هل يستطيع ترامب تجاهل دفع الغرامات الكبيرة التي فرضت عليه؟
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
تلقى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أحكاما قضائية جديدة ألزمته بدفع غرامات كبيرة، ليصل مجموع ما تم تغريمه به نحو 440 مليون دولار.
ونشرت مجلة "بوليتكو" تقريرا أجابت فيه على تساؤلات، أبرزها "هل يستطيع ترامب دفع هذا المبلغ حقا؟ وماذا سيحصل في حال تجاهل ذلك؟".
وقالت المجلة إنه "حتى بالنسبة للرجل الذي يدعي أنه ملياردير، فإن مبلغ 440 مليون دولار يمثل مبلغًا نقديًا صعبا".
وأوضحت المجلة أن "شركة ترامب ليست عامة، ومن المعروف أنه رفض الكشف عن إقراراته الضريبية، لذا فإن وضع التدفق النقدي لديه يكتنفه الغموض".
وتابعت أنه "حتى لو كان لديه 440 مليون دولار نقدًا في متناول اليد - وليس من الواضح ما إذا كان لديه ذلك - فإن دفع الأحكام يمكن أن يمحو حساباته، نظرًا لأن ترامب نفسه قد وضع احتياطياته النقدية في حدود هذا المبلغ".
وتساءلت المجلة "إذا لم يكن لديه ما يكفي من النقود في متناول اليد، فهل يجب عليه بيع العقارات؟"، لتجيب "من المرجح أن يضطر ترامب إلى بيع شيء ما، على الرغم من أنه ليس من الضروري أن يكون عقارًا. يمكنه بيع الاستثمارات أو الأصول الأخرى".
ماذا يحدث إذا رفض الدفع؟
وفي قضية الاحتيال المدني، المعروضة على محكمة ولاية نيويورك، إذا لم يتمكن ترامب من إرسال الأموال أو الحصول على سندات، فسيسري الحكم على الفور ويمكن أن يبدأ عمدة المدينة في مصادرة أصول الرئيس السابق.
وتختلف القواعد قليلاً في المحكمة الفيدرالية، التي هي مكان صدور الحكم بقيمة 83.3 مليون دولار الذي يدين به ترامب بتهمة التشهير بالكاتبة إي. جين كارول بعد أن اتهمته باغتصابها. (كما أنه يدين لكارول بمبلغ إضافي قدره 5 ملايين دولار من حكم منفصل صدر في العام الماضي).
ويمكن لكارول متابعة الاكتشاف بعد صدور الحكم تحت اختصاص القاضي الذي أشرف على المحاكمة. ومن خلال هذه العملية، يمكن للقاضي أن يأمر ترامب بإبراز سجلات حسابه المصرفي، أو فرض امتيازات عليه، أو الحجز على راتبه.
ونقلت المجلة عن محامية كارول قولها "أعتقد أنه سيتعين عليه الدفع. وسواء كان الأمر يتطلب منه البيع أو الرهن على شيء ما للحصول على قرض، فهذه مشكلته، وليست مشكلتنا".
وإذا كان ترامب لا يستطيع حقاً تحمل تكاليف الأحكام، فسيتعين عليه إعلان إفلاسه.
هل يستطيع ترامب تأخير الدفع؟
طُرح تساؤل حول قدرة ترامب تأخير الدفع عبر التقدم باستئناف للأحكام، والجواب هو "لا. في جميع الحالات الثلاث، عليه أن يضع أموالاً في حساب ضمان لدى المحكمة أو يحصل على سند أثناء استئناف الأحكام".
ومع حكم الاحتيال المدني، الذي تعهد ترامب باستئنافه، تحدد المحكمة المبلغ الذي سيتم إرساله أو تأمينه. وعادة ما يكون حوالي 120 إلى 125 في المائة من مبلغ الحكم، لحساب الفوائد الإضافية بعد صدور الحكم التي تتراكم أثناء الاستئناف.
ومع حكم كارول العام الماضي، الذي استأنفه ترامب، سلم أكثر من 5.5 مليون دولار إلى المحكمة، وهو ما يعادل 111% من الحكم.
وبالنسبة للحكم الأحدث على كارول، والذي تعهد ترامب أيضًا باستئنافه، فإن 111% من الحكم سيكون 92.46 مليون دولار.
وأمام ترامب نافذة مدتها 30 يومًا بعد الحكم الصادر في 26 كانون الثاني/ يناير، إما لدفع أموال نقدية إلى حساب المحكمة أو الحصول على كفالة أثناء استئنافه.
وإذا اختار تقديم سندات، فمن المرجح أن يضطر إلى دفع وديعة بنسبة 20% (16.66 مليون دولار) وتقديم ضمانات، ولكن يمكن أن تأتي مع رسوم وفوائد، مما يجعلها أكثر تكلفة على المدى الطويل. وسيتطلب الأمر من ترامب أن يجد طرفا ثالثا على استعداد لتحمل مخاطر إقراضه المال.
هل يجب عليه شخصياً دفع الأحكام؟
لا تفرض المحاكم قيودًا على مصادر الأموال المستخدمة لدفع الأحكام، ومن المؤكد أن ترامب يرغب في الاستفادة من أموال أخرى غير الأموال الموجودة في حساباته الشخصية.
