خبراء قانونيون لـ"الرؤية": مرافعة عُمان أمام "العدل الدولية" سيخلدها التاريخ.. وموقف السلطنة الداعم للقضية الفلسطينية مشرّف
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
◄ الرحبي: المرافعة تؤكد موقف عمان الراسخ تجاه حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة
◄ الشنفري: السلطنة سلطت الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية لحق تقرير المصير للفلسطينيين
◄ العبري: السلطنة طالبت بحماية الشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال
◄ الزدجالية: عمان كشفت تقصير المجتمع الدولي في حماية الفلسطينيين
الرؤية- فيصل السعدي
أكد عدد من الخبراء القانونيين أنَّ مرافعة سلطنة عمان أمام محكمة العدل الدولية بشأن "الممارسات الإسرائيلية ضد حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية"، عرّت دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تتعمد انتهاك القوانين الدولية، مضيفين أن هذه المرافعة أكدت الموقف الراسخ للسلطنة تجاه القضية الفلسطينية.
وقدّمت سلطنة عُمان مرافعة شفوية تاريخية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بمملكة نيذرلاندز، بشأن "الممارسات الإسرائيلية ضد حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية".
وأكدت سلطنة عُمان في المرافعة التي ألقاها نيابة عن حكومة سلطنة عُمان سعادة السفير الدكتور الشيخ عبدالله بن سالم الحارثي سفير سلطنة عُمان لدى مملكة نيذرلاندز، أنه منذ أكثر من 75 عاما يعيش الفلسطينيون تحت الاحتلال والقمع والظلم والإذلال اليومي الذي يُرتكب بحقهم من قِبَلِ الإسرائيليين، وفي الوقت نفسه فشل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية في مساعدة الشعب الفلسطيني على تحقيق تطلعاته من خلال إقامة دولته المستقلة.
وأوضحت سلطنة عُمان أن العالم يشهد في غزة منذ 4 أشهر واحدةً من أبشع الفظائع وأعمال الإبادة الجماعية في العصر الحديث، استشهد على إثرها أكثر من 29 ألفَ شخص، وأكثر من 68 ألفَ جريح، بالإضافة إلى 2.2 مليون يعيشون تحت وطأة الفقر في ظروف لا تطاق، ونقلهم من مكان إلى آخر في انتهاك واضح للأعراف الدولية.
وأكّد سعادته أن سلطنة عُمان تؤيد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (77/247) المؤرخ في 30 ديسمبر 2022 والذي طلبت فيه الجمعية من المحكمة إصدار رأي استشاري في مسألتين محددتين وهما: العواقب القانونية الناجمة عن انتهاك إسرائيل المُستمر للاتفاقية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، واحتلال الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967، بما فيها مدينة القدس الشريف، علاوة على إجراءاتها الهادفة إلى تغيير التركيبة السكانية، وطابعها، ووضعها، واعتمادها للتشريعات والتدابير التمييزية ذات الصلة، مضيفا:المسألة الثانية تتمثل بأن سياسات إسرائيل وممارساتها تؤثر على الوضع القانوني للاحتلال، وما يترتب على هذا الوضع من آثار قانونية على كافة الدول والأمم المتحدة.
ويقول المحامي خليفة بن مرهون الرحبي أمين سر جمعية المحامين العمانية، إن المرافعة التي قدمتها سلطنة عمان ممثلة في سفير السلطنة بممكلة نيذرلاندز أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، تعبر عن موقفها الثابت الداعم للقضية الفلسطينية، وتؤكد موقف السلطنة المؤيد لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على أساس حدود ما قبل عام 1967، إضافة إلى أن تلك المرافعة تدين الأعمال العدوانية وانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما أنها تجسد دور السلطنة في دعم العدالة الدولية وحل النزاعات بشكل سلمي وفقاً للقانون الدولي بما يعزز الوحدة والتضامن الإسلامي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. ويضيف أن مرافعة السلطنة تطرقت للعواقب القانونية الناجمة عن انتهاك إسرائيل المستمر للقوانين والأعراف الدولية بشأن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، خاصة وأن أمد الاحتلال قد طال.
