أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية أن الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة بالمزيد من الانفتاح على العالم، وتوسيع شبكة الشركاء التجاريين والاستثماريين للدولة، انعكست بشكل ملحوظ على التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات من السلع والخدمات التي واصلت تسجيل أرقام تاريخية غير مسبوقة في نهاية عام 2023، لتتخطى أكثر من 3.

5 تريليون درهم.

وقال معاليه إن ازدهار تجارة الإمارات من السلع والخدمات غير النفطية مع العالم يعكس زيادة الثقة الدولية في الاقتصاد الإماراتي وتوجهاته نحو المزيد من التعاون والنمو المشترك مع مجموعة مختارة من أهم الاقتصادات الواعدة في قارات العالم، وهو ما يترجمه الارتفاع المتوالي في تجارة السلع غير النفطية التي سجلت وحدها نحو 2 تريليون و574.6 مليار درهم بنهاية 2023، بنمو 12.6 % مقارنة مع 2022، وبنمو 34.7 % مقارنة مع 2021، فيما سجلت التجارة الخارجية غير النفطية من الخدمات 967 مليار درهم بنمو قياسي مقارنة بالأعوام السابقة، وذلك بواقع 587 مليار درهم من صادرات الخدمات و380 مليار درهم من واردات الخدمات.

وأضاف الزيودي: “شملت الأرقام التاريخية للتجارة الخارجية الإماراتية المسجلة في 2023 أيضاً الصادرات غير النفطية التي واصلت مسارها الصاعد، حيث تجاوزت صادرات السلع والخدمات مجتمعةً حاجز التريليون درهم (تريليون و28 مليار درهم)، بواقع 441 مليار درهم لصادرات السلع غير النفطية، و587 مليار درهم صادرات الخدمات.”

وأوضح أن الصادرات غير النفطية من السلع سجلت في عام 2023 وحده إجمالي ما تم تصديره من منتجات وسلع خلال عامي 2017 و2018 مجتمعين وأكثر من ضعف قيمة الصادرات في 2018 وتقترب من تحقيق ضعف صادرات 2019، كما أنها تواصل النمو بشكل متصاعد حيث زادت بنسب 28% و66% و84% مقارنة مع أعوام 2021 و2020 و2019 على التوالي، ما يؤكد مواصلة خطط التنويع الاقتصادي وتحفيز القطاعات الاقتصادية غير النفطية تحقيق أهدافها.

وأشار ثاني الزيودي إلى أن التجارة الخارجية غير النفطية من السلع تواصل مسارها نحن تحقيق مستهدفات رؤية نحن الإمارات 2031 بعد ما قطعت أكثر من نصف المسافة صوب الهدف الذي تم إعلانه سابقاً بالوصول لرقم 4 تريليونات درهم في عام 2031.. كما قطعت الصادرات غير النفطية من السلع أكثر من نصف الطريق أيضاً وصولاً لهدفها عند 800 مليار درهم بحلول 2031.

وأكد معاليه أن هذه الأرقام التاريخية ترسخ مكانة الدولة لاعباً رئيسياً على خريطة التجارة العالمية، وأحد أهم المراكز لتسهيل تدفق السلع والخدمات بين أرجاء العالم، وشريكاً موثوقاً للاقتصادات الكبرى والأكثر نمواً حول العالم، خصوصاً بعدما ارتفعت تجارة الدولة مع أهم 10 شركاء تجاريين عالميين بنسبة 15.5 % في 2023، وسجلت نمواً بنسبة 9.9 % مع باقي الدول.

وأوضح الزيودي أنه على الرغم من الأداء المتراجع لحركة التجارة العالمية خلال عام 2023 والذي رصدته أحدث تقارير منظمة التجارة العالمية، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “أونكتاد” إلا أن التجارة الخارجية الإماراتية استمرت في مسارها الصاعد محققةً إنجازاً جديداً ضمن مسيرة النمو والازدهار للدولة، مشيراً إلى أن التجارة الدولية تراجعت 5% بالنصف الأول حسب “أونكتاد”، فيما انخفضت صادرات وواردات السلع عالمياً 8% و9% على التوالي في الربع الثالث 2023 حسب منظمة التجارة العالمية.

