توجّه الإيرانيون، اليوم الجمعة، إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات البرلمانية، واختيار أعضاء مجلس خبراء القيادة المسؤول عن تعيين المرشد الأعلى، وهو أعلى سلطة في إيران. 

وهذه الانتخابات هي الأولى، منذ الحركة الاحتجاجية التي هزت إيران نهاية العام 2022، إثر وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام على توقيفها من قبل "شرطة الأخلاق" لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة، وفق السلطات المحلية.

 

ودُعي الناخبون الإيرانيون إلى اختيار أعضاء مجلس الشورى (البرلمان) البالغ عددهم 290 للسنوات الأربع المقبلة، كما أن عليهم أيضاً اختيار أعضاء "مجلس خبراء القيادة" الـ88 لمدة 8 سنوات. 

وبعد النظر في طلبات الترشيح لأشهر، تمت الموافقة على عدد قياسي من المرشحين بلغ 15 ألفاً و200 مرشح للانتخابات التشريعية، من جانب مجلس صيانة الدستور المؤلف من 12 عضواً، ويشرف على الانتخابات والتشريعات. 

ما عدد الناخبين ومراكز الاقتراع؟ 

يحق لحوالي 61 مليون إيراني من أصل 85 مليوناً التصويت، نصفهم تقريباً من النساء. 

وفي إطار جولة واحدة ستشهدها الانتخابات، سيتم فتح 59 ألف مركز اقتراع في جميع أنحاء البلاد، خصوصاً في المدارس والمساجد. 

كيف تجري عملية التصويت؟ 

توفّر هذه المراكز أوراق اقتراع يجب على الناخب أن يكتب عليها اسم المرشح الذي يختاره. 

ويتم التصويت لعضو واحد في جميع الدوائر الانتخابية تقريباً، باستثناء المدن الكبرى حيث يُطلب من الناخبين اختيار عدة مرشحين (35 عضواً في طهران). 

وسيتم فرز بطاقات الاقتراع في الغالب يدوياً لذا فقد لا يتم إعلان النتيجة النهائية قبل 3 أيام، إلا أنه يمكن أن تتوافر نتائج جزئية قبل ذلك، بحسب وكالة "رويترز". 

وتتوقع استطلاعات الرأي بأن تكون نسبة المشاركة عند 41% تقريباً، إلا أن النائب السابق محمود صادقي، تحدث الاثنين الماضي، عن استطلاعات تتوقع أن تصل نسبة المشاركة إلى 27%، وهو ما يقل كثيراً عن نسبة 42%، التي تم تسجيلها في الانتخابات البرلمانية في 2020. 

ما عدد المتنافسين على مقاعد البرلمان؟ 

يتنافس 15 ألفاً و200 مرشح على 290 مقعداً في البرلمان الذي يُنتخب أعضاؤه كل 4 سنوات. 

ووافق مجلس صيانة الدستور (المحكمة الدستورية)، المكون من 6 رجال دين و6 رجال قانون، على ترشح هذا العدد الذي يعتبر قياسياً منذ الثورة الإيرانية، من بين حوالي 49 ألف شخص تقدموا بطلب الترشيح. 

وتتمثل الأقليات الدينية التي يعترف بها الدستور، بـ5 أعضاء في البرلمان: واحد للزرادشتيين وواحد لليهود وواحد للمسيحيين الآشوريين والكلدان، واثنان للمسيحيين الأرمن. 

 

ما مهام البرلمان الإيراني؟ 

تتمثل مهام البرلمان في صياغة التشريعات والتصديق على المعاهدات الدولية والموافقة على الميزانية الوطنية، ولكن رغم أن النقاشات داخل المجلس تتسم بالحدة في بعض الأحيان، إلا أنه يتمتع بسلطات محدودة في مواجهة السلطة التنفيذية ورجال الدين. 

