كيف يسهم التغير المناخي في انتشار الأوبئة والجوائح؟
تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT
تشير دراسة جديدة إلى أن الظروف المناخية، من ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة معدلات هطول الأمطار السنوية، وندرة المياه، تسهم في زيادة احتمالات تفشي الأوبئة والأمراض الحيوانية المنشأ الجديدة بوتيرة سريعة في مختلف أنحاء العالم.
وأكدت الدراسة التي نُشرت في مجلة "ساينس أدفانس" أن التغيرات المناخية التي تؤدي بدورها إلى تغيرات بيئية كاستخدام الأراضي، والتعدي البشري على المناطق الحرجية، وزيادة الكثافة السكانية، وفقدان التنوع البيولوجي، كلها عوامل تزيد من مخاطر انتشار الأمراض.
وقدمت الدراسة خريطة عالمية ومؤشرات لمخاطر الأوبئة الخاصة بكل دولة وقدراتها على الاستعداد والاستجابة للتهديدات الحيوانية المنشأ. وأشارت إلى أن تلك العوامل جعلت الأوبئة والجوائح الناجمة عن انتقال مسببات الأمراض من الحيوانات إلى البشر، والانتشار الحيواني، أكثر تواترًا.
وجمع الباحثون بيانات عن تفشي الأمراض الحيوانية المنشأ المُدرجة على قائمة الأولويات لدى منظمة الصحة العالمية خلال الفترة من 1975 إلى 2020، اعتمادًا على بيانات الشبكة العالمية للأمراض المعدية والوبائيات.
كما حددت الدراسة 9 أمراض حيوانية المنشأ تتمثل في العدوى التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر وذات قدرة عالية على التسبب في حالات طوارئ صحية عامة حادة. ومن بينها: فيروس زيكا، وإيبولا، ومتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس).
بشكل عام، يوجد أكثر من 200 مرض حيواني المنشأ معروف، تنتقل عندما يعبر العامل المُمْرِض، مثل الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات أو الفطريات، من الحيوان إلى الإنسان، سواء من خلال اللدغات، أو ملامسة الدم، أو اللعاب، أو البراز. ومن أبرز الأمثلة على هذه الأمراض: داء لايم، وداء الكلب، وإنفلونزا الطيور، وكوفيد-19 الذي استبعدته الدراسة.
وحسب الدراسة، يتزايد عدد الأمراض الحيوانية المنشأ الجديدة بوتيرة سريعة بفعل جملة عوامل يأتي على رأسها المناخ. وتزدهر أيضا مسببات الأمراض، وكذلك الحيوانات التي تحملها، في المناخات الدافئة والرطبة.
إعلانويُعد الاتصال المتكرر بين البشر والحيوانات عاملا رئيسيا آخر. فعندما يعيش الناس بالقرب من مناطق ذات تنوع بيولوجي غني، مثل الغابات، يزداد خطر انتقال الأمراض.
وحدّد الباحثون 131 تفشيا مرتبطا بأمراض ذات قابلية للتحول إلى أوبئة أو جوائح، خلال الفترة المذكورة، واستخدموا بيانات الأقمار الاصطناعية لتحديد 9 عوامل خطر محتملة تسهم في انتقال الأمراض الحيوانية المنشأ، معظمها مرتبطة بتغير المناخ وتأثيراته.
ومن بين هذه العوامل: الحد الأقصى السنوي لدرجة الحرارة، والحد الأدنى السنوي لدرجة الحرارة، وعجز المياه، وإجمالي هطول الأمطار السنوي، وكثافة الثروة الحيوانية، وتغير استخدام الأراضي، والتغير في القرب بين البشر والغابات، وفقدان التنوع البيولوجي، والكثافة السكانية البشرية.
وحلّلت الدراسة كيف تؤثر العوامل البيئية والمناخية المختلفة على خطر تفشي الأمراض، حيث اعتمد المؤلفون على نموذج تنبؤي قائم على تقنيات التعلم الآلي لدمج هذه المتغيرات.
وخلصت النتائج إلى أن معدل تفشي الأمراض في أميركا اللاتينية يعد الأكبر بنسبة 27.1%، تليها أوقيانوسيا بنسبة 18.6%، وآسيا بنسبة 6.9%، وأفريقيا بنسبة 5.2%، ثم وأوروبا بنسبة 0.2%، وأميركا الشمالية بنسبة 0.08%.
