«حوارات الشارقة» تضيء على تجارب ملهمة في الزراعة العضوية
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
الشارقة: «الخليج»
أكد عدد من الخبراء في الزراعة العضوية والغذاء الصحي أن الزراعة العضوية هي زراعة الآباء والأجداد، وليست مصطلحاً مستورداً من الخارج، وهي عنصر يعود بالمجتمعات إلى إيقاع الحياة الهادئ والصحي، وأن المزارع المنزلية المصغرة تعزز الصحة النفسية والتماسك الأسري، مشددين على أن الصحة هي حالة من التوازن والانسجام بين كل عناصر الكيان البشري، من الجسم والعقل والروح والمشاعر.
جاء ذلك خلال اللقاء الثاني من «حوارات الشارقة»، الذي نظمته دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، بالتعاون مع نادي موظفي حكومة الشارقة في مشروع «شجر» بمنطقة الجادة بالشارقة، بحضور الشيخ سلطان بن عبد الله بن سالم القاسمي، مدير الدائرة، وأحمد حمد السويدي، رئيس مجلس إدارة النادي، وعدد من مديري الإدارات والموظفين والمهتمين بالزراعة العضوية والمستدامة. التربة أساس الدورة الغذائية وتحدث في الجلسة الأولى، التي حملت عنوان: «الزراعة العضوية... تعزيز الاستدامة الغذائية: بدءاً من التربة وصولاً إلى الطعام المأكول» سعيد الرميثي، سفير اليونيسيف لتغير المناخ وشريك مؤسس لـ«المزرعة العضوية»، وإيمان المري، خبيرة الزراعة العضوية المنزلية، حيث أكد الرميثي أنه يسعى إلى توعية الناس لتبني مبادرة الزراعة العضوية وتحويل الأماكن غير المستغلة في منازلهم إلى مزارع مصغرة.
وأشار سعيد الرميثي إلى أن التربة هي أساس الدورة الغذائية والفطرية، وأن الحفاظ عليها هو أساس الانتقال إلى زراعة مستدامة تحترم التوازن البيئي وتحمي الصحة. وقال: «أنصح بأن لا يشتري صاحب المشروع الزراعي البذور من الأسواق، بل يختار الأفضل من الثمار التي لديه ويستخرج منها البذور لأنها تكون أكثر إنتاجية وتكيفاً مع البيئة المحلية».
المزرعة المنزلية راحة وتماسك أسري
بدورها، قالت إيمان المري: «إن الزراعة العضوية هي شغفي وهوايتي ورسالتي للناس؛ إذ انطلقت فيها من عدم قناعتي بأن تربة الإمارات الصحراوية لا تصلح للزراعة، وأردت أن أثبت أن هذا شيء غير صحيح. فاكتشفت أن أرضنا مهيأة للزراعة ولكن علينا أن نتعلم الطرق الصحيحة والمناسبة للظروف المناخية والبيئية التي نعيش فيها».
وأضافت إيمان المري: «حدائق المنزل تؤثر بشكل كبير في جودة حياة العائلات والأطفال، وتساهم في تحسين المناعة وزيادة معدلات السعادة والراحة، كما أنها تعزّز التماسك الأسري عندما يتشارك الأفراد في مهام الزراعة والري والحصاد ويتمتعون بالنتائج؛ وأنا أرى في الزراعة العضوية إحياء للتربة وللكائنات المختلفة، وأعتقد أن عملي في إحياء الأرض هو من أعظم الصدقات التي يمكن أن أقدِّمها لنفسي وللآخرين وللكون». تغذية الجسد والعقل والروح وحملت الجلسة الثانية من لقاء «حوارات الشارقة» عنوان «التناغم الصحي: تغذية الجسد والعقل والروح»، وشهدت مشاركة كل من ديمة خلف، مؤسسة تطبيق Wellness by Dima، ومهدية الجد، شريك مؤسس لحكمة، وشيرين الملا، شريك مؤسس لحكمة، والشيف لوكا كوبري، من مطعم Healthy Farm Eastery.
وسلط الشيف لوكا كوبري، الضوء على الطبيعة الشاملة لجودة الحياة، قائلاً: «الصحة لا تشمل فقط ما نأكله ولكن تضم أيضاً ممارسة الرياضة بانتظام وتناول الأعشاب، حيث تكمّل الممارسات الصحية بعضها بعضاً».
وأضاف: «الحراك الذي يشجع على استهلاك المواد العضوية، والذي ظهر نتيجة الإفراط في استخدام المبيدات والهرمونات في الزراعة، يعني العودة إلى جذورنا الأصلية للزراعة الطبيعية»، مشدداً على أن وجود شهادات «العضوية» على المنتجات يستلزم أن يضمن للمستهلكين خلوها من المواد الضارة. الصحة... توازن الكيان البشري من جانبها، قالت ديما خلف: «إن الصحة لا تعني مجرد غياب المرض، بل هي حالة من التوازن والانسجام بين كل عناصر الكيان البشري، من الجسم والعقل والروح والمشاعر. كمتخصصة تغذية شمولية، أهتم بتطوير وتحسين كل هذه العناصر بطرق طبيعية ومتكاملة، وهدفي هو مساعدة الناس على الوصول إلى مستوى عالٍ من العافية الشاملة، يمكنهم من خلاله تغذية أنفسهم بشكل صحيح ومتوازن، والاستمتاع بحياة سعيدة ومفعمة بالحيوية».
بدورها، أوضحت مهدية الجد أن النباتات والأعشاب لها دور رئيسي في عملية الشفاء من الأمراض والمشاكل الصحية، وزيادة مناعة الجسم، بالتزامن مع اتباع نظام غذائي متوازن وصحي، وإجراء تغييرات إيجابية في نمط الحياة. وبالإضافة إلى ذلك، حثت مهدية على أهمية الانخراط في العمل الخيري والتطوعي والمساهمة في خدمة المجتمع والمحتاجين، كجزء أساسي من الصحة الشاملة.
من ناحيتها، قالت شيرين الملا: «إن الأعراض المرضية رسائل من الجسم تنبهنا إلى وجود خلل أو اضطراب في أحد عناصر الصحة الشاملة، سواء كان الجسدي أو النفسي، وعلينا الاستماع إلى هذه الرسائل والبحث عن الأسباب والعوامل المؤثرة فيها، والبحث عن الحلول والعلاجات المناسبة لها، بالاستعانة بالخبراء والمتخصصين». تجارب المزارع الصغير وشهد اللقاء الثاني من «حوارات الشارقة» أيضاً جلسة بعنوان: «بصمة الأطفال الخضراء: تجارب المزارع الصغير» سلط خلالها الطفل مصلح العرياني، ذو الـ8 أعوام الذي يمتلك مزرعة تنتج العديد من الخضر والفواكه، الضوء على مشروعه في استغلال مياه المكيفات في ري المزروعات، وأشار إلى أنه يطمح عندما يكبر للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي للدولة.
وفي ختام اللقاء الثاني من «حوارات الشارقة»، نظّم مشروع «شجر» ورشة عمل قدمتها هبة إلياس، منسقة مشتل «شجر»، تعرف خلالها المشاركون على طرق الزراعة العضوية واطّلعوا على مشاريع المشتل في تعزيز هذا القطاع.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشارقة الإمارات الزراعة العضویة فی الزراعة
إقرأ أيضاً:
تجارب مبشرة على حقنة تنهي معاناة فقدان السمع
في بريطانيا، تجري الآن تجربة سريرية، هي الأولى من نوعها في العالم، لاختبار علاج جديد رائد يُمكنه، في حال نجاحه، أن يُلغي الحاجة إلى أجهزة السمع تمامًا لدى بعض الأشخاص.
يعتمد العلاج المبتكر على حقن خلايا جذعية مُستنبتة في المختبر داخل الأذن المُتضررة، على أمل أن تنمو لتصبح خلايا عصبية سمعية جديدة سليمة، يمكنها أن تنقل الأصوات من الأذن الداخلية إلى الدماغ، لتحل محل الخلايا التالفة بشكل لا رجعة فيه بسبب الشيخوخة أو الجينات المعيبة أو العدوى مثل الحصبة أو النكاف.
يشار إلى أنه لا يوجد حاليا أي علاج لهذا النوع من تلف الأعصاب.
في الاختبارات على الحيوانات، لم تثبت حقنة الخلايا الجذعية أنها آمنة فحسب، بل حسّنت السمع بشكل ملحوظ.
وبعد نجاح التجارب على الحيوانات، حصلت الشركة المطورة للحقنة “رينري ثيرابيوتكس”، وهي شركة ناشئة من جامعة شيفيلد، على الضوء الأخضر لتجربة العلاج على 20 مريضا يعانون من فقدان سمع شديد، لمعرفة ما إذا كانت النتائج نفسها ممكنة على البشر.
وتأمل الشركة المطورة للحقنة أن تعكس جرعة واحدة من حقنة الخلايا الجذعية – المسماة “رانسل 1” Rincell-1، فقدان السمع تمامًا لدى الأشخاص الصم بسبب تلف أعصابهم السمعية.
ومن المنتظر أن يتم إجراء التجربة السريرية في 3 مواقع تابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية – مستشفيات جامعة برمنغهام، ومستشفيات جامعة كامبريدج، ومؤسستي جايز وسانت توماس التابعتين لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، حيث سيُقدّم علاج الخلايا الجذعية تحت التخدير العام للعشرين مريضًا ممن يعانون من الصمم الشديد أثناء خضوعهم لجراحة زراعة قوقعة.
كما يأمل فريق تطوير العلاج أن يكون من الممكن حقنها دون جراحة في المستقبل.
ويكمن سرّ هذه العملية في نوع الخلايا الجذعية المستخدمة. تُسمى هذه الخلايا العصبية الأذنية، وهي على بُعد مرحلة نمو واحدة فقط من أن تصبح خلايا عصبية سمعية ناضجة تمامًا. بمجرد دخولها الأذن الداخلية، تقفز هذه الخلايا إلى مرحلة النضج النهائي لتصبح خلايا عاملة ناضجة تمامًا.
ويقول دوغ هارتلي، كبير المسؤولين الطبيين في شركة “رينري ثيرابيوتكس”، وأستاذ طب الأذن بجامعة نوتنغهام: “لقد قررت بالفعل أن تصبح خلايا عصبية سمعية.. نحقنها في الفراغ الصغير بين الأذن الداخلية والدماغ، وتُظهر الاختبارات أنها تبقى في مكانها، والأهم من ذلك، أنها لا تتحول إلى أي نوع آخر من الخلايا”.
وأضاف “هذا مهم، إذ إن أحد المخاوف طويلة الأمد بشأن جميع علاجات الخلايا الجذعية، لأي حالة، هو ما إذا كانت الخلايا المحقونة يمكن أن تتحول إلى خلايا سرطانية، إذ لديها القدرة على التحول إلى أي نوع من الخلايا، بما في ذلك – نظريًا – الخلايا السرطانية”.
اقرأ أيضاًالمنوعاترصد 6 بقعٍ شمسية في سماء المملكة
يقول البروفيسور هارتلي إن النتائج الأولى من المقرر أن تظهر في عام 2027، وإذا سارت الأمور على ما يرام، يمكن استخدام العلاج على المرضى الذين يعانون من فقدان سمع خفيف إلى متوسط مرتبط بالعمر والذين لا يحتاجون إلى زراعة قوقعة.
يقول كيفن مونرو، أستاذ السمع في جامعة مانشستر: “هذا أمر مثير. أجهزة السمع وزراعة القوقعة مفيدة، ولكنك لا تزال تعاني من الكثير من الضوضاء في الخلفية، وهي ليست دائمًا فعالة.. وإذا نجحت هذه التقنية، فمن الممكن أن تُحدث نقلة نوعية في حياة آلاف الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع نتيجة تلف الأعصاب”.
ومع ذلك، حذّر مونرو من أنه لا توجد حاليًا طريقة سهلة لتحديد ما إذا كان صمم الشخص ناتجًا عن تلف الأعصاب أو تدمير الخلايا الشعرية في القوقعة. وليس من المضمون أن يُؤدي إصلاح تلف الأعصاب إلى تحسين السمع.
يوافق البروفيسور نيش ميهتا، استشاري جراحة الأذن والأنف والحنجرة في مستشفيات جامعة كلية لندن، على أن هذا العلاج “واعد للغاية”.
وقال ميهتا لمجلة “غود هيلث”: “أظهرت الاختبارات التي أُجريت على الفئران أن الدماغ بعد العلاج كان يستقبل المعلومات الصوتية، بينما لم يكن يستقبلها من قبل”.
لكنه يُحذر من وجود مخاطر مُرتبطة بذلك، إذ يُمكن أن يُدمر فتح الأذن الداخلية لحقن الخلايا الجذعية، أو زرع قوقعة صناعية، خلايا الشعر السليمة المتبقية، مما يُلحق الضرر بأي سمع “طبيعي” متبقٍ لدى المريض.
ويقول: “يفقد حوالي ثلث الأشخاص الذين يخضعون لزراعة قوقعة صناعية كل ما تبقى لديهم من سمع”.