رسائل أميركية لتل أبيب بضرورة إبرام صفقة تبادل
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
نقل موقع أكسيوس الإخباري عن مصادر مطلعة أن المبعوث الأميركي بريت ماكغورك أبلغ الإسرائيليين بضرورة التوصل إلى اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإرسال وفد إلى محادثات باريس، في حين أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن حكومة بنيامين نتنياهو ستمنح وفدها التفاوضي صلاحيات أوسع.
وأخبر ماكغورك -الذي يزور تل أبيب حاليا- الجانب الإسرائيلي بأن إدارة الرئيس جو بايدن ترى حاجة ملحة للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بسبب ظروف المحتجزين الإسرائيليين واقتراب شهر رمضان، وفقا لما نقله موقع أكسيوس.
وحسب المصادر ذاتها، فقد حث المسؤول الأميركي إسرائيل على إرسال وفد إلى محادثات باريس المزمع عقدها غدا الجمعة بمشاركة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ومسؤولين قطريين ومصريين.
ونقل ماكغورك رسالة إلى الإسرائيليين بوجود تقدم في المفاوضات بين حماس والوسطاء القطريين والمصريين وبأن الحركة "مستعدة لإبداء مرونة"، وفقا لتقرير أكسيوس.
وتعد هذه ثاني جولة من نوعها في باريس بمشاركة رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية للتوصل إلى تفاهمات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
وعقدت المحادثات السابقة في العاصمة الفرنسية أواخر الشهر الماضي وأسفرت عن وضع إطار لاتفاق محتمل، ثم أعقبها اجتماع في القاهرة يوم 13 فبراير/شباط الجاري.
وانتهت مباحثات القاهرة بمغادرة الوفد الإسرائيلي بقيادة رئيس الموساد ديفيد برنيع دون تحقيق تقدم، وسط خلافات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والمسؤولين الأمنيين بشأن صلاحيات التفاوض وتفاصيل الصفقة المحتملة.
وفي حين تريد إسرائيل والولايات المتحدة اتفاقا مرحليا يشمل هدنة مؤقتة يتم خلالها الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، تشدد حماس على أن أي اتفاق يجب أن يفضي لوقف نهائي لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، والإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.
ماكغورك يلتقي غالانت
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية اليوم بأن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أبلغ ماكغورك خلال لقائهما بأن الحكومة ستمنح "الوفد المفاوض تفويضا أوسع من أجل إطلاق سراح المحتجزين، وفي الوقت نفسه سنعزز توسيع العملية البرية في غزة".
ولم تذكر الهيئة تفاصيل بشأن الصلاحيات الجديدة للوفد الإسرائيلي المفاوض.
ووصل ماكغورك -وهو منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- إلى إسرائيل الخميس بعد زيارة إلى مصر لبحث سبل التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة لفترة ممتدة.
في تلك الأثناء، قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين لموقع "والا" الإخباري إن "من الواضح أنه يجب دفع أثمان باهظة ومؤلمة لإعادة المختطفين ولكن ليس بأي ثمن".
ورأى كوهين أن أحد مطالب حماس "هو أن نخسر الحرب ولا يمكننا أن نوافق على ذلك"، كما ذكر أن هناك من يريد من إسرائيل "خفض أولويات أهداف الحرب، وليس من الصواب أن نفعل ذلك".
وتقدم الولايات المتحدة دعما سياسيا واسعا لإسرائيل في حربها على غزة فضلا عن جسر جوي لتزويدها بآلاف الأطنان من الأسلحة، لكنها حثتها في الآونة الأخيرة على التوصل لهدنة ممتدة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى في ظل استمرار الحرب لأكثر من 4 أشهر من دون إنجاز الأهداف الإسرائيلية المعلنة بالقضاء على حماس وإعادة المحتجزين.
وفي سياق متصل، دعا عضوان في مجلس الشيوخ الأميركي اليوم إلى وقف المساعدات لإسرائيل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
وقالت السيناتورة إليزابيث وارن "أريد التأكيد على مدى فظاعة نتنياهو، ويجب على بايدن أن يكبح جماحه هو ورفاقه اليمينيين".
ورأت وارن أن تجميد المساعدات العسكرية لأي دولة تنتهك الحماية الدولية للمدنيين سيكون "تغييرا جذريا"، وأكدت في الوقت نفسه أن الأمن في الشرق الأوسط يعتمد على إقامة دولة فلسطينية.
من جانبه، قال السيناتور بيرني ساندرز "لا يمكننا مواصلة منح نتنياهو وحكومته مليارات الدولارات لمواصلة حربهم ضد الفلسطينيين".
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وكانت الوساطة القطرية المصرية قد أفضت إلى هدنة بين حماس وإسرائيل لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات محدودة إلى غزة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
اتفاق غزة.. موعد تبادل الأسرى لا يزال غير محسوم.. وحماس تؤكد: نزع السلاح غير وارد
رغم مرور أكثر من 24 ساعة على بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا يزال موعد تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس غير محدد بشكل رسمي، وسط تقديرات إسرائيلية بأن العملية قد تبدأ صباح الاثنين، بينما تبقى احتمالات المفاجأة واردة.
