أعرب المتحدث الرسمي باسم السفارة الأمريكية فى القاهرة، بيتر وينتر، عن سعادته بإقامة معرض الصور الفوتوغرافية للمصور الأمريكي "إد كاشي"، والذي أقيم تحت عنوان "مدينة الموتى ما قبل 30 عام"، في قلعة صلاح الدين، أحد أهم المناطق الأثرية بالقاهرة.
وقال وينتر في تصريحات للصحفيين على هامش الافتتاح: "إنه -المعرض- مثال حي ورائع للتعاون بين مصر والولايات المتحدة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي".

بيتر ونتر المتحدث الرسمي باسم السفارة الأمريكية بالقاهرة 


وأضاف إن بلاده تدعم الجهود المبذولة للحفاظ على هذه المواقع الأثرية المهمة "وهذا يساهم في إعلاء قيمة تلك المناطق الأثرية، ما يؤثر بشكل إيجابى على السياحة والقيمة الاقتصادية العائدة منها".
وأشار وينتر إلى أن هناك العديد من المشاريع المختلفة بين مصر والولايات المتحدة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي "ففي الماضي، قامت الولايات المتحدة بدعم مشاريع الحفاظ على التراث الثقافي بأكثر من 120 مليون دولار، ومن ضمن هذه المشروعات كان مشروع ترميم ضريح الإمام الشافعي، وإنشاء مركز خدمة زوار مسجد الإمام الشافعي".
وأعرب وينتر عن سعادته بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان لضريح الإمام، واصفا الزيارة بأنها "شيء رائع".
واستكمل وينتر حديثه بمشاركة بعض من ذكرياته عن مصر، بالحديث عن والدته التي قامت بزيارة القاهرة في القرن الماضي، وجلبت معها الكثير من التذكارات والقصص حول الحضارة المصرية، لافتا إلى أن هذا كان من الأسباب التي دفعته لتعلم اللغة العربية، واصفا شعوره بقوة الاماكن والمواقع التاريخية في مصر.


الدعم الثقافي

بعد ذلك تحدث وينتر عن اختيار القلعة لتكون أحد الاماكن المستضيفة للفعاليات المدعومة من السفارة الأمريكية، قائلا إن المعرض جاء ضمن فعاليات "اسبوع القاهرة للتصميم"، والذي تدعمه سفارته ضمن عدد من الشركاء الدوليين.
وأشار المتحدث باسم سفارة الولايات المتحدة إلى أن السفارة قامت بتنظيم العديد من الفعاليات السابقة، في حديقة الأزهر، ومدينتي الأقصر والإسكندرية، مشيرا إلى أن السفيرة الأمريكية هيرو مصطفى، سافرت إلى مدينة الاسكندرية للمشاركة في فعاليات "أسبوع الإسكندرية للتصوير".


وعن وجود خطط لتوسيع خريطة الفعاليات الثقافية في جميع أنحاء مصر، قال وينتر إنها "أهمية قصوى للسفارة"، حسب تعبيره، وخاصة في الإسكندرية "فقد كان شيئا مهما لشركائنا في الإسكندرية، ونحن نتطلع لإقامة فعاليات أخرى في أسوان والأقصر والمنيا وسوهاج.
وأكد أنه رغم الظروف الدولية والإقليمية المتوترة، لم يتوقف عمل السفارة في دعم الفعاليات والأنشطة الفنية والثقافية في مصر "وهناك العديد من المشروعات التي تدعمها السفارة حاليا، مثل مهرجان الرقص المعاصر Breaking Walls، الذي افتتح قبل يومين في المعهد الثقافي الإيطالي بالقاهرة، وهو تجربة جديدة ومختلفة". 


وعدد وينتر عددا من الفعاليات الثقافية التي دعمتها الولايات المتحدة مؤخرا، منها "اسبوع الإسكندرية للتصوير"، و"اسبوع القاهرة للتصوير"، و"اسبوع القاهرة للتصميم"، بالإضافة إلى التعاون مع مهرجان الإسماعيلية السينمائي، ومهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، وأيضا العمل على توفير بعض المنح لصناع الأفلام المصريين".
وأوضح وينتر معايير اختيار المشاريع والمواقع التي تساهم الولايات المتحدة في دعم ترميمها وإعادة تأهيلها.
وقال إن وزارة الخارجية والسفارة الأمريكية لديهما "صندوق السفراء" للحفاظ على الثقافة "لذلك نقوم بتوجيه دعوة مفتوحة للمؤسسات والأفراد لتقديم الأفكار والمقترحات، واستقصاء أهمية تلك الأماكن وأوضاعها، والتي يتم مراجعتها قبل اتخاذ القرار".
وأكد: "في كل هذا، نحن نعمل بشكل وثيق مع الحكومة المصرية، فعلى سبيل المثال مشروع ترميم ضريح الإمام الشافعي تعاونت فيه الحكومة الأمريكية ووزارة السياحة والآثار، وعدة وزارات وهيئات مصرية. فقد كان ذلك المشروع أولوية للحكومتين المصرية والأمريكية، لذلك تقابلت اهتمامات الحكومتين".