من جهته، يشير المحامي أحمد بن عبدالله الشنفري محامي عليا ومحكم دولي معتمد، إلى أن الجمعية العمومية للأمم المتحدة أصدرت قرارا رقم 77/274 بتاريخ 30 ديسمبر 2022 لطلب رأي استشاري حول الممارسات الإسرائيلية ضد حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
ويوضح الشنفري أن مرافعة سلطنة عمان سلطت الضوء على انتهاكات سلطة الاحتلال الإسرائيلي لحق تقرير المصير للفلسطينيين والتعدي على أراضي الفلسطينية وضمها بالقوة وانتهاك مواد القانون الدولي، مشددا على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي لموقف حازم يمنع هذه الممارسات العنصرية، مضيفا أن طلب المحكمة الدولية رأي استشاري هو إجراء غير ملزم قانونيًا على الدول وإنما هو التزام أخلاقي وأدبي من الدول، وأن هذا القرار ليس هو الأول لدولة فلسطين فقد سبق لمحكمة العدل الدولية أن أصدرت في يوليو 2004، قرارا بأن الجدار العازل الذي تقيمه إسرائيل في الضفة الغربية ينتهك القانون الدولي ويجب تفكيكه، وبرغم ذلك استمر وجوده حتى الآن.
ويذكر الشنفري: "على الرغم من انعقاد جلسات الاستماع التي بدأت في 19 من فبراير وتستمر حتى 26 من الشهر نفسه، وكل هذه الجهود والمرافعات والآراء والمواقف العربية والدولية، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب الجرائم العنصرية دون توقف، ويواصل ارتكاب المذابح المروعة بحق الفلسطينيين في غزة، في تحدّ واضح وصريح للقانون والدولي وللمنظمات الدولية".
ويقول المحامي خميس بن راشد العبري، محام أمام المحكمة العليا بمكتب الهنائي وشركاه، إن جلسات المرافعة أمام محكمة العدل الدولية جائت بقرار سابق من الجمعية العامة للأمم المتحدة وبطلب من محكمة العدل الدولية، موضحًا أن محكمة العدل الدولية هي جهاز قضائي رئيسي في الأمم المتحدة وبتالي تتولى عملية الفصل في النزعات القانونية التي تنشأ بين الدول كما تقدم آراء استشارية بشأن المسائل التي يتم إحالتها من أجهزة الأمم المحدة ووكالاتها المتخصصة.
ويلفت العبري إلى أن مرافعة سلطنة عمان أمام محكمة العدل الدولية جاءت تأكيدا على موقفها الداعم بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مبينا:"في سياق المرافعة تشير سلطنة عمان إلى مبدأ الأرض مقابل السلام، وتطالب بتطبيق رؤية المجتمع الدولي وهي حل الدولتين والعمل بمبادئ القانون الدولي وحماية الشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال".
من جهتها، تثمن المحامية ريم بنت نور الزدجالية مرافغة سلطنة عمان والتي سلطت الضوء على تقصير المجتمع الدولي والمنظمات الدولية في مساندة الشعب الفلسطيني منذ بدء الاحتلال وحتى اليوم، حيث تمارس إسرائيل سيطرتها على جميع جوانب الحياة للفلسطينيين بما في ذلك الأمن والحركة.
وتشيد الزدجالية بمطالبات السلطنة للمجتمع الدولي بضرورة منع الضم غير القانوني للأراضي الفلسطينية، باعتبار أن مثل هذه الجرائم تعتبر انتهاكاً للقانون الدولي بما في ذلك انتهاك اتفاقية جنيف الرابعة والتي تخص حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب، وهي إحدى المعاهدات الأربع لاتفاقيات جنيف والتي أوضحت حظر الاحتلال في نقل سكانها المدنيين الى الاراضي التي تحتلها والتي أصدرت فيها العديد من القرارات في الأمم المتحدة في عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية ودعت لوقفها لمخالفتها للمادة 49 من اتفاقية جنيف والتي تخص النقل الجبري الجماعي وترحيل الأشخاص جبرا.
