هددت نتنياهو وعطلت شبكة المحمول الرئيسية لإسرائيل.. ماذا تريد «أنونيموس»؟
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
حكومات ودول كبرى وقفت عاجزة أمام هجمات مجموعة أنونيموس الدولية، التي لا تستهدف أفرادًا إنما حكومات ومنظمات أكبر دول في العالم، من خلال هجمات سيبرانية لا تأتي عادة بشكل مفاجئ، بل يسبقها رسائل من تلك المجموعة على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم ذلك لا يهتم المسؤولين بتلك الرسائل حتى تتحقق الهجمات الإلكترونية، لتصبح مثار حديث وجدل في جميع أنحاء العالم.
من هم هؤلاء، وما أهدافهم؟ ربما تكن من الأمور التي لن تُعلن مدى الحياة، فهم مثل شبكة مجهولة الهوية والأهداف، ظهرت آخر هجماتها من قبل مجموعة «أنونيموس السودان»، التي استهدفت اختراق مواقع إلكترونية إسرائيلية بارزة، كان آخرها إعلان مسؤوليتها عن تعطيل شبكة Smile/Partner Telecom، وهي إحدى شبكات الهاتف المحمول الرئيسية في إسرائيل، وفقًا لموقع «نيتبلوكس» المتخصص في مراقبة الأمن السيبراني وإدارة الإنترنت.
3 رسائل لإسرائيلكان لهذا الهجوم صدى واسع خاصة أنه وقع خلال حرب شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وهي ليست الأولى التي تشن فيها مجموعة أنونيموس هجوما سيبرانيا، ففي تاريخ 6 أبريل 2013، هوجمت مواقع إسرائيلية كبيرة ورسمية من قبل مجموعات الأنونيموس، وظهر شخص منهم يرتدي قناع المجموعة الشهير في فيديو انتشر على السوشيال ميديا، تحدث عن أهداف الهجوم، في 3 رسائل تضمنت 3 خطوات:
الأول: مسح إسرائيل من شبكة الإنترنت.
الثاني: فضح الخطط المستقبلية والجرائم.
الثالث: لم يتم الحديث عنها لكن قال أحد أعضاء: «الخطوة الثالثة والأخيرة سنقدمها لكم هدية نحن الأنونيموس».
وكان هذا الهجوم في 2013، أول حرب إلكترونية فعلية على إسرائيل، وشارك فيها عدد كبير من العرب في مختلف البلدان، وبالفعل استطاعوا السيطرة على بعض المواقع الحساسة الرسمية، ووضع في المواقع المخترقة رسائل لتحرير فلسطين، والتنديد بالسياسات الإسرائيلية، وكذلك وضع سور للقرآن الكريم في بعضها.
رسالة تحمل شعار المجموعةاستهدفت أنونيموس كيانات أخرى بما في ذلك حكومات الولايات المتحدة والصين وفرنسا وكينيا ونيجيريا، وأعربت في رسائلها عن: «دعمها لانتفاضات مثل الربيع العربي واحتلال وول ستريت في مدينة نيويورك»، وتوالت عمليات الهجمات الإلكترونية ضد المؤسسات والحكومات والشركات التي يثبت اتهامها بمخالفات، مثل اختراق مواقع جامعات ومصارف إسرائيلية شهيرة، اختراق موقع جهاز الموساد الإسرائيلي، حتى بثوا رسالة تحمل شعارهم: «نحن مجهولون، نحن حشد، نحن لا نغفر، ولا ننسى، توقعنا».
رسائل للحكومة الروسيةمع اشتغال الحرب الاوكرانية الروسية، أعلن عدد من أعضاء أنونيموس خوض حرب إلكترونية ضد الرئيس فلاديمير بوتين والحكومة الروسية، باستخدام كل من تويتر ويوتيوب، ولخصوا نوياهم في تغريدة على منصة إكس، نصها: «لدى Anonymous عمليات جارية لإبقاء مواقع الويب الحكومية .ru غير متصلة بالإنترنت، ولإرسال المعلومات إلى الشعب الروسي، حتى يتمكنوا من التحرر من آلة رقابة الدولة التي يمارسها بوتين.. لدينا أيضًا عمليات مستمرة لإبقاء الشعب الأوكراني متصلاً بالإنترنت بأفضل ما نستطيع».
ولا تملك مجموعة أنونيموس حساب رسمي لها، إذ اعتمدت على بث رسائلها من خلال عدة حسابات مجهولة حتى لا يتم التعرف على هوية أعضائها، واستكملت بث رسائلها الغامضة في ضوء اشتغال الحرب الاوكرانية الروسية بتدوين تغريدة أخرى: «ربما تستخدم روسيا القنابل لإسقاط الأبرياء، لكن Anonymous تستخدم الليزر لقتل مواقع الحكومة الروسية، واستهدفت وسائل إعلام روسية وبيلاروسية أخرى، واستبدلت صفحاتها الرئيسية برسالة «أوقفوا الحرب».
رسالة إلى نتنياهوفي نوفمبر 2023، بثت مجموعة أنونيموس الدولية مقطع فيديو يتضمن رسالة تحذيرية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من عواقب مواصلة العدوان الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة، وتضمن نص الرسالة: «لدينا رسالة لبنيامين نتنياهو والحكومة الإسرائيلية.. أعيننا الساهرة تراقب أعمالكم الوحشية التي ارتكبتموها ضد الفلسطينيين في غزة، وندعوك بنيامين نتنياهو وحكومتك لوقف هذه الهجمات غير المبررة على غزة بشكل فوري».
رسائل حول أهداف المجموعةرغم تلك الهجمات الالكترونية العديدة التي شنتها مجموعة أنونيموس على مدار السنوات، فإن هوية أعضائها لا تزال مخفية عن الجميع حتى الآن، إلا أنهم حرصوا على بث رسالة تعريفية على حساباتهم الإلكترونية العديدة، وأكدوا فيها أنهم يسعون إلى «مستقبل أفضل للبشرية من خلال تطبيق مجموعة من المبادئ الأساسية، منها حرية المعلومات وحرية التعبير ومساءلة الشركات والحكومات والخصوصية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مجموعة أنونيموس امريكا الحرب الأوكرانية الروسية فلسطين مجموعة أنونیموس
إقرأ أيضاً:
رسالة غير مسبوقة من نتنياهو إلى إسرائيل
لم تتحدث إسرائيل عن "الحرب" في غزة منذ أسابيع عديدة. فهناك وقف لإطلاق النار قائم، أليس كذلك؟
حقيقة أن أكثر من 350 فلسطينيا، بينهم أكثر من 130 طفلا، قد قتلوا خلال ما يسمى "وقف إطلاق النار" ليست ذات أهمية، تماما كما أن حقيقة أن إسرائيل هي التي قتلتهم لا تعني شيئا. الفلسطينيون يموتون لأن هذا ما وُجد الفلسطينيون ليفعلوه. لا يوجد ما يستحق النقاش.
لكن طلب العفو الذي قدمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مسألة مختلفة تماما. فهو كل ما يبدو أن الناس في إسرائيل يتحدثون عنه، على كل جانب من جوانب الانقسام السياسي.
أولئك الذين يستشيطون غضبا من نتنياهو يشيرون إلى أن ما قدمه ليس حتى "طلب عفو". فالرئيس الإسرائيلي- حاليا إسحاق هرتسوغ، وهو رئيس سابق للمعارضة ضد نتنياهو- لديه السلطة القانونية للعفو عن "الجناة". لكن الجناة هم أشخاص أدينوا في المحكمة بخرق القانون. أما نتنياهو فما يزال يحاكَم.
لم يمنَح في تاريخ إسرائيل سوى عفو واحد قبل الإدانة (بل قبل المحاكمة فعليا). وقد منح لعناصر من جهاز الشاباك الذين اقتحموا في عام 1984 حافلة اختطفها فلسطينيون، وقاموا بضرب اثنين من المختطِفين حتى الموت.
التحقيق الداخلي فيما عرف لاحقا بقضية "الباص 300″ كان تحقيقا ملفقا رتبته قيادة الشاباك. وبعد عامين، جرى التوصل إلى صفقة غير مسبوقة، لم تقتصر على العفو عن عناصر الشاباك المتهمين، لكن غير المدانين بعمليات قتل خارج القانون، بل سمحت أيضا لقادة الشاباك الذين تلاعبوا بالتحقيق في الحادثة بالاستقالة دون توجيه أي لائحة اتهام ضدهم. وقد استشهد حينها بـ"ظروف أمنية خاصة". ما يفعله نتنياهو اليوم هو أنه يطلب، في الأساس، تطبيق تلك الظروف نفسها.