المصور الأمريكي إد كاشي
بعد 30 عام

من جانبه تحدث كاشي عن إقامة معرضه في مكان تاريخي كقلعة الجبل، أحد أشهر معالم القاهرة الإسلامية.
وقال إن واحد من الأسباب الهامة للعمل الوثائقي هو الاحتفاظ بلحظة معينة "خاصة في ظل وجودنا في عالم ملئ بالإعلام، ووسائل الاتصال، والصور، والمعلومات"، حسب قوله.
وأضاف: "وجود مثل هذا المعرض في مثل هذا المكان، وبعد 30 عاما من التقاط هذه الصور، هو شيء طالما حلمت به، لأنه يبرهن على أن ذلك العمل لا زال يمتلك قيمة كبيرة. ليس فقط لي، ولكن لكل من كان جزء من هذا العمل، خاصة وأن الصور يتم عرضها في المنطقة التي تم التقاطها فيها".
وعن مشروعه "مدينة الموتى"، قال كاشي إن فكرة هذا المشروع ولدت أثناء زيارته وصديقته في ذلك الوقت -والتي أصبحت زوجته لمدة تتجاوز الـ 30 عاما- لمصر، خلال عمل كاشي على مهمة لمجلة "ناشيونال جيوجرافيك" عن مشاكل الموارد المائية فى الشرق الأوسط. 


وروى: "كنا في بداية مسيرتنا المهنية، وهي -زوجته- كتبت القصة عن مدينة الموتى، وأنا التقطت الصور، وقضينا 3 أسابيع وسط المقابر من أجل العمل على المشروع".
ولفت كاشي إلى أنه، خلال تواجده في مصر، قام بتنظيم عدة ورش عمل حول التصوير للمصورين المصريين الشباب، بالإضافة إلى عمل مراجعة لعدة ملفات لمصورين مصريين، والمشاركة في مائدة مستديرة عن التصوير والعمل الفوتوغرافي، إلى جانب ترشيح بعض المصورين المصريين للمشاركة في عدة فعاليات عالمية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مدينة الموتى المتحدث باسم السفارة الأمريكية السفارة الأمريكية السفارة الأمریکیة الولایات المتحدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

آفاق العلاقات السورية ـ الأمريكية

منذ تسلمه السلطة في سورية عام 1970، أي في ذروة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، لم يتبع حافظ الأسد سياسة أحادية الجانب، سواء في سياساته المحلية أو الإقليمية أو الدولية.

ورغم انحيازه التام للاتحاد السوفييتي أيديولوجيا وعسكريا، إلا أن الأسد الأب لم يجعل سورية تابعا آليا لموسكو، كما هو حال كوبا وكوريا الشمالية، إذ ترك مسافة معها تسمح له باتباع سياساته الخاصة، في عالم لا يمكن فيه إطلاقا تجاهل قوة الولايات المتحدة، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط، حيث إسرائيل غاشمة عليه.

من هنا، جهد الأسد على عدم وصول العلاقات مع الولايات المتحدة إلى نقطة الصفر السياسي، فلعب في الساحة الإقليمية، خصوصا في لبنان ومع المقاومة الفلسطينية، وفق مقاربة لا تتجاوز الخطوط الحمر الأمريكية، فيما فتح قنوات خلفية بين استخبارات البلدين، زودت دمشق من خلالها واشنطن بمعلومات حول التنظيمات الإسلامية الراديكالية، إضافة إلى التزامه الاتفاق مع هنري كيسنجر أثناء اتفاقية فك الاشتباك مع إسرائيل عام 1974، بأن تبقى جبهة الجولان هادئة عسكريا.

ومع ممارسته السياسة في إطار فن الممكن، وإدراكه لموازين القوى الإقليمية والدولية، أصبحت سورية الأسد بنظر الولايات المتحدة دولة غير صديقة، لكنها في المقابل دولة ليست عدوة.

الأسد الإبن

بضغط إيراني، وغياب روسي، وسذاجة سياسية للأسد الابن، قامت سوريا ببناء مفاعل نووي عام 2007، سرعان ما دمرته إسرائيل قبل أن يكتمل.

