عربي21:
2025-05-22@07:53:01 GMT

الإغاظة الجوية والماء فوق ظهورها محمول

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

تفتقت عقول دول العالم المحاصرة لغزة، بحيلة الإغاثة الجوية، للتكفير عن ذنوبها وتحسين صورتها التي تضررت كثيرا في الحرب الطويلة عليها، فأمريكا محاصرة أيضا، وقد كشف الطفل الغزي عورة الملك العريان، أي: إعمال تمثيلية كالتي كان بياعو العلكة السوريون يؤدونها في الكراجات، لكن في منصة السماء يستعطفون بها المسافرين لشراء بضاعتهم.

. فعمدوا إلى إغاثة جوية ليس لأنهم نسوا كلمة سر فتح باب مغارة غزة، وليس لأن جدران القلعة شديدة التحصين، إنما لأنَّ المراد من الإغاثة هو الإغاظة، والإغاظة هي لأهل غزة وللعرب والمسلمين عموما، الذين يشاهدون المجازر على الشاشات، عاجزين، ويتمزقون من الغيظ وهم يرون الأطفال يأكلون الأعشاب والحشائش، ويتحولون إلى هياكل عظمية.. وللإغاظة أسماء أخرى مثل الشماتة، والنكاية، والطرافة أيضا، وسنذكر وجه الطرافة المرّة في آخر المقال.

وقد باهى بطل صعود الأدراج ولعق الآيس كريم، الرئيس الأمريكي الرحيم، بغيرته على أرض غزة وأعلن عدم رضاه على احتلال شريط من غزة تنوي إسرائيل الاحتفاظ به كشريط عازل بين غزة وإسرائيل، وهو يناصح إسرائيل كثيرا، لكنها لا تنتصح، لا بمنعرج اللوى، ولا في ضحى الغد، ويدعو حكومة نتنياهو اليمينية بالحكمة والأسلحة غير الحسنة، التي غابت في أثناء احتلاله أفغانستان أو احتلال العراق، أو ضرب اليابان بقنبلتين نوويتين: رفق فائض هنا، وشدة مدمرة هناك.

وأعلن رؤساء دول الجوار العرب معارضتهم تهجير أهل غزة إلى بلادهم خوفا على شرف أمن مصر والأردن القومي، فحماس فصيل من الإخوان المسلمين، وهو فصيل لا يشبه شقيقاته الإخوانية الإصلاحية، الحزب الذي تعاديه الأنظمة العربية أشد العداء، لكنهم لا يمانعون تهجريهم إلى الدار الآخرة التي ليس لها أمن قومي!

معدل القتل ما زال على حاله، وقد بادر رؤساء الدول الأشد عداء لحماس والمقاومة وهم رؤساء أمريكا وإسرائيل ومصر والإمارات والأردن إلى مكرمة إغاثة جوية لشعب يموّت جوعا في القرن الحادي والعشرين، تطييبا لخواطر المحتجين في بلادهم. وكنا نظن أن حروب القرون الوسطى قد انقضت وصارت ذكرى من عالم النسيان
معدل القتل ما زال على حاله، وقد بادر رؤساء الدول الأشد عداء لحماس والمقاومة وهم رؤساء أمريكا وإسرائيل ومصر والإمارات والأردن إلى مكرمة إغاثة جوية لشعب يموّت جوعا في القرن الحادي والعشرين، تطييبا لخواطر المحتجين في بلادهم. وكنا نظن أن حروب القرون الوسطى قد انقضت وصارت ذكرى من عالم النسيان، بل إن ملكا عربيا من هؤلاء أشرف بنفسه على إسقاط صناديق الطعام في البحر، بعد الاستئذان من المحتل!

وتظهر صور قديمة للملك حبّه الاستعراض، فقد مثل دورا مدته 7 ثوان في مسلسل ستار تريك (رحلة النجوم)، مثله مثل حسني مبارك في ثلاثة أفلام هي "وداع في الفجر" و"ليلة الحنة" و"العمر لحظة".

أخطأ الإنزال في بعض إحداثيات التنزيل، وسيقال إن المؤن جنحت بسبب ضيق المكان وأعنّة الريح، مرة إلى قروش البرّ في إسرائيل، ومرّة إلى القروش في البحر.

المعونة الغذائية قليلة كما تجمع وسائل الإعلام، وتعادل حمولة شاحنتين ونصف، بل إن أمريكا على لسان رئيسها وجدت في الإنزال حلا للتجويع والتشريف معا، فأنزلت على أهل غزة 38 ألف وجبة جاهزة، فالأمريكان يحبون الديلفري، ويعشقون السرعة في كل أمر.

