لجريدة عمان:
2025-05-17@17:35:19 GMT

تعويم..

تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT

في كثير من المجالس يحدث التالي: يفتح أحد الجالسين فكرة للمناقشة، فيبدأ عصف ذهني من قبل المجموعة الحاضرة، ولأن أحد الجالسين غير واع لما يُناقش، أو غير مستوعب للفكرة ذاتها، أو أنه شعر أنه «خارج التغطية» لأسباب مختلفة، فيبدأ حينها بممارسة «لعبة» تقويض الفكرة، أو تغييبها، من خلال الزج بمداخلات ليست لها علاقة بالفكرة المطروحة، وقد يتخللها التهريج؛ في بعض الأحيان؛ عندها تعوم الفكرة الجادة المطروحة للمناقشة، حيث تتداخل الأحاديث حول جوانب متعددة، فتموت الفكرة الأساسية، مع جديتها وأهميتها، وينشغل الجمع بمناقشات أخرى، وينفض السامر، كما يحدث أحيانا في مناقشات المجموعات الواتسابية.

هذه الصورة «الحدث المنفلت» من قواعد الجدية، واحترام الذات، وعدم إعطاء الموضوعات أهميتها، هي ممارسات غالبة في كثير من المواقف، ويتعامل الناس معها بكثير من عدم الأهمية، حيث لا يقف من يتعمدها عند حد معين، ولذلك يتمادى الآخرون في السياق ذاته في مناسبات كثيرة، بعضها يحتمل منها هذا التعويم، وبعضها الآخر؛ يفترض؛ أن يكون هناك حد لا يتجاوزه من يحاول أن يُعوِّم الأفكار، والأسس التي تقوم عليها مجموعة الممارسات في الحياة اليومية.

وإذا كانت هذه الصورة شائعة في اللقاءات والتجمعات ، ويمارسها البعض عن قصد، وعن غير قصد، فإن المسألة تتحجم ككرة الثلج، وتذهب إلى كثير من الممارسات اليومية في حياة الناس، حتى أصبحت داء يبحث عن علاج، ولأن المسألة في المناقشات العامة، قد لا تثير إزعاجا كثيرا من الناس، ويتعامل معها على أنها ظرف وقتي لا يحتمل الكثير من العناء المعنوي، لأن إثارة الصدام في تجمع لحظوي مناسباتي قد يثير الكثير من اللغط، والقيل والقال، ولذلك ينزه الناس أنفسهم عن الابتذال في الدخول بمناقشات مضادة من هذا النوع، ويكتفون بالفهم الصامت: «الله يكفّك يا لسان» وتسير القافلة إلى نهاياتها المفتوحة، كما هو الحال دائما.

الأمر المهم هنا، أن تعويم الفكرة أو تغييبها، لا يقتصر على الأحاديث العابرة، سواء في تجمعات معتادة، أو تجمعات رسمية؛ في بعض الأحيان؛ وإنما يذهب بعيدا وكبيرا، وعميقا عندما تشيع هذه الصورة في تغييب أو تعويم أهداف مؤسسة ما عن تحقيقها المنوطة إليها بحكم القانون، أو بحكم العرف بين الناس، وتصبح المؤسسة ذاتها تتلقفها الأيادي فتأخذها مشرقا ومغربا، وفق الأهواء، والنزاعات الذاتية، حيث تجير للمصالح الذاتية؛ عندها تفقد المؤسسة قيمتها المعنوية قبل أن تحقق أهدافها المادية، يحدث هذا عبر ممارسات قد تكون أحيانا فردية، وقد تتجاوز فرديتها، وهنا الخطورة أكبر، وكل المؤسسات «عبر مسمياتها المختلفة» معرضة لأن تقع في هذا المأزق، خاصة إذا تيقن أن من يريد أن يُعوِّم أهداف المؤسسة التي ينتمي إليها، أو يغيب دورها الحقيقي أن لا رقيب عليه، ولا مساءلة «ومن أمن العقاب؛ أساء الأدب».

جُبل الإنسان على التجاوز؛ وفق فطرته الضعيفة؛ ومن هنا تأتي أهمية درجات تغيير المنكر، وفق النص النبوي الكريم، «من رأى منكم منكرا... » وهي درجات محددة، وليست مفتوحة، ومن هنا أيضا تتضاعف الصعوبة في التغيير، لأن أقل الدرجات الواردة في الحديث هي؛ «... فمن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان» وصعوبة هذه الدرجة أن الفئة العريضة لهرم التغيير تقع ضمن هذه القاعدة، ولذلك تتناسل الممارسات في التعويم، والتغييب، وبذلك تفقد الأفكار تألقها، وصفوتها، وجمالها، والمهم في ذلك أهدافها.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

«زايد العليا» تختتم جولتها التفقدية على مراكز التخاطب في مصر

الإسماعيلية مصر (وام)

