الجزيرة:
2025-05-31@11:28:14 GMT

دراسة: كيف يحمى نحل العسل نفسه من درجات الحرارة؟

تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT

دراسة: كيف يحمى نحل العسل نفسه من درجات الحرارة؟

أظهرت دراسة حديثة أن نحل العسل أثناء حمله للرحيق يتمتع بقدرة مذهلة على ضبط سلوك طيرانه لتجنب ارتفاع درجة حرارة جسمه عند ارتفاع درجات حرارة الهواء، وذلك عن طريق خفض تردد ضربات أجنحته وزيادة سعة ضربة الجناح. وكانت الدراسة تهدف إلى تحديد مدى تأثير ارتفاع درجات حرارة الهواء على قدرة نحل العسل على البحث عن الرحيق.

وتشير الدراسة التي أجريت على نحل العسل الغربي أن الباحثين قاسوا درجات حرارة عضلات الطيران لدى النحل، والتمثيل الغذائي، ومدى فقدان نحل العسل الذي يحمل الرحيق للماء، وجرت هذه التجارب داخل غرفة طيران يمكن التحكم بدرجة حرارتها لتحديد قدرة الحشرات على الطيران في درجات حرارة الهواء المرتفعة.

ولتحديد كيف يمكن لحامل الرحيق أن يغير سلوك الطيران، استخدم العلماء أيضا مقاطع  فيديو عالية السرعة للنحل الطائر لقياس التغيرات في كيفية رفرفة أجنحته قبل وبعد ارتفاع درجات الحرارة.

وأظهر النحل الذي يطير عند حرارة هواء تقدر بـ40 درجة مئوية؛ أن متوسط ​​ترددات ضربات جناحه ومعدلات استقلابه أثناء الطيران وإنتاج حرارة استقلابية؛ أقل من النحل الذي يطير عند حرارة تقدر بـ25 درجة مئوية.

تتجنب معظم الحشرات الإجهاد الحراري عن طريق تغيير الوقت الذي تنشط فيه من اليوم (غيتي)

كما وجد الباحثون أن درجات حرارة عضلات الطيران تزداد خطيا مع وجود وزن زائد على النحلة من أحمال الرحيق عند درجات حرارة الهواء البالغة 20 أو 30 درجة مئوية، ولكن اللافت للنظر أنه لم يكن هناك أي تغيير في درجة حرارة العضلات مع زيادة أحمال الرحيق عند درجة حرارة الهواء البالغة 40 درجة مئوية، فقد كان النحل الطائر المحمل بالرحيق قادرا على تجنب ارتفاع درجة الحرارة عند 40 درجة مئوية عن طريق تقليل معدلات التمثيل الغذائي أثناء الطيران، وزيادة التبريد التبخيرى عند ارتفاع درجة حرارة الجسم.

وظهر هذا بوضوح عند تحليل مقاطع الفيديو عالية السرعة لنحل العسل وهو يطير في درجات حرارة الهواء المرتفعة، حيث بدا أن النحل يزيد من كفاءة الطيران عن طريق خفض تردد ضربات أجنحته وزيادة سعة ضربة الجناح لتعويض القوة الانتقالية، مما يقلل الحاجة إلى التبريد عن طريق تبخير الماء من الجسم والذي قد يؤدي إلى الجفاف.

كيف يمكن للحشرات الكبيرة أن تنظم حرارتها؟

وتستطيع الحشرات الطائرة الكبيرة أن تنظم حرارتها إلى حد كبير، إلا أن درجات حرارة أجسامها عادة ما تستمر في الارتفاع مع ارتفاع درجة حرارة الهواء الخارجي.

ويمكن أن تؤدي درجات حرارة الجسم المرتفعة إلى تقليل فترات بحث الحشرة عن الطعام والطيران، أو حتى موت الحشرات. لذا تتجنب معظم الحشرات الإجهاد الحراري عن طريق تغيير الوقت من اليوم الذي تنشط فيه. ومع ذلك فإن العديد من الحشرات الاجتماعية بما فيها نحل العسل يجب أن تبقى نشطة بغض النظر عن الإجهاد الحراري، وذلك لضمان نمو وبقاء المستعمرة. كما يمكن لبعض الحشرات أن تبرّد أجسامها بتبخير الماء لتفادي الإجهاد الحراري، ولكن هذا قد يؤدي إلى الجفاف.