وأضافت الزدجالية: "من الدفوع المهمة للسلطنة ما يتعلق بالمادة 1 من ميثاق الأمم المتحدة والذي ينص على حفظ السلم والأمن الدولي، واتخاذ التدابير المشتركة الفعّالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم وإزالتها، وقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم، والتذرّع بالوسائل السلمية وفقاً لمبادئ العدل والقانون الدولي لحل المنازعات الدولية التي قد تؤدي إلى الإخلال بالسلم أو لتسويتها".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الغلوسي يحذر من تكرار الأخطاء التي وقعت في الماضي على خلفية المس بالمكتسبات الحقوقية
دعا محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، إلى الحفاظ على المكتسبات الحقوقية التي تم تحقيقها في السنوات الأخيرة وراكمها المشرع المغربي، معتبرا أن ما جاء في ثنايا مشروع قانون المسطرة الجنائية بات يهدد هذه المكتسبات على خلفية محاربة الفساد.
وانتقد الغلوسي مشروع قانون المسطرة الجنائية الذي يهدف إلى تعديل الإجراءات القضائية المتعلقة بمكافحة الفساد، معتبرا أنه تقليد لمحكمة العدل الخاصة التي أنشئت في عام 1965.
وقال الغلوسي في تدوينة له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي « فايسبوك »، « سنة 1962 تم وضع مجموعة القانون الجنائي التي تتضمن جرائم تبديد واختلاس أموال عمومية، الغدر، الرشوة، استغلال النفوذ …
وفي مارس 1965 تم إنشاء محكمة العدل الخاصة التي ستتولى النظر في الجرائم المنسوبة للمسؤولين المتورطين في الجرائم أعلاه، محكمة تحال عليها القضايا وجوبا بإذن كتابي صادر عن وزير العدل حتى يتأتى إجراء الأبحاث والمتابعات والمحاكمات ».
وأضاف المتحدث » كما هو معلوم فإن سنة 1965 شهد المغرب مظاهرات واحتجاجات حاشدة كرد طبيعي على نهج وسياسة الفساد والغلاء والقمع والتفاوت الاجتماعي وسياسة التعليم الطبقية، احتجاجات تمت مواجهتها بالقمع الشرس والاعتقالات والمحاكمات الصورية ».
كاشفا أيضا، أنه « خلال يونيو من سنة 2004 تمت المصادقة على القانون رقم 03-79 الذي يتعلق بتغيير وتميم القانون الجنائي وحذف محكمة العدل الخاصة التي أنشئت سنة 1965، وتم حذف هذه المحكمة بعدما وجهت لها انتقادات كثيرة من طرف الحقوقيين والقانونيين، والتي تتركز في مجملها على كون هذه المحكمة هي محكمة استثنائية فضلا عن تبعيتها للسلطة التنفيذية (الحكومة من خلال وزير العدل الذي يوجه إذنا كتابيا للمحكمة لتحريك المتابعة القضائية ).
وبعد إلغاء محكمة العدل الخاصة أحيلت كل القضايا التي لازالت رائجة على محاكم الاستئناف العادية لتواصل النظر فيها ».
وحذر الغلوسي، من عودة الفساد والاستبداد في المغرب، معتبرا أن مشروع قانون المسطرة الجنائية يهدف إلى حماية الفاسدين.
ودافع رئيس جمعية حماية المال العام، عن ضرورة استمرار دور النيابة العامة في قضايا الفساد، مطالبا أن يظل دورها في مكافحة الفساد مستقلًا عن السلطة التنفيذية.
الغلوسي، دعا أيضا، إلى استفادة المغرب من تجارب الماضي ويتجنب تكرار الأخطاء التي وقعت في الماضي، خاتما تدوينته بالقول: »ما أشبه اليوم بالأمس، ليبقى السؤال من له المصلحة في خرق الدستور واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وضرب المكتسبات الحقوقية والمؤسساتية والعودة بنا إلى الوراء ؟ فهل ستسمح الدولة بهذا العبث؟ ».
كلمات دلالية الفساد حماية المال العام قانون المسطرة الجنائية محمد الغلوسي