كمال الخطيب للجزيرة نت: تقييد دخول الفلسطينيين للأقصى إعلان حرب دينية
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
القدس المحتلة- "قرار غير مسبوق يأتي كأنه إعلان حرب دينية على أكثر من 2000 مليون مسلم".. هكذا وصف رئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة العليا بالداخل الفلسطيني، الشيخ كمال الخطيب، قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرض تقييدات على دخول فلسطينيي الداخل إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان؛ استجابة لتوصية وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وبيّن الخطيب، خلال حوار خاص مع الجزيرة نت، أن هذه "المصادمة" ستكون لها تبعات غير مسبوقة وآثار على فلسطين والمنطقة بأسرها، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن يخضع لقرار منعه من الصلاة في المسجد الأقصى، خاصة خلال شهر رمضان.
وفي ما يلي نص الحوار:
قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) حذرا من اشتعال المنطقة جراء القيود على دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان.
وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على مقترح وزير الأمن القومي إيتمار بن… pic.twitter.com/r1TYRa19yg
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) February 19, 2024
بداية، ما رأيك بقرار تقييد دخول فلسطينيي الداخل إلى المسجد الأقصى خلال رمضان؟هذا القرار يتميز بصفتين هما الحقد والغباء؛ لأن من يُقدِم على خطوة كهذه هو إنسان حاقد لعلمه بحساسية وقدسية الزمان "شهر رمضان"، والمكان "المسجد الأقصى". كما أن القرار يشير إلى غبائه؛ لأنه لا يعرف طبيعة انتظار المسلم لهذا الموسم ليقضي بعض أيامه في المسجد الأقصى.
لذلك هذا القرار تاريخي وغير مسبوق، ويأتي في سياق الأزمة التي تعيشها المؤسسة الإسرائيلية بوجود قيادة يمينية تتمثل في نتنياهو وبن غفير.
في كل سنة نسمع قبيل رمضان عن استعدادات لشيطنته، لكن هذه الشيطنة تحولت إلى فعل يتمثل بمنعنا الذهاب إلى مسجدنا الأقصى، عشقنا الأول، هذه مصادمة لعقيدتنا ليس لها تفسير إلا إعلان الحرب الدينية، ليس على مليوني فلسطيني في الداخل، ولا 14 مليون مجموع الشعب الفلسطيني، ولا 400 مليون عربي؛ بل إعلان حرب على ألفي مليون مسلم من خلال مصادمة عقيدتهم.
لماذا تجاهل نتنياهو توصيات الشرطة والشاباك واختار التوصية الأكثر تطرفا رغم خطورتها؟تجاهلها لأنه يريد الوصول إلى هذه النتيجة، أن تشتعل الأمور وتتأزم الأوضاع؛ لأن في ذلك إطالة لفترة حكمه وتأجيلا للانتخابات. هو لا يهمه الآن إلا كم يبقى على كرسي رئاسة الوزراء في إسرائيل، ولذلك تجاهل وخالف توصيات الشاباك والشرطة.
كلنا يعلم أن حكومة نتنياهو تقوم على دعم مباشر للأحزاب اليمينية، هو يعدّ نفسه مرتهنا بحبل من رقبته يجره الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. والمجتمع الإسرائيلي قد أسلم زمام أمره لهؤلاء الذين سيقودونه حتما إلى الهاوية.
تخوفات لدى أجهزة أمن الاحتلال قبيل رمضان من اشتعال #القدس و #الضفة_الغربية.. إليك أبرز الأحداث التي شهدها الأقصى خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة والتي أفضت لاندلاع معركة سيف القدس ومعركة طوفان الأقصى pic.twitter.com/tyzCLrI7Ca
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) February 19, 2024
هل سكوت الفلسطينيين على انتهاك الأقصى منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول قاد لهذه النتيجة؟
ما حصل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي هي ظروف فرضت نفسها على كل أبناء الشعب الفلسطيني، بتفاوت بين فلسطينيي الداخل وأبناء الضفة الغربية. ومع الأسف، بسبب وجود سلطة التنسيق الأمني، (يشير إلى السلطة الفلسطينية) التي كانت عصا غليظة أسهمت في تنفيذ السياسات الإسرائيلية على أبناء شعبنا.