أخبار ذات صلة مجلس محمد بن حمد الشرقي يناقش دور السنع الإماراتي في ترسيخ القيم المجتمعية الإمارات وفرنسا تعززان الجهود الدولية في مصادرة الأصول الجنائية

زارت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم مركز الشيخ زايد في محافظة الإسماعيلية، في ختام جولتها التفقدية على عدد من مراكز التخاطب التي تشرف على تطويرها في جمهورية مصر العربية، من خلال برنامج «جسور أمل القابضة» الذي تدعمه القابضة (ADQ)، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة المصرية.
وأعرب عبدالله الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، عن اعتزازه بما تم تحقيقه ضمن برنامج «جسور أمل القابضة»، الذي يعكس متانة التعاون الإنساني والتنموي بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية في مجال دعم وتمكين أصحاب الهمم، مشيراً إلى أن الجولة التفقدية، التي امتدت على مدى خمسة أيام، هدفت إلى متابعة سير العمل في مراكز التخاطب الجاري تطويرها في عدد من المحافظات المصرية، والاطلاع على الجهود المبذولة للارتقاء بالخدمات المقدمة للأطفال من أصحاب الهمم، لا سيما ممن يعانون اضطرابات النطق والتواصل.
وأضاف: أن الزيارة أثمرت عن نتائج إيجابية مشجعة، تمثلت فيما لمسه وفد المؤسسة من التزام الكوادر الفنية والإدارية بتقديم خدمات متقدمة بجودة عالية، إلى جانب التقدم الكبير في تجهيز البنية التحتية للمراكز، واعتماد تقنيات وأدوات حديثة تواكب المعايير العالمية وتسهم في رفع كفاءة البرامج التأهيلية للأطفال من أصحاب الهمم، خاصة من يعانون اضطرابات في النطق واللغة.
وأكد أن تمكين أصحاب الهمم يبدأ من توفير خدمات نوعية قائمة على أفضل الممارسات الدولية، مشدداً على التزام مؤسسة زايد العليا بمواصلة التعاون الوثيق مع وزارة الشباب والرياضة المصرية، وبدعم من القابضة (ADQ)، بهدف ترسيخ نموذج مستدام ومتكامل للرعاية والتأهيل، يُحدث أثراً إيجابياً يمتد من الأفراد إلى الأسرة والمجتمع ككل.
وأكد الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، أن المؤسسة تؤمن أن هذه الجهود تمثل خطوة مهمة في بناء نموذج عربي ملهم في مجال التأهيل المجتمعي، يقوم على تبادل الخبرات والعمل الميداني والاستثمار في الإنسان.
وجدد الحميدان التزام المؤسسة بالمضي قدماً في تعزيز هذا البرنامج التنموي، والتوسع في تأهيل مراكز جديدة في مختلف المحافظات المصرية، استجابة لاحتياجات المجتمعات المحلية، وحرصاً على وصول الخدمات المتخصصة إلى أكبر عدد ممكن من أصحاب الهمم في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية.
وكانت جولة وفد المؤسسة شملت عدداً من المراكز في مختلف محافظات مصر.
وخلال الجولة التفقدية، وقعت المؤسسة اتفاقية تعاون مشترك مع وزارة الشباب والرياضة المصرية لتنفيذ المرحلة الثانية من برنامج «جسور أمل القابضة»، ونفذت قافلة طبية تضمنت 12 عيادة طبية متخصصة بالحوامدية في محافظة الجيزة، إلى جانب افتتاح أول حديقة للمكفوفين ضمن مشروع «جسور أمل القابضة» في مدينة 15 مايو بمحافظة القاهرة، إضافة إلى تخريج 252 أخصائياً وأخصائية من الكفاءات العاملين بمراكز التخاطب في 14 محافظة مصرية، انتظموا في ورش تدريبية ضمن المرحلة الجديدة من برنامج «جسور أمل القابضة» في محافظة الأقصر.

مقالات مشابهة

  • التصريحات المُستفِّزة
  • المؤسسة القطرية للإعلام تعلن إطلاق منصتي QBUSINESS وQ37
  • الوزير كريم زيدان في لقاء مفتوح مع مؤسسة الفقيه التطواني
  • صوت المؤسسة .. لا ظلها
  • ترامب: سكان غزة يتضورون جوعا ونتطلع لإيجاد حل
  • ترامب يتعهد بايجاد حل لأزمة غزة: الناس يتضورون جوعاً
  • «زايد العليا» تختتم جولتها التفقدية على مراكز التخاطب في مصر
  • ترامب: «غزة أرض للموت والدمار ونعمل بجد من أجلها»
  • مؤسسة إغاثية تدعمها واشنطن تبدأ نشاطها في غزة
  • منظمة غير حكومية جديدة تعتزم توزيع المساعدات الإنسانية في غزة