وليس للبرلمان تأثير كبير على السياسة الخارجية أو الأجندة النووية الإيرانية، التي يحددها المرشد علي خامنئي، والذي يتمتع بالسلطة العليا في نظام مزدوج يجمع بين الحكم الديني والجمهوري. 

ما هو "مجلس خبراء القيادة" وما صلاحياته؟ 

أنشئ مجلس خبراء القيادة بعد ثورة عام 1979، ويعد المجلس الذي يتم اختيار أعضائه في اليوم نفسه الذي تجري فيه الانتخابات البرلمانية، هيئة خاصة بإيران. 

ويعيِّن هذا المجلس المرشد الأعلى، الذي يعتبر أعلى مسؤول سياسي وديني في البلاد، كما يشرف على أدائه ويملك صلاحية إقالته.  

لذلك، قد يختار هذا المجلس المؤلف بالكامل من رجال دين، خليفة للمرشد علي خامنئي الذي سيبلغ من العمر 85 عاماً في أبريل المقبل. 

  

يتوجه أكثر من 61 مليون شخص في إيران الجمعة إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء مجلس الشورى ومجلس خبراء القيادة، في اقتراع يتوقع أن يعزز قبضة المحافظين على السلطة. 

ما عدد مرشحيه؟ 

يُنتخب أعضاؤه الـ88 بالاقتراع المباشر لمدة 8 سنوات. ويمكن لأي إيراني يبلغ من العمر 15 عاماً المشاركة في الانتخابات التي تقدم لها 144 مرشحاً، وحصلوا على موافقة "مجلس صيانة الدستور" من بين نحو 500 متنافس. 

واعتبرت شبكة "إيران إنترناشيونال" أن عدد مرشحي "مجلس خبراء القيادة" في بعض الدوائر، مثل محافظة فارس، أقل من العدد المطلوب، لافتةً إلى أنه في هذه الحالة، يتم نقل بعض المرشحين من منطقة إلى منطقة أخرى لحل هذه المشكلة، كما في الدورات السابقة. 

من هم أبرز المستبعدين؟ 

"مجلس صيانة الدستور" رفض ترشيحات أكثر من 30 ألفاً في الانتخابات، غالبيتهم من مرشحي الأحزاب الإصلاحية والمعتدلة، ما أثار تساؤلات عن خيارات المعسكر الإصلاحي للتعامل مع الاستحقاق الانتخابي. 

والمعسكر الإصلاحي المنافس للمحافظ، سيكون أقل تمثيلاً مما كان عليه في العام 2020، حيث تمت الموافقة على ترشيح 20 إلى 30 فقط من مرشحيه، وهو عدد غير كاف لتشكيل لوائح انتخابية، بحسب وكالة "فرانس برس". 

ويعد الرئيس السابق حسن روحاني (2013-2021)، من أبرز المستبعدين قبل الانتخابات، حيث سعى إلى أن يُحافظ على عضويته في "مجلس الخبراء" التي بدأت منذ العام 1999. 

ومن بين الشخصيات البارزة التي تم استبعادها أيضاً، رئيس مجلس "مقر عمار" الاستراتيجي التابع للحرس الثوري، مهدي طائب، وزير الاستخبارات في حكومة روحاني،محمود علوي، ومساعد وزير الاستخبارات في حكومة الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، بور محمدي. 

ما هي نسبة المرشحات في الانتخابات؟ 

تشكل النساء حوالي نصف الناخبين، أي 30 مليوناً من أصل 61 مليوناً، لكنهن لا يمثلن سوى 12% من المرشحين البالغ عددهم 15 ألفاً و200 للانتخابات التشريعية، وفقاً لوزارة الداخلية. 

ولا تشغل النساء سوى 16 مقعداً من أصل 290 في مجلس الشورى الحالي، بينهن 4 من طهران. 

وعلى الرغم من الوعود التي قطعها العديد من الرؤساء، إلّا أنهن لم يتسلمن أي حقيبة وزارية سوى مرة واحدة في عام 2009. 