يمكنه نقل الأصول من منظمة ترامب إلى نفسه من أجل المساعدة في استيفاء الأحكام.
قال ريتشارد بيلدس، أستاذ القانون الدستوري في كلية الحقوق بجامعة نيويورك: "سيكون استخدام أدواته السياسية للدفع أكثر صعوبة بكثير. هناك حظر عام على استخدام تبرعات الحملة للاستخدامات الشخصية التي لا علاقة لها بالحملة أو بالواجبات الرسمية لصاحب المنصب. وعن لجان العمل السياسي التابعة له".
وأضاف "لا يمكن استخدام أموال الحملة لهذا الغرض بغض النظر عما إذا كانت لجنة العمل السياسي هي صانع القرار".
علاوة على ذلك، قد لا تتمكن لجان العمل السياسي التابعة لترامب من تحمل تكاليف الأحكام، لأنه كان يستخدمها لدفع أجور العديد من المحامين الذين يدافعون عنه في قضاياه الجنائية والمدنية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية ترامب الولايات المتحدة واشنطن بايدن ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
متى يسقط القانون حضانة الأم؟.. وهل تؤثر الأحكام الجنائية على صلاحيتها؟
داخل أروقة محاكم الأسرة، تتكرر قصص يفقد فيها الأطفال استقرارهم بين أب يطلب ضمهم وأم تواجه أزمات قانونية أو اجتماعية تعطل دورها في الرعاية، وفي وسط هذه النزاعات، يبقى السؤال الأكثر الأهم: كيف يوازن القانون بين مصلحة الطفل وحقوق الأبوين؟.
متى تعتبر الأم غير صالحة للحضانة؟ وما تأثير الأحكام الجنائية على صلاحيتها؟.
وخلال السطور التالية نرصد الإجابة عن تلك الأسئلة مختص بالشأن الأسري وقانون الأحوال الشخصية مؤكدا أن الفيصل الوحيد هو مصلحة الطفل الفضلى لا غير.
أولا: تأثير الأحكام الجنائية على صلاحية الأم للحضانة
يؤكد محمد سعيد المختص بقانون الأحوال الشخصية أن القانون ينص بوضوح على ضرورة أهلية الحاضن وأمانته وحسن سيرته لرعاية الصغير والتي تنص على أنه: يشترط في الحاضن القدرة على تربية المحضون وصيانته ورعايته وأمانته عليه، وهو ما يعني أن صدور أحكام جنائية تمس الشرف أو الأمانة يعد إخلالا مباشرا بهذا الشرط.
وعدد المختص الجرائم التي تضعف حضانة الأم قانونا، ومنها إصدار شيكات بدون رصيد، خيانة الأمانة، النصب، الغش والتدليس.
ويقول المختص: إذا ثبت صدور حكم نهائي في هذه الجرائم، وأدى ذلك لاضطراب بيئة الطفل أو تهديد استقراره، يصبح إسقاط الحضانة أمرا واردا أمام المحكمة.
ثانيا: سقوط الحضانة لفقدان شرط الأمان
وأضاف:ينص قانون الأحوال الشخصية على الخاص بسقوط الحضانة إذا فقد الحاضن أحد شروطها الأساسية، وعلى رأسها الأمان الأخلاقي، الأمان النفسي، الاستقرار الاجتماعي، القدرة على توفير بيئة آمنة للطفل.
ويشير الخبير إلى أن وجود أحكام حبس، أو ملاحقات مالية ضخمة، أو ديون تهدد مسكن الصغير، كلها أمور قد تراها المحكمة إخلالا بشرط الأمان المنصوص عليه بالقانون فالمحكمة لا تنظر إلى الحكم وحده، بل إلى تأثيره الفعلي على الطفل.
ثالثا: عدم قدرة الأم على رعاية الطفل
وأكد أن قانون الأحوال الشخصية ينص أن الحضانة تسقط إذا عجز الحاضن عن القيام بواجباته أو أضر بالمحضون، مثل انشغال الأم بقضايا جنائية مستمرة، احتمال تعرضها للحبس بما يهدد وجودها مع الطفل، فقدان الاستقرار المعيشي، إهمال الصغير أو تركه دون رعاية، إثبات تعرض الطفل لضرر مادي أو معنوي.
ويؤكد المختص: الأصل أن الحضانة حق للصغير، فإذا تعارضت مصلحة الطفل مع بقاء الحضانة لدى الأم، قدمت مصلحة الطفل على أي اعتبار.
رابعا: ترتيب انتقال الحضانة بعد سقوطها
بحسب القانون، تنتقل الحضانة بالترتيب التالي أم الأم، أم الأب، الأب وفق مصلحة الصغير الفضلى.
المستندات التي يستند إليها الأب أمام المحكمة
وشدد المختص أن المستندات التي يستند إليها الأب عبارة عن صورة رسمية من الأحكام النهائية الصادرة ضد الأم، محاضر رسمية أو مستندات تثبت الخطر الواقع على الطفل، وما يثبت عدم قدرتها على الرعاية أو تهديد البيئة المعيشية، وبيان بدخله وقدرته على توفير مسكن ورعاية مستقرة للصغار، ويضيف المحامي أن ضم الطفل للأب لا يتم تلقائيا، بل بعد فحص دقيق من المحكمة وجهات البحث الأسري.