ليلة النصف من شعبان، واحدة من أشرف الليالي ويكثر البحث عن وظائف تلك الليلة المباركة، حيث رسم سيدنا النبي ﷺ لنا وظائف ليلة النصف من شعبان، فيقول ﷺ: «فمن قام ليلها، وصام نهارها، غفر الله له، وأعطاه سؤله». فالمسألة يسيرة على من يسرها الله عليه .

وظائف ليلة النصف من شعبان

تبدأ ليلة النصف من شعبان مع غروب شمس السبت 14 شعبان 1445، وتنتهي بفجر الأحد 15 شعبان 1445، ومن أعمالها ووظائفها ما نرصده في التقرير التالي: 

في البداية، قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن أول الوظائف : القيام ، ووظائف هذا القيام تتمثل في قراءة القرآن، ﴿قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾، ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾.

ومن وظائف ليلة النصف من شعبان: ذكر الله، ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ ، وعلمنا رسول الله ﷺ كيف نذكر ربنا، علمنا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، نكررها ونعيدها، وأهل الله أطلقوا على هذه الخمسة "الباقيات الصالحات" لأنها هي التي تبقى للإنسان بعد رحيله من هذا الدكان، فبعد رحيل السكان من الدكان، تبقى الباقيات الصالحات، نورًا في القبر، وضياءً يوم القيامة، وذكرًا في الملأ الأعلى. وكان ﷺ يقول: «إني أستغفر الله في اليوم مائة مرة».

ومن وظائف هذه الليلة: الدعاء، والمناجاة، عش مع ربك وناجه، وفي النهار صم، ففي القيام والصيام قربى إلى الله سبحانه وتعالى، وإشارة إلى بداية جديدة لعام جديد، نستقبل فيه رمضان.

علي جمعة: النصف من شعبان وجهنا الله فيها من المسجد الأقصى للبيت الحرام نفحات ليلة النصف من شعبان

كما بيّن علي جمعة أن ليلة النصف من شعبان من النفحات الربانية، وهي ليلة عظيمة قد عظمها الله تعالى، وعظمها رسول الله ﷺ ، فتعظيم رسول الله ﷺ لها كان بدعائه لربه والتبتل إليه فيها، كما روت السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: فقدت رسول الله ﷺ ذات ليلة فخرجت، فإذا هو بالبقيع، رافعا رأسه إلى السماء، فقال لي: «أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟»، قالت: قلت يا رسول الله ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: «إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب». (مسند أحمد). 

وتابع: كلب قبيلة مشهورة بكثرة الغنم، وهى كناية من سيدنا رسول الله على سعة رحمة الله سبحانه وتعالى، وتعظيم الله تعالى لهذه الليلة يكون باطلاعه تعالى على خلقه; لينزل عليهم فيها رحمته ومغفرته، كما أخبرنا رسول الله ﷺ : «إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن». (سنن ابن ماجه)، واستثنى من مغفرته المنزلة في تلك الليلة: المشرك والمشاحن، وتقع الشحناء غالبا بسبب النفس الأمارة بالسوء التي تؤذي الناس; فتفسد الود والوئام القائم بينهم، وقد نصح النبي ﷺ المسلمين بالبعد كل البعد عن كل ما قد يؤدي إلى بث الفرقة والشحناء بين الناس فقال: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره التقوى ها هنا- ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه» (صحيح مسلم)، ولا يخفى أن الأشياء المذكورة والوارد فيها النهي في هذا الحديث هي أمور إن التزم بها المسلم وطبقها في كل أموره وأحواله عند التعامل مع أخيه الإنسان فلا شك أن المجتمع بكل أفراده سيشيع فيه الحب والوئام.

وشدد على أنه لا يخفى أننا أحوج ما نكون في هذه الأيام إلى التأكيد على قيمة رفع التشاحن والسعي لإصلاح ذات البين، لنستقبل رمضان بنفوس صافية وروح عالية وأعمال متقبلة فلا تفوتنكم هذه النفحات، مؤكدا: أيها المسلم الحريص على رضا ربه، أصلح ذات بينك حتى يقبلك الله تعالى، فاللهم أصلح ذات بيننا ووفقنا إلى ما تحب وترضى.