ويخشى أهل الخبرة والفطنة أن تكون الأطعمة غير شرعية وغير حلال، لكن الشرع يبيح أكل الميتة والدم والخنزير في المخمصة (وهي شدة الجوع). ويتساءل أقل الناس عقلا وأضعفهم رأيا عن أسباب تفضيل المحاصِرين مدّ المحاصَرين بالغذاء من الجو بدلا من البرّ، مع أنها عملية مكلفة كثيرا، بسبب صعوبة الترتيب الجوي وتكاليف الوقود، وفي الأرض أكثر من ألفي شاحنة تفسد وتتعفن في الانتظار؟ تلك قسمة ضيزى.

أول الأسباب أنها مثيرة وتتضمن كثيرا من الدراما والتشويق والحركة، وتذكّر بأفلام الأكشن، وثاني فضائل الإمداد من الجو؛ الاستعلاء، وإشعار المغاثين بأن المغيثين ملائكة، فالسماء هي العلوّ، والعلوّ من صفات الله تعالى، بل إن إسرائيل قادت الحملة الفاضلة التي ليس لها اسم، وهي عادة تطلق أسماء على عملياتها، لولا أنها طارئة، ويناسبها اسم حملة إغاثة أسماك البحر لتحسين ذاكرتها الضعيفة، أو حملة "الهباء المنثور"، أو حملة "أشبع ثم اقتل".

ومن أهداف حملة الإنزال الجوي التأكيد على أن غزة سجن حصين يُمنع الاقتراب منه، وتكريس الاحتلال وعزل حماس وشرطتها، وتجميد دورهم في الحفظ والتوزيع، وتعين على إثارة الشغب في غزة، ودفع المغاثين للتنازع حول الطعام. ومن أغراضها أيضا، الإخضاع والتطويع، والمباهاة أمام المحكمة الدولية بقيام المحتل بواجباته، وقد نسمع من جهات دولية ترشيح الدول المغيثة إلى جائزة سلام وطعام، شيء يذكر بمشاهد الخروج من أفغانستان الملحمية.

مثلا تبحث إيران عن طريق القدس في دمشق واليمن والأردن، أو تلجأ أمريكا العظيمة للجو ويمكنها أن تفتي في الأمر بهاتف، أو يجند الرؤساء العرب وزراءهم في رحلات بين عواصم العالم لبيان مكان الأذن في الرأس، والماء فوق ظهورهم محمول
كما أنها تصلح دفاعا مشهودا لتهمة التجويع العالمية، وإمتاع الناس "بالشو" والاستعراض، وتوفير ذرائع جديدة لمحللي الفضائيات، وإشعار المشاهدين أن أهل غزة يعيشون في مستطيل برمودا البري، الذي يلتهم الأخضر واليابس، والشماتة بالشعب الفلسطيني والتشفّي منه، وإيجاد بديل جوي للأونروا.

أما وجه الطرافة في الإنزال الجوي، فهو في شبه الإنزال الجوي بنكتة البحث عن الاذن الضائعة، وهي نكتة شهيرة وقديمة. وكان طلاب صفي النازحين قد كُلفوا برواية نكتة محلية بالألمانية، ورواية نكتة بلغة أجنبية أمر شاق، فاخترت نكتة سهلة يقلُّ فيها الكلام وتكثر فيها لغة الصم والبكم، فقلت للمعلمة أن تسألني عن مكان أذني، فمددتُ يدي اليمنى إلى أذني اليسرى، فضحكت، وضحك الزملاء، وهذا ما تفعله كثير من دول العالم..

مثلا تبحث إيران عن طريق القدس في دمشق واليمن والأردن، أو تلجأ أمريكا العظيمة للجو ويمكنها أن تفتي في الأمر بهاتف، أو يجند الرؤساء العرب وزراءهم في رحلات بين عواصم العالم لبيان مكان الأذن في الرأس، والماء فوق ظهورهم محمول!

twitter.com/OmarImaromar

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الإنزال الجوي التجويع غزة مساعدات حصار تجويع إنزال جوي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أهل غزة

إقرأ أيضاً:

سوريا والأردن توقعان مذكرة تفاهم لإنشاء “مجلس التنسيق الأعلى” (صور)

سوريا – وقع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مذكرة تفاهم بين الحكومتين السورية والأردنية حول إنشاء وتفعيل مجلس التنسيق الأعلى.

واتفق البلدان على تأسيس “مجلس التنسيق الأعلى” خلال زيارة الصفدي إلى دمشق في 17 أبريل 2025.

وعقد المجلس أولى دوراته امس الثلاثاء في دمشق برئاسة الشيباني والصفدي.

