يحتل ملف الضرائب والجمارك أهمية كبيرة فى جلسات الحوار الوطنى الاقتصادى فى نسخته الثانية، كما جرى البدء بمناقشتها نظراً لأهميتها العائدة على المواطن بشكل مباشر.

«سالم»: نطالب بمشروع قومى لتوحيد الضريبة العقارية وتخفيف العبء عن المستثمر والمواطن.. ونسعى لوضع سقف للاستدانة وخفض الدين العام لـ90%

وفى هذا السياق، قال الدكتور محمد سالم، الخبير الاقتصادى، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن محور الضرائب والجمارك يحظى باهتمام «التنسيقية»، وتركز على إنشاء هيئة لإدارة الموارد السيادية لجمع الضرائب والجمارك.

وأكد «سالم» أنه لا بد من وضع إطار تنظيمى قانونى للدين العام يسمى قانون المسئولية المالية، ويتضمن مسئولية هيكل إدارى عن إدارة الدين العام من خلال استراتيجية تتبنى مفاهيم إدارة المخاطر للدين، والاضطلاع بعملية تسوية ومبادلات للديون الحكومية من خلال الأصول وتطبيق مبدأ إدارة الأصول فى محفظة الدين العام، كما ستتولى وضع مجموعة من الضوابط والمعايير للاستدانة سواء الدين الداخلى أو الخارجى، منها وجود نسبة الدين العام للناتج المحلى الإجمالى والدين الخارجى للمؤشرات، لافتاً إلى أن اللجنة تشمل رئيس الوزراء ووزارات التخطيط والمالية والتعاون الدولى ومجموعة من الخبراء فى مجالات الاقتصاد والمحاسبة والائتمان المصرفى.

وأضاف «سالم»، لـ«الوطن»، أنه لا بد من وضع سقف للاستدانة على غرار العديد من الدول، ولكن دون وضع رقم محدد، ويكون من خلال نسبة محددة بعد إصدار القانون، وتستهدف خفض نسبة الدين العام فى الناتج المحلى لـ90%، وفى خلال 5 سنوات تنخفض النسبة إلى 70% لنكون فى النسبة النموذجية الآمنة للدين العام من الناتج المحلى الإجمالى، مشيراً إلى أن مناقشة ملف الدين العام كان بحضور ممثلين عن وزارة المالية ووزيرة التعاون الدولى، وهو ما يؤكد أهمية استمرار الجلسات النقاشية بين الحكومة والخبراء.

وأشار إلى أن السياسة الضريبية من أهم الملفات التى تتم مناقشتها فى الحوار الوطنى، وتهدف لإرساء مبدأ عدالة الضرائب والكفاءة فى التحصيل الضريبى، مطالباً بإنشاء هيئة للموارد السيادية تجمع الجمارك والضرائب وكبار الممولين، تنتج عنها قاعدة بيانات موحدة لمنع تكرار الضرائب وإرهاق الممولين، بما يضمن حسم النزاعات والخلافات بين الممولين والضرائب، وحوكمة لقاعدة البيانات، وتسهيل العمل فى جمع الضرائب، لافتاً إلى أنه اقترح مشروعاً قومياً للتسجيل العقارى، لترفع الدولة عن كاهل المواطنين الأعباء المالية والإدارية الخاصة بالتسجيل العقارى والتى تعطل تسجيل الثروة العقارية.

وتابع: «أصبح لدينا 90% من الثروة العقارية غير مسجلة ويصعب الاستثمار وتداول العقارات بشكل كبير بسببها، وينتج عن ذلك غياب العدالة فى توزيع العبء الضريبى على أصحاب السكن الفاخر وباقى المواطنين الذين يملكون مسكناً واحداً، وبالتالى التسجيل الإلكترونى يساعد فى حصر العقارات وتوحيد الضريبة التى تدفع لمرة واحدة فقط، وتساعد الدولة فى جمع إيراد كبير من العقارات، وعدم وجود أعباء إضافية على المستثمرين».

ولفت إلى أن التوسع فى البنية التحتية يسهم فى الدفع بعجلة الاقتصاد وتوفير فرص عمل للشباب، منوهاً بأن مشروعات البنية التحتية تستوعب أعداداً كبيرة من العمالة ولكنها ليست نمطاً يُحدث تنمية مثل إنشاء المصانع، وأوضح: «تخارج الدولة من الاقتصاد هو تحول مطلوب لإحداث تأثير دون ضغط عليها، ومن هنا لا تتحول الدولة لمنافسة القطاع الخاص، وهناك أنماط تحول دون ذلك لكى تحدث تنمية فى الاقتصاد»، وطالب بوضع استراتيجية معلنة للمالية العامة يتم إقرارها من البرلمان مع برنامج الحكومة، تشمل مؤشرات ومستهدفات كمية لكل من حجم وسقف الدين العام الداخلى والخارجى، والحصيلة الضريبية، وتوسعة القاعدة الضريبية، والناتج المحلى الإجمالى، مع كيفية تحقيق تلك المستهدفات، وضمان استيعابها للصدمات العالمية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التنسيقية ندوات وورش عمل الأمن الغذائى الضرائب والجمارک الدین العام إلى أن