  

ما أهمية توقيت هذه الانتخابات؟ 

سيكون هذا التصويت، أول اختبار رسمي منذ أن تحولت احتجاجات مناهضة للحكومة في 2022 و2023 إلى موجة من أشرس الاضطرابات السياسية في إيران منذ الثورة عام 1979. 

ويقول منتقدون من داخل النخبة الحاكمة وخارجها، بما في ذلك سياسيون وبرلمانيون سابقون، إن "شرعية النظام الديني في إيران قد تكون على المحك بسبب الأزمات الاقتصادية وغياب الخيارات الانتخابية لسكان يشكل الشباب قوامهم الأكبر، ويشعرون بالغضب من القيود السياسية والاجتماعية"، بحسب وكالة "رويترز". 

لكن المرشد علي خامنئي وصف التصويت بأنه "واجب ديني"، متهماً "أعداء" البلاد، وهو تعبير يطلقه في العادة للإشارة للولايات المتحدة وإسرائيل، بـ"محاولة غرس اليأس في صدور الناخبين". 

وتشكل الصعوبات الاقتصادية تحدياً آخر، فيما قال العديد من المحللين إن الملايين فقدوا الأمل في أن يتمكن رجال الدين الذين يحكمون البلاد من حل الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بسبب العقوبات الأميركية إلى جانب سوء الإدارة والفساد. 

وقفزت أسعار السلع الأساسية مثل الخبز واللحوم ومنتجات الألبان والأرز بشكل هائل في الأشهر الماضية، فيما يبلغ معدل التضخم الرسمي نحو 40%، فيما تشر تقديرات محللين ومراقبين إلى أن المعدل يتجاوز 50%. 

ما موقف الولايات المتحدة من الانتخابات؟ 

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، صرّح الخميس، بأن واشنطن "ليس لديها توقعات" بأن تكون الانتخابات البرلمانية في إيران "حرة ونزيهة"، مضيفاً: "عدد كبير من الإيرانيين يتوقعون ألّا تكون تلك الانتخابات حرة ونزيهة". 

وأوضح خلال حديثه للصحافيين "كما تعلمون، فقد تم بالفعل استبعاد آلاف المرشحين في عملية مبهمة، والعالم يعرف منذ فترة طويلة أن النظام السياسي الإيراني يتميز بأنظمة إدارية وقضائية وانتخابية غير ديمقراطية وغير شفافة"

