ليلة النصف من شعبان انتهت.. فهل خسرت دعاء المعجزات؟ علي جمعة: لديك فرصة
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
انقضت ليلة النصف من شعبان منذ ساعات، وهناك من لم يستطيعوا اغتنامها، بما يطرح سؤال: “هل فاتك ليلة النصف من شعبان بأذان الفجر وخسرت دعاء المعجزات فيها؟”، والذي تنبع أهميته من فضل تلك الليلة العظيم، والتي تحمل في لحظاتها كثيرًا من الجبر الذي نحتاجه جميعًا في حياتنا الدنيوية وقد ملأتها المصائب والابتلاءات والكروب، لذا فإن سؤال: “هل فاتك ليلة النصف من شعبان مع أذان الفجر؟”، يستحق البحث لعلنا نعوض خسارتنا أو نتحسر عليها.
ليلة النصف من شعبان انتهت
انقضت ليلة النصف من شعبان 2024 فجر اليوم، الأحد الموافق الخامس عشر من شعبان، حيث كانت دار الإفتاء المصرية حددت ليلة نصف شعبان هي ليلة الخامس عشر من الشهر الهجري شعبان، وبدأت من مغرب اليوم السابق وهو يوم الرابع عشر من شعبان، ومن ثم فإن ليلة النصف من شهر شعبان 2024 م بدأت من مغرب يوم أمس، السبت الموافق 14 شعبان 1445هـ، و24 فبراير 2024م، وانقضت فجر اليوم الأحد الموافق 15 شعبان لعام 1445 هجريًا، و25 فبراير لعام 2024 ميلاديًا، والذي يعد يوم نصف شعبان 2024، وهو ما يمكن صيامه.
وقد استطلعَت هلالَ شهرِ شعبان لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسة وأربعين هجريًّا بعد غروب شمس السبت التاسعِ والعشرين من شهر رجب لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسة وأربعين هجريًّا، الموافق 10 من شهر فبراير لعام ألفين وأربعة وعشرين ميلاديًّا بواسطة اللِّجان الشرعيةِ والعلميةِ المنتشرةِ في أنحاء الجمهورية، وقد تحقَّقَ لديها شرعًا من نتائج هذه الرؤية البصرية الشرعية الصحيحة ثبوت رؤية هلالِ شهر شعبان لعامِ ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسة وأربعين هجريًّا بِالعَيْن المجردةِ، وقد وافق ذلك الحساب الفلكي أيضًا، فأعلنت أن يوم الأحد الماضي الموافق 11 من فبراير 2024 هو أول أيام شهر شعبان لعام 1445هـ.
وبناءً عليه كانت ليلة النصف من شعبان 1445 - 2024 في مصر مساء يوم أمس، السبت الموافق 14 شعبان 1445هـ، والموافق 24 من فبراير الميلادي لعام 2024، وبناءً عليه يكون صيام نصف شعبان 2024 اليوم، الأحد الموافق يوم الخامس عشر من شعبان 1445هـ، والخامس والعشرين من شهر فبراير 2024.
وأوضحت “ الإفتاء” أنه في هذه الليلة تم تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة فى مكة المكرمة، حيث إن بعض المؤرخين ذكروا أن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة كان في الخامس عشر من شعبان، في السنة الثانية للهجرة، ويوافق نوفمبر 623م، وهناك قولً آخر بأن تحويل القبلة كان في منتصف شهر رجب.
هل فاتك ليلة النصف من شعبان؟تعد ليلة النصف من شعبان من الأزمنة التي يستجاب فيها الدعاء، وردت أحاديث تدل على فضل ليلة النصف من شعبان، ومنها ما روي عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «يَطَّلِعُ اللَّهُ - عز وجل - إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ إِلا لاثْنَيْنِ مُشَاحِنٍ وَقَاتِلِ نَفْسٍ».
وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عن سؤال: “هل فاتك ليلة النصف من شعبان مع أذان الفجر وخسرت دعاء المعجزات فيها؟”، قائلاً إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ينبه الصحابة بقدوم ليلة النصف من شعبان، ووردت فيها أحاديث كثيرة بعضها ضعيف وبعضها مقبول والضعيف يعمل به في فضائل الأعمال.