وهنا تأتي هذه الطريقة لتنظيم الحرارة والتي ركزت عليها الدراسة، حيث يمكن للعديد من أنواع الحشرات تجنب ارتفاع درجة الحرارة عن طريق خفض ترددات ضربات أجنحتها وبالتالي تقليل إنتاج الحرارة الأيضية عند الطيران في درجات حرارة الهواء المرتفعة.

وتقلل هذه الإستراتيجية السلوكية الأخيرة من خطر الجفاف، لكن خفض تردد ضربات الجناح دون تغيير الجوانب الأخرى من حركيات الجناح سيقلل من الرفع الديناميكي الهوائي للحشرة وتوليد الطاقة الميكانيكية، ويحد من قدرتها على نقل كميات كبيرة من الرحيق وحبوب اللقاح إلى الخلية، لذا فإن النحلة بجانب تقليل ضربات الجناح تعمل على زيادة سعة الضربة.

مشكلة الجفاف قد تسبب أضرارا لا يمكن تلافيها للنحل وتقلل من خدمات التلقيح المهمة التي يقدمها للنباتات (بيكسابي)

وأظهر تصوير فيديو عالي الدقة أن النحل الذي يطير عند درجة حرارة هواء تبلغ 40 درجة مئوية، كان متوسط سعة ضربة الجناح لديه أعلى من النحل الذي يطير عند درجة حرارة 25 درجة مئوية، مما يزيد توليد القوة الانتقالية. وهكذا كان النحل قادرا على حمل نفس الكتلة الإجمالية (كتلة الجسم بالإضافة إلى حمل الرحيق) عند الطيران في درجات حرارة مختلفة عن طريق ضبط حركتين أساسيتين: تردد ضربات الجناح وسعة الضربة.

ما تأثير الجفاف على نحل العسل؟

على الرغم من أن نتائج هذه الدراسة تظهر أن النحل يستطيع تلافي أضرار ارتفاع درجة حرارة المناخ عن طريق تقليل إنتاج الحرارة الأيضية أثناء الطيران، فإن مشكلة الجفاف قد تسبب أضرارا لا يمكن تلافيها.

وتشير البيانات أنه في ظروف المراعي الجافة والفقيرة قد يحد الجفاف من نشاط النحل، مما يقلل من خدمات التلقيح المهمة التي يقدمها النحل للنباتات، كما أن الجفاف يحد من قدرة النحل على البحث عن الغذاء والرحيق.

ما خطورة تناقص الملحقات الحشرية؟

وتجدر الإشارة إلى أن الملقّحات الحشرية كنحل العسل من أهم وسائل تلقيح النباتات، ويمثل تناقصها خطرا كبيرا على نمو النبات.

وليس خافيا أن الملقحات الحشرية تتناقص بمعدل ينذر بالخطر، وأحد أسباب ذلك هو تغير المناخ . فالأحداث المناخية المتكررة والمتزايدة الشدة مثل ارتفاع درجة حرارة الكوكب وموجات الحرارة، قد تدفع الملقحات الحشرية -بما في ذلك النحل- بعيدا عن حدودها الحرارية، مما قد يؤدي إلى تناقص هذه الملقحات.

وإذا استمرت الملقحات الحشرية في التناقص، فمن المرجح أن نشهد تأثيرات كارثية على النظم البيئية والزراعة البشرية التي تعتمد بشكل كبير على الخدمات التي تقدمها هذه الكائنات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: درجات حرارة الهواء ارتفاع درجة حرارة الإجهاد الحراری فی درجات حرارة درجة مئویة نحل العسل عن طریق

إقرأ أيضاً:

دراسة: نصف سكان العالم تعرضوا لشهر إضافي من الحر الشديد بسبب تغير المناخ

كشف تقرير علمي جديد، أن نحو نصف سكان العالم عانوا من شهر إضافي من درجات الحرارة الشديدة خلال العام الماضي، بسبب تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية.

وأوضح الباحثون الذين أعدوا الدراسة أن استمرار حرق الوقود الأحفوري يؤدي إلى تفاقم موجات الحر، ما يتسبب في أضرار صحية وبيئية متزايدة تطال جميع القارات، ولا سيما في الدول النامية، حسب تقرير نشره موقع "phys.org".

وشددت عالمة المناخ في "إمبريال كوليدج لندن" فريدريك أوتو، وهي من المشاركين في إعداد التقرير، على أن "مع كل برميل نفط يُحرق، وكل طن من ثاني أكسيد الكربون يُطلق، وكل جزء من درجة الحرارة المُرتفعة، ستؤثر موجات الحر على عدد أكبر من الناس".