وتشير تقديرات أمنية إسرائيلية إلى أن حماس قد تعمد إلى تسريع تنفيذ الصفقة، ربما يوم الأحد، لتفادي تزامنها مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إسرائيل، أو لإنهائها قبل وصوله.
حماس: نزع السلاح "غير وارد"
في تصريحات بارزة، أكد مسؤول في حركة حماس، أن نزع سلاح الحركة وهو أحد البنود المحورية في الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب "أمر غير مطروح للنقاش أو التفاوض". وقال لوكالة "فرانس برس" إن تسليم السلاح "غير وارد على الإطلاق".
الاستعدادات اللوجستية والجدل حول قوائم الأسرى
وفقا للاتفاق المبرم، من المتوقع أن يتم تسليم الأسرى الأحياء دفعة واحدة إلى الصليب الأحمر، في خطوة تختلف عن الصفقات السابقة التي نفذت على مراحل. أما الجثث فستسلم لاحقًا، بعد جمعها في نقطة محددة.
وترجح مصادر إسرائيلية أن حماس تحتاج لبعض الوقت لإنهاء الاستعدادات اللوجستية لنقل الأسرى من أماكن احتجازهم إلى موقع التسليم.
وفي الجانب الفلسطيني، بدأت تظهر احتجاجات داخل حماس، مع اعتراض بعض مسؤوليها على أن من بين 250 أسيرا سيفرج عنهم، فقط 195 محكومون بأحكام مؤبدة، معتبرين أن الصفقة لم تلب التوقعات.
لكن إسرائيل أكدت أن قائمة الأسرى تم الاتفاق عليها مسبقًا مع الوسطاء وصادقت عليها الحكومة، وبالتالي لا يمكن تعديلها.
خلافات حول الأسماء وإمكانية التأجيل
نقل موقع "بي بي سي" عن مسؤول فلسطيني أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف طلب منه طرح مسألة الإفراج عن سبعة أسرى بارزين، من بينهم أحمد سعدات ومروان البرغوثي، غير أن إسرائيل رفضت ذلك بشكل قاطع.
ورغم بقاء بعض الخلافات حول الأسماء، ترى مصادر فلسطينية أن حماس "لا تملك خيارًا" سوى الالتزام بما تم الاتفاق عليه.
وفي المقابل، ظهرت دعوات داخل الحركة تطالب بـ"تفجير الاتفاق"، لكن هذا السيناريو لا يعد مرجحًا في الوقت الراهن.
اتصالات من داخل السجون واستعدادات إسرائيلية
قالت عائلات فلسطينية إن أبناءها الأسرى تواصلوا معهم من داخل السجون الإسرائيلية، وأبلغوهم بأن أسماءهم وردت ضمن قائمة المفرج عنهم.
وتشير التقديرات إلى أن التغيير الوحيد المحتمل هو رفض بعض الأسرى المبعدين إطلاق سراحهم، كما حدث في صفقات سابقة، وفي هذه الحالة سيتم استبدالهم بأسماء بديلة تمت الموافقة عليها مسبقًا.
فريق دولي للبحث عن جثامين الأسرى
في إسرائيل، بدأت التحضيرات لاستقبال 20 أسيرًا على قيد الحياة، يتوقع أن تكون حالات بعضهم الصحية معقدة بعد عامين من الأسر، حيث سيتم نقلهم مباشرة إلى المستشفيات بمرافقة فرق طبية ميدانية.
كما ستباشر فرَق دولية تضم ممثلين عن الولايات المتحدة، مصر، تركيا، قطر وإسرائيل مهمة البحث عن جثث الأسرى القتلى، باستخدام معلومات استخباراتية دقيقة.
عودة النازحين ومطالب إنسانية
في غزة، أعلن الدفاع المدني أن أكثر من 500 ألف نازح فلسطيني عادوا إلى شمال القطاع منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن العودة جرت خلال اليومين الماضيين.
من جانبها، طالبت منظمات إنسانية إسرائيل بفتح معابر إضافية لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وجود أمريكي وتنسيق إقليمي
وصل نحو 200 جندي أمريكي إلى إسرائيل ضمن الاستعدادات لتنفيذ الاتفاق، وسيتولون مهام الدعم والتنسيق من مركز سيتم إنشاؤه داخل إسرائيل، يتعامل مع القضايا المرتبطة بقطاع غزة حتى تشكيل حكومة دائمة هناك.
وفي سياق التحركات الدبلوماسية، من المتوقع أن يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصر يوم الاثنين، بعد زيارته لإسرائيل، حيث سيشارك في حفل رمزي لتوقيع الاتفاق في مصر، بحضور عدد من الزعماء الأوروبيين، في حين لم توجه الدعوة لأي مسؤول إسرائيلي لحضور هذا الحدث.