وأكد الشيباني والصفدي والوزراء من كلا البلدين، الحرص المشترك على إدامة التعاون والتنسيق المشترك حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يعكس تاريخية العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تطوير آفاق التعاون بينهما.

وتناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والارتقاء بها في مختلف المجالات بما يسهم في دعم جهود الحكومة السورية في إعادة بناء سوريا ومواجهة تحديات المرحلة الانتقالية.

وأثمرت الدورة الأولى لمجلس التنسيق الأعلى اتفاق الوزراء على خارطة طريق عملانية تستهدف تحقيق أهداف قصيرة وطويلة الأمد، بما يخدم المصلحة المشتركة بين البلدين ويعود بالنفع على شعبيهما.

وفي مجال المياه، تناولت خارطة الطريق مسائل مراجعة اتفاقية استثمار مياه نهر اليرموك للعام 1987 وتعديل بنودها بما يراعي الحقوق المائية العادلة لكلا البلدين إضافة إلى تفعيل عمل اللجان المشتركة بين الجانبين.

وعلى صعيد الطاقة، بحث الوزراء مشاريع تزويد سوريا بالغاز الطبيعي عبر الأردن ومشاريع الربط والتزويد الكهربائي ومشاركة التجربة الأردنية حول الإفادة من الطاقة المتجددة.

وتم الاتفاق على عقد اجتماع على المستوى الوزاري خلال شهر يوليو القادم يتبعه اجتماعات على المستوى الفني لمتابعة مجالات التعاون هذه، وكذلك مشاركة تجربة الأردن في مجال ترخيص شركات توزيع الكهرباء.

كما اتفق الطرفان على مباشرة الفرق الفنية لديهما بإعداد الدراسات اللازمة لإعادة تشغيل خط الربط الأردني السوري حال جاهزيته داخل الأراضي السورية وإعداد الشروط المرجعية لإعداد الدراسات اللازمة لتدعيم الخط الحالي.

وتم بحث إمكانية استفادة سوريا من ميناء الغاز المسال الذي سيتم تشغيله في العقبة في الربع الأخير من عام 2026، وكذلك الاستفادة من السعات التخزينية للمشتقات النفطية وأسطول نقل المشتقات النفطية المتوفر في المملكة.

وفي المجال الاقتصادي والتبادل التجاري، اتفق الطرفان على عقد اللجنة المشتركة على المستوى الوزاري في شهر يوليو، تتناول أجندة أعمال وقضايا تعزز فرص التكامل الصناعي الثنائي، والتجارة البينية وتعظم فرص شحن الترانزيت والاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة لمنتجات كلا البلدين، وتنظيم منتدى أعمال على هامش أعمال اللجنة، وكذلك دعوة القطاع الخاص لإعادة تشكيل مجلس الأعمال الأردني السوري المشترك، وترحيب الجانب السوري بزيارة وفد اقتصادي أردني لسوريا الأسبوع القادم.

وفي مجال النقل، اتفق الطرفان على عقد أعمال اللجنة الفنية الأردنية السورية المشتركة للنقل البري وبحث قضايا النقل البري بين البلدين وتوحيد الرسوم، وموضوع الربط السككي الثنائي مستقبلا، وكذلك مشاركة الخبرات في مجال تنظيم النقل البري.

وستتبع القرارات زيارات فنية متبادلة تستهدف تحقيق أهداف تلك القرارات وتترجم ما تضمنته خارطة الطريق التي بحثها مجلس التنسيق الأعلى.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • سرقوا 73 هاتف محمول وسيارات.. الداخلية تضبط تشكيلات عصابية بـ 3 محافظات
  • سوريا والأردن توقعان مذكرة تفاهم لإنشاء “مجلس التنسيق الأعلى” (صور)
  • الاحتلال يعد خطة كبرى على حدود مصر والأردن.. أحمد موسى يكشف التفاصيل
  • إسرائيل تعد خطة كبرى على حدود مصر والأردن
  • المغرب يوقع اتفاقيات بـ13 مليار دولار لتحلية مياه البحر وتعزيز الطاقة المتجددة
  • بعد رحيل جوزيف ناي مؤسس «القوة الناعمة».. هل لازالت هذه النظرية قوية بعد 20 عاما من ظهورها؟
  • الشيباني: تهديدات أمنية مشتركة تواجه سوريا والأردن
  • المغرب.. اتفاقيات لتحلية ماء البحر وتعزيز الطاقة المتجددة بـ13 مليار دولار
  • أفضل حاسوب في الأسواق.. هواوي تنافس بإمكانات ومواصفات جبارة
  • أول حاسوب محمول يعمل بنظام HarmonyOS