وأِشار معاليه إلى أن المسار الصاعد للتجارة الخارجية الإماراتية من السلع والخدمات والذي يخالف الاتجاه المتراجع لحركة التجارة الدولية يعكس نجاح خطط توسيع شبكة الشركاء التجاريين للدولة حول العالم عبر برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، وبعد دخول 5 اتفاقيات حيز التنفيذ حتى نهاية يناير الماضي، حيث بلغت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية مع الدول الشريكة، أو التي يتم التفاوض معها لإبرام شراكات، أكثر من 390.5 مليار درهم خلال 2023 بنمو 24.5% مقارنة مع 2022، واقتربت الصادرات الإماراتية من السلع غير النفطية إلى هذه الدول من 100 مليار درهم، وتساهم بنسبة تتجاوز 22.1% من إجمالي صادرات الإمارات غير النفطية، وحققت نمواً بنسبة 42.3% مقارنة مع 2022 وبنسبة 59.8% مقارنة مع 2021 لكن بالمقارنة مع عام 2020 وما قبله فقد أصبحت أكثر من الضعف، وبالمقارنة مع 2018 أصبحت أكثر من 3 اضعاف قيمتها، كما أن دول الشراكات الاقتصادية الشاملة تستحوذ على ما نسبته 15.2% من تجارة الإمارات غير النفطية في 2023 مقارنة مع 13.7% خلال 2022 و 2022، وأقل من 12% خلال السنوات قبلها.

وقال معاليه: “ربما تكون تجارتنا غير النفطية مع تركيا أفضل مثال لتوضيح حجم التأثير الإيجابي لاتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة على علاقاتنا التجارية مع الدول الشريكة، حيث زادت التجارة البينية غير النفطية 103.7% في عام 2023، وارتفعت حصة تركيا في إجمالي التجارة الخارجية للدولة إلى 5.1% لتكون الأكثر نمواً بين أكبر 10 شركاء تجاريين، كما تصدرت تركيا قائمة مستقبلي الصادرات الإماراتية غير النفطية بفضل الأداء القوي بداية من شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين، واستحوذت بمفردها خلال الأشهر الخمسة الأخيرة من 2023 على قرابة 60% من الصادرات الاماراتية وذلك بالتزامن مع بدء تطبيق اتفاقية الشراكة بين البلدين مطلع سبتمبر الماضي.

وأضاف معاليه: “تعكس الزيادة القياسية في الصادرات الإماراتية غير النفطية من السلع والخدمات مدى النجاح الذي تحققه خطط التنويع الاقتصادي، والنمو الملحوظ في القطاعات الاقتصادية غير النفطية، وهو ما يؤكد أيضاً أن مسار التحول الاقتصادي في الدولة يسير بخطى واثقة نحو قطاعات اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار، وهذا ما عكسه النمو الملحوظ في صادرات الدولة من الخدمات.

وأكد أن التجارة الخارجية غير النفطية للدولة وكذلك تجارة الخدمات ستواصل الاستفادة من اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة مع دخول المزيد من اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة حيز التنفيذ خلال الفترة المقبلة، بعدما بدأ بالفعل تنفيذ 5 اتفاقيات وظهرت بشائرها في تجارتنا مع الدول الشريكة.

وذكر أن التوسع في التجارة الخارجية يعد أحد أهم المستهدفات المحورية لدولة الإمارات والتي تندرج في إطار تعزيز سياسة التنويع الاقتصادي ومضاعفة الناتج المحلي الإجمالي للدولة مع إعطاء الأولوية للقطاعات التي تركز على الابتكار والمعرفة والتكنولوجيا المتقدمة وصولاً إلى اقتصاد المستقبل منوهاً إلى الزيادة الملحوظة في الصادرات الإماراتية غير النفطية في عام 2023 والتي تفوقت على ما تم تسجيله في عامي 2017 و2018 مجتمعين.

وشدد معالي الزيودي على أن دولة الإمارات ستولي خلال الفترة المقبلة المزيد من الاهتمام لتجارة الخدمات لضمان زيادة تصدير الخِدْمَات لكافة مناطق العالم وعبر شبكة الشركاء التجاريين التي تزداد اتساعاً.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

عجز في الميزانية بقيمة 17,6 مليار درهم عند نهاية ماي 2024 وفق وزارة الاقتصاد والمالية

أفادت وزارة الاقتصاد والمالية بأن وضعية التحملات وموارد الخزينة، كشفت عن عجز في الميزانية بقيمة 17,6 مليار درهم عند نهاية ماي 2024، مقابل 24,9 مليار درهم المسجلة خلال الفترة ذاتها قبل سنة.

وأوضحت الوزارة، في وثيقتها حول وضعية التحملات وموارد الخزينة برسم شهر ماي 2024، أن هذا التطور يعكس ارتفاع المداخيل (زائد 12,3 مليار درهم) بشكل أكبر من النفقات (زائد 5,1 مليارات درهم).