وأُجري التحليل من قبل علماء في مؤسسة World Weather Attribution، ومركز المناخ المركزي، ومركز الصليب الأحمر والهلال الأحمر للمناخ، ونُشر قبيل يوم العمل العالمي لمكافحة الحرارة في 2 حزيران /يونيو، الذي يركز هذا العام على مخاطر الإجهاد الحراري وضربة الشمس.

وأشار التقرير إلى أن الباحثين قاموا بدراسة الفترة الممتدة بين 1 أيار /مايو 2024 و1 أيار /مايو 2025، وعرّفوا "أيام الحر الشديد" بأنها الأيام التي تجاوزت فيها درجات الحرارة 90 بالمئة من أعلى درجات الحرارة المسجلة بين عامي 1991 و2020 في موقع معين.

وباستخدام نماذج مناخية خضعت لمراجعة علمية، قارن الباحثون عدد هذه الأيام بما كان سيحدث في عالم لا يعاني من تغير مناخي من صنع الإنسان، فوجدوا أن ما يقرب من أربعة مليارات شخص، أي 49 بالمئة من سكان العالم، تعرّضوا لحر شديد لمدة 30 يوما إضافيا على الأقل.

وأوضح التقرير أن الفريق العلمي رصد 67 حالة حر شديد خلال العام الماضي، ووجد في كل منها بصمة واضحة لتغير المناخ.

ولفت الباحثون إلى أن جزيرة أروبا في الكاريبي كانت الأكثر تضررا، حيث سجّلت 187 يومًا من الحر الشديد، أي أكثر بـ45 يوما من التقديرات المفترضة في غياب تغير المناخ.

وتأتي هذه النتائج في أعقاب عام شهد درجات حرارة غير مسبوقة عالميا، فقد كان عام 2024 الأشد حرارة منذ بدء التسجيلات، متجاوزا عام 2023، كما سجّل شهر كانون الثاني /يناير 2025 أعلى درجة حرارة شهرية على الإطلاق.

وأشار التقرير إلى أن متوسط درجات الحرارة العالمية على مدى خمس سنوات بات أعلى بمقدار 1.3 درجة مئوية من مستويات ما قبل الثورة الصناعية، فيما تجاوزت درجات عام 2024 وحدها حاجز 1.5 درجة، وهو الحد الرمزي الذي حددته اتفاقية باريس للمناخ.


ونوّهت الدراسة إلى نقص حاد في البيانات الصحية المتعلقة بتأثيرات الحرارة في الدول منخفضة الدخل، مضيفة أنه في حين سجّلت أوروبا أكثر من 61 ألف حالة وفاة مرتبطة بالحرارة في صيف 2022، فإن أرقاما مماثلة نادرة في أماكن أخرى بسبب سوء التوثيق أو التشخيص.

وأكد المؤلفون على ضرورة تعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وزيادة التوعية العامة، ووضع خطط محلية للتعامل مع موجات الحرارة في المدن.

كما شددوا على أهمية تحسين تصميم المباني من خلال التظليل والتهوية، وتبنّي سلوكيات أكثر أمانا مثل تجنب الأنشطة البدنية الشاقة خلال ساعات الذروة.

لكن الباحثين حذروا من أن هذه التدابير لا تكفي وحدها، وقالوا إن "الطريق الوحيد لوقف تصاعد شدة وتكرار موجات الحر هو التخلص العاجل من الوقود الأحفوري".

مقالات مشابهة

  • دراسة: نصف سكان العالم تعرضوا لشهر إضافي من الحر الشديد بسبب تغير المناخ
  • دراسة..نصف سكان العالم تعرضوا لشهر إضافي من الحر الشديد بسبب التغير المناخي
  • حرارة قياسية.. أسوء موجة جفاف منذ عقود تجتاح أجزاء من هذه الدول
  • «الأرصاد»: الدمام والأحساء الأعلى حرارة بـ45 مئوية.. والسودة الأدنى
  • حرارة جد مرتفعة بداية من السبت
  • 5 سنوات نار .. درجات الحرارة العالمية ستسجل أرقاما قياسية| ماذا سيحدث؟
  • «الأرصاد»: الدمام والأحساء الأعلى حرارة بـ47 مئوية.. والسودة الأدنى
  • ذوبان مقدمة السيارات.. تحذيرات من ارتفاع استثنائي لدرجات الحرارة في دول الخليج
  • ارتفاع درجات حرارة في المشاعر المقدسة مع بدء موسم الحج
  • ارتفاع إنتاج العسل في منح إلى 3 أطنان