صنعاء- أكد العميد عبد الله بن عامر نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات التابعة لجماعة أنصار الله الحوثيين أن "زيادة الضربات الأميركية والبريطانية إحدى نتائج التصعيد العسكري في البحر الأحمر، ونتيجة للفشل الأميركي في تحقيق الأهداف المتعلقة باستهداف القوة العسكرية لأنصار الله".

وقال ابن عامر في حديثه للجزيرة نت إن الأميركيين والبريطانيين "لم يحققوا أهدافهم"، واستدل بذلك على أن الجانب اليمني كان ينفذ عملياته العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن قبل الضربات، وإن العمليات العسكرية اليمنية تصاعدت بعد تدخل أميركا وبريطانيا العسكري.

وأضاف "حتى عملياتنا النوعية جاءت في ظل وجود البوارج الحربية والطيران الأميركي والبريطاني، وقواتنا تستطيع التعامل مع هذه الظروف الاستثنائية، ولديها تجربة سابقة، وتعمل على الاستفادة مما حققته خلال السنوات الماضية، بالتكيف مع مثل هذه الظروف بالشكل المناسب، والتعامل مع التقنيات العسكرية الأميركية المتطورة".

التوتر مستمر

وتحدّث ابن عامر عن طبيعة أسلحة الحوثيين المستخدمة، وقال إن "قواتنا في هذه المعركة تختلف كثيرا عن المعارك السابقة، ونستخدم ما يتناسب مع الأهداف المعادية خاصة الموجودة في البحر، وكذلك ما أُعلن عنه مؤخرا من استخدام الغواصات المسيرة"، كما أكد استخدام الصواريخ الباليستية والبحرية والطيران المسيّر.

وقال ابن عامر إن لدى قيادة الحوثيين قنوات اتصال مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وأكد أن "اليمن سيعمل على التعاطي بشكل إيجابي مع أي تطورات في غزة"، في إشارة إلى ما يرشح عن اتفاق لوقف إطلاق النار. وذكر أن "هذا ما حدث خلال اتفاق التهدئة السابقة، لأن ما يجري في البحر الأحمر مرتبط بشكل مباشر بما يحدث في غزة".

وأضاف "عملياتنا مستمرة حتى تتوقف الحرب، ويرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في القطاع"، موضحا أن "التدخل الأميركي والبريطاني جاء من أجل حماية المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر، وعندما لجؤوا للعدوان على اليمن أصبحت سفنهم وبوارجهم الحربية أهدافا لعمليات قواتنا".

وعن تأثر المنطقة بما يجري، قال القيادي الحوثي "سبق وحذرنا من أن الحشد العسكري إلى البحر الأحمر سيؤدي إلى الإضرار بحركة الملاحة الدولية، لأن هذه المنطقة لا تتسع للمزيد من البوارج والمدمرات والسفن الحربية".

ووضّح "نحن نتحدث عن منطقة ضيقة لا تقبل المناورة العسكرية، وإذا حدث اشتباك عسكري واسع، فمن المؤكد أن هذا سينعكس على حركة الملاحة الدولية".

ردود الفعل الدولية

وذكر نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي لقوات الحوثيين أن "هناك دولا تتواصل مع صنعاء، من ضمنها دول أوروبية كانت أجرت اتصالات مكثفة مع سلطنة عمان، بينما أبلغت بعض الدول -ومنها دول أوروبية- أنها لا تريد المشاركة بأي أعمال عدائية، وأنها ستشارك الأميركيين بشكل رمزي في التحالف من خلال إرسال ضباط إلى مقر القيادة الوسطى الأميركية الموجود في مملكة البحرين".

في مقابل ذلك، ذكر ابن عامر أن هناك دولا أخرى حاولت تأكيد تأييدها وقف إطلاق النار في غزة، وبأنها تثق بقرار صنعاء وقف عملياتها البحرية إذا أوقفت الحرب، وجرى إدخال المساعدات للشعب الفلسطيني، بينما كان هناك دول كان لها موقف معلن عبر الإعلام، لكنها لم تتخذ أي موقف عسكري في الميدان.

وعلق ابن عامر "نجد أنفسنا في مواجهة عسكرية مع الأميركيين والبريطانيين، الذين أخفقوا في دفع بعض الدول العربية والأجنبية إلى المشاركة في تحالف حارس الازدهار".

وأضاف في حديثه للجزيرة نت "هناك تواصل مع الصين ومع روسيا، وباعتقادي أن الجانب السياسي في أنصار الله لديه التفاصيل الكاملة، لكن قد يكون من المبكر الحديث عن دعم روسي أو صيني، برغم أن هناك تواصلا دائما وزيارات متبادلة واتصالات أيضا".

وردا على الحديث عن أن الأميركيين والبريطانيين جاؤوا إلى البحر الأحمر لبسط نفوذهم على هذه المنطقة الحيوية من العالم، قال العميد "هذا الكلام مردود عليهم، لأن النفوذ الأميركي وقواته موجودة في هذه المنطقة منذ عقود، نحن نتحدث عن موقع اليمن الإستراتيجي، وبالقرب منه هناك عشرات القواعد العسكرية الأميركية والبريطانية والفرنسية، سواء في جيبوتي والسعودية والإمارات وبقية دول الخليج العربية".