وبحسب المصدر ذاته، فإن المداخيل، على أساس صافي الإعفاءات والخصومات الضريبية والمبالغ المستردة سجلت معدل إنجاز بلغ 40 في المائة مقارنة بتوقعات قانون المالية، وارتفاع بقيمة 12,3 مليار درهم (زائد 10 في المائة) مقارنة بنهاية ماي من سنة 2023.

وأبرزت الوزارة أن النفقات العادية، من جانبها، بلغت ما يعادل 127,7 مليار درهم، لتحقق معدل إنجاز قدره 41,6 في المائة وارتفاعا بقيمة 1,7 مليار درهم مقارنة بنهاية ماي 2023. ويعزى هذا التطور إلى ارتفاع النفقات برسم السلع والخدمات (زائد 3,1 مليارات درهم).

وبخصوص تنفيذ نفقات السلع والخدمات، فقد اتسم بتسجيل معدل إنجاز بلغ 40,7 في المائة بالنسبة لنفقات الموظفين، و40,2 في المائة لنفقات « السلع والخدمات الأخرى »، بارتفاع قيمته 2,2 مليار درهم و0,9 مليار درهم على التوالي مقارنة بنهاية ماي 2023.

وشهدت فوائد الدين، بدورها، استقرارا، مسجلة معدل إنجاز بلغ 33,2 في المائة. ويغطي هذا الاستقرار ارتفاع الفوائد على الدين الخارجي (زائد 1,9 مليار درهم) مقرونا بانخفاض تلك المتعلقة بالدين الداخلي (ناقص 2 مليار درهم).

وفيما يخص تكاليف المقاصة، فقد انخفضت بمقدار 1,3 مليار درهم، بمعدل إنجاز بلغ 76,2 في المائة. ويتأتى تراجع هذه التكاليف من غاز البوتان (7,5 مليارات درهم)، والدقيق الوطني للقمح اللين (0,9 مليار درهم)، بينما تزايد الدعم المخصص لمهنيي قطاع النقل إلى 1,6 مليار درهم، مقابل 1 مليار درهم قبل سنة.

وانعكس تطور هذه المداخيل والنفقات من خلال رصيد عادي فائض بلغ 7,7 مليارات درهم، مقابل ناقص 3 مليارات درهم نهاية ماي 2023.

وفي ما يتعلق بنفقات الاستثمار، بلغت قيمة الإصدارات ما يعادل 36,1 مليار درهم، أي تراجع بقيمة 2 مليار درهم مقارنة بنهاية شهر ماي 2023. وبالمقارنة مع توقعات قانون المالية لسنة 2024، ارتفع معدل إنجازها إلى 36 في المائة.

وتعتبر الوثيقة المتعلقة بوضعية تحملات وموارد الخزينة وثيقة إحصائية تقدم نتائج تنفيذ توقعات قانون المالية عن طريق اعتماد مقارنة مع الإنجازات المسجلة خلال الفترة نفسها السنة الماضية.

كلمات دلالية وزارة الاقتصاد والمالية، عجز الميزانية، التحملات المالية

مقالات مشابهة

  • المداخيل الجمركية تحقق ارتفاعا غير مسبوق بلغ أزيد من  132 مليار درهم خلال سنة 2023 (تقرير)
  • الودائع ذات الحجم الكبير في بنوك الإمارات تسجل 1.537 تريليون درهم بنهاية اذار
  • عجز في الميزانية بقيمة 17,6 مليار درهم عند نهاية ماي 2024 وفق وزارة الاقتصاد والمالية
  • 1.54 تريليون درهم ودائع “فوق 20 مليونا” في مصارف الإمارات بنهاية الربع الأول
  • المداخيل الجمركية تواصل إتجاهها التصاعدي بتحقيق أرقام غير مسبوقة
  • التحويلات المالية عبر بنوك الإمارات تتجاوز 4.5 تريليون درهم
  • الأسهم المحلية تضيف 40.5 مليار درهم لرأسمالها السوقي في أسبوع إدراج “ألف للتعليم”
  • الاتحاد الأوروبي يبدأ حوارا مع الجزائر لرفع القيود المفروضة على التجارة والاستثمارات
  • تراجع عجز الميزانية إلى النصف منذ مطلع هذا العام بالمقارنة مع مستواه في 2023
  • التحويلات المالية عبر بنوك الإمارات تتجاوز 4.5 تريليون درهم خلال الربع الأول بنمو 16%