وأضاف "جمعة": "لذا نحن نقوم ليلها ونصوم نهارها ويجب الدعاء فيها بنية خالصة بأن يتقبل الله منا صالح الأعمال ويجعلنا من المقبولين، فليلة النصف من شعبان مستجاب فيها الدعاء، حيث يطلع الله عز وجل على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم عليه".
واستشهد بما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول ألا من مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر"، مضيفا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين مشاحن وقاتل النفس.
فضل ليلة النصف من شعبانوأكدت دار الإفتاء، أن ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة، ورد في ذكر فضلها عدد كبير من الأحاديث يعضد بعضها بعضًا ويرفعها إلى درجة الحسن والقوة.
وأوضحت أن من الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان، ما روي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ!»، فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ -وهو اسم قبيلة» رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد واللفظ لابن ماجة.
واستشهدت بحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَطَّلِعُ الله إِلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» رواه الطبراني وصححه ابن حبان، وبحديث علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا..؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجه.
دعاء النصف من شعبانوأوصت “الإفتاء” ، بترديد هذه الصيغة من دعاء النصف من شعبان مكتوب كامل ، وهي: «اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان النصف من شعبان دعاء النصف من شعبان ليلة النصف من شعبان 2024 فضل ليلة النصف من شعبان صلى الله علیه وسلم الخامس عشر من عشر من شعبان شعبان لعام شعبان 2024 ى الله ع ش ع ب ان من شهر
إقرأ أيضاً:
هل حرم الإسلام التعصب بكل أشكاله وصوره
هل حرم الإسلام التعصب بكل أشكاله وصوره سؤال يسأل فيه الكثير من الناس فأجاب الدكتور محمد القاسم وقال إن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يترك بابا من الخير إلا ودل أمته عليه ورغبها فيه، ولم يترك بابا من الشر إلا نهى عنه ونفر أتباعه منه. ومما حذر الإسلام منه ونهى عنه، (التعصب المذموم)، بكل صوره وأشكاله.
فكم حجب التعصب أنوار الهداية عن افئدة كثير من الناس، وكم صرف أقواما عن الحق واستيقنته أنفسهم
كم أبيدت دول وازهقت أرواح ومزقت ابدان عصبية وبغيا، كم هدمت علاقات بين الأصدقاء والمعارف بالتعصب، وكم قوض التعصب بنيان أسر.
إن التعصب حوى كثيرا من الرذائل المقيتة ففيه كبر واستعلاء على الغير، وفيه تزكية للنفس، وإعجاب بالرأي، وفيه عناد وصلف، وفيه مناصرة للباطل ودحض للحق، وفيه عدم انصاف وبعد عن العدل وكل رذيلة من هذه مهلكة، فما بالك إذا اجتمعت!!!!!!!!!!!!!!
والعجيب أن كثيرا من البشر، أعلوا راية التعصب البغيضة، فتارة يكون تعصبهم لعرق ولون وأخرى يكون لرأي وفكر، وثالثة لفرقة وحزب، ترتب عليه تأجج نيران العداوات بين الناس، لأهون الأسباب.
لقد حرم الإسلام التعصب بكل أشكاله وصوره، لما له من أثر سيئ، على صاحبه قبل ان يصل اثره لغيره.