لا أظن أن هذا القرار صدر من قراءة الأحداث الماضية، بل إنه يراود الجماعات الدينية دائما، خاصة في موضوع اقتحام الأقصى وأداء الصلوات فيه وتقسيمه، والآن جاءت الظروف مواتية لتنفيذه، بسبب الاعتقاد أن الشعب الفلسطيني في حالة موت سريري.
لكنني أجزم أن قضية المسجد الأقصى كانت دائما ذات حسابات خاصة لا يعرف حقيقتها إلا من له علم بطبائع الشعوب، أنا على يقين أن المسجد الأقصى سيكون زلزالا له هزات ارتدادية ليس في المنطقة وحسب، بل أبعد من ذلك.
إلى أي مدى يُعدّ إعلان قرار التقييد، قبل البت فيه نهائيا، جس لنبض الفلسطينيين وردة فعلهم قبل تطبيقه ميدانيا؟الإعلان أولا عن اجتماع للحكومة وانتظار ماذا سيصدر عنه، ومتابعة قراراته ليس جسّا للنبض بقدر ما هو سياسة استباقية أراد نتنياهو وحكومته من خلالها أن يضعوا النقاط على الحروف مبكرا. هم يعرفون ماذا يريدون، والإعلام الذي واكب القرار يعرف خطورته، ومن ثم كانت هذه الهزة الإعلامية غير المسبوقة حتى في وسائل الإعلام الإسرائيلية التي وصفته بالكارثة والخطر الحقيقي.
ما خطورة القرار على مستقبل المسجد الأقصى وتغيير الوضع القائم فيه وتثبيت تقسيمه؟أوكد أن هذا القرار لن يجد طريقه إلى النور؛ لأنني واثق أن شعبنا لن يتخلى عن حبه للمسجد الأقصى، وتحديدا في شهر رمضان. فالأقصى تعرض منذ الفتح العمري إلى احتلالين؛ الصليبي الذي رحل بعد 90 سنة، والإسرائيلي الذي سيرحل حتما رغم مرور 75 سنة.
لكن ملامح المرحلة القادمة من يقررها ليس نتنياهو فقط، بل شعبنا الفلسطيني الذي لن يسلم الأقصى لهذه السياسات الغاشمة.
لم يتحدث الاحتلال عن قيود على اقتحام المستوطنين للأقصى خلال رمضان، خاصة خلال "عيد المساخر". ما عواقب ذلك؟
هناك مواسم اقتحامات بارزة للمسجد الأقصى أبرزها في عيدي الفصح والمساخر، والآخر في عيد الغفران ورأس السنة العبرية، وتتقاطع بعضها مع شهر رمضان كما حصل في سنوات ماضية، ولكن تقاطع عيد المساخر مع رمضان في ظل هذه التقييدات والقرارات، سينتج عنه بتقديري شيء يفوق الخيال مما سيستهدف به الأقصى.
مرة أخرى، لا يمكن رسم أي سيناريو يُقرّب حقيقة الظرف الذي سيمر به الأقصى، هذا شهر تاريخي، ورمضان غير مسبوق، وستكون له تداعيات غير مسبوقة.
كيف يمكن للفلسطينيين في القدس والداخل مواجهة هذا القرار في ظل القبضة الأمنية؟لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية كان موقفها واضحا جدا في رفض هذا القرار والدعوة إلى إبطاله، ولا شك أنه سيعقد اجتماعا قريبا لتدارسه، وسيتبعه لقاء تنسيقي في المسجد الأقصى مع دائرة الأوقاف الإسلامية والقوى الوطنية والإسلامية في القدس الشريف، كما جرت العادة.
شعبنا لا يمكن أن يقبل بهذا القرار، بمعنى أنه "لن يقول سمعنا وأطعنا لن نذهب إلى الأقصى"، خاصة من اعتاد على تتويج عباداته السنوية في الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، وهذه نسبة كبيرة من الشعب، ولن يستطيع أحد منعها.
سنذهب إلى المسجد الأقصى، إن اعتدوا علينا أو منعونا هذه مسؤولية هم يتحملونها، نحن نذهب للصلاة للعبادة للتهجد في المسجد، ككل سنة، ونحن لا نرتكب ذنبا، أو نخالف قانونا بصلاتنا فيه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى المسجد الأقصى الشعب الفلسطینی الأقصى خلال هذا القرار فی المسجد شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
اعتداءات بالضفة والمستوطنون يتأهبون لاقتحام واسع للمسجد الأقصى
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من المدن والبلدات بالضفة الغربية، كما أحرق مستوطنون مركبة لمتضامنين أجانب، وهاجموا منازل جنوب الخليل، وسط تحذير من اقتحام موسع للمسجد الأقصى المبارك يعتزمون القيام به بعد غد الأحد في ما يسمى ذكرى "خراب الهيكل".
وقالت مصادر فلسطينية للجزيرة إن عددا من الآليات العسكرية الإسرائيلية اقتحمت مدنا وقرى وبلدات عدة شمالي الضفة المحتلة، شملت قريتي رابا والزبابدة (جنوب شرقي جنين).
ومن ناحية أخرى، داهمت قوات عسكرية طوباس ونشرت آلياتها في شوارع المدينة، كما توجهت قوة ثانية لاقتحام بلدة طمون.
ومساء أمس، أحرق مستوطنون مركبة تابعة لنشطاء أجانب كانوا في زيارة تضامنية لبيت فلسطيني في بلدة سوسيا جنوب الخليل (جنوبي الضفة).
وقد امتدت ألسنة النيران إلى محيط منزل مضيفهم الفلسطيني، مما تسبب بأضرار مادية. كما هاجم المستوطنون منزلا فلسطينيا آخر بالحجارة والزجاجات الحارقة، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وعلى فترات غير متباعدة، يوجد المتضامنون الأجانب، وبينهم نشطاء حقوقيون، في مناطق التماس بالضفة الغربية تضامنًا مع الفلسطينيين، حيث يعملون على توثيق اعتداءات المستوطنين ونقلها إلى مؤسساتهم.
وبالتزامن مع اعتداءات المستوطنين على المتضامنين الأجانب مساء أمس، أصيبت شابة فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي، قرب مدخل مخيم طولكرم للاجئين (شمالي الضفة المحتلة).
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إصابة فلسطينية (18 عاما) برصاصة في ظهرها، بعد إطلاق قناصة إسرائيليين متمركزين في إحدى الثكنات العسكرية بالمخيم الأعيرة النارية باتجاه الفلسطينيين، في محيط قاعة العودة على مدخل مخيم طولكرم.
وحسب "وفا" كانت الشابة برفقة والدتها وشقيقها وعدد من المواطنين، في طريقهم لتفقد منازلهم داخل المخيم، وتم نقلها الى مستشفى ثابت ثابت الحكومي، ووصفت حالتها بالمستقرة.
ومع تصاعد اعتداءات المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، حذّرت محافظة المدينة الفلسطينية المقدسة من "مخطط تصعيدي خطير دعت إليه ما تسمى منظمات الهيكل الاستعمارية المتطرفة لاقتحام واسع النطاق للمسجد الأقصى المبارك يوم الأحد المقبل، بالتزامن مع ما يُسمى في الرواية التوراتية بذكرى خراب الهيكل".
إعلانوأكدت المحافظة -في بيان لها مساء أمس- أن "هذه الدعوات ليست مجرد تحرك ديني معزول، بل هي جزء من مشروع استيطاني استعماري مدروس يهدف إلى تقويض الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى، وفرض السيادة الاحتلالية عليه بالقوة، في انتهاك سافر للمواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة التي تؤكد على قدسية المسجد كمكان عبادة خالص للمسلمين".