دعاء ليلة النصف من شعبان

وصيغة هذا الدعاء هي: "اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان الدكتور علي جمعة دعاء ليلة النصف من شعبان لیلة النصف من شعبان رسول الله ﷺ الله ع

إقرأ أيضاً:

الأضحية بين الأزمنة والأديان- فهم مشترك وممارسات متنوعة

زهير عثمان حمد

لعلماء علم الكلام القدماء من المسلمين، كانت الأضحية تمثل الكثير، فهي ليست مجرد طقس ديني بل تحمل أبعادًا عقائدية وروحية عميقة. كانوا يرون في الأضحية تجسيدًا للإيمان والتسليم لأمر الله، وتذكيرًا بقصة النبي إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام، التي تُعد من أعظم الأمثلة على الإيمان والتضحية في سبيل الله.

كما كانت الأضحية تُعبر عن مفهوم العبودية لله والتخلي عن الأهواء والرغبات الشخصية، وتُعتبر وسيلة لتطهير النفس والتقرب إلى الله بالعمل الصالح. وفي الوقت نفسه، كانت تُعد فرصة للتكافل الاجتماعي ومساعدة الفقراء والمحتاجين، مما يُعزز من مبدأ الأخوة والمساواة بين المسلمين.

علماء علم الكلام كانوا يُناقشون أيضًا الأبعاد الفلسفية والتأويلية للأضحية، مثل معاني التضحية والفداء والتوكل على الله، وكيف أن هذه المفاهيم تُعزز من مكانة الإنسان وتُرقى بروحه. وبهذا، تُعد الأضحية جزءًا لا يتجزأ من النسيج الديني والثقافي في الإسلام، وتُظهر التزام المسلم بمبادئ دينه وتقاليده.
فلسفة الضحية في الإسلام تعود إلى قصة النبي إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام، حيث أمر الله إبراهيم بذبح ابنه اختبارًا لإيمانه، لكن الله فداه بكبش عظيم. هذه القصة تُعلم المسلمين الطاعة والتسليم لأمر الله وتُظهر الثقة في رحمته وعنايته.

الضحية في موسم الحج وعيد الأضحى تُعتبر تجسيدًا لهذه القصة وتُعبر عن عدة معانٍ:- **التقرب إلى الله**: الضحية تُعتبر من العبادات التي يتقرب بها المسلمون إلى الله تعالى.- الإحسان و يُشجع الإسلام على إطعام الطعام ومساعدة المحتاجين، وتُعتبر الضحية وسيلة لتوزيع اللحم على الفقراء.
- **التضحية والعطاء تُذكر المسلمين بأهمية التضحية في سبيل الخير والعطاء دون انتظار مقابل. الأضحية ليست مجرد ذبح حيوان، بل هي رمز للإيمان والتضحية والكرم، وتُعتبر فرصة للمسلمين للتأمل في قيمهم وتعزيز التكافل الاجتماعي.
طقوس الأضحية في الإسلام تتضمن مجموعة من الأحكام والشروط التي يجب على المسلم معرفتها والالتزام بها:- النية و يجب أن تكون الأضحية خالصة لوجه الله تعالى، ويُستحب أن ينوي المسلم الأضحية عند شراء الحيوان. وكذلك الوقت و يبدأ وقت الذبح من بعد صلاة عيد الأضحى ويستمر حتى غروب شمس آخر أيام التشريق.
الحيوانات المُضحى بها: يجوز ذبح الإبل والبقر والغنم والماعز.- السن و يجب أن تكون الأضحية مستوفية للسن المحددة شرعًا، وهي خمس سنوات للإبل، سنتان للبقر، وسنة للغنم.الصحة و يجب أن تكون الأضحية خالية من العيوب الظاهرة كالعمى والمرض الشديد والعرج البين ونحوها. - التوزيع و يُستحب تقسيم لحم الأضحية إلى ثلاثة أقسام: قسم للأكل، وقسم للهدايا، وقسم للصدقة. الإحسان و يُشجع الإسلام على الإحسان في الذبح بأن يكون بأسلوب رفيق وسريع لتقليل معاناة الحيوان.
طقوس الأضحية في الإسلام تُعد اختبارًا لإيمان المسلم وتقواه، وتُظهر مدى استعداده للتضحية والعطاء في سبيل الله. يُعتبر الإسلام الأضحية سنة مؤكدة، ويُفوت المسلم خيرًا كبيرًا بتركها إذا كان قادرًا عليها. فالأضحية تُعبر عن شكر الله على نعمه وتُعتبر فرصة للمسلم ليُظهر امتثاله لأوامر الله ورغبته في اتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
الأضحية تُعد أيضًا تعبيرًا عن الإيمان بالقضاء والقدر، حيث يُقدم المسلم الأضحية طاعةً لله ورجاءً في الأجر والثواب، مُظهرًا رضاه بما قسم الله له. كما أنها تُعد وسيلة لتقوية الروابط الاجتماعية من خلال توزيع اللحم على الفقراء والمحتاجين، مما يُعزز مفهوم التكافل والمشاركة في المجتمع.