شكلت هذه الخطوة خروجا على الخطوط الحمر الأمريكية ـ الإسرائيلية، وأظهرت الأسد الإبن رجل يفتقر للمهارة السياسية وموازين القوى في المنطقة كوالده.

وعلى الرغم من شدة التوتر السياسي بين الدولتين عقب الاحتلال الأمريكي للعراق، وتحول سورية إلى منصة لتدريب وإرسال المجاهدين للعراق، سرعان ما أدركت الدولة العميقة السورية خطورة وحدة الموقف الأمريكي من سورية، فعمدت الأخيرة منذ عام 2009، إلى الانسحاب سياسيا وعسكريا من العراق، في وقت بدأت تمرر معلومات استخباراتية للأمريكيين حول المنظمات الإرهابية.

على الرغم من شدة التوتر السياسي بين الدولتين عقب الاحتلال الأمريكي للعراق، وتحول سورية إلى منصة لتدريب وإرسال المجاهدين للعراق، سرعان ما أدركت الدولة العميقة السورية خطورة وحدة الموقف الأمريكي من سورية، فعمدت الأخيرة منذ عام 2009، إلى الانسحاب سياسيا وعسكريا من العراق، في وقت بدأت تمرر معلومات استخباراتية للأمريكيين حول المنظمات الإرهابية.ومرة ثانية، بقيت سورية بالنسبة للولايات المتحدة، دولة غير صديقة، لكنها أيضا غير عدوة.

وطوال العقود الأربعة من عام 1970 وحتى عام 2010، بل وحتى عام 2025، لم تفكر الولايات المتحدة إطلاقا بجر سورية إلى فلكها، فهي تدرك تماما طبيعة تكوين سورية القومي، حكومة وشعبا، وأن المسألة الإسرائيلية بالنسبة للسوريين خطا أحمرا لا يمكن تجاوزه.

الثورة السورية

منذ اندلاع الثورة السورية، وخصوصا في بداياتها السلمية، لم تمارس الولايات المتحدة ضغطا كبيرا على سوريا، لسببين رئيسيين:

الأول، لأن الولايات المتحدة لا تمتلك في سورية أدوات الضغط، حيث لا علاقات اقتصادية ولا عسكرية، من خلالها يمكن أن تمارس الضغط.

الثاني، أن الولايات المتحدة وإن امتلك أوراق الضغط على دمشق، فهي غير راغبة بإسقاط نظام الحكم، بقدر ما كانت راغبة في مراقبة الوضع.

ولما انتقلت الثورة إلى العنف المسلح بسبب لجوء النظام إلى العمل العسكري، وجدت واشنطن في ذلك فرصة لتدمير سورية.

هكذا، منعت واشنطن حلفاء الثورة الإقليميين، لا سيما تركيا والسعودية، بعدم إعطاء الثوار أسلحة متطورة من شأنها أن تساهم في إسقاط النظام السوري عسكريا.

قامت الاستراتيجية الأمريكية على مقاربة مفادها أن الوضع في سورية سينتهي يوما ما بسقوط النظام من داخله، وحتى تلك اللحظة تكون سورية مدمرة على كافة الصعد بما يخدم الأمن الإقليمي الإسرائيلي، وعندها تكون سورية ورقة بيضاء، أو بلدا خاما.

مرحلة الشرع

مع رفع الرئيس دونالد ترمب العقوبات الاقتصادية عن سوريا، بدأت صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين الدولتين.

قرار ترمب رفع العقوبات الاقتصادية في الرياض كان مفاجئا للأوساط السياسية والاقتصادية الأمريكية في توقيته، لكنه لم يكن مفاجئا في ضوء المقاربة الاستراتيجية الأميركية تجاه سورية الجديدة.

قبل قمة الرياض الثلاثية (ترمب، بن سلمان، الشرع)، جرت لقاءات أمريكية سورية عديدة:

ـ في 20 ديسمبر الماضي، زارت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف دمشق والتقت الشرع.

ـ وفد من الكونجرس زار دمشق يوم 18 أبريل 2025، ضم عضوي الكونجرس الأمريكي كوري ميلز ومارلين ستوتزمان.

ـ في 21 إبريل الماضي، زار وفد وزاري سوري ضم وزيري الخارجية والمالية وحاكم المصرف المركزي واشنطن، في إطار المشاركة في اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

ـ في 15 مايو الماضي، اجتمع وزير الخارجية أسعد الشيباني مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو في ولاية أنطاليا جنوبي تركيا بحضور نظيرهما التركي هاكان فيدان.