كما وجدت الدراسة أن ما يصل إلى 20% من السكان في العالم يعيشون في مناطق ذات مخاطر متوسطة، بينما يعيش 3% في مناطق ذات مخاطر عالية وعالية جدا.
وبيّنت النتائج أن التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة هطول الأمطار يرفعان من احتمالات انتقال العدوى، إذ إن العوائل الطبيعية للمُمْرِضات تتكيّف غالبا مع البيئات الحارة والرطبة، خصوصا في المناطق الاستوائية.
كما وجد الباحثون أن ندرة المياه مرتبطة بأعلى خطر لتفشي الأمراض، ربما بسبب تجمع الحيوانات حول مصادر المياه القليلة المتبقية، مما يسهل انتقال المُمْرِضات، أما الظروف القاحلة للغاية فقد تؤدي إلى انقراض العوائل، وبالتالي توقف انتشار المُمْرِض.
وأكدت الدراسة أن إزالة الغابات وتغير استخدام الأراضي يزيدان من فرص التواصل بين البشر والحيوانات البرية، مما يفتح الباب لانتقال مسببات الأمراض. وترتبط أيضا الكثافة السكانية، سواء للبشر أو للماشية، بزيادة احتمال تفشي الأمراض الحيوانية المنشأ، إذ تسهّل هذه الكثافة انتقال المُمْرِضات وانتشارها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات تغي ر المناخ تفشی الأمراض الم م ر
إقرأ أيضاً:
هل انتشار النمل والحشرات له علاقة بالحسد؟.. دار الإفتاء تجيب
تسأل الكثير من ربات البيوت عن انتشار النمل والحشرات في المنزل هل له علاقة بالحسد ؟، لترد دار الإفتاء المصرية، موضحة: النبي صلى الله عليه وسلم شرع لنا التعوذ بالمعوذتين وكثرة ذكر الله وقراءة الفاتحة واية الكرسي كل يوم صباحاً ومساءً، فمن شعر بأنه أصابه الحسد أو أصاب منزله الحسد عليه أن يفعل مثلما فعل رسول الله صلي الله عليه وسلم.
هل انتشار النمل في البيت حسد ؟وأوضحت أنه يجب على المسلم أن يحصن نفسه دوماً، والاهتمام بذكر الله أمر عظيم، فعلى الإنسان إذا شك أنه محسود فى أمر ما فى حياته أن يرقي نفسه بالمعوذتين والفاتحة وآية الكرسي، فإن استمر وجود النمل والحشرات فى منزله فقد يرجع هذا الأمر إلى نظافة البيت.
ربما هذه اجتهادات من بعض الناس، فهذه المسألة ليس فيها نصوص شرعية، فإذا أحس الإنسان بالحسد فعليه أن يقرأ سورة الفاتحة التى قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابي وما أدراك أنها رقية ويرقى نفسه بسورتى الناس والفلق هذا إذا شك فى أنه محسود أو حتى يرقي نفسه وبيته أما كثرة النمل ليس له دليل على وجود الحسد.
كذلك لا يجوز حرق النمل لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صحابي يحرق النمل فقال من فعل هذا فقال الصحابي انا يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم لا يعذب بالنار إلا رب النار”.
هل وجود النمل في البيت له علاقة بالحسد؟
وأجاب أيضًا الشيخ محمود السيد صابر عضو لجنة الفتاوى الإلكترونية بمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، عن سؤال ورد إليه يقول صاحبه: "هل وجود النمل في البيت بشكل كبير دليل على شيء؟".
ورد صابر قائلًا: "وجود النمل في البيت ليس دليلا على شيء، فإذا كان ظن السائلة أن وجود النمل فى البيت دليل على سحر أو جسد أو ما شابه ذلك؛ فعليك أختي الكريمة المحافظة على الصلاة على وقتها، وكذلك قراءة سورة البقرة فى البيت وهي التي قال عنها النبي الكريم: "اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة".. رواه مسلم.
وأكد أن وجود النمل فى البيت من الأمور الطبيعية التى تتعرض لها جميع البيوت فى مثل هذا التوقيت من العام، ويمكن التغلب عليه برش المكان بمبيد حشرى وتنظيف المكان.