أبرزهم روحاني وجنتي.. وجوه سياسية معروفة تغيب عن انتخابات إيران
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
طهران- مع انطلاق الحملات الدعائية للانتخابات البرلمانية ومجلس خبراء القيادة في إيران تبيّن أنه فضلا عن الآلية الرقابية لمجلس صيانة الدستور التي رفضت أهلية 25% من المتقدمين للترشح فإن القانون الانتخابي الجديد غيّب عددا آخر من الوجوه البارزة في البرلمان.
وتقدم الجزيرة نت نبذة مختصرة عن أبرز الوجوه السياسية التي غابت عن المعترك الانتخابي المقرر في الأول من مارس/آذار المقبل:
بعد مضي عامين ونصف العام فقط على مغادرته القصر الرئاسي رفض مجلس صيانة الدستور أهلية الرئيس السابق حسن روحاني للترشح إلى مجلس خبراء القيادة، وذلك بعد أن قضى روحاني 8 أعوام من عمره رئيسا للبلاد و20 عاما نائبا في البرلمان و25 عاما عضوا ثابتا في مجلس خبراء القيادة.
وكان روحاني بين عامي 2003 و2005 كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، كما أنه عضو في مجمع علماء الدين المجاهدين الذي يضم رجال دين محافظين.
وبعد رفض طلبه الترشح لانتخابات المجلس أصدر روحاني بيانا دعا فيه الشعب إلى المشاركة في الانتخابات، موضحا أن "الأقلية الحاكمة تريد رسميا وعلنا التقليل من مشاركة الشعب في الانتخابات وإبعاد الانتخابات والصندوق عن تحديد مصير الشعب حتى تتمكن من تحديد مصيره بقراراتها".
رفض مجلس صيانة الدستور التصديق على أهلية وزير الاستخبارات الإيراني السابق محمود علوي بعد تسجيله للترشح في انتخابات مجلس خبراء القيادة، وذلك رغم تأييد المجلس أهلية نجله محسن علوي لخوض السباق الانتخابي.
وإلى جانب أنه قاد وزارة الاستخبارات الإيرانية 8 سنوات خلال حكومتي الرئيس السابق حسن روحاني كان علوي نائبا في البرلمان الإيراني لمدة 16 عاما وعضوا في مجلس خبراء القيادة طوال 8 أعوام مضت، كما مثّل المرشد الأعلى علي خامنئي في الدائرة العقائدية السياسية بالجيش الإيراني طوال 10 أعوام.
بعد أن قضى السياسي المخضرم ورجل الدين المحافظ أحمد جنتي لاداني 43 عاما عضوا فقيها في مجلس صيانة الدستور -ترأس خلال 31 عاما منها المجلس المكلف بالإشراف على الانتخابات- أعلن أحد أقاربه أن الرجل البالغ من العمر 97 عاما لم يقدم طلبا للترشح لانتخابات مجلس خبراء القيادة المقررة مطلع مارس/آذار المقبل.
ورغم أن المصدر المقرب من جنتي لم يعلن حينها السبب الحقيقي لعزوفه هذه المرة عن خوض المعترك الانتخابي فإن الصحافة الإيرانية عزت السبب إلى تقدمه في السن.
ويحجم جنتي عن خوض التنافس الانتخابي للفوز بمقعد في مجلس خبراء القيادة لأول مرة بعد أن كان عضوا ثابتا في جميع دورات المجلس الخمس زهاء 40 عاما، وتقلد رئاسته خلال السنوات الثماني الماضية.
وعُرف عن جنتي أنه من صقور التيار المحافظ ومدافع قوي عن نظرية ولاية الفقيه، إذ يتهمه معارضوه باستغلال منصبه في مجلس صيانة الدستور لتصفية خصومه السياسيين ورفض التصديق على ترشيحهم في الانتخابات.
آية الله محمد إمامي كاشاني، سياسي مخضرم ورجل دين محافظ، ارتبط اسمه بصلاة الجمعة في طهران ونبرته الهادئة في خطبها طوال أكثر من 4 عقود رغم تقلده مناصب رسمية وقضائية عديدة وعضويته في مجلسي صيانة الدستور وخبراء القيادة.