إقرأ أيضاً:

النفط العراقي في مرمى العقوبات: عندما تتحول الشركات السيادية إلى أهداف جيوسياسية

31 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: بينما تُلوّح الأجواء الدولية بإمكانية فرض عقوبات على شركة تسويق النفط الوطنية “سومو”، ترتسم ملامح أزمة عراقية متعددة الوجوه، كما أشار النائب علي المشكور، محذرًا من تبعات لا تقف عند حد الخسائر المالية، بل تتجاوزها إلى مفاعيل سياسية معقدة قد تعصف بتوازنات الداخل.

وتبرز خطورة السيناريو المحتمل في أن سومو ليست مجرد شركة تصدير نفط تقليدية، بل هي الذراع السيادية التي تدير عصب الاقتصاد العراقي، وتُجسد واحدًا من أدوات الدولة القليلة في ضبط العائدات والسيطرة على مفاصل السوق العالمي. وبالتالي فإن استهدافها بعقوبات -وفقًا لما تسرّب من تقارير دولية علنية بالاسم والتفصيل- سيُعيد فتح ملفات الصراع بين الدولة العميقة ومراكز النفوذ الدولية، ويقحم العراق في قلب دائرة الضغط الجيوسياسي المتصاعد.

وتُفهم تصريحات النائب المشكور، لا باعتبارها تحذيرًا فقط، بل بوصفها ناقوس إنذار حاد ينبّه إلى قابلية الدولة على التفكك أمام صدمة نفطية قد تُشلُّ معها حركة السوق الداخلية، وتُقوّض استقرار العملة، وتُربك التزامات الموازنة العامة، وهي التي تقوم أصلًا على الإيرادات النفطية بشكل شبه مطلق.

ويفتح هذا السيناريو، في حال تحققه، أبواب التأزيم السياسي الداخلي، حيث ستتعالى أصوات تتهم جهات في السلطة بتدويل الملفات السيادية أو بالتقاعس عن تحصين مؤسسة كبرى بحجم سومو، بينما قد تتسلل أطراف إقليمية لملء الفراغ بأساليب غير تقليدية، تارة بالدعم “البديل”، وتارة بالابتزاز الاقتصادي المقنّع.

وليس من المستبعد أن يتحول ملف سومو إلى معركة قانونية وإعلامية مفتوحة، تمتد من أروقة البرلمان إلى قاعات التحكيم الدولي، في ظل تصاعد النبرة الغربية في استهداف المؤسسات النفطية المرتبطة بسياسات خارجية مرفوضة أو مشبوهة، بحسب توصيف بعض الدوائر الأمريكية مؤخراً.

وبين العقوبات المرتقبة وسيناريو الانفجار المالي، تبدو الدولة العراقية كمن يسير على حبل مشدود بين ضغوط الخارج وحسابات الداخل، بلا شبكة أمان واضحة، ما لم تُبادر إلى تحرك دبلوماسي استباقي يعيد تموضع “سومو” في الفضاء الدولي كلاعب اقتصادي بعيد عن شبهة التسييس.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • «المالية»: الدين العام يرتفع إلى 1.38 تريليون ريال بنهاية الربع الثاني من 2025
  • النفط العراقي في مرمى العقوبات: عندما تتحول الشركات السيادية إلى أهداف جيوسياسية
  • لجنة صياغة مشروع قانون الخدمة المدنية تتابع مناقشة محاور تنظيم إشغال الوظائف وتبدأ بصياغة المكوّن التشريعي لإدارة الموارد البشرية
  • رئيس مصلحة الضرائب والجمارك الجديد يكشف اولوياته للمرحلة المقبلة
  • وزير المالية يؤكد أهمية الشراكة بين الإدارة الضريبية والجمركية وجمهور المكلفين
  • دافع عن المال العام.. وفاة المستشار محمد سليمان نائب رئيس هيئة قضايا الدولة
  • المستشار محمد الشناوى: هيئة قضايا الدولة تقوم بدور فعال فى صون المال العام
  • هيئة الزكاة والضريبة والجمارك توفر وظائف شاغرة
  • عبدالله بن سالم يترأس اجتماع المجلس التنفيذي
  • صندوق النقد الدولي يكشف عن أسباب تغيير توقعاته لـ الاقتصاد في مصر