حسين خوجلي: مسدار في بريد شعراء الشعب
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
أرسل لي أحد الأصدقاء المهتمين بالفوتوغرافيا لقطات فيديو عجلى من قلب الخرطوم، ويبدو أنه التقطها في غفلة الرقيب وهجعة القناص. بدت فيها هذه الحسناء الخلاسية مكسورة الخاطر وسط الأطلال، بدت مصوِّحة بعد اخضرار، وعابسة بعد افترار وخالية بعد انتشار. فتنّزل على خاطري الكثير، مربع أطل على استحياء وهأنذا أرسله في بريد شعراء الشعب لينسجوا على منواله ومواله سيمفونية الأسى والعزاء، فلعل بعد العذاب تأتي العزوبة، وبعد الاتراح تأتي الأفراح، وبعد الانكسار يأتي الانتصار، وبعد الشين يأتي الزين، ويعود الجميع من جديد ليملئوا ضفتي النيل بمواسم الأعراس الجديدة، وكرنفالات الفرح المباح بالسودان القادم، الذي يملأ الدنيا بفكرة الأصل والعصر، وبشعبٍ وجيشٍ يبعثان في أفريقيا شعارات المهابة والكفاية والعدل ناضرةً مثمرةً تمشي على قدمين، وتمسح الخرطوم الخضراء بعنفوانها ويدها البضة دمعة اللوعة من جغرافيا الوجوه المكدودة الواجفة.
ولكي لا ننسى فإن ابتدار المطالع يقول هامساً:
حتْ (الكيني) شاف الحال معانا ضعيفة
وسلطان (مالي) أعلن في ديارنا خليفة
خرطوم الجمال الفي النحور سوميتة
بعد الاغتصاب حرقوها بي كبريتة
**حاشية:
ولعل عشاق الأدب الشعبي لا تفوت على فطنتهم أبيات شيخ العرب الحردلو الشهيرة التي اخذنا عنها التضمين. فحين أفلتت منه حبيبته القديمة، رأى يوماً في كهولته إبنتها ضوّه فعاوده الحنين القديم فقال (قطع اخدر) معرضاً بإبنه عبدالله الذي أخفى عليه صلة الثانية بالأولى، حتى لا يعيد عليه مواجعه النازفات، ولكن ببصيرة الحب القديم علم بالعرفان اللدني الحقيقة:
حتْ عبدالله شاف الحال معانا ضعيفة
ما قال ضوه خلت فى عقابها خليفة
وبقية القصيدة شائع وسط مجالس الفناجرة.
حسين خوجلي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
شاهد.. مطعم جديد قرب برج خليفة يقوده شيف من الذكاء الاصطناعي
يفتح مطعم يديره شيف ذكاء اصطناعي يدعى أيمن (AIman) أبوابه في دبي في سبتمبر/أيلول المقبل على بُعد خطوات من برج خليفة، أطول مبنى في العالم، بحسب وكالة رويترز.
مطعم "ووهو" (WOOHOO)، الذي يُسوّق نفسه على أنه "مطعم مستقبلي"، من المقرر افتتاحه في وسط دبي، سيتم تجميع الطعام في "ووهو" بواسطة بشر، في الوقت الحالي، ولكن كل شيء آخر -من قائمة الطعام إلى الأجواء والخدمة- سيُصمّمه نموذج ذكاء اصطناعي هو الطاهي "أيمن".
"أيمن" مركب من حرفي الذكاء الاصطناعي "إيه آي" (AI) وكلمة رجل بالإنجليزية "مان" (man)، ومُدرّب على عقود من أبحاث علوم الأغذية، وبيانات التركيب الجزيئي، وأكثر من ألف وصفة من تقاليد الطبخ حول العالم، كما قال أحمد أويتون جاكير، أحد مؤسسي "ووهو".
في حين أن الشيف أيمن لا يستطيع تذوق أو شم أو التفاعل مع أطباقه كما يفعل الطهاة عادةً، فإن النموذج يعمل عن طريق تحليل المأكولات إلى مكوناتها الأساسية، مثل الملمس والحموضة، وإعادة تجميعها في مزيج غير عادي من النكهات والمكونات، وفقًا لمطوري أيمن.
ثم يقوم طهاة بشريون بتحسين هذه النماذج الأولية، حيث يتذوقون المزيج ويقدمون التوجيهات، في جهد يقوده الشيف الشهير المقيم في دبي، ريف عثمان.
أوضح أيمن، في مقابلة مع نموذج الذكاء الاصطناعي التفاعلي: "تساعدني ردودهم على اقتراحاتي في تحسين فهمي لما هو فعال بطريقة تتجاوز تحليل البيانات".
ويقول مطورو أيمن إن الهدف ليس استبدال العنصر البشري في الطهي، بل استكماله.
وقال أويتون كاكير، الرئيس التنفيذي لشركة الضيافة غاسترونت (Gastronaut): "لن يُستبدل الطبخ البشري، لكننا نعتقد أن (أيمن) سيرفع مستوى الأفكار والإبداع".
وقال إن أيمن مصمم لتطوير وصفات تعيد استخدام المكونات التي غالبًا ما تتخلص منها المطاعم، مثل بقايا اللحوم أو الدهون. وعلى المدى الطويل، يعتقد مؤسسو "ووهو" أنه يمكن ترخيص أيمن للمطاعم في جميع أنحاء العالم، مما يقلل من نفايات المطبخ ويعزز الاستدامة.
إعلان