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

رحمة بالعراق… يا مفوضية الانتخابات غير المستقلة

آخر تحديث: 13 دجنبر 2025 - 9:29 ص

بقلم:علي الكاش

أقول: في الانتخابات البرلمانية غالبا ما ينتصر حزب الثعالب على حزب الأسود في حصد اصوات الناخبين. من المؤسف حقا ان كثير من الناخبين يشبهون الحمير، حيث يمتطيهم المرشحون لغاية الوصول الى البرلمان وبعدها يتركونهم لشأنهم.
لكن هل انتهت مرحلة النهيق الانتخابي، وبدأت مرحلة الزئير الانتخابي؟ الحقيقة هي انه بهمة الجهلة والفاسدين والطائفيين والمال السياسي، فاز الفاسدون، وخسر المواطنون، فازت القوى الفاسدة، وخسر الشعب اللامبالي. ولات ساعة مندم.
هل تذكرون فتوى المرجع الشيعي محمد اليعقوبي في الانتخابات الأخيرة” من لا ينتخب السيد نوري المالكي فهو آثم شرعا، وتحرم عليه زوجته”، بفتوى سبق ان افتى بها كبار مراجع الشيعة عام 1922 ، كأن الزمن لم يتغير، تغيرت الوجوه والعقدة ثابتة. خلال الاحتلال البريطاني للعراق اوعز وزير الداخلية عبد المحسن السعدون في 20/10/1922 للمحافظين المباشرة بالتحضير لانتخابات الجمعية الدستورية. ووصفها المجتهدون بأنها ” حكم بالإعدام على الأمة الاسلامية” وفي 5/10 منه افتى أبو الحسن الاصفهاني ومهدي الخالصي وحسين النائيني بعدم شرعية الانتخابات وتكفير من يشارك فيها. جاء في فتوى الخالصي” قد حكمنا بحرمة الانتخابات. والمشارك فيها يعتبر معادي لله ورسوله وأئمة المسلمين، ولا يدفن في مقابر المسلمين”. كما تضمنت فتوى الاصفهاني أمور غريبة ” أي مسلم يشارك فيها تحرم عليه زوجته ويمنع من دخول الحمامات العامة وينبذه سائر المسلمين”. نفس المأساة تكررت مع انتخابات العراق عام 2005 للمزيد راجع ( M.M AL Adhami/ The election for the Constituent Assembly in Iraq 1922 /1924 ).
لا شك ان السكوت على الفساد يا مراجع الدين ليس من الفضائل، فهو يعني اما مشاركة الفاسدين، او الرضا عنهم، وكلاهما أمر من الآخر، كأنما اصبح الفساد مقدسا في عرفكم، فتلتزموا الصمت اتجاهه، في مخالفة صريحة لشرع الله. قال تعالى في سورة آل عمران/104(( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )).هؤلاء المراجع الدينية ـ السياسية ينطبق عليهم قول ابْن لنكك الْبَصْرِيّ:
لَا تخدعنك اللحى وَلَا الصُّور تِسْعَة اعشار من ترى بقر
تراهـــــــم كالسحاب منتشرا وَلَيْسَ فِيهِ لطَالب مطر
(يتيمة الدهر).

بلائنا من مفوضية انتخابات غير مستقلة
قال علي بن أبي طالب” لا يصلح لكم يا أهل العراق إلّا من أخزاكم، وأخزاه الله”. (ربيع الأبرار). أليس هذا هو حال العراق اليوم؟
لا بد ان يسأل العراقي نفسه:
اولا: هل المفوضية العليا للانتخابات مستقلة فعلا؟ وهل مجلس ادارتها وبقية موظفيها مستقلون عن الأحزاب الحاكمة؟هل أثبتوا نزاهتهم ومصداقيتهم في الانتخابات السابقة؟ وهل تخلصوا من نفوذ الكتل الحاكمة؟هل توجد ضمانات حقيقية بأنهم سيكونون نزيهين هذه المرة، والمرات القادمة؟
لتوضيح الأمر أكثر، هل العامل سيعمل بالضد من ربٌ العمل، ولا يستمع لأوامره وتوجيهاته؟ هل سيعمل ضد مصلحة ربٌ عمله ويجرؤ على ذلك؟ وكيف ستكون النتيجة لو افترضنا جدلا، انه سيعمل لصالح نفسه، وليس ربٌ العمل؟ ذكر أَعْرَابِي رجلا بقلة الْحيَاء فَقَالَ: لَو دقَّتْ بِوَجْهِهِ الْحِجَارَة لرضها وَلَو خلا بِالْكَعْبَةِ لسرقها”. (نثر الدر في المحاضر/ا6). هذه هي حقيقة المفوضية العليا للانتخابات المسيسة، فهي الناطق بلسان الباطل، وهي من مخلفات نظام المحاصصة المدمر.