وقبل أن تنتهي ولاية مجلس خبراء القيادة الراهن تقدم كاشاني بطلب للترشح لانتخابات المجلس المقبلة، وقد حصل على الأهلية اللازمة، لكنه انسحب من المعترك الانتخابي قبل انطلاق الحملات الدعائية، مما أثار شكوكا بشأن رفض مجلس صيانة الدستور أهليته للترشح.
وجاءت التقارير الإعلامية المشككة بتأييد أهلية كاشاني إثر اتهامات وجهها النائب الأسبق عباس باليزدار بشأن ضلوعه في قضية فساد مالي، مما حدا بالمتحدث باسم مجلس صيانة الدستور هادي طحان نظيف أن يعلن لوسائل الإعلام الإيرانية أن انسحاب كاشاني (92 عاما) من التنافس الانتخابي يرتبط بتقدمه في العمر وحالته الصحية.
مصطفى مير سليم، سياسي مخضرم ورئيس المجلس المركزي لحزب "مؤتلفة" المحافظ، ارتبط اسمه بصقور التيار المحافظ، وعمل عقب انتصار الثورة الإيرانية مستشارا لوزير الداخلية، وكان عضوا بارزا في حزب "جمهوري إسلامي"، كما تولى منصب وزير الثقافة في الولاية الثانية من رئاسة علي أكبر هاشمي رفسنجاني (1993-1997).
ورغم أن البرلمان الإيراني الأول لم يوافق على توليه منصب رئاسة الوزراء بعد أن رشحه أول رئيس في الجمهورية الإسلامية أبو الحسن بني صدر فإن فكرة تربع السياسي المحافظ على عرش رئاسة الجمهورية والبرلمان ظلت تراوده بين الفينة والأخرى، مما سوغ له الترشح للسباق الرئاسي عام 2017.
لكنه سرعان ما انسحب لمصلحة المرشح المحافظ إبراهيم رئيسي الذي خسر المنافسة أمام غريمه حسن روحاني، ليدخل مير سليم عام 2020 البرلمان نائبا عن العاصمة طهران.
وبعد تعديل قانون الانتخابات عام 2023 الذي يحدد السن الأقصى للمرشحين بـ45 عاما لم يتمكن مير سليم (76 عاما) من الترشح للانتخابات البرلمانية عام 2024.
قاسم ساعديقاسم ساعدي، سياسي عربي إيراني من محافظة خوزستان جنوب غربي البلاد، فاز في الانتخابات البرلمانية في دورتين متتاليتين، العاشرة والـ11، مثّل أهالي الخفاجية والحويزة لفترة 8 أعوام في السلطة التشريعية، ويُعرف بأنه بذل ما بوسعه لاستجواب وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي.
وردا على أسئلة وسائل الإعلام الإيرانية عما إذا كان سبب رفض أهليته يعود إلى انتقاده أداء الحكومة، قال ساعدي إن مجلس صيانة الدستور رفض التصديق على أهليته وفق المادة 31 بذريعة عدم التزامه بالشريعة الإسلامية.
السياسي الإيراني جلال رشيدي كوجي، سجل اسمه في الـ35 من عمره ضمن دائرة السياسيين الشباب الذين يدخلون البرلمان بعد أن تربع على مقعد محافظ شيراز في ريعان شبابه.
ورغم عضويته في الحرس الثوري الإيراني ودعم المؤسسة العسكرية له فإن بعض المراقبين يربطون بين سطوع نجمه مبكرا وبين فقدانه والده جليل متأثرا بإصابته خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).
عُرف عن كوجي مواقفه المعارضة لمشاريع وخطط حكومية عديدة، بما فيها مشروع قانون حماية حقوق مستخدمي مواقع التواصل وقانون الحجاب ومواجهة الفساد.
حشمت الله فلاحت بيشه، سياسي إصلاحي ودكتور في جامعة العلامة الطباطبائي، يُعرف بعلاقته الوطيدة مع وسائل الإعلام بعد أن جرب العمل الصحفي خلال أيام دراسة الجامعة في العاصمة طهران.
سبق أن فاز في الانتخابات البرلمانية في الدورات السابعة والثامنة والعاشرة، واشتُهر بمواقفه السياسية في لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية التي ترأسها تارة وتحدث باسمها تارة أخرى.
ورغم عضويته السابقة في البرلمان الإيراني والتي بلغت 12 عاما فإن مجلس صيانة الدستور رفض أهليته للترشح في انتخابات 2024.