وشدد البيان على أن جماعات "الهيكل" المتطرفة تصر سنويا على تنفيذ اقتحاماتها داخل المسجد الأقصى المبارك، في تحدٍ مباشر لقدسية المكان، مشيرة إلى أن الأعوام السابقة شهدت إدخال لفائف "الرثاء" وقراءتها داخل المسجد الأقصى.
كما شملت هذه الاقتحامات ارتكاب انتهاكات شملت رفع علم الاحتلال، وأداء طقوس "السجود الملحمي" الجماعي (الانبطاح الكامل على الأرض) والرقص والغناء داخل الساحات، كما شارك بهذه الاقتحامات أعضاء كنيست والوزير إيتمار بن غفير نفسه، مما يعكس تورط أعلى المستويات السياسية في انتهاك حرمة المسجد.
وبيّنت محافظة القدس أن هذا التصعيد يترافق هذا العام مع بيئة تحريضية غير مسبوقة، حيث يحلّ الحدث بعد أسابيع فقط من إصدار بن غفير تعليماته لضباط شرطة الاحتلال بالسماح للمستعمرين بالرقص والغناء داخل المسجد الأقصى، في خطوة تعد تمهيدًا لفرض "وقائع جديدة" بالقوة، خصوصًا بعد تصريحه العلني خلال اقتحامه للمسجد في مايو/أيار الماضي بأن "الصلاة والسجود أصبحت ممكنة في جبل الهيكل" في مخالفة واضحة وخطيرة للوضع القائم.
وأكد البيان أن الذكرى هذا العام تعد من أخطر الأيام على المسجد الأقصى، إذ تخطط جماعات "الهيكل" لجعل الثالث من أغسطس/آب "يوم الاقتحام الأكبر" في محاولة نوعية لكسر الخطوط الحمراء الدينية والقانونية، مستفيدة من الاصطفاف الحكومي الكامل خلف أجندتها المتطرفة.
وقال أيضا إن هذا التناغم الخطير بين منظمات "الهيكل" وأذرع الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها ما تسمى وزارة "الأمن القومي" التي يقف على رأسها بن غفير ينذر بتفجير الأوضاع في المدينة المقدسة، ويستهدف تحويل المسجد الأقصى إلى ساحة دينية صهيونية بالقوة.
وأضافت محافظة القدس في بيانها أن هذا المخطط لا يقتصر على دعوات إلكترونية أو دينية، بل يترافق مع تحركات ميدانية منظّمة، كان أبرزها عقد مؤتمر تحريضي بعنوان "الحنين إلى الهيكل وجبل الهيكل".
وأوضحت أن المنظمات المتطرفة نظمت هذا المؤتمر التحريضي في "قاعة سليمان" غربي القدس، بمشاركة مئات الحاخامات ونشطاء اليمين الديني المتطرف، وبرعاية مباشرة من بلدية الاحتلال وبحضور آرييه كينغ نائب رئيسها المتطرف حيث أُعلن خلاله عن نية "استعادة جبل الهيكل" وتنفيذ طقوس دينية تشمل الذبيحة والتطهير بالبقرة الحمراء.
وأعادت محافظة القدس التأكيد على أن المسجد الأقصى المبارك، بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا، هو مكان عبادة إسلامي خالص غير قابل للمساومة أو التقسيم، وأن أي محاولة لفرض السيادة الاحتلالية عليه تشكّل انتهاكًا صارخًا وخطيرًا.
ودعت في بيانها المجتمع الدولي والأمتين العربية والإسلامية إلى تحمّل مسؤولياتهم السياسية والقانونية في وجه هذا العدوان المنظّم، واتخاذ خطوات عاجلة لحماية المسجد الأقصى والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس المحتلة.
إعلان