ثانيا: هل القوى السياسية تحترم صوت الناخب، بل هل تحترم نصوص الدستور المتعلقة بالانتخابات، علما انها هي من وضعت تلك النصوص؟ التجارب السابقة أثبت العكس، عندما فاز أياد علاوي في انتخابات عام 2010، رفضت ايران توليه رئاسة الوزراء، وفي لعبة هزيلة من قبل قاضي القضاة مدحت المحمود (المذموم) تحولت الرئاسة الى نوري المالكي، وفي الانتخابات التي تلتها عام 2014 فاز المالكي بأكثرية الاصوات في عملية تزوير لا مثيل لها في التأريخ القريب، ومع هذا تم إيقاظ حيدر العبادي من نومه، وقيل له “مبروك! أصبحت رئيسا لوزراء العراق”، والرجل بقي لوهلة يفرك عينية ليتأكد بأن الأمر ليس حلما، بل حقيقة. في الانتخابات الأخيرة فاز محمد شياع السوداني في عدد الأصوات، لكن شبح القاضي الولائي مدحت المحمود ما زال جاثما على صدر البرلمان من خلال تفسيره الكتلة الفائزة، فتحول النصر الى هزيمة، وتقلد السيف الاطار التنسيقي الشيعي عبر التحايل المتناغم والتخادم ما بين المفوضة العليا للانتخابات والقضاء المسيس، تحت ظلال الميليشيات المسلحة والمال السياسي الذي يفترض فيه ان تخضع الأحزاب السياسية الى قانون الأحزاب حول مصدر أموالها. ناهيك عن ان الدستور لا يسمح بامتلاك الأحزاب اذرع سياسية عند دخولها الانتخابات، لكن بذكاء الثعلب، ادعت تلك الأحزاب انها انفصلت عن الفصائل المسلحة، مع ان تلك الفصائل تأتمر بأمرة رؤساء الأحزاب وليس القائد العام للقوات المسلحة.
افرزت الانتخابات الأخيرة ما يقارب (100) برلماني جديد يقلدون الولي الفقيه في ايران، ولا نفهم كيف بارك ممثل الرئيس الأمريكي سافايا نتائج الانتخابات، وهو الذي صرح مرارا بأنه سيعمل على تقليص او انهاء النفوذ الإيراني في العراق!وصل الأمر من البشاعة بأن لجنة ثلاثية تتألف من الولائيين وهم عمار الحكيم (تيار الحكمة)، وهمام حمودي (المجلس الإسلامي)، وعبد الستار الفريجي (حزب الفضيلة) يقررون من يشغل منصب رئيس مجلس الوزراء، اما أصوات الناخبين فقد رميت في مكب النفايات، ولا حيلة لمن صوت الا الصمت والحيرة، على ماذا اذن جرت الانتخابات طالما ان اللجنة الولائية هي من تختار رئيس مجلس الوزراء؟ بمعنى ان الأمر لا يخرج عن ايدي الولي الفقيه في ايران.

ثالثا: الغرض من الانتخابات في الأنظمة البرلمانية في كل دول العالم ـ ما عدا الأنظمة الدكتاتورية ـ هو اختيار مجلس النواب القادم، الذي سيتولى بدوره اختيار الحكومة، وبالتالي رئيس الجمهورية، بمعنى ان الرئاسات الثلاث ستعتمد على أصوات الناخبين فقط! لذا قيل بأن الشعب مصدر السلطات. لكن في العراق تحت مقصلة الديمقراطية حددت رئاسة البرلمان لأهل السنة، ورئيس مجلس الوزراء حصة الشيعة، ورئاسة الجمهورية حصة الأكراد، وهذا عرف ساد، وليس هناك نصا في الدستور يتضمنه، بمعنى انه لا يوجد أي دور لصوت الناخب في عملية الاختيار، فإن شارك أو رفض المشاركة فالأمر سيان. المحاصصة هي التي تفرض الأمر الواقع، وليس أصوات الناخبين التي لا قيمة لها.