على الرغم من أهمية هذه اللقاءات ودورها في فهم الولايات المتحدة للحكام الجدد في سورية، إلا أن ثمة أربعة عوامل رئيسية أدت إلى قرار ترمب رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وفتح صفحة جديد في العلاقات بين الدولتين.

قرار ترمب رفع العقوبات الاقتصادية في الرياض كان مفاجئا للأوساط السياسية والاقتصادية الأمريكية في توقيته، لكنه لم يكن مفاجئا في ضوء المقاربة الاستراتيجية الأميركية تجاه سورية الجديدة.الأول، مراقبة واشنطن لرد فعل السلطة السورية إزاء الهجمات العسكرية الإسرائيلية الهائلة على سورية منذ سقوط نظام الأسد، وقد حظي الهدوء السوري ورد الفعل السلمي الرافض لأي حرب مع إسرائيل اهتمام البيت الأبيض.

الثاني، تفاصيل اللقاء بين ترمب والشرع في الرياض، وما جرى بينهما من تفاهمات حيال العقة السورية الإسرائيلية، حيث أكد الشرع على أن سورية لن تكون دولة معادية لإسرائيل، وأنها على استعداد لإقامة سلام معها يعيد الجولان كاملة.

الثالث، عقلية ترمب التجارية، حيث يسعى إلى يكون للولايات المتحدة الدور الرئيس في إعادة الإعمار، بعدما سارعت الصين إلى تقديم مناقصات للمشاركة في إعادة الإعمار.

الرابع، أدرك ترمب أن بقاء العقوبات الاقتصادية سيؤدي بالضرورة إلى خسارة سورية، ودفعها مجددا نحو الشرق بحكم الأمر الواقع، أو على الأقل استغلال روسيا والصين لهذا الوضع للتحرك في الساحة السورية.

فضلا عن ذلك، فإن استمرار العقوبات الاقتصادية سيضع سورية في عنق الزجاجة، الأمر الذي قد يؤدي إلى ردكلة السياسة السورية الإقليمية وفسح المجال لتجدد التطرف والإرهاب، أي عدم استقرار سورية، وبالتالي تهديد الاستقرار الإقليمي.

وجاءت مسألة المقاتلين الإيغور في سورية لتؤكد مجددا على براغماتية الشرع من جهة وعلى أن التفاهمات السورية الأمريكية وصلت لأدق التفاصيل.

هنا، تبدو الولايات المتحدة تسير في اتجاه مغاير، بل متناقض للاستراتيجية الإسرائيلية حيال سورية، ومع أن البيت الأبيض قادر على لجم إسرائيل وإجبارها على القبول بالضفقة الجديدة، إلا أن الأخيرة لديها هوامش لا يستهان بها للعمل على عرقلة التفاهمات السورية الأمريكية.

غير أن السؤال الرئيس الذي يحتاج إلى إجابة، هل ستصبح سوريا جزءا من الفلك الأمريكي؟

أغلب الظن نعم، ولكن على الطريقة السورية، ذلك أن الأيديولوجيا الدينية لدى الحكام الجدد من جهة، وتاريخ من الوعي الجمعي السوري المعادي لإسرائيل والمدافع عن فلسطين من جهة ثانية، لن يجعل سورية أداة للإسرائيليين في المنطقة على غرار بعض الدول العربية.

مقالات مشابهة

  • مقترح إيراني على طاولة أميركا قريبا.. والتخصيب "خط أحمر"
  • زيزو: السفارة الأمريكية كانت غلطة.. والبيان صدر بالاتفاق مع مسؤول في الزمالك
  • زيارة السفارة الأمريكية أكبر أخطائي| «زيزو» يكشف أسرار انتقاله للأهلي
  • آفاق العلاقات السورية ـ الأمريكية
  • المتحدث باسم اليونيسف: ليس هناك مبرر لقـ تل الأطفال في غزة
  • الإدارة الأميركية توجه طلبا لجماعة الحوثي في اليمن وتحذر من طمس معالم قضية المحتجزين
  • الجيش الإسرائيلي: لن نسمح لحزب الله بإنتاج أسلحة مجددا أو بإعادة تنظيم نفسه
  • الجيش الإسرائيلي تعليقًا على مقتل الجنود في خانيوس: هذا يوم صعب
  • واشنطن تجدد مطالبتها بالإفراج الفوري عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات والبعثات الدبلوماسية في اليمن
  • الجيش الإسرائيلي يعلن رسميًا مقتل 4 جنود بهجوم خانيوس جنوب قطاع غزة