لعلماء علم الكلام القدماء من المسلمين، كانت الأضحية تمثل الكثير، فهي ليست مجرد طقس ديني بل تحمل أبعادًا عقائدية وروحية عميقة. كانوا يرون في الأضحية تجسيدًا للإيمان والتسليم لأمر الله، وتذكيرًا بقصة النبي إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام، التي تُعد من أعظم الأمثلة على الإيمان والتضحية في سبيل الله.

كما كانت الأضحية تُعبر عن مفهوم العبودية لله والتخلي عن الأهواء والرغبات الشخصية، وتُعتبر وسيلة لتطهير النفس والتقرب إلى الله بالعمل الصالح. وفي الوقت نفسه، كانت تُعد فرصة للتكافل الاجتماعي ومساعدة الفقراء والمحتاجين، مما يُعزز من مبدأ الأخوة والمساواة بين المسلمين.
علماء علم الكلام كانوا يُناقشون أيضًا الأبعاد الفلسفية والتأويلية للأضحية، مثل معاني التضحية والفداء والتوكل على الله، وكيف أن هذه المفاهيم تُعزز من مكانة الإنسان وتُرقى بروحه. وبهذا، تُعد الأضحية جزءًا لا يتجزأ من النسيج الديني والثقافي في الإسلام، وتُظهر التزام المسلم بمبادئ دينه وتقاليده.