لم يعلن مجلس صيانة الدستور سبب رفضه ترشح فلاحت بيشه، لكن بعض الأوساط السياسية الإيرانية تربط بين رفض أهلية السياسي الإصلاحي ومواقفه عام 2020، حيث كشف في مقابلة صحفية مع موقع "اعتماد أونلاين" عن تقديم بلاده مساعدات بقيمة 20 إلى 30 مليار دولار إلى سوريا، مؤكدا "علينا استعادة هذا المبلغ، لأن أموال شعبنا أنفقت هناك".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مجلس صیانة الدستور مجلس خبراء القیادة فی الانتخابات فی البرلمان حسن روحانی فی مجلس بعد أن
إقرأ أيضاً:
إيران تصدر أحكاما بالسجن على فرنسيين بتهمة التخابر لصالح إسرائيل وفرنسا
أصدرت السلطات القضائية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، أحكاما مطوّلة بالسجن على مواطنين فرنسيين اثنين، بعد إدانتهما بتهم خطرة، أبرزها التجسس لصالح إسرائيل وفرنسا والتآمر على الأمن القومي الإيراني، وذلك وفق ما أفاد به موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية في إيران.
وتم اعتقال الفرنسيين في مارس/آذار 2023 دون الكشف عن هويتهما رسميا، لكن مصادر مطلعة على القضية أكدت للصحافة الفرنسية "أن الأمر يتعلق بجاك باري (72 عاما) وسيسيل كولير (40 عاما).
وسبق أن اعتقل باري وكولير في 7 مايو/أيار 2022 في ختام عطلتهما داخل إيران، وهما يواجهان الآن اتهامات بالتجسس لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي.
ورغم المخاوف الأولية من إمكانية صدور حكم بالإعدام عليهما، فإن المحكمة قضت بالسجن لفترات طويلة، حيث جاءت الأحكام كالآتي:
المتهم الأول:
6 سنوات بتهمة التجسس لصالح الاستخبارات الفرنسية. 5 سنوات بتهمة التآمر لارتكاب جرائم ضد الأمن القومي. 20 عاما في المنفى بتهمة التعاون الاستخباري مع "النظام الصهيوني".المتهم الثاني:
10 سنوات بتهمة التجسس لصالح الاستخبارات الفرنسية. 5 سنوات بتهمة التآمر ضد الأمن القومي. 17 سنة بتهمة المساعدة في التعاون الاستخباري مع إسرائيل.ويُطبق النظام القضائي الإيراني مبدأ الإدغام، ما يعني أن العقوبة الأشد فقط هي التي تُنفذ فعليا، بينما تبقى بقية الأحكام رمزية. وأفاد موقع "ميزان أونلاين" أن المحكومين لديهما مهلة 20 يوما لاستئناف الأحكام.
بدورها، امتنعت وزارة الخارجية الفرنسية عن التعليق عما إذا كانت الأحكام المعلنة تخص باري وكولير، أم تخص فرنسيين آخرين.
ويأتي الإعلان عن الأحكام بعد أكثر من شهر على تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، التي كشف فيها عن تقدم كبير في مفاوضات تبادل سجناء مع فرنسا.
إعلانوأوضح عراقجي أن الاتفاق شبه منجز، ويتضمن إطلاق سراح فرنسيين معتقلين في إيران، مقابل الإفراج عن مهديه إسفندياري، وهي مواطنة إيرانية أوقفتها السلطات الفرنسية في فبراير/شباط الماضي بتهمة "التحريض على الإرهاب" عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعتبر طهران توقيف إسفندياري "اعتقالا تعسفيا"، في حين رفعت فرنسا قضيتها إلى محكمة العدل الدولية في وقت سابق من هذا العام، متهمة إيران بانتهاك اتفاقية فيينا بشأن الوصول القنصلي. لكن باريس سحبت القضية لاحقا عقب تصريحات عراقجي عن قرب التوصل لاتفاق تبادل.
وفي سياق متصل، أفرجت طهران، الأسبوع الماضي، عن المواطن الفرنسي-الألماني لينارت مونتيرلوس (19 عاما)، الذي أوقف في 16 يونيو/حزيران الماضي في بندر عباس، جنوبي إيران بتهمة التجسس، أثناء توجهه نحو الحدود الأفغانية.