ما أصر أبو جهل على الكفر رغم يقينه بصدق محمد صلى الله عليه وسلم إلا بالتعصب، تروي كتب السيرة « أَنَّ أَبَا جَهْلٍ، وَأَبَا سُفْيَانَ، وَالْأَخْنَسَ بْنَ شَرِيقٍ، خَرَجُوا لَيْلَةً لِيَسْتَمِعُوا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عليه وآلة وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ فِي بَيْتِهِ وَأَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَجْلِسًا لِيَسْتَمِعَ فِيهِ، وَكُلٌّ لَا يَعْلَمُ بِمَكَانِ صَاحِبِهِ، فَبَاتُوا يَسْتَمِعُونَ لَهُ، حَتَّى إِذَا أَصْبَحُوا وَطَلَعَ الْفَجْرُ تَفَرَّقُوا فَجَمَعَتْهُمُ الطَّرِيقُ فَتَلَاوَمُوا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لَا تَعُودُوا فَلَوْ رَآكُمْ بَعْضُ سُفَهَائِكُمْ لَأَوقَعْتُمْ فِي نَفْسِهِ شَيْئًا. ثُمَّ انْصَرَفُوا حَتَّى إِذَا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةُ فعلوا مثل ما فعلوا ليلتهم الماضية واتفقوا على نفس اتفاق الليلة الماضية ولكن ما استطاعوا فاجتمعوا الثالثة أيضا، وقالوا مثل ما قالوا في سابقتيها، ثُمَّ تَفَرَّقُوا فَلَمَّا أَصْبَحَ الْأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ أَخَذَ عَصَاهُ وأَتَى أَبَا جَهْلٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ بَيْتَهُ فَقَالَ يَا أَبَا الْحَكَمِ مَا رَأْيُكَ فِيمَا سَمِعْتَ من مُحَمَّدٍ فَقَالَ مَاذَا سَمِعْتَ؟ تَنَازَعْنَا نَحْنُ وَبَنُو عَبْدِ مَنَافٍ الشَّرَفَ، أَطْعَمُوا فَأَطْعَمْنَا وَحَمَلُوا فَحَمَلْنَا وَأَعْطَوْا فَأَعْطَيْنَا حَتَّى إِذَا تَجَاثَيْنَا عَلَى الرُّكَبِ وَكُنَّا كَفَرَسَيْ رِهَانٍ قالوا: منّا نبيّ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ مِنَ السَّمَاءِ فَمَتَى نُدْرِكُ هَذِهِ، وَاللهِ لَا نُؤْمِنُ بِهِ أَبَدًا وَلَا نُصَدِّقُهُ.
كم أضاءت أنوار الوحي دروب مكة وأغلق كفارها أعينهم عنها عصبية وكبرا، كم قرء القرآن غضا طريا من فم النبوة وصموا آذانهم عنه عصبية وكرها، إن القوم كانوا يعلمون صدق محمد صلى الله عليه وسلم وما منعهم إلا التعصب المقيت.
ادعى مسيلمة الكذاب النبوة، فقال أحد أتباع مسيلمة له: من يأتيك قال: رحمن، قال: أفي نور أو في ظلمة؟ فقال: في ظلمة، فقال: أشهد أنك كذاب وأن محمدا صادق، ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر،". فتأمل كيف كان التعصب شؤما على صاحبه!!!
كفى بالتعصب ذما أنه شعار الجاهلية، فمن المواقف التي حدثت بين بعض الصحابة في إحدى الغزوات، ما رواه جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، قَالَ: فَسَمِعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» ، فَقَالُوا: رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَسَعَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةٍ دَعُوهَا، فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ».
فما أقبح التمسك بشيء نتن إضافة إلى ذلك فيه لوثة الجاهلية، فما بال البعض يتمسك به وقد أكرمه الله بالإيمان،
لقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم من يتعصب لغير الحق، قائلًا: “ليس منا من دعا إلى عصبية أو قاتل عصبية”. ولقد سد النبي صلى الله عليه وسلم باب الذريعة للتعصب فنهى عن المفاضلة بين الأنبياء، فقال: (لا تُخَيِّروا بَينَ الأنبياءِ، حتى لا يتعصب أحد بجهل لنبي فيقدح في نبي آخر فيهلك.
لقد عرفت الدنيا أشكالا عديدة للتعصب، ومن صوره في عصرنا الحاضر، التعصب الرياضي، حيث تحولت المشاهدات للرياضة الى سلبيات كثيرة: من تعصب مذموم وعداء وحقد، وفحش في القول، وسب وشتم، وعنف لفظي وأحيانا جسدي، وتخريب للممتلكات، ووصلت لإزهاق الأنفس، ولقد تخطت اثاره احيانا حدود الدول فتخاصمت الدول الشقيقة بسببه.
ولكم سمعنا عن أناس أصيبوا بالضغط والسكتات القلبية وهم يشاهدون مباراة لفريقهم، ولكم سمعنا عن رجال تهدمت بيوتهم، ورجال طلَّقوا زوجاتهم لأجل مباراة. بل لكم سمعنا عن بيوت تهدمت حتى صار أهل البيت الواحد ينقسمون على أنفسهم، هذا يتبع فريقًا، وذاك يتبع آخرًا.
ولم يقف الأمر عند حد التشجيع والتعصب فقط، بل تعداه إلى سخرية أتباع كل فريق من الآخر.
قاتل الله التعصب حين يصل الأمر بالمسلم إلى البغضاء، فنبي الإسلام يقول: لاَ تقاطعوا ولاَ تدابروا ولاَ تباغضوا ولاَ تحاسدوا وَكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا.