أثبتت المرأة اللبنانية نفسها في أكثر من ميدان محلياً وعالمياً، وبات يضرب المثال بعزيمتها على التقدم الدائم بالرغم من كل الصعوبات التي تواجهها، وهي ليست بقليلة.

فقد كشفت مجلة فوربس الشرق الأوسط عن قائمتها لأقوى 100 سيدة أعمال لعام 2024، والتي تسلط الضوء على النساء المؤثرات اللاتي يتخذن حيزاً واسعاً في مضمار الأعمال.



وبقوّة بارزة، تمكّنت 9 نساء لبنانيات من إظهار مواهبهنّ الاستثنائية في الإدارة والقيادة والإبتكار في مجالات عدّة، وفي ما يلي نبذة عنهنّ:

- سامية بوعزة: أسست بوعزة شركة Multiply Marketing Consultancy في عام 2003، وتطورت إلى Multiply Group بحلول عام 2021. وبصفتها مسؤولة عن أكثر من 3000 موظف، تقود بوعزة التطور الاستراتيجي للشركة وتدير مساعيها الاستثمارية، وتضمن التوسع المستدام لكياناتها الفرعية.
بالإضافة إلى ذلك، تشغل مناصب في مجالس الإدارة في العديد من الشركات، بما في ذلك شركة طاقة ومجموعة أرينا إيفنتس وشركة الإمارات لتعليم قيادة السيارات.  

- إلدا شقير: انضمت شقير إلى TRKKN، شركة تابعة لغوغل، في عام 2021 وهي تشرف اليوم على فريق عمل يزيد عن 1031 شخصًا، وقادت توسع الشركة إلى السعودية في عام 2023. وبفضل خبرتها التي تمتد لعقدين من الزمن في هذا المجال، تتولى شقير أدوارًا مهمة، بما في ذلك نائبة رئيس مجموعة أعمال الإعلان وعضوية المجلس الاستشاري في مجلس الشمول والتنوع في الشرق الأوسط. والجدير بالذكر أنها عضو مؤسس في مجلس إدارة Unstereotype Alliance التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، الملتزم بالقضاء على الصور النمطية الضارة القائمة على النوع الاجتماعي في الإعلانات.  

- ليلى سرحان: هي نائبة الرئيس الأول ومديرة المجموعة في منطقة شمال أفريقيا والمشرق العربي وباكستان لدى Visa، تشرف على العمليات في 15 دولة من خلال خمسة مكاتب إقليمية. وينصب تركيزها على دفع نمو أعمال Visa في المنطقة من خلال التعاون مع العملاء الرئيسيين والشركاء والهيئات الحكومية. مع أكثر من 20 عامًا من الخبرة، بما في ذلك الأدوار القيادية في مايكروسوفت، قادت ليلى مبادرات التحول الرقمي في مختلف القطاعات. وهي مناصرة قوية لتمكين المرأة، إذ قامت بتأسيس وقيادة جمعية المرأة في مجال تكنولوجيا المعلومات في لبنان.  

- ريما عاصي: بدأت عاصي رحلتها مع شركة McKinsey & Company في عام 2006. وبحلول عام 2019، ترقت إلى منصب الشريك الأول والشريك الإداري في أبوظبي. وفي عام 2022، قامت بتوسيع دورها كقائدة عالمية لمؤسسات القطاع الاجتماعي والرعاية الصحية والقطاع العام. بالإضافة إلى ذلك، قادت عاصي Forward، وهي منصة مجانية للتعلم عبر الإنترنت من شركة McKinsey، تضم أكثر من 270.000 مشارك نشط. وتجدر الإشارة إلى أنه تم الاعتراف بعاصي كقائدة عالمية شابة من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي.  

- ليلى حطيط: تتمتع حطيط بخبرة تمتد إلى 19 عامًا في مجال ريادة الأعمال، وهي تقود الممارسات العالمية للتعليم والتوظيف والرعاية الاجتماعية (EEW)، وتشرف على استكمال أكثر من 650 مشروعًا في الفترة 2022-2023.  

- لانا خلف: تولت خلف في عام 2018 منصب المدير العام لشركة مايكروسوفت في قطر، وبدأت رحلتها مع الشركة في عام 2006 كمطورة أكاديمية، ثم تقدمت إلى مناصب مثل مديرة التعليم والقطاع العام على مر السنين.  

- ألفت سامي برو: بدأت برو فترة عملها في شركة Roche في عام 2003 وانتقلت إلى منصبها الحالي في عام 2019. وتعمل برو أيضًا في اللجنة التنفيذية لـ PhRMA الشرق الأوسط وأفريقيا، وهي عضو في مجلس الشمول والتنوع في الشرق الأوسط.  

- مي نصرالله: أنشأت نصرالله شركة الاستشارات الإقليمية DeNovo Partners في عام 2010، حيث تقدم الاستشارات للجهات السيادية الإقليمية والشركات والمجموعات العائلية وصناديق الأسهم الخاصة بشأن مبيعات الشركات والاستحواذات والاندماجات وزيادة رأس المال، سواء داخل المنطقة أو عبر الحدود.
كما تعمل كمستشار مالي مستقل لأدنوك لعمليات الاستحواذ الدولية. والجدير بالذكر أنه في عام 2022، قامت نصر الله بتسهيل استثمار بقيمة 1.5 مليار دولار في وسائل الإعلام الرقمية والتعليم في الهند من قبل هيئة الاستثمار القطرية، حيث قدمت المشورة لجيمس مردوخ وعدي شانكار في شركة Bodhi Tree. وقبل DeNovo، أمضت 15 عامًا في بنك مورغان ستانلي.  

- بيا الهاشم: انضمت الهاشم إلى Uber في عام 2018، لتتولى منصبها الحالي في عام 2021، حيث تشرف على العمليات في الإمارات العربية المتحدة والأردن ولبنان. ومع أكثر من عشر سنوات من الخبرة في هذا المجال، شغلت الهاشم سابقًا مناصب كمدير الإستراتيجية والتخطيط لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة أوبر وكمساعدة في شركة Booz & Company.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الشرق الأوسط أکثر من فی شرکة فی عام

إقرأ أيضاً:

هل تكتب المنطقة مصيرها أم تبقى تقرأ من دفاتر الآخرين؟!

لا يبدو أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران هو نهاية للحرب وبداية لسلام طويل في منطقة الشرق الأوسط؛ فالتصريحات الإسرائيلية تثير الريبة أكثر بكثير مما تشعر بالاطمئنان لعودة الهدوء. وما يغذي الريبة أن منطقة الشرق الأوسط كانت على الدوام مشبعة بالشكوك ومثقلة بميراث من الانفجارات المؤجلة؛ الأمر الذي يصبح معه وقف إطلاق النار مجرد فاصلة مؤقتة على خط زمني من صراع لا ينتهي.

ومعلوم لدى الجميع الآن أن هدف إسرائيل لا يتلخص في مجرد تعطيل المشروع النووي الإيراني، ولكن في إحداث تغيير استراتيجي عميق في المنطقة تتغير معه كل موازين القوى التي بقيت سائدة لعقود طويلة. وهذا التغيير هو أساسي لاكتمال مشروع «الشرق الأوسط الجديد» الذي يتحدث عنه نتنياهو وزمرته اليمينية الحاكمة. وهذا «الشرق الأوسط الجديد» الذي يحلم به نتنياهو ليل نهار لا علاقة له بمشروع شيمون بيريز ـ رغم سوء وخطر المشروعين ـ المبني على أسس براجماتية علمانية اقتصادية في مرحلة ما بعد «سلام» أوسلو؛ فهو -أي مشروع نتنياهو- مبني على أساطير تنسب زورا إلى التوراة؛ حيث تسيطر «إسرائيل التوراتية» على المنطقة بأكملها. رغم ذلك فإن نتنياهو يحاول استخدام واجهة مشروع بيريز سواء من حيث الاسم أو من حيث الطرح الاقتصادي؛ ليمرر مشروعه التوسعي الذي يتغذى على ضعف العرب لا على بناء شراكة حقيقية معهم وفق ما كان يطرح بيريز. بل إن الأمر يتجاوز المشروع النووي إلى محاولة كسر إيران، وإعادة إدماجها في النظام الإقليمي وفق الشروط الغربية بعد إضعافها.

وأمام هذا الطرح أو المشروع الذي كسبت فيه إسرائيل بعض الجولات عربيا وخسرت إيرانيا؛ لا بد من مشروع مضاد لا يُبقي المنطقة في مربعاتها الراكدة والمتخمة بالصراعات، بل يواجه جوهر الرؤية الإسرائيلية التي تختزل الشرق الأوسط في معادلة أمنية تكنولوجية، ويضع العرب بين خيارين: إمّا التطبيع، وإما العزلة الدولية والإقليمية!

ويبدأ تفكيك التصور الإسرائيلي من كشف بنيته بالاعتراف أنه تجاوز الرؤية اليمينية الدينية إلى ما يمكن أن نسميه خليطا هجينا من الأسطورة التوراتية، والواقعية الأمنية، والمراوغة الاقتصادية. ما تطرحه إسرائيل -خصوصا في مرحلة ما بعد «اتفاقات إبراهام»- ليس سلاما بالمعنى الأخلاقي أو القانوني، بل اندماج اقتصادي مشروط بتشريع تفوقها الإقليمي، ونزع الطابع السيادي عن الجوار العربي.

وهذا المشروع يفترض تجويف المنطقة من أي بديل معرفي أو اقتصادي أو حضاري، وجرّها إلى أن تصبح سوقا واسعة بلا صوت أو سيادة، و«جوارا» بلا مركز. إنه بعبارة أخرى أكثر وضوحا مشروع «تطبيع التفوق» لا «تطبيع السلام»، وهو ما يجب كشفه فكريا وسياسيا وإعلاميا.

ولكن ما المطلوب من الدول العربية في هذه اللحظة المفصلية في تاريخها؟

لم يعد ممكنا الركون إلى خطاب قومي تقليدي، أو شعارات الممانعة المجردة في وقت تخوض فيه إسرائيل معركتها بأدوات مركبة واستراتيجية؛ ولذلك فإن المنطقة بحاجة إلى صياغة مشروع عربي إقليمي جديد يقوم على إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية بصفتها بوابة العدالة والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأن أي مشروع لا يعترف بالحقوق الفلسطينية التاريخية، ولا يعالج جوهر المأساة، سيبقى هشا وعرضة للانفجار في أي لحظة، وأمام أي عقبة.

كما يقوم المشروع على تحرير فكرة التعاون الإقليمي من الهيمنة الإسرائيلية عبر تكامل إقليمي يكون ندا لإسرائيل، ويشمل مشاريع مشتركة في الطاقة، والأمن الغذائي، والمياه، وتديره أطراف متعددة.

لكن قبل ذلك وخلاله وبعده؛ لا بد أن يتضمن المشروع الإقليمي مسارا معرفيا وإعلاميا يتحدى السردية الإسرائيلية، ويبني سردية حقيقية للتاريخ واليوم والمستقبل؛ فلا يمكن مواجهة مشروع يقوم على «إعادة تعريف الشرق الأوسط» من دون مساحات فكرية مستقلة تعيد تعريف الذات، والموقع، والدور. وهذا يتطلب جهدا مؤسسيا ضخما ينطلق من وعي جديد وحر في المنطقة.

كما أن تأسيس مشروع عربي جديد يتطلب أكثر من موقف سياسي، بل يحتاج إلى حقل معرفي قادر على إنتاج الأفكار، وتأسيس مراكز أبحاث، ومنصات إعلامية مستقلة تعيد رسم سردية المنطقة بلغتها الخاصة، وتستعيد تعريف القيم مثل السيادة، والعدالة، والتحرر بعيدا عن قوالب الاستيراد.

وإذا كانت إسرائيل تحاول تثبيت مشروعها بقوة السلاح والدعاية؛ فإن المنطقة مطالبة ببناء مشروعها وتثبيته بقوة المعرفة، والسيادة، والعدل. فثمة فرصة نادرة الآن في ظل السقوط الأخلاقي للسردية الإسرائيلية، والمأزق الغربي المتواطئ. السؤال الآن: ليس هل يمكن، بل: هل نريد أن نبدأ من جديد؟ وهل نملك شجاعة أن نكتب بدل أن نظل نقرأ من دفاتر الآخرين؟

مقالات مشابهة

  • الحروب وخرائط التوازنات في الشرق الأوسط
  • الأحادية القطبية وسلام الشرق الأوسط
  • اليونيسف: كل 15 دقيقة.. طفل قتيل أو مُصاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • «جمارك دبي» تبحث تعزيز الشراكة مع الهند في التجارة والخدمات اللوجستية
  • كل 15 دقيقة.. طفل قتيل أو مُصاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • من هو سيد الشرق الأوسط القادم؟
  • هل تكتب المنطقة مصيرها أم تبقى تقرأ من دفاتر الآخرين؟!
  • لعنة "الشرق الأوسط الجديد"
  • الشرق الأوسط يترقب قرار “أبو صهيب” .. من هو؟
  • عمرو دياب ووليد سعد مسيرة ناجحة وأغانى مؤثرة امتدت أكثر من 25 عام