فاينانشال تايمز: أردوغان سيطر على المشهد.. وواشنطن لم تعد قادرة على التحرك بدون تركيا
تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT
نشرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية تحليلًا لافتًا تناول السياسة الدبلوماسية العالمية، مؤكدةً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بات يؤدي دورًا حاسمًا في الصراعات الإقليمية وتوازن القوى داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وسلطت الصحيفة الضوء على ما وصفته بـ”العلاقة الاستثنائية” بين أردوغان والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مشيرة إلى أن “واشنطن لم تعد قادرة على العمل بدون تركيا”.
أبرزت الصحيفة أن العلاقة بين أردوغان وترامب تجاوزت الطابع الشخصي، لتصبح جزءًا من التوازنات الجيوسياسية في مثلث سوريا–إسرائيل–إيران، ومؤثرة في مراكز صنع القرار في واشنطن.
وذكرت أن أردوغان تعامل بإيجابية مع نتائج لقائه ترامب في لاهاي، قائلًا: “نأمل أن نحقق تقدمًا”. كما وصفت صورة الزعيمين وهما يتصافحان خلال قمة الناتو في يونيو/حزيران بـ”الرمز” لهذه العلاقة الخاصة.
رفع العقوبات عن سوريا وتفاهمات حساسةأشار التحليل إلى أن إدارة ترامب رفعت بعض العقوبات المفروضة على سوريا، استجابة لمطالب أردوغان. كما أشار إلى تحذيرات أنقرة الواضحة بشأن تقسيم سوريا، وتصريح وزير الخارجية التركي حقان فيدان بأن “تركيا قد تتدخل”.
التوترات مع إسرائيل واللاجئون السوريونركّز التحليل على التوترات التركية–الإسرائيلية، لافتًا إلى أن دعم ترامب للعمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا لم يمنع واشنطن من التفاعل مع موقف أنقرة. ولفت إلى تصريحات صادرة عن جاغابتاي جاء فيها: “إذا استقرت سوريا، فسيتمكن أكثر من 3 ملايين سوري في تركيا من العودة”.
اقرأ أيضاأردوغان: إخماد 3062 حريقًا وتعبئة شاملة لحماية غابات تركيا
الأحد 27 يوليو 2025إف-35.. عقبة مشروطةتناول المقال طلب تركيا المستمر للانضمام مجددًا إلى برنامج مقاتلات إف-35، وأشار إلى أن جماعات ضغط في الكونغرس الأمريكي – خصوصًا اليونانية والإسرائيلية – تعارض هذه العودة.
ونقل التحليل عن آرون شتاين، رئيس معهد أبحاث السياسة الخارجية، قوله:
“إذا أرادت تركيا شراء طائرات إف-35، فستحتاج إلى تمويل عسكري وموافقة الكونغرس. لكن تركيا لا تحظى بشعبية هناك، وستكون هذه عملية طويلة”.
وأكد الخبراء أن العودة ممكنة بشرط ألا تُفعّل تركيا أنظمة إس-400، وألا تُهدد البنية الأمنية للناتو.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: تركيا أمريكا إيران العلاقات الدولية الولايات المتحدة تركيا الآن إلى أن
إقرأ أيضاً:
باحث دولي لـ "الفجر": بن سلمان يعيد هندسة العلاقة مع واشنطن ويغلق الباب أمام التطبيع دون حلّ الدولتين
قال الدكتور محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية، في تصريح خاص لموقع الفجر، إن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن تبرز بوضوح عمق ومتانة الشراكة الاستراتيجية التي تجمع الرياض بالولايات المتحدة، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أظهر خلال الزيارة اهتمامًا كبيرًا بترسيخ ثوابت هذه الشراكة التي تمتد جذورها إلى منتصف أربعينيات القرن الماضي.
وأوضح الدكتور عثمان أن العلاقات بين البلدين، ورغم مرورها خلال العقود الماضية بتحديات غير هينة، ازدادت صلابة وقوة، إذ تنظر واشنطن إلى السعودية باعتبارها شريكًا أساسيًا في الشرق الأوسط، وركيزة مهمة تساعدها على التأثير في أسواق النفط العالمية، وهو أمر بالغ الأهمية لاستقرار الاقتصاد الأمريكي.
شريكًا استراتيجيًا يعزز احتياجاتها الأمنية والدفاعيةوتري الرياض في الولايات المتحدة شريكًا استراتيجيًا يعزز احتياجاتها الأمنية والدفاعية في منطقة مضطربة، كما يمثل الاقتصاد الأمريكي سوقًا جاذبًا للاستثمارات السعودية، التي تتيح بدورها مساحة من التأثير غير المباشر داخل الولايات المتحدة.
صفقات واستثمارات تتجاوز التريليون دولاروأشار عثمان إلى أن زيارة ولي العهد جاءت في هذا السياق المتين للعلاقات الثنائية، إذ توصل الأمير محمد بن سلمان والرئيس ترامب إلى تفاهمات واسعة وصفقات متعددة في مجالات اقتصادية ودفاعية.
وكشف أن من أبرز ما اتُّفق عليه خلال الزيارة هو زيادة حجم الاستثمارات السعودية داخل الاقتصاد الأمريكي من 600 مليار دولار إلى تريليون دولار خلال الأعوام المقبلة، في خطوة تعكس ثقة الرياض المتنامية في السوق الأمريكية، وتؤكد توجهها لتعزيز دورها الاقتصادي الدولي. مضيفًا، أن الجانبين توصلا إلى اتفاقات لتزويد المملكة بأنظمة تسليح أمريكية متقدمة، بما يعزز قدراتها الدفاعية في ظل التحديات الإقليمية الراهنة.
مستقبل التطبيع مع إسرائيل: موقف سعودي ثابت لا يتغيروفي ملف العلاقات مع إسرائيل، شدد الدكتور محمد عثمان على أن ولي العهد السعودي تمسك خلال الزيارة بموقف الرياض الواضح والمعلن، وهو ربط أي خطوة نحو الانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية بوجود مسار جاد يؤدي إلى تنفيذ حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية.
وأوضح الباحث الدولي، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تعترض بشدة على هذا التوجه، وهو ما يجعل حسب تقديره من الصعب تصور إحراز تقدم نحو تطبيع سعودي–إسرائيلي في المستقبل المنظور.