فلسفة الضحية في الإسلام تعود إلى قصة النبي إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام، حيث أمر الله إبراهيم بذبح ابنه اختبارًا لإيمانه، لكن الله فداه بكبش عظيم. هذه القصة تُعلم المسلمين الطاعة والتسليم لأمر الله وتُظهر الثقة في رحمته وعنايته.
الضحية في موسم الحج وعيد الأضحى تُعتبر تجسيدًا لهذه القصة وتُعبر عن عدة معانٍ:- **التقرب إلى الله**: الضحية تُعتبر من العبادات التي يتقرب بها المسلمون إلى الله تعالى.- الإحسان و يُشجع الإسلام على إطعام الطعام ومساعدة المحتاجين، وتُعتبر الضحية وسيلة لتوزيع اللحم على الفقراء.
- **التضحية والعطاء تُذكر المسلمين بأهمية التضحية في سبيل الخير والعطاء دون انتظار مقابل. الأضحية ليست مجرد ذبح حيوان، بل هي رمز للإيمان والتضحية والكرم، وتُعتبر فرصة للمسلمين للتأمل في قيمهم وتعزيز التكافل الاجتماعي.
طقوس الأضحية في الإسلام تتضمن مجموعة من الأحكام والشروط التي يجب على المسلم معرفتها والالتزام بها:- النية و يجب أن تكون الأضحية خالصة لوجه الله تعالى، ويُستحب أن ينوي المسلم الأضحية عند شراء الحيوان. وكذلك الوقت و يبدأ وقت الذبح من بعد صلاة عيد الأضحى ويستمر حتى غروب شمس آخر أيام التشريق.
الحيوانات المُضحى بها: يجوز ذبح الإبل والبقر والغنم والماعز.- السن و يجب أن تكون الأضحية مستوفية للسن المحددة شرعًا، وهي خمس سنوات للإبل، سنتان للبقر، وسنة للغنم.الصحة و يجب أن تكون الأضحية خالية من العيوب الظاهرة كالعمى والمرض الشديد والعرج البين ونحوها. - التوزيع و يُستحب تقسيم لحم الأضحية إلى ثلاثة أقسام: قسم للأكل، وقسم للهدايا، وقسم للصدقة. الإحسان و يُشجع الإسلام على الإحسان في الذبح بأن يكون بأسلوب رفيق وسريع لتقليل معاناة الحيوان.
طقوس الأضحية في الإسلام تُعد اختبارًا لإيمان المسلم وتقواه، وتُظهر مدى استعداده للتضحية والعطاء في سبيل الله. يُعتبر الإسلام الأضحية سنة مؤكدة، ويُفوت المسلم خيرًا كبيرًا بتركها إذا كان قادرًا عليها. فالأضحية تُعبر عن شكر الله على نعمه وتُعتبر فرصة للمسلم ليُظهر امتثاله لأوامر الله ورغبته في اتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.الأضحية تُعد أيضًا تعبيرًا عن الإيمان بالقضاء والقدر، حيث يُقدم المسلم الأضحية طاعةً لله ورجاءً في الأجر والثواب، مُظهرًا رضاه بما قسم الله له. كما أنها تُعد وسيلة لتقوية الروابط الاجتماعية من خلال توزيع اللحم على الفقراء والمحتاجين، مما يُعزز مفهوم التكافل والمشاركة في المجتمع.
إظهار الاستعداد الحقيقي لذبح الأضحية يتجلى في عدة جوانبالنية الصادقة و يجب أن تكون النية خالصة لله تعالى، وأن يكون الهدف من الأضحية هو التقرب إلى الله واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
التخطيط المسبق يُظهر المسلم استعداده بالتخطيط المسبق لشراء الأضحية، مع مراعاة الشروط الشرعية للحيوان من حيث السن والصحة.
المعرفة بالأحكام و يجب على المسلم أن يكون على دراية بأحكام الأضحية وشروطها الشرعية، وأن يتعلم كيفية الذبح الشرعي.
الاستعداد المادي و يُظهر المسلم استعداده بتوفير المال اللازم لشراء الأضحية والقيام بكل ما يلزم لإتمام الذبح.
الاستعداد الروحي و يُظهر المسلم استعداده الروحي بالتقرب إلى الله من خلال العبادات والدعاء والتفكر في معاني الأضحية.
الإحسان في الذبح* ويجب أن يُظهر المسلم الرحمة والإحسان عند الذبح، بأن يكون الذبح سريعًا وأقل ألمًا للحيوان. - وهذه قضية خلافية بين المسلمين الأوربيين والأمريكان وأهل الاسلام من الدعاة ولم تحسم بعد
التوزيع العادل يُظهر المسلم استعداده بتوزيع لحم الأضحية بشكل عادل بين الفقراء والأقارب والأصدقاء.
هذه الجوانب تُعبر عن الاستعداد الحقيقي والجدي للمسلم لأداء شعيرة الأضحية، وهي تُظهر التزامه بتعاليم الإسلام وتقواه وإيمانه العميق.
مفهوم الأضحية موجود في الديانات الإبراهيمية الأخرى، ولكن بطرق ومعاني مختلفة: في اليهودية تُعتبر الأضحية جزءًا من التقاليد الدينية، وتُمارس خلال عيد رأس السنة العبرية “روش هشانا”، وهو يوم يُعتقد أنه ذكرى أضحية إسحاق. كانت الأضاحي تُقدم في الهيكل القديم، ولكن بعد تدمير الهيكل الثاني، توقفت هذه الممارسة واستُبدلت بالصلاة.
في المسيحية لا تُمارس الأضحية كطقس ديني في المسيحية الحديثة. بدلاً من ذلك، يُعتقد أن المسيح قدم نفسه كأضحية للبشرية بموته على الصليب، وبذلك كفّر عن خطايا البشر. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يُمارس المسيحيون طقوس النذور التي قد تشمل التضحية.
بينما تُشترك الديانات الإبراهيمية في الإشارة إلى قصة النبي إبراهيم وابنه، فإن كل ديانة لها تفسيرها وطريقتها الخاصة في تذكر وتكريم هذا الحدث. في الإسلام، تُعتبر الأضحية عبادة مستمرة وجزءًا من شعائر الحج وعيد الأضحى، بينما في اليهودية والمسيحية، تُعتبر الأضحية جزءًا من التاريخ والتقاليد الدينية التي تُمارس بطرق مختلفة أو تُذكر في الصلوات والعبادات.
رؤية السلفيين لعبادة الأضحية تتمثل في اعتبارها شعيرة من شعائر الإسلام التي شرعها الله لعباده، وهي قربة يتقرب بها المسلمون إلى الله في عيد النحر. ويرون أن الأضحية لا تقتصر على الفقراء فقط بل يجوز لصاحب الأضحية أن يأكل منها ويُطعم البائس الفقير. أما بالنسبة للخلاف بين السلفيين وأصحاب قضية إصلاح الخطاب الديني، فهو يتمحور حول عدة نقاط:- المنهجية السلفيون يتبعون منهجًا يستند إلى الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح، ويؤكدون على أهمية التصفية والتربية. يرون أنه يجب فهم الإسلام فهماً صحيحاً من كل جوانبه ونشر هذا الفهم الصحيح بين الأمة المسلمة.

التجديد والإصلاح و أصحاب قضية إصلاح الخطاب الديني يدعون إلى تجديد الفكر الديني وتطويره ليتوافق مع متطلبات العصر والتحديات المعاصرة.
التعامل مع الواقع و السلفيون يميلون إلى التمسك بالنصوص الدينية والفهم التقليدي، بينما أصحاب الإصلاح يسعون لتفسير النصوص بما يتناسب مع الواقع الحالي.
هذه الاختلافات تعكس تنوع الآراء والمناهج داخل الفكر الإسلامي وتُظهر كيف يمكن للمسلمين أن يتبنوا مقاربات مختلفة في فهم وممارسة دينهم.
طقوس الأضحية في الإسلام لها دور مهم في تشكيل فهم وعبادة المسلمين، وتُعتبر وسيلة لتعزيز القيم الدينية والاجتماعية. من خلال الأضحية، يُعيد المسلمون التأكيد على التزامهم بالتعاليم الإسلامية ويُظهرون استعدادهم للتضحية في سبيل الله. كما أنها تُعلم المسلمين أهمية الإحسان والعطاء ومساعدة الآخرين، مما يُعزز التكافل الاجتماعي.
الأضحية تُعد أيضًا فرصة للتفكير في الذات ومراجعة السلوكيات، حيث يُمسك المسلمون عن قص الشعر والأظافر منذ رؤية هلال ذي الحجة حتى يُضحوا، مما يُعد تعبيرًا عن الطاعة.

*بعض الكتب المهمة في هذا المجال: مباحث في فقه العبادات ومسائلها المعاصرة: تأليف أ.د. حسن عبدالغني أبو غدة، وهو كتاب يتناول مختلف جوانب فقه العبادات بما في ذلك الأضحية، مع التركيز على المسائل المعاصرة

أحكام الأضحية في الفقه الإسلامي: تأليف محمد الهزاع، ويقدم بحثًا مستقلًا يبين أحكام الأضحية بشكل مبسط ويتطرق إلى مشروعية الأضاحي وفضلها

فقه الأضحية: متوفر في مكتبة مركز الإمام الألباني، ويقدم تفصيلًا لأحكام الأضحية وفقًا للكتاب والسنة

أحكام الأضحية في الكتاب والسنة: يقدمه عبد القادر الأرناؤوط، ويتناول الأحكام الخاصة بالأضحية استنادًا إلى القرآن والسنة

المفصل في أحكام الأضحية: تأليف حسام الدين بن موسى محمد بن عفانة، وهو كتاب يقدم تفصيلًا دقيقًا لأحكام الأضحية.

هذه الكتب تُعد مصادر قيمة للفهم العميق لأحكام الأضحية وتطبيقاتها في الفقه الإسلامي، وتُساعد في إثراء المعرفة الدينية للمسلمين المعاصرين.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • توجه سيدنا رسول الله إلى منى للنحر ورمي الجمرات
  • أفعال مستحبة في يوم عرفة: دليل المسلم على الأعمال الصالحة
  • يوم عرفة: يوم المغفرة والرحمة
  • الأضحية بين الأزمنة والأديان- فهم مشترك وممارسات متنوعة
  • أفضل الأعمال في يوم عرفة: فرصة للتقرب إلى الله
  • أدعية يوم عرفة.. يوم إجابة الدعاء
  • كيف تعامل الرسول مع المنافقين؟
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: كيف وصلتنا السُّنة؟ (6)
  • أعمال اليوم الحادي عشر من ذي الحجة.. شعائر مباركة ودعاء خالص
  • بري اعتذر عن عدم تقبل التهاني بالعيد