واستدرك في حديثه قائلا "إيران لديها وُجود في البحر الأحمر، وروسيا كانت تبحث عن قاعدة عسكرية لها في البحر الأحمر"، وأضاف "مستعدون لمختلف السيناريوهات، نحن عندما نتحدث عن منطقة الساحل الغربي فهي منطقة مهمة بالنسبة لليمن واليمنيين، وإغلاق الساحل وتحويل اليمن إلى دولة حبيسة جغرافيا قد يدفع اليمن لخيارات عديدة يدركها العدو، ونحن نتوقع ألا يقدم على هذه الخطوة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر ابن عامر فی غزة

إقرأ أيضاً:

هجمات حوثية يقابلها ردع أميركي.. اضطرابات البحر الأحمر تواصل شل خطوط الملاحة

هجمات حوثية يقابلها ردع أميركي، هذا هو الحال منذ أكثر من 6 أشهر على بدء أزمة البحر الأحمر التي عكست بظلالها على خطوط التجارة العالمية المارة في هذا الممر المائي الذي يمثل شرياناً حيوياً للاقتصاد العالمي.

هيئة عمليات البحرية البريطانية، أعلنت الخميس، عن تسجيل حادث استهداف جديد لسفينة تجارية أثناء مرورها قبالة سواحل الحديدة الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية، ذراع إيران في اليمن. في وقت أعلن فيه الجيش الأميركي عملية ردع جديدة تضمنت إسقاط عدد من الطائرات المسيرة التي كانت تستهدف السفن التجارية والقطع البحرية التابعة للتحالف الدولي.

ووفقاً لبيان الهيئة البريطانية، تم تسجيل حادث استهداف ضد سفينة تجارية على بعد 98 ميلا بحريا جنوب الحديدة. إلا أنها لم تعط مزيدا من التفاصيل عن طبيعة هذا الحادث.

دعت هيئة عمليات البحرية البريطانية، في تغريدة على حسابها في منصة إكس، السفن في تلك المنطقة إلى توخي الحذر، والإبلاغ عن أي حادث يواجهها.

أتى ذلك، عقب ساعات على إعلان الجيش الأميركي تدمير عدد من المسيرات المفخخة التي أطلقتها ميليشيا الحوثي صوب مياه البحر الأحمر، معتبراً تلك المسيرات تهديداً وشيكا لقوات التحالف وللسفن التجارية.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، على حسابها في منصة إكس، الخميس، أن القوات الأميركية نجحت يوم 22 مايو حوالي الساعة 3:16 بعد الظهر (بتوقيت صنعاء)، في التصدي لأربع طائرات بدون طيار في المناطق الخاضعة لسيطر ة الحوثيين المدعومين من ايران في اليمن، مؤكدة أن قوات القيادة العاملة في البحر الأحمر اتخذت إجراءات مناسبة لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية محمية وأكثر أمناً للسفن الأمريكية والتحالف والسفن التجارية.

يعتقد المسؤولون التنفيذيون في مجال الشحن ونقل البضائع أن البحر الأحمر سيظل منطقة محفوفة بالمخاطر للغاية لعدة أشهر أخرى، إن لم يكن لبقية العام الجاري، مما يفاقم عدداً من الضغوط على أسواق الطاقة. كما أن استمرار الاضطرابات في هذا الممر يرفع تكلفة النقل البحري بشكل مستمر، مع تأكيدات كبرى شركات الشحن على مواصلة تحويل مسار سفنها صوب ممر "رأس الرجاء الصالح" جنوب إفريقيا، وهو ما ساهم في تضرر سلاسل التوريدات بسبب بُعد المسافة البديلة.

ووفقاً لتقارير اقتصادية فإن أسعار خدمة النقل بالسفن التي تحمل الوقود من الشرق الأوسط إلى آسيا تضاعفت ثلاث مرات تقريباً منذ أن شنت أميركا وبريطانيا غارات جوية على المتمردين الحوثيين في اليمن، بأن قفزت إلى 83 ألف دولار يومياً من حوالي 30 ألف دولار، أي بزيادة قدرها 182% منذ 12 يناير الجاري.

وتأثرت خطوط الإمداد العالمية منذ منتصف نوفمبر بالهجمات التي يشنها الحوثيون بدعم من إيران في البحر الأحمر، مما أدى إلى تراجع خطوط نقل الحاويات عبر الممر المائي الرئيسي لقناة السويس بنحو 80%، وفقاً لتقديرات "بلومبرغ إنتليجنس".


مقالات مشابهة

  • كشف حساب أولي لهزائم دول العدوان!
  • هجمات حوثية يقابلها ردع أميركي.. اضطرابات البحر الأحمر تواصل شل خطوط الملاحة
  • الحوثي: إحدى عملياتنا العسكرية هذا الأسبوع نفذت باتجاه البحر الأبيض المتوسط
  • قيادي حوثي يقتل أحد أبناء محافظة إب في مدينة ذمار والمليشيا تغض طرفها عن الجريمة
  • الحوثيون يعلنون عن غارات استهدفت مطار الحديدة 
  • الحوثيون يعلنون عن غارات استهدفت مطار الحديدة
  • الطيران الأمريكي والبريطاني يشن 6 غارات على مطار الحديدة غرب اليمن
  • قيادي حوثي يعيّن سائقه الشخصي في منصب حكومي رفيع
  • قيادي حوثي سابق ينصح البرلماني ”حاشد”: غادر إلى مأرب أو عدن قبل أن يقتلوك بصنعاء
  • بالتعاون مع 3 دول خليجية.. تحرك أمريكي جديد بشأن اليمن وهجمات الحوثيين في البحر الأحمر.. وإعلان لوزارة الخارجية