رابعا: لا يمكن تناسي الدور الإيراني الذي مارس ضغوطا على المفوضية من اجل زيادة مقاعد الميليشيات المسلحة، فالأحزاب الولائية تصاعدت مقاعدها بشكل لا يعقله حتى المجانين، من مقعدين الى ما يقارب (20) مقعدا دون ان تجد أي سبب معقول يبرر هذا الأمر، فهل كان مثلا أداء عصائب اهل الحق وحزب الله العراقي وبقية الميليشيات عند حسن ظن العراقيين؟ كان يفترض على مبعوث الرئيس الأمريكي سافايا ان يهنئ الخامنئي على فوز مقلديه النواب الولائيين في البرلمان العراق، وليس الحكومة العراقية.
هناك قول مأثور في النرويج (.( Søppel inn, søppel ut.
ترجمته” القمامة تدخل والقمامة تخرج” وهذا ينطبق على البرلمان العراقي، كلهم قمامة من رئيس البرلمان ونوابه الى الأعضاء، كأن البرلمان مكب نفايات.
هل نشحن ذاكرة الشعب العراقي ونذكره بتصريح زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في 26/3/2108، حيث ذكر” إن الإمام علي خامئني ابلغني هاتفيا مساء أمس بأن رئاسة الوزراء ستكون من حصتي في الانتخابات القادمة، وان خامئني قد أخبره من خلال الاتصال بأحد وكلاء الإمام المهدي الغائب، بأن نوري المالكي هو من سيشكل الحكومة القادمة وسيحصد اعلى الأصوات، وانه سيعمل بكل ما بوسعه لجعل العراق من افضل دول العالم في الخدمات واحترام حقوق الإنسان وصيانة كرامته”. بدلا من جعل العراق من افضل دول العالم جعله في المؤخرة وسلم ثلث أراضي العراق الى تنظيم داعش الإرهابي.

الخلاصة
كانت الانتخابات الحالية بمثابة الفرصة الأخيرة التي يمكن أن نثبت فيها للعالم وقبله نثبت لأنفسنا بأننا شعب واعي ومثقف يحب وطنه ويستفيد من الدروس والتجارب السابقة.شعب عصامي يستحق الحياة الكريمة لا يراهن على نفسه ولا على مستقبل الأجيال القادمة.شعب يستلهم الحكمة معززة بالعزيمة ليقرر ويختار مصيره بيده وليس بأوامر خارجية.شعب لا يضع الحبل حول رقبته ويستأذن الجلاد بخشوع ليتفضل بإعدامه!شعب لا ينسى من. أساء له وبدد أحلامه بنوايا شريرة، وحول مع سبق الإصرار والترصد الفردوس الأرضي إلى جهنمالعاقبة لنا وعلينا، وسنجني ثمارها هذه المرة، والمُرة قريبا، ولات ساعة مندم حري بالعراقيين ان يتذكروا قول السيوطي” لا تكن ممن يلعن إبليس في العلانية، ويواليه في السر”. (الكنز المدفون).

مقالات مشابهة

  • برامج البودكاست تحظى بمكانة متقدمة في المشهد الإعلامي الإيراني
  • آخرهم مرشحو الدوائر الملغاة .. نواب ببرلمان 2020 يستعدون للرحيل بعد الخسارة
  • رحمة بالعراق… يا مفوضية الانتخابات غير المستقلة
  • هل يُنقذ رئيس الجمهورية الاستحقاق الانتخابي في اللحظة الحاسمة؟
  • السجال الانتخابي مستمر... بري: الانتخابات على القانون النافذ وجنبلاط لا يستبعد تأجيلها
  • تزامنًا مع انتخابات الدوائر الملغاة.. تعرف على مبطلات الصوت الانتخابي بصندوق الاقتراع
  • المشهد الانتخابى وهندسة القوائم «٦»
  • فرق ملموس في إعادة الانتخابات.. و"الصمت الانتخابي" أبرز مكاسب تصريحات الرئيس
  • اليوم الثاني على التوالي.. السيدات تتصدر المشهد الانتخابي بدائرة المنتزة في الإسكندرية
  • قبل غلق اللجان السيدات تتصدرن المشهد الانتخابي… وإقبال كبير من الناخبين بطامية