سكان القرى الفلبينية إلى أداء طقوس موسمية لأكل الكلاب مرارا وتكرارا لصدمة الجمهور، وقد أدى نقص مياه الشرب والظروف الصحية المروعة في “حدائق العار” إلى انتشار الزحار وأمراض أخرى على نطاق واسع.
الفرنسيون أيضا ساروا على خطى البريطانيين والبلجيكيين والأمريكيين والإسبان وأقاموا أيضا حديقة حيوانات بشرية مصممة لإظهار قوة إمبراطورية الاستعمارية. في حديقة “جاردان داغرونومي تروبيكال”، جرت محاكاة 6 مناطق مختلفة تصور كل منها مستعمرة محددة، مدغشقر والهند الصينية والسودان والكونغو وتونس والمغرب.
في حديقة “دريم لاند بارك” في نيويورك، كان الزوار في عام 1905 يشاهدون العروض البشرية لـ”المتوحشين”، وتظهر مجموعة من سكان الفلبين الأصليين وهم يذبحون وينزعون أحشاء كلب ثم يرمون لحمه في قدر للطهي، وكان الجمهور فرحا يستمتع بما يرى.
مدينة سانت لويس في ولاية ميسوري نظمت في عام 1904 أولمبيادا لـ “العاب المتوحشين”، وشاركت في هذه “المسابقات الرياضية” حدائق الحيوان البشرية.
منظم هذه الألعاب جيمس إدوارد سولين صرّح قائلا عن الغرض من تنظيم هذا الحدث يتمثل في “إثبات أن الشعوب البدائية أضعف بكثير وأقل رياضية من الأمريكيين البيض المستنيرين”.
المعرض العالمي في باريس عام 1889 يعد أحد أشهر المعارض، وقد تردد عليه ما يصل إلى 28 مليون زائر. وكانت مشاركة 400 من السكان الأصليين في العروض عامل جذب للزوار.
آخر معرض شهير كان بعنوان” أناس من أعراق مختلفة ” وقد نظم في بروكسل. في المعرض العالمي في بروكسل عام 1958، جرى بناء قرية كونغولية بسكانها وبكامل تفاصيلها.
بحلول منتصف القرن العشرين، بلغت موضة “حدائق الحيوان البشرية” نهايتها ولم تعد تلق رواجا. السبب يرجعه بعض الخبراء إلى دخول التلفزيون على الخط بقوة ليصبح وسيلة الترفيه المهيمنة.
بعض المؤرخين الغربيين يعتقد أن مؤسسات الترفيه بعرض سكان المستعمرات الأصليين بدأت في إغلاق أبوابها ليس لأسباب إنسانية أو لاستيقاظ الضمائر فجأة، بل لأن الكساد الكبير في تلك الفترة أفقر المواطنين ولم يعد بمقدورهم زيارة مثل هذه الحدائق، ولهذا السبب اختفت.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
“فعلتُ ذلك من أجل غزة”.. صرخة رودريغيز تشعل منصات التواصل
#سواليف
شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعًا بعد حادثة اقتحام فعالية نظمتها السفارة “الإسرائيلية” في #واشنطن من قِبل ناشط يُدعى إلياس #رودريغيز، من أصول لاتينية، أسفرت عن مقتل موظفَين “إسرائيليين” وإصابة آخرين.
وقد تداول ناشطون مقاطع مصورة تُظهر رودريغيز وهو يهتف لحظة اعتقاله: “فعلتُ ذلك من أجل #غزة” و”فلسطين حرّة”، واصفين ما حدث بأنه “صرخة عدالة ضد جرائم الاحتلال”.
مقالات ذات صلةمقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في إطلاق نار في واشنطن بامريكا
شرطة واشنطن: مطلق النار المعتقل يدعى إلياس رودريغيز ويبلغ من العمر 30 عاما، وكان يرتدي كوفية وصرخ لحظة تنفيذ العملية "الحرية لفلسطين". pic.twitter.com/dFdqPeVESU
الحادثة أثارت موجة من التصريحات والتحليلات، أكدت أن ما جرى ليس عملاً عبثيًا بل نتيجة طبيعية لحالة #الغليان_العالمي من #فظائع_الحرب على غزة.
حيث علّق أستاذ العلوم السياسية بجامعة اليرموك عبدالله الشايجي، قائلاً: “لم يتحمل الشاب مشاهد القتل الممنهج، و #المجازر التي يرتكبها #جيش_الاحتلال في غزة والضفة، من إبادة جماعية، وتجويع، وتدمير ممنهج للمستشفيات”.
وأشار في تغريدة عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، اليوم الخميس، إلى أن الحادث “دفع سلطات الاحتلال لتشديد الإجراءات الأمنية في سفاراتها وبعثاتها حول العالم”، مضيفًا أن “نتنياهو وعصابته المتطرفة يحصدون زرعهم الفاسد.”
في حين قال المحلل السياسي ياسر الزعاترة، إن “الدوافع سياسية بحتة، الشاب لم يكن عربيًا ولا مسلمًا، وهذا ما يفضح دعاية ترامب وغيره ممن يسارعون لاتهام أي فعل مناصر لفلسطين بأنه معاداة للسامية.”
وأضاف في تغريدة على منصة “إكس”، أن “ما يجعل الحدث مفصليًا هو توقيته، بعد أسبوعين من موجة غضب عالمي على جرائم (إسرائيل) في غزة، ما وضع الكيان في زاوية تجريم غير مسبوقة، وصفها محللوه بأنها (تسونامي سياسي)”.
وختم بالقول: “فلسطين تتصدر المشهد العالمي منذ 7 أكتوبر، ليس بفضل خطابات الاستجداء ولا بعشرات السفارات، بل عبر دماء وتضحيات أسطورية.”
كما اعتبر الكاتب والمحلل فايد أبو شمالة، أن ما فعله رودريغيز هو تعبير عن تحوّل عالمي في وعي الشباب، وكتب عبر حسابه على منصة “إكس”: “لقد تجاوز العالم مرحلة الاحتجاج السلبي، وبدأت تظهر أفعال تحمل رسائل قوية في وجه التواطؤ الدولي مع الاحتلال.”
وذهب الباحث الفلسطيني علي أبو رزق إلى أن “الحدث كان متوقعًا في ظل جرائم بشعة تُرتكب على الهواء مباشرة، من قتل للرضّع والنساء، وقصف للمدارس والمستشفيات، لا يمكن أن يبقى العالم صامتًا. هذا الفعل وغيره قد يكون بداية لسلسلة ردود أفعال غير تقليدية”.
وأشار إلى أن “الاحتلال سيحاول استغلال الحادث لتحريض الغرب ضد النشطاء المناصرين لفلسطين، تحت ذريعة (معاداة السامية)”، لكنه شدّد على أن “ما ارتكبته (إسرائيل) من جرائم يحتاج ألف سنة لغسله، وستبقى كيانًا مارقًا في نظر أحرار العالم”.
وقُتل موظفان في السفارة (الإسرائيلية) في إطلاق نار بالقرب من فعالية بالمتحف اليهودي في واشنطن مساء أمس الأربعاء (بالتوقيت المحلي) في حادث صنفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضمن “معاداة السامية”.
وقالت شرطة العاصمة واشنطن إن مطلق النار يدعى إلياس رودريغيز من مدينة شيكاغو في ولاية إلينوي، ويبلغ من العمر (30 عاما)، وأوضحت أن سجله يخلو من أي سوابق معروفة تجعله محل مراقبة من قبل أجهزة إنفاذ القانون.