ومع ذلك، فهو لا يطلب مجرد عفو. إنه يطلب من الرئيس (الذي يشغل منصبا بروتوكوليا إلى حد كبير) إيقاف المحاكمة بدعوى "الوحدة الوطنية" و"التطورات المذهلة" المتوقعة (وفق رؤية نتنياهو) في الشرق الأوسط. وبالنسبة لمؤيديه المخلصين، ما كان ينبغي للمحاكمة أن تبدأ أصلا. لقد دافعوا عن منحه حصانة من الملاحقة القضائية وعن إعلان بطلان المحاكمة؛ بسبب "ضعف" لوائح الاتهام الموجهة إليه.
إعلانالآن، في خضم حرب لا تنتهي (بإشعال وإدارة من نتنياهو)، يزعم مؤيدوه أن وجوده ضروري بدوام كامل على رأس القيادة. وهم يصفون محاكمته بأنها انتقام شخصي من الجهاز القضائي الإسرائيلي، ونتيجة لـ"الإصلاح القانوني والقضائي الحاسم" الذي بدأ نتنياهو بتنفيذه قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بوقت طويل.
هؤلاء المؤيدون، سواء في البرلمان أو الإعلام، يعتبرون الضجة المثارة ردا على طلب نتنياهو تجسيدا كاملا لكراهية "الدولة العميقة" الإسرائيلية لنتنياهو ولإسرائيل عموما. وقد جاءت ردودهم على طلب نتنياهو بحماسة تراوحت بين:
موقف وزيرة حماية البيئة، عيديت سيلمان، التي حذرت من أنه إذا لم يوقف هرتسوغ المحاكمة، فسيضطر دونالد ترامب للتدخل "ضد المؤسسة القضائية الإسرائيلية"، وموقف محامي نتنياهو الشخصي، عميت حداد، الذي أصر على أن المحاكمة يجب أن تتوقف كي يتمكن نتنياهو من "مواصلة مهمة شفاء الأمة" وقيادة إسرائيل عبر أزمتها الحالية.
بين المعسكرين، يقف "التوفيقيون" الأبديون، أولئك الذين يقولون في كل منعطف إن الحقيقة لا يمكن إيجادها إلا في المنتصف. هؤلاء، المعروفون في إسرائيل باسم التيار الوسطي سيئ السمعة، يدعون إلى صفقة ادعاء أو أي تسوية كبرى أخرى. معظمهم يريد صفقة سياسية تقضي بخروج نتنياهو من الحياة السياسية مقابل تجنبه الإدانة.
آخرون لا يهتمون كثيرا بطبيعة الحل بقدر ما يهتمون بإطار السردية العامة، فيدعون إلى مقاربة "معتدلة" تمتنع عن اتهام نتنياهو بالفساد، وتركز بدلا من ذلك على مسؤوليته عن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لا سيما السلوك المختل للجيش الإسرائيلي والسلطات الحكومية الأخرى.
في كل الأحوال، السردية المطلوبة هي سردية الوحدة، والوحدة لا تتحقق -في نظرهم- إلا إذا وافق "الجانبان" على أن ينتهيا بأقل من 100% مما أراداه في البداية.
القاسم المشترك بين هذه المقاربات التي تبدو متناقضة هو أنها جميعا مركزة بالكامل على نتنياهو. خذ الوسطية الإسرائيلية مثالا: فقد أصدر نتنياهو رسالة غير مسبوقة، تدعو عمليا إلى تعليق الأعراف المؤسسية والقانون لصالحه. وكانت المبررات في أحسن الأحوال غامضة.
قد يفترض المرء أن دعاة "الاعتدال" سيقابلون طلب نتنياهو بالرفض القاطع. ومع ذلك، ما إن نشر نتنياهو الرسالة، حتى سارع هؤلاء الوسطيون إلى قبولها بوصفها شرعية، وبدؤوا بمحاولة تحديد صيغتهم التوفيقية بالاستناد إليها.
الأمر نفسه ينطبق على الليبراليين. فقد ألقى الأميركيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر خطابين في أكبر مظاهرة نظمت قبل بدء سريان وقف إطلاق النار، أمام حشد من مئة ألف شخص. كان هؤلاء المحتجون يرون أنفسهم خصوما شرسين لنتنياهو، وقد اختزلوا خلافهم معه في قضية واحدة: فشله (وانعدام رغبته) في إعادة الرهائن. وعندما ذكر كوشنر اسم نتنياهو، أطلق الحشد صيحات استهجان.
ولثلاثة أيام كاملة، وهي مدة أطول بكثير من قدرة الإسرائيليين التقليدية على متابعة حدث مثل إعدام موثق لفلسطينيين، انشغل الإعلام الإسرائيلي بالكامل بسؤال واحد: هل كان إطلاق صيحات الاستهجان مناسبا؟ أم كان غير لائق لأنه رئيس الوزراء؟ هل أثبتت الصيحات أن الاحتجاجات ضده تقوم فقط على كراهية شخصه (وكراهية مؤيديه بالتبعية)؟ هل نتنياهو هو تجسيد الشر الذي ينبغي استقباله بالاستهجان مهما كان البروتوكول؟
إعلانخلال تلك الأيام، كان الفلسطينيون يقتلون بالعشرات ثم بالمئات. وكانت البنية التحتية الإسرائيلية تتداعى، وكذلك الاقتصاد الإسرائيلي. ومع ذلك، كان كل ما أراده الليبراليون الإسرائيليون مناقشته هو نتنياهو، ورد الفعل على نتنياهو، وكيفية التموضع بالنسبة إلى نتنياهو.
بالنسبة لمؤيدي نتنياهو، لا أحد سواه. فهو "رجلهم"، الذي يمثلهم في مواجهة النخب التي تعتقد أن البلاد ملك لها بحكم المكانة. هو وحده، بجرأته ودهائه، من نقل المعركة إلى أعداء إسرائيل وأخضعهم. وهو من كسر النموذج الذي وضع إسرائيل تحت رحمة العالم. إسرائيل اليوم تفعل ما تشاء، وتلك الرغبات -كما يرون- لا يحق لأحد تحديدها سوى إسرائيل نفسها.
إنه شخص فريد، ولا ينبغي لأي قاعدة أو قانون أن ينطبق عليه؛ لأنه يحمل مهمة تاريخية وينقذ الشعب اليهودي. وحتى لو لم يفعل كل ذلك، يقول مؤيدوه العلنيون (مرددين في الواقع ما يفكر به مؤيدوه السريون)، فلماذا ينبغي التصويت لأي شخص آخر؟
لكن في الجوهر، لا يختلف هؤلاء عنه كثيرا. فلم يطرح أي زعيم "معارضة" يهودي رؤية تختلف عن تلك التي حققها نتنياهو بالفعل. فجميعهم يؤيدون حق إسرائيل في تدمير حماس، وفي مهاجمة أي "عدو" آخر متى شاءت إسرائيل. وجميعهم يستبعدون النواب الفلسطينيين في الكنيست من اجتماعات التنسيق، ويتحدثون عن "حكومة صهيونية" ستحل محل نتنياهو.
قد يلومون نتنياهو على تراجع مكانة إسرائيل الدولية، لكنْ لا أحد منهم يعترف بمسؤولية إسرائيل عن تدمير غزة، ناهيك عن الإبادة الجماعية.
أما "زعيما المعارضة" اللذان شغلا منصب رئيس الوزراء، فقد توليا المنصب مجتمعين لما لا يتجاوز 18 شهرا. في حين شغل نتنياهو المنصب لما يقرب من عقدين كاملين. صحيح أنه قد يكون وَقِحا بعض الشيء أو مختلا قليلا، لكنه ما زال -في نظر مؤيديه- الأدرى بإدارة الأمور من أي وريث محتمل يقدم نفسه على الساحة.
الخلاصة بسيطة: نتنياهو ليس فقط أكثر الساسة فاعلية في إسرائيل، بل هو السياسي الوحيد فيها. وإذا دُعي إلى انتخابات خلال الأشهر المقبلة ولم يكن قد أدين بعد، فيمكن توقع أن يخرج زعيما لأكبر حزب، وأن يعود رئيسا للوزراء. في الأصل، كانت عبارة "لا مثلَه" تقال عن الله. أما لدى الإسرائيليين، بكل أطيافهم السياسية، فلا أحد لديهم